دعم الوحشية الإسرائيلية والكيل بمكيالين وإهدار حقوق الفلسطينيين يمنح خطاب الكراهية قبلة الحياة.. ثم جماعات جهادية صغيرة تنتشر تحت شعار «فى عقر داركم أيها الغرب سوف تكون المعارك»العدوان الهمجى على غزة وقتل الأبرياء والعزل يصعب السكوت عليه نحن أمام أحداث مروعة وفارقة فى تاريخ الإنسانية المعاصرخطاب الكراهية يمثل جرس إنذار.

. وكلما تعالى صوته زاد خطر الإبادة الجماعية

تلقيت دعوة كريمة للمشاركة فى ورشة "خطاب الكراهية وتأثيره على السلم والأمن الدوليين" التى يقيمها مركز "سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا" تحت مظلة المؤتمر الثامن للفتوى وتحديات الألفية الثالثة، والذى يأتى فى لحظة حاسمة يعيشها العالم كله وخاصةً منطقتنا فى الأساس.. ذلك أننا أمام أحداث مروعة وفارقة فى تاريخ الإنسانية المعاصر.. مايحدث فى غزة من عدوان همجى على الأبرياء والعزل من أبناء الشعب الفلسطينى.. والقتل الوحشى للأطفال والنساء والشيوخ.. وقصف المنازل ودور العبادة.. حتى المستشفيات كانت هدفًا للقتلة والمجرمين.

إن ما يجرى هناك يصعب السكوت عليه، كما يصعب الكلام عنه.. "إن خطاب الكراهية بمثابة جرس إنذار.. فكلما علا صوته، زاد خطر الإبادة الجماعية.. إنه يسبق العنف ويعززه" تلك نص كلمات الأمين العام للأمم المتحدة، السيد أنطونيو جوتيريش.. قالها منذ أكثر من عامين بمناسبة تدشين اليوم العالمى للتصدى لخطاب الكراهية، وها هو العالم، يشهد الانتقال المروع من "خطاب الكراهية" الى "أفعال الكراهية" حيث تجرى على مرأى ومسمع من العالم حرب الإبادة للشعب الفلسطينى.

عندما وقف العالم، يشهد كيف تؤجج دولة الاحتلال الصهيونى مشاعر الكراهية والحقد على الفلسطنيين، وعندما انطلقت أبواقها الدعائية تصور الشعب الفلسطينى على أنه شعب من الإرهابيين، لاقت المزاعم الصهيونية الدعم والمناصرة والتصديق من حكومات ومؤسسات كثيرة، خاصةً فى دول الغرب، وبالأخص الإدارة الامريكية وعلى رأسها الرئيس جو بايدن.. لتطور دولة الكيان الصهيونى خطاب الكراهية لسلوك الكراهية.. والآن وقد تحققت رؤية الأمين العام للأمم المتحدة بتمامها وشهد ويشهد العالم صحة مقولته، ماهى مقولته التالية؟، ماهو موقف العالم من تلك المذابح وجرائم الإبادة الجماعية للعزل والأبرياء من المدنيين فى غزة؟. 

هنا لابد من الإشارة لموقف مصر، متمثلة فى الرؤية الشاملة والتحذيرات التى عبر عنها بوضوح وحسم الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة وقف العدوان الإسرائيلى فورًا على غزة، والسماح للمساعدات والإغاثة الإنسانية بالوصول للشعب الفلسطيني، وضرورة أن يقوم المجتمع الدولى بدور جاد لا يتحمل التأجيل أو المراوغة لوضع حل شامل وعادل ونهائى للقضية الفلسطنية.

إننى على يقين تام أن كلماتى السابقة، لم تأت من باب الانفعال، ولا الاقحام على موضوع "خطاب الكراهية".. بل اننى أراها تجسيدًا وتأكيدًا واضحًا وجليًا، لمخاطر صناعة وترويج وتصعيد خطاب الكراهية، وانتقاله لسلوك الكراهية، ولا أجد فى هذا السياق سوى العودة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، إذ قال: "إن صناعة الكراهية خطر محدق بالجميع، ولذلك لابد أن تكون مواجهة الكراهية فرضًا على الجميع"..

فهل يكون "الجميع" على مستوى المواجهة؟ وهل يتحرك الضمير العالمي، بمؤسساته الدولية والأهلية، لوقف العدوان الهمجى الوحشى على غزة ؟ وماهى سبل مواجهة تسونامى الكراهية فى غزة وفى أى بقعة من العالم تشهد مفرداته وسلوكياته؟ 

سأحاول فى تلخيص وإيجاز شديد، الإجابة – ما أمكننى – على تلك التساؤلات،  باستعراض بعض مخاطر ومسببات صناعة الكراهية التى يشهدها واقعنا المعاصر. 

 

التطرف والإرهاب وخطاب الكراهية

تزايدت فى العقود الثلاثة الأخيرة أفكار وجماعات وممارسات التطرف والعنف والإرهاب، ومثلت ظاهرة عالمية، عابرة للحدود، وبات العالم على امتداد بلدانه، شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، ليس ببعيد عن مخططات التطرف والإرهاب والاكتواء بنيرانه.

التطرف والإرهاب يبدأ فكرًا.. هذه حقيقة أولية نعرفها، أى يسعى صناع التطرف لصياغة خطاب يزعم أنه يعتمد على مرتكزات عقيدية ورؤية لواقع المجتمع، أو الجماعة أو الطائفة التى يتوجهون بخطابهم لها ويستهدفون انصياعهم لأفكارهم، متوسلين "بشواهد"، تعبر عن رؤيتهم ومخططاتهم، يستمدونها من تخريجات وشروحات، غالبا ما تكون منتزعة من سياقها العام ومقصدها الشرعي، كما توظف تلك الجماعات أوضاعًا وأحوالًا من الماضى والحاضر، شهدت أو تشهد ظلما أو غياب عدل بالنسبة للمستهدفين بخطابهم، على المستوى السياسى أو الاجتماعي، من فقر وتهميش ومصاعب حياتية، وعلى صعيد رؤيتهم وموقفهم من الآخر البعيد – الغرب مثلا – يستدعون مرارات وسياسات ظالمة للآخر كاستعمار البلدان ونهب مقدراتها فى الماضي، وسياسات الهيمنة والتبعية التى تسلكها الدول الكبرى تجاه الشعوب فى العالم الثالث. 

والأهم الانحياز التام  لدولة الكيان الصهيونى وسياسة الكيل بمكيالين والتأييد المطلق لسياسات العدوان والاستيطان واهدار حقوق الشعب الفلسطينى.. من هذه الأحوال التاريخية والحاضرة الماثلة أمامنا الآن تصاغ مفردات وأدبيات خطاب التطرف والكراهية المتستر بالدين.

 

الإسلاموفوبيا الجناح الثانى لخطاب الكراهية

وإذا كان خطاب التطرف المنتسب زيفا وبهتانا للإسلام الجناح الأول لطائر الكراهية، قد سعى لخلق أوكار له فى المشرق، فإن خطاب الإسلاموفوبيا قد نجح فى بناء أوكار له فى الغرب.. ولا شك أن فكر التطرف وممارسات الإرهاب، الذى يرفع راية الإسلام، وهو أبعد ما يكون عن صحيح الإسلام قد أسهم وبشكل رئيس فى صناعة صورة سلبية، تكاد تكون نمطية، عن الإسلام والمسلمين فى المخيال الجمعى للكثيرين من أهل الغرب، فإن صناع خطاب الإسلاموفوبيا، سعوا بمهارة وتقصد شديد لاقتناص خطاب جماعات التطرف والإرهاب ونشره وتكريسه باعتباره فكر الإسلام وسلوك المسلمين، كل المسلمين.

والأمر لا يحتاج كثير جهد ليتكشف لنا من يقف وراء نشر وتمديد خطاب الإسلاموفوبيا، وهو بالقطع خطاب كراهية بجدارة، يعمل عليه سياسيون وكتاب ومفكرون وإعلاميون وصناع محتوى فى الفضاء الإليكترونى وكل وسائط الميديا، غير خفى علاقات ومصالح الكثير منهم بدوائر صهيونية وجماعات دينية متشددة، كتيار المسيحية الصهيونية مثلًا. 

 

ويبقى السؤال الأهم الذى أطرحه هنا: 

ماهى المخاطر المتوقعة، على خلفية تسونامى الكراهية الحادث فى غزة الآن، والسؤال يصوب باتجاه مخاطر "خطاب وأفعال" الكراهية المتوقع صدورها من جماعات العنف والإرهاب المتأسلمة؟

وكيف نكبح على الأقل تغول خطاب الكراهية؟

بخصوص سيناريوهات المستقبل القريب لتنامى خطاب الكراهية ومخاطرة، اعتمد هنا على تقدير موقف صدر منذ يومين عن مركز دراسات الشرق الاوسط "سيمو" فى باريس، حول تأثير عدوان اسرائيل على غزة  وتأييد الغرب لها على  تصعيد خطاب الكراهية للغرب، ويشرفنى أن أكون عضوًا فى مجلس إدارة المركز، الذى يترأس إدارته الدكتور عبد الرحيم على الكاتب والخبير فى دراسات الإسلام السياسى وملف الإرهاب، ويمكن إجمال وتحديد تلك التقديرات فى النقاط الاتية:

صدر التقرير تحت عنوان: "خروج الطبعة الرابعة من القاعدة والطبعة الثالثة من داعش" واعتمد هذا التوقع على العوامل الآتية:

تنشط عملية تجنيد التنظيمات الإرهابية فى الازمات الدولية (الحروب والكوارث) البيئية والطبيعية ويتم تجنيد العشرات بل المئات منهم.

وفى حالة غزة يكون التجنيد من خلال دعوى نصرة المستضعفين.

الصورة الذهنية التى يتركها خطاب الكراهية التى تقوم به إسرائيل فى غاية الوحشية وتكرس فكرة الجهاد المقدس والعمليات الإرهابية فى الداخل (الأجانب والسفارات والشركات والمصالح الاقتصادية) والخارج (استهداف الحافلات ومترو الانفاق وغيرها من التجمعات بل ونذهب بعيدا اختراق مؤسسات دفاعية وجيوش نظامية من خلال منظوماتها الإلكترونية).

صورة الغرب الذهنية عند الجيل الجديد واجتماع الصليبيين الجدد على العالم الإسلامى تدفع اكثر لاستقرار المفاهيم الجهادية المتطرفة.

خبرة التاريخ تقول إن الحرب الأفغانية فى عام ٧٩ أخرجت الطبعة الأولى من القاعدة والحرب العراقية والاجتياح الأمريكى، أما عام ٢٠٠١ فقد أفرخ الطبعة الثانية من القاعدة (أبو مصعب الزرقاوي) والطبعة الأولى من داعش، وأخرج سقوط النظام والجيش فى سوريا ٢٠١٤ الطبعة الثالثة للقاعدة والطبعة الثانية لداعش وجبهة النصرة.

"ونعتقد أن الحرب على غزة ٢٠٢٣ سوف تخرج الطبعة الرابعة من القاعدة والطبعة الثالثة من داعش ثم جماعات جهادية صغيرة سوف تنتشر تحت شعار فى عقر داركم أيها الغرب سوف تكون المعارك".

يجب تحديد مفاهيم المجتمعات الغربية (الغرب غربان) غرب استعمارى وغرب مجتمعات، والجهاد للعامة من الناس يكون مع الدول وأن الجهاد يجب ان يقوم به الحاكم بموافقة الشعب لنصرة قضايا الأمة.

خطورة الواقع الحالى على الغرب وأمريكا والعرق الإنسانى كله بسبب هذه التناقضات، ومن المؤكد أنه سوف يعانى العالم الحروب وردود أفعال الحروب من التفجيرات العشوائية وعمليات الذئاب المنفردة والعنف الجديد المسمى العنف اللحظى الذى يتلبس الشخص انتقاما للصورة الذهنية التى يراها يوميًا، وتدفعه للقيام بعمل انتقامي، يذهب ضحية له أبرياء.

إن هذه التقديرات بالسيناريوهات المتوقعة والمفزعة فى ذات الوقت، تستدعى من الجميع أن يكون على مستوى التحدى والمسؤولية، وفى هذا الصدد، من المهم أن أشيد بالجهود المؤسسية لمنارة الإسلام مؤسسة الأزهر الشريف وعلى رأسها إمامنا الأكبر العالم الجليل الدكتور أحمد الطيب وما تقوم به المشيخة والشيخ الإمام فى التصدى الحازم لفكر التطرف وخطاب الكراهية، والجهد المحمود فى تقديم رؤى وأفكار صحيح الإسلام سواء للمسلمين فى بلداننا العربية والإسلامية، أو للرأى العام العالمى ومؤسساته ودوله وشعوبه، ويتواكب مع تلك الجهود ويتضافر معها ما تقوم به وزارة الأوقاف ودار الإفتاء المصرية وعلى رأسها فضيلة المفتى الدكتور شوقى علام، والأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء فى العالم، وكل علماء الإسلام الأفاضل على امتداد عالمنا العربى والإسلامى.

بهذه الجهود وبأفكار علمائنا الأجلاء نتصدى لمخاطر الإرهاب ونحاصر خطاب الكراهية.

وهنا أكون قد بدأت فى الإجابة عن السؤال: كيف نواجه خطاب الكراهية؟ وبالطبع هناك العديد من التدابير والواجبات، على الصعيد المحلى والإقليمي والدولى يجب الأخذ بها لكبح تسونامى الكراهية بخطابه ومخططاته وممارساته، فتعزيز ثقافة التسامح وقبول الآخر، وتربية النشئ على احترام وقبول الآخر أمر واجب الأخذ به تربويًا وتعليميًا وتثقيفيًا.

إن مواجهة خطاب الكراهية والتصدى لفكر التطرف مهمة مجتمعية، نخطئ لو اعتبرناها مهمة علماء الدين وفقط، فهناك دور ومسؤولية للمفكرين وعلماء الاجتماع والسياسة والاقتصاد والثقافة والفنون، كلٌ فى مجاله لرصد وتحليل وتفكيك خطاب الكراهية والتطرف، وإعلاء قيم التسامح والاعتدال والاجتهاد والتواصل (وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا).

ومن أهم التدابير الواجب العمل عليها ضرورة وضع آلية قانونية تتيح بشفافية محاسبة صناع ومروجى خطاب الكراهية على منصات التواصل الاجتماعى والوسائط الإعلامية، دون أن يعنى هذا اعتداءً أو تضييقًا على حرية الرأى والتعبير. 

وكما بدأت بالتوقف أمام المجازر التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى فى غزة،  على أيدى مرتكبى أشد أفعال الكراهية عنفًا ودموية، دولة الاحتلال العنصرية، فيهمنى التأكيد للعالم بأسره وخاصةً لهؤلاء الذين صمتوا وبرروا، وأولئك الذين دعموا وساندوا العدوان.. أن السكوت أو التبرير أو الدعم لتلك الوحشية الإسرائيلية، والكيل بمكيالين، وإهدار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعدم السعى الجاد لتطبيق جملة القرارات الصادرة عن المجتمع الدولى متمثلة فى الأمم المتحدة ومؤسستيها مجلس الأمن والجمعية العامة، بخصوص القضية الفلسطنية.. لكل هؤلاء لا أجد سوى أن أتوجه إليهم بقولى: بمواقفكم تلك، تمنحون خطاب كراهية آخر قبلة الحياة ومبررًا لوجوده وتناميه، وحينها تطال أفعاله الجميع.

ورقة مقدمة من الكاتبة الصحفية داليا عبد الرحيم رئيس تحرير "البوابة" ومساعد رئيس قطاع الاخبار بالشركة المتحدة لملف الإسلام السياسى ومقدمة برنامج الضفة الأخرى على قناة القاهرة الاخبارية، ضمن فعاليات ورشة خطاب الكراهية وتأثيره على السلم والأمن الدوليين، فى إطار مؤتمر الفتوى وتحديات الألفية الثالثة الذى تنظمه دار الإفتاء المصرية.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: خطاب الكراهية مؤتمر الإفتاء العالمي مؤتمر الإفتاء داليا عبدالرحيم الوحشية الإسرائيلية الفلسطينيين الحرب داعش غزة التطرف والإرهاب الشعب الفلسطینى خطاب الکراهیة من القاعدة على غزة فى غزة

إقرأ أيضاً:

سميرة لوقا تكتب: وتستمر مسيرة بناء الجمهورية الجديدة

 كلما اقتربنا من ذكرى 30 يونيو، وعلى الرغم من مرور 11 عاماً على ثورة الشعب المصرى، فإن هذا الحدث الجليل ما زال فى أذهاننا كأنه حدث أمس بكل تفاصيله وأحداثه، يفتخر به كل مواطن مصرى غيور على وطنه ومتمسك بهويته المصرية، أحد عشر عاماً مليئة بالتحديات والصعوبات والنجاحات والإنجازات.

وقف المواطن المصرى، وبمؤازرة القوات المسلحة والشرطة، يداً واحدة فى مواجهة الإرهاب الذى عانى منه كل المصريين وراح ضحيته أبرياء وأثَّر على الاقتصاد وأخَّر جهود التنمية وغيَّر صورة وهوية مصر. إن ذكرى 30 يونيو أعادت الشعور للمواطنين بأن مصر لكل المصريين وأن الوطن غالٍ وأننا قادرون على حماية وطننا الغالى.

وكما اهتم الرئيس السيسى بعد ثورة 30 يونيو بمواجهة الإرهاب وإعادة الأمن والأمان فى الشارع المصرى، اهتم أيضاً ببناء الوعى وتنمية قدرات الإنسان ليصبح قادراً على مواكبة المتغيرات والتطورات المتسارعة.

وتحضرنى كلمته التى ألقاها فى ذكرى المولد النبوى فى أكتوبر 2021: «إن بناء الوعى لأى أمة بناءً صحيحاً يُعد أحد عوامل استقرارها وتقدمها فى مواجهة من يحرّفون الكلام عن مواضعه ويُخرجونه من سياقه وينشرون الأفكار الجامحة الهدامة التى تقوِّض قدرة البشر فى التفكير الصحيح والإبداع لتنحرف بهم بعيداً عن تأدية الأوامر الربانية من تعمير وإصلاح الكون».

وبهذه الكلمات أكد إعمال العقل، خاصة بين قطاع الشباب الذين تم استقطابهم وأصبحوا أداة يتم استغلالها لتحقيق أجندات خاصة، إلا أن فخامة الرئيس أفسح المجال للشباب وأعطاهم دوراً فى صناعة القرار والمشاركة المجتمعية وفتح آفاق الشباب على العالم من خلال نموذج منتدى شباب العالم، وناشد المؤسسات الدينية العمل على نشر قيم التسامح والعيش المشترك واحترام وتقدير المختلف.

ومن أجل استكمال مسيرة الإصلاح والتنمية دعا فخامة الرئيس إلى الحوار الوطنى، الذى أرى أهميته فى إفساح المجال لكل من يسعى إلى ترسيخ دعائم الدولة المدنية الحديثة من جميع تيارات وفئات المجتمع أن يكون شريكاً ومساهماً بفاعلية حول أولويات العمل الوطنى، فإن القضايا التى تناولها الحوار الوطنى قضايا مهمة وملحة على الصعيد السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وما زال الحوار مستمراً لأن فرصة الحوار لجميع التيارات كانت غائبة، ويُعتبر الحوار الوطنى من أبرز نجاحات وطموحات ما بعد 30 يونيو.

ومن الخطوات المهمة والجوهرية التى خطتها مصر بإرادة وعزيمة قوية هى الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التى تُعتبر بمثابة وثيقة تعلن عن التزامها الجاد بتطبيق الدستور والعمل الجاد على تحقيق وتمتع المواطن المصرى بكافة حقوقه المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية فى إطار منظومة متكاملة لتحقيق حياة كريمة لكل فئات المجتمع وتحقيق العدل وتكافؤ الفرص للجميع دون إقصاء أو تمييز.

وعلى الرغم من التحديات التى مرت بها مصر بعد 30 يونيو إلى جانب الظروف القاسية إلى تمر بها منطقتنا العربية بسبب الحروب والأزمات، فإن مصر استطاعت إعادة بناء مكانتها الإقليمية والدولية إلى الحد الذى اعتبر معه الكثير من دول العالم أن مصر تُعد أهم وسيط فى المنطقة، فإن أمن واستقرار مصر رمانة الميزان فى مستقبل المنطقة، فى الوقت نفسه تبذل الدولة المصرية قصارى جهدها لدعم ومساندة جيرانها إلى أقصى درجة.

إن ذكرى 30 يونيو هذا العام محفوفة بالآمال والتطلعات، خاصة بعد الإعلان عن فوز الرئيس عبدالفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية فى 18 ديسمبر بنسبة 89٫6% بحسب النتائج الرسمية، والتى كانت انتخابات ظهرت للعالم بشكل مشرف، فإن بناء الجمهورية الجديدة يتطلب التكاتف والإصرار على العمل معاً.

30 يونيو كان تحدياً وجودياً، وكان تحدياً مصيرياً، ليس لى فقط، بل لكل المصريين، فخلال ثورة 30 يونيو شهدنا العديد من التفاصيل المهمة، خاصة بعد الأحداث الدامية التى قامت بها جماعة الإخوان المحظورة منذ 2010. ثورة 30 يونيو كانت ضد تنظيم كان يرى أنه سيظل لمدة 60 عاماً على الأقل، وكان مدعوماً من الخارج

مقالات مشابهة

  • ورطة الكيان الصهيوني بغزة
  • حروب 2023 تضع الأمن الغذائي العالمي على المحك.. ما علاقة المناخ؟
  • قيادات دينية تشارك بالمؤتمر العاشر لمواجهة خطابات الكراهية في العراق
  • داليا عبد الرحيم: العنف والإرهاب مكون أساسي في المرجعية الفكرية للإخوان
  • برعاية الرئيس السيسي.. دار الإفتاء تستعدُّ لمؤتمرها العالمي التاسع
  • برعاية الرئيس.. دار الإفتاء تستعدُّ لمؤتمرها العالمي التاسع بمشاركة أكثر من 100 دولة
  • الإفتاء تستعدُّ لمؤتمرها العالمي التاسع بمشاركة أكثر من مائة دولة
  • برعاية السيسي.. “الإفتاء” تستعد لمؤتمرها العالمي التاسع بمشاركة أكثر من مائة دولة
  • «الإفتاء» تستعد لمؤتمرها العالمي التاسع بمشاركة ممثلي 100 دولة يوم 29 يوليو
  • سميرة لوقا تكتب: وتستمر مسيرة بناء الجمهورية الجديدة