خرج النجم المصري محمد صلاح عن صمته بعد أن قرر دعم الشعب الفلسطيني في ظلّ حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ أكثر من أسبوع.

 

ونشر صلاح على حسابه في موقع "إكس" (تويتر سابقاً) وإنستغرام، الأربعاء، مقطع فيديو يحمل رسالة بالصوت والصورة جاء فيها: "ليس من السهل دائما الحديث في أوقات مثل هذه، شهدنا في الأيام السابقة عنفاً شديداً، ووحشية كبيرة تدمي القلوب، لا يمكن تحمّل وتيرة العنف المتصاعدة منذُ أسابيع".

 

وأضاف نجم فريق ليفربول: "جميع الأرواح مقدسة ويجب توفير سبل الحماية لها، يجب أن تتوقف المجازر، فالعائلات تعاني، يجب السماح بتقديم الدعم الإنساني لغزة فورًا، يمرّ سكان غزة بأوضاع مزرية، بالأمس، شاهدنا مشاهد مرعبة في المستشفى".

 

وختم اللاعب المصري رسالته: "يحتاج سكان غزة إلى الغذاء والماء والدواء فورًا، أناشد جميع قادة العالم للتكاتف معًا لمنع وقوع مزيدٍ من المجازر للأبرياء، يجب أن تسود الإنسانية".

 

يذكر أن محمد صلاح تعرض لانتقادات واسعة من الجماهير العربية بسبب صمته منذ انطلاق العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، قبل أن يخرج وينطق بهذه الكلمات.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس

تجمعت خلال الأشهر الماضية من عمر العدوان على غزة، عدة قضايا، يشعر الفلسطينيون بأهمية عرضها أمامهم مجددا.. أولى هذه القضايا مسألة البحث في شؤونهم الداخلية، وتأثير تداعيات جرائم الإبادة في غزة، مع تصعيد العدوان على الوجود الفلسطيني كله في الضفة والقدس. وثاني هذه القضايا حاجتهم لمراجعة معمقة لمظاهر القضية الفلسطينية وجوانبها المختلفة التي أضاف إليها العدوان المستمر خطرا يستدعي تلك المراجعة، ولما أكسبها صمود شعبها ومقاومته، زخما من التعاطف الدولي المنقطع النظير في رفض العدوان، والمُطالب بمحاصرة الاحتلال ومعاقبته عن جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، تكمن أهمية مواكبة المواقف الدولية المساندة للحقوق الفلسطينية التي انفردت بها دول بعينها حول الأرض من الاعتراف بفلسطين إلى الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ومقاطعة الاحتلال.

الأحداث والتطورات على القضية الفلسطينية وشعبها، شديدة التأثير، وتفرض استيعابا لها من كل القوى الفلسطينية لما فرضه اتساع العدوان وشموليته من مستلزمات ضرورة التمسك بثوابت وأهداف نضالية تجعل من هذه المتغيرات تصب في المصلحة العليا للشعب وقضيته، بدلا من التلاطم المستمر بجدران العجز والتخندق فيه، وذلك ما يستوجب أيضا قدرا من التعبئة المطلوبة على الساحة الفلسطينية وشتاتها.

لعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني
ولعل الدعوة الأخيرة لعقد مؤتمر وطني فلسطيني شامل، استدراك في محله يؤدي إلى أن يعتبر الفلسطينيون مسألة تصحيح أوضاعهم الداخلية نقطة بدء مستكملة لنضالهم الطويل والمرير ومجابهتهم للمشروع الصهيوني..

تقييم المواجهة الحاصلة للعدوان على غزة، على أنها مشكلة بالغة التعقيد وتخص طرفا فلسطينيا بعينه، وليست متعلقة بالجانب المصيري للشعب وقضيته، يزيد من فجوة الثقة التي حفرها مسار الوهم الفلسطيني والعربي بالسلام والتطبيع مع المؤسسة الصهيونية الاستعمارية، فجوة أربكت لثلاثين عاما محاولات ردمها العبثي بالابتعاد عن وقائع محددة على الأرض بالغة التعقيد والتشابك. فليس المهم للفلسطينيين فقط أن يكون هناك تعاطف مع تطلعاتهم ومعاناتهم على المستوى الدولي أو العربي، الأهم أن يُدرك الفلسطينيون سلطة وفصائل وقوى بأن دورهم في المجابهة هو في مظهر الوحدة المفقود، وفي الإصلاح الداخلي لمسارهم السياسي والحزبي والفصائلي، وبأن أي عملية سلخ لمقاومتهم عن الشعب الفلسطيني، هي تكرار للتخلي السابق عن مصادر القوة الذاتية والطبيعية لشعبٍ تحت الاحتلال.

ولعله من المستغرب على الساحة الفلسطينية وداخل أروقة السياسة العربية الرسمية، أن يجد الفلسطينيون أنفسهم في حالة اضطرار مستمر لتأكيد بديهيات مقاومتهم لعدوٍ استيطاني استعماري واضح في خططه وسياساته، كوضوح جرائمه في غزة، وفي ابتلاعه كل الأرض في جوف الاستيطان في الضفة والقدس، بديهيات تقابل في التفتيت والتشتيت للوعي الرسمي الفلسطيني والعربي بالمخاطر.

فالعمل العربي والفلسطيني المستمر بإيجاد تسوية ما تضمن تدجين الفلسطينيين باستعمال مفردات صهيونية وأمريكية خاطئة عنهم وعن مقاومتهم وعن "السلام"، واستسهال استعمال تلك المفردات لإدانة مقاومة الفلسطينيين لعدوهم، ومجابهة جرائمه التي تدين الغرق في الأوهام، النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلهاوالعمل بشتى أساليب الضغط والابتزاز والتسلط والهيمنة على الضحايا.. هي نفس الأساليب التي قادت المشروع الصهيوني للتغول أكثر عليهم وعلى أرضهم، وهي التي أوصلت دهشة البعض من سياسات صهيونية وأمريكية لأزمة افتقاد أجوبة لأسئلة تطرح نفسها ولا تلقى ردا عليها.

فالتصدي بحزم لميوعة السياسة الفلسطينية والعربية وبعملية تصحيح ذاتي من خلال تصليب وتقوية الوحدة الفلسطينية، وبشروط إصلاح منظمة التحرير واستعادة مؤسساتها لدورها الطبيعي في القضية الفلسطينية وفي استعادة ثقة الشارع الفلسطيني بها.. مطالب وشروط تواجه كلما نودي بها؛ بمواقف متكلسة وكسولة، واتهامات بالتآمر تنسف كل جهدٍ ومسعى لتنشيط الحوار، وبالتخلي عن المضمون الأساسي منه وبالتالي يكون مصيره العطب

النقطة المركزية تبقى بالإقلاع عن التمسك بالوحدة الفلسطينية كعنوان دون عملٍ تهتدي إليه الحالة الفلسطينية، والإقرار بأن كل الحالة الفلسطينية الحالية لم تعد بالمستوى المطلوب، وهي بحاجة للتنشيط والتجديد، وبأن المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس للنضال ومواجهة العدوان على الشعب الفلسطيني من شأنه أن يحمي القضية من مقتلها، وهي نقطة تُقفل الباب أمام كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وتضع حدا لاستغلال التباين الموضوعي عند قطاعاته لإلغاء فعاليته والحد من طموحاته المشروعة بالتحرر من الاحتلال.

x.com/nizar_sahli

مقالات مشابهة

  • صلاح سلام: الإخوان كان هدفها الدولي عزل مصر ورسم صورة خاطئة للعالم عن 30 يوينو
  • 30 يونيو
  • المصير الفلسطيني نحو مضمون غير ملتبس
  • ألوية "الناصر صلاح الدين" وكتائب "شهداء الأقصى" تعرض مشاهد من قصف موقع أبو مطيبق العسكري
  •  ليفربول يدرس بيع النجم المصري محمد صلاح
  • لبلبة تردّ على منتقدي ظهورها ببدلة رقص
  • حماس: المجازر في غزة تأكيد على استمرار "إسرائيل" في تحديها كافة القوانين الدولية
  • محمد صلاح يتصدر التريند مع ابنته عبر إنستجرام | صورة
  • التلغراف: لهذا السبب فات الأوان لوقف الحرب العالمية الثالثة
  • قصة 3 أيام غيرت وجه مصر