التوقف الفوري للحرب.. رسالة جديدة من مصر والأردن بشأن الوضع في غزة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
يشهد قطاع غزة أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق منذ بدء الصراع داخلها يوم السبت الماضي في السابع من أكتوبر بعد أن شنت حركة حماس هجوماً على اسرائيل وهو ما ردت عليه دولة الاحتلال بقصفات متواصلة دخلت في يومها الـ13 على المنشآت والمرافق العامة مما أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا والكثير من المصابين.
وكانت مصر والأردن من أوائل الدول العربية التي تحركت بشكل كبير لصد العدوان الاسرائيلي على غزة لاحتواء التصعيد ولكي لا تزداد وتيرة العنف والتي من الممكن أن تضر بأمن واستقرار دول الإقليم، وهو ما يشير إلى مدى حرص قيادتي البلدين على إنقاذ المنطقة من حرب إقليمية طاحنة يمكن أن تعصف باستقرار الشرق الأوسط جراء ما يجري.
وتعد العلاقات الثنائية بين مصر والأردن تاريخية ومحورية ، حيث يجري التنسيق بين البلدين في عدة ملفات هامة أبرزها القضية الفلسطينية التي تحظى باهتمام واسع من الرئيس عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني للملك عبد الله الثاني، وذلك لارتباط القاهرة وعمان تاريخيا وجغرافيا وسياسيا بالقضية الفلسطينية.
تحركات مصر والأردنفي ضوء التصعيد الراهن بالأراضي المحتلة وتحديدا قطاع غزة، تحركت القيادتين المصرية والأردنية لوقف العدوان على القطاع والدفع نحو إعلان هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات الطبية والغذائية والإنسانية العاجلة إلى غزة.
وعمل وزيري خارجية مصر والأردن بتنسيق مشترك لتشكيل جبهة موحدة للدفع نحو الضغط لوقف الحرب والعدوان البشع، بالإضافة لتشكيل محور يدفع نحو دعم التوجه المصري بإدخال المساعدات إلى غزة في أقرب وقت ممكن مع انهيار كافة القطاعات بغزة.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الخميس، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، في مطار القاهرة الدولي.
ووصل ملك الأردن إلى القاهرة، لعقد قمة مصرية أردنية، لبحث سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وأكد الرئيس السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني اليوم الخميس، موقف الأردن ومصر الموحد الرافض لسياسة العقاب الجماعي من حصار أو تجويع أو تهجير للأشقاء في غزة ، وذلك بحسب بيان للديوان الملكى الأردني.
وبحسب البيان شدد الزعيمان، خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة في القاهرة، على أن أية محاولة للتهجير القسري إلى الأردن أو مصر مرفوضة.
وجدد الزعيمان التأكيد على ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وحماية المدنيين ورفع الحصار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأهل هناك.
كما أكد جلالة الملك والرئيس السيسي أن عدم توقف الحرب واتساعها وانتشار آثارها، سينقل المنطقة إلى منزلق خطير ينذر بالتسبب في دخول الإقليم بكارثة تُخشى عواقبها.
واعتبر الزعيمان أن كارثة قصف المستشفى المعمداني تصعيد خطير، مجددين إدانتهما لهذه الجريمة البشعة بحق الأبرياء العزل.
مستشار الرئيس الفلسطيني: تحركاتنا مستمرة مع مصر والأردن والسعودية لوقف العدوان الأردن.. الخصاونة: موقف عربي موحد رافض للتهجير والعقاب الجماعي لأبناء فلسطينوجرى التأكيد على الموقف الثابت للبلدين تجاه القضية الفلسطينية، وضرورة نيل الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه المشروعة وقيام دولته المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتم التأكيد على إدامة التنسيق الوثيق والتشاور بين البلدين الشقيقين إزاء القضايا ذات الاهتمام المشترك، وبما يحقق مصالحهما ويخدم القضايا العربية.
وحضر المباحثات نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، والسفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، وعدد من كبار المسؤولين المصريين.
وصرح المستشار أحمد فهمى المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، أن الزعيمين عقدا جلسة مباحثات رحب خلالها الرئيس السيسى بأخيه العاهل الأردني في وطنه الثاني مصر، وأعرب الزعيمان عن الارتياح لوتيرة تطور العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين الشقيقين.
واستعرضا سبل تطويرها في مختلف المجالات تحقيقاً لتطلعات الشعبين المصري والأردني، بالإضافة إلى الحرص على مواصلة التشاور والتنسيق الدائم على أعلى المستويات السياسية بالدولتين.
وشهد اللقاء في هذا الصدد التباحث بشأن التصعيد العسكري الحالي في قطاع غزة، وما يصاحب ذلك من تدهور للأوضاع الأمنية والإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة وسقوط الآلاف من الشهداء والمصابين، حيث جدد الزعيمان الإدانة البالغة لقصف مستشفى الأهلي المعمداني في هذا الصدد ولجميع أعمال استهداف المدنيين، وأكدا ضرورة استمرارية إدخال المساعدات الإنسانية لقطاع غزة عبر معبر رفح على نحو مستدام، مع التشديد على رفض سياسات العقاب الجماعي من حصار أو تجويع، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر أو الأردن، ومحذرين من الخطورة البالغة لهذه الدعوات والسياسات على الأمن الإقليمي.
وذكر المتحدث الرسمي، أنه جرى كذلك استعراض الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر والأردن، للدفع نحو التهدئة وخفض التصعيد، وأكد الزعيمان الموقف الثابت للبلدين، بأن تحقيق الاستقرار الحقيقي والمستدام في المنطقة، يرتكز على حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة في دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لمقررات الشرعية الدولية ذات الصلة، وبما يتيح السلام والأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة.
ومن المفترض أن تنطلق السبت أعمال قمة مصر الدولية للسلام 2023، في العاصمة الإدارية الجديدة، وذلك بمشاركة العديد من الدول، لمناقشة خفض التصعيد فى قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.
ويشارك فى القمة زعماء قطر، تركيا، اليونان، سكرتير عام الأمم المتحدة، فلسطين، الإمارات، البحرين، الكويت، السعودية، العراق، إيطاليا وقبرص.
إلغاء قمة عمان بالأردنيذكر إنه قد أصدر الأردن مساء الثلاثاء، قراراً بإلغاء القمة الرباعية التي كانت مقرر عقدها الأربعاء في العاصمة عمان بمشاركة الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إضافة إلى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
وأتى قرار إلغاء القمة عقب قصف مستشفى الأهلي المعمداني في غزة والتي أسفرت عن وقوع أكثر من 1000 قتيل والكثير من الجرحى والمصابين في مشهد إنساني لا يمكن تصوره على الإطلاق.
وحمل العاهل الأردني إسرائيل المسؤولية عن "المجزرة"، معتبرا أن "هذه جريمة حرب نكراء لا يمكن السكوت عنها"، وطالب إسرائيل بوقف "عدوانها الغاشم على غزة فورا".
وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي لقناة "المملكة" التلفزيونية الرسمية إنّه "بعد التشاور مع أشقائنا الفلسطينيين وأشقائنا في مصر وبعد الحديث مع الولايات المتحدة قرّرنا عدم عقد القمة الرباعية التي كانت مقرّرة في عمّان ليوم الأربعاء".
وأوضح أنّ المملكة قررت إلغاء القمّة "لأنّنا نريد منها إذا عُقدت أن تنتج مخرجاً واحداً لا ثاني له وهو وقف الحرب واحترام إنسانية الفلسطينيين وإيصال ما يستحقّون من مساعدات".
وتابع الصفدي "بما أنّ ذلك لن يكون متاحاً (الأربعاء) قررنا عدم عقد هذه القمة، على أن تعقد القمة في الوقت الذي يكون قرارها وقف الحرب ووقف هذه المجازر ووقف سفك الدم ووقف تلك الحرب وهذا العدوان الذي يدفع المنطقة برمتها إلى الهاوية".
وأكد أنه "على المجتمع الدولي وضع حد لسفك الدماء الذي يشكل استمراره وصمة عار على الإنسانية".
وقال مسؤول فلسطيني كبير، إن الرئيس محمود عباس ألغى اجتماعا كان مقررا مع الرئيس الأميركي جو بايدن، في أعقاب غارة إسرائيلية على مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في غزة، الثلاثاء، أدت إلى مقتل المئات.
وقال الدكتور خالد شنيكات رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية، إن إلغاء القمة قد يكون مرتبطا بالرأي العام الاردني، حيث إن المظاهرات التي جرت في عمان كانت كبيرة للغاية، ووصلت للسفارة الاسرائيلية وغيرها من الأماكن الحساسة، وكانت كلها تدين الولايات المتحدة وإسرائيل، ومن ناحية المسؤولية عن الجريمة التي استهدفت المستشفى الأهلي المعمداني بغزة وحتى المواقع والبنى التحتية الأخرى. والعدد الكبير من الشهداء والجرحى، وبالتالي يبدو مفهوما أن إلغاء القمة في ظل ظرف حساس والوضع متهيأ جدا في هذا الموضوع، ورغم أن القمة من وجهة نظري كانت ضرورية لعرض وجهة النظر للعرب عن قرب لما يحدث خاصة بحضور الرئيس المصري والرئيس الفلسطيني ومحاولة الضغط على الولايات المتحدة لكبح جماح اسرائيل في هذه الحرب الدائرة.
وأضاف شنيكات - خلال تصريحات لــ"صدى البلد" أن ما حدث بالنسبة للاستهدافات في قطاع غزة فالحقيقة على ما يبدو أن إسرائيل ذاهبة لأبعد مما نتصور، وهو أنها لن تغادر غزة إلا باجتياح كامل وتدمير البنى التحتية، وربما حتى فصائل المقاومة حتى يكون ذريعة في مثل هذه الحرب لأن كل الشقق السكنية تم تدمير جزء كبير منها و احياء قد بنتها الدول عربية تم تدميرها وكل حجر يتحرك يتم قصفه، وفي كثير من القادة الاسرائيليين يعتبرون عدم تدمير البنية التحتية في غزة قد يكون مؤشر لفشل ، ومن الصعب ان نتصور تطور الاوضاع في غزة لانها مسالة انسانية وهناك محاولات تهجير سكان قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب .
أصوات المجتمع الدوليوخرج الآلاف من المتظاهرين في عدد كبير من البلدان حول العالم للتعبير عن الرفض الكامل للاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطنيين في قطاع غزة، وذلك وفي ظل تصاعد التوترات في المنطقة، وتأثير الأحداث الأخيرة في فلسطين على العالم العربي والدولي.
وكانت قد خرجت مظاهرات حاشدة في العاصمة الأردنية عمان، حيث تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين للتعبير عن غضبهم واستنكارهم من الأحداث الأخيرة في فلسطين.
ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب بوقف الانتهاكات والانتهاكات الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما عبّروا عن رغبتهم في تعزيز التضامن مع الشعب الفلسطيني ودعمه في مواجهة القمع والاحتلال.
وتزايدت أصوات الهتافات المطالبة بطرد السفير الإسرائيلي من الأردن، حيث يعتبر المتظاهرون وجوده غير مقبول في ضوء الأحداث الدموية الأخيرة والتصعيد العسكري في فلسطين، بالإضافة إلى طرد السفير الإسرائيلي، طالب المتظاهرون بفتح الحدود بين الأردن وفلسطين.
كما احتشد آلاف المواطنين، في ميادين محافظات الجمهورية، في مظاهرات ليلية لدعم الشعب الفلسطيني والتنديد بالجرائم الوحشية التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى بقطاع غزة، وتفويض الرئيس السيسي في أي قرار للحفاظ على الأمن القومي المصرى.
ورفع المواطنون الأعلام فلسطين ومصر، وصور الرئيس السيسي، ولافتات مؤيدة للقضية الفلسطينية، ورددوا هتافات لدعم القضية الفلسطينية.
وندد المشاركون في الوقفه بالمجازر الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، وآخرها استهداف مستشفي الأهلي المعمدانى بـ غزة ما اسفر عن مئات الشهداء من أبناء شعب فلسطين، وكذلك لتأييد موقف مصر والرئيس السيسي من القضية الفلسطينية إجمالا ومن الموقف الراهن حيال الأزمة التي اندلعت في قطاع غزة على مدار الـ10 أيام الماضية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأردن قطاع غزة غزة الملك عبد الله الثاني قمة مصرية اردنية القضیة الفلسطینیة الشعب الفلسطینی العاهل الأردنی الرئیس السیسی مصر والأردن إلغاء القمة فی قطاع غزة کبیر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يجري مشاورات بشأن «اليوم التالي» للحرب على غزة
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أجرى مشاورات تتعلق بـ"اليوم التالي" للحرب على قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، صباح اليوم الأحد، عن مصادر أنه في ظل حديث متزايد عن تقدم بمفاوضات صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس، فإن نتنياهو قد أجرى مباحثات خاصة باليوم التالي للحرب في غزة ومستقبل القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو تجنب الحديث عن هذا الملف لعدة أشهر، إلا أنه أجرى نقاشا موسعا حول هذا الملف، حيث شارك في تلك المناقشة عدد كبير من الوزراء، من بينهم، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الشئون الاستراتيجية رون ديرمر، ومسئولون آخرون.
وأكدت أن ملف "اليوم التالي" في غزة كانت المؤسسة الأمنية ترغب في طرحه دوما على أجندة نتنياهو إلا أن الأخير كان يرفض، حيث رأت تلك المؤسسة أنه يجب الاستفادة من الإنجازات العسكرية على الأرض.