أشلاء في كل مكان لأطفال ونساء وكبار السن وشيوخ ومرضى، مئات الجثث تتناثر هنا وهناك هكذا كان  المشهد المرعب الذي عاشها أهل غزة يوم الثلاثاء الماضي، بعد قصف جيش الاحتلال مستشفى المعمداني، والتي قال عنها دول العالم العربي والأجنبي جريمة، راح ضحيتها أكثر من 800 شهيد وإصابة عدد كبير لم يجدوا العلاج لجروحهم، واعتبروها حرب إبادة تُرتكب ضد شعب أعزل محاصر بلا طعام أو مياه أو كهرباء.

 

 

وصية طفلة فلسطينية تبكي الملايين

ووسط الضحايا والجثث في كل مكان، كانت الأعين عن ورقة صغيرة كتبتها طفلة تكاد تبلغ من العمر 8 سنوات وصيتها الاخيرة قبل أن تذهب إلى مثواها الأخير، وتم تداول هذه الورقة التي أخذت من كراسة طفلة فلسطينية حازت على تعاطف وأبكت ملايين من الأشخاص من حول العالم. 

 

4 وصايا جعلت الوطن العربي يبكي

كتبت الطفلة والتي تدعي هيا، بالحبر الأسود في بداية الوصية :"مرحبًا، أنا هيا، وسأكتب وصيتي الآن"، وقسمت الوصية إلى أربعة أجراء، وفي الجزء الأول من الوصية قسمت الصغيرة نقودها على أفراد أسرتها قائلة "نقودي 80، 45 شيكلًا لماما و5 لزينة و5 لهاشم، و5 لتيتا، و5 لخالتو هبة، و5 لخالتو مريم، و5 لخالو عبود، و5 لخالتو سارة". 

 

أما في الجزء الثاني من الوصية فكانت ألعابها كتبت هيا :"ألعابي وجميع أغراضي لصديقاتي، زينة وريما ومنة وأمل" ورسمت بعض القلوب للفصل بين أسماء صديقاتها.

وفي الجزء الثالث من الوصية، كتبت الصغيرة بخط طفولي مع رسمها صورة فستان مزين بقلب "ملابسي لبنات عمي، وإذا تبقى أي شيء فتبرعوا به".

 

فيما كتبت الصغيرة في الجزء الرابع والأخير من وصيتها :"احذيتي تبرعوا بها للفقراء والمساكين.. بعد غسلها طبعًا". 

 

قصف مستشفى المعمداني إبادة جماعية من قبل الاحتلال الإسرائيلي لأهالى غزة

شهد العالم العربي والعالمي حدثًا انتهك معايير الإنسانية، حيث سمع أهالى غزة صوت صواريخ امتد إلى مستشفى المعمداني وسط صرخات واستغاثات الأطفال والشيوخ، وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن سقوط أكثر من 810 شهداء بالإضافة إلى عدد كبير من المصابين.

وانتشرت صور جثث ضحايا حادث قصف المستشفى على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت صورة «طفلة فلسطينية عمرها سنتان تحمل في كفها قطعة خبز وعملة معدنية» التريند، وأشعلت غضب عدد كبير من الرافضين العدوان الإسرائيلي على غزة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العالم وصية طفلة فلسطينية طفلة فلسطينية غزة أهل غزة المعمداني مستشفى المعمداني الاحتلال الإسرائيلى أهالي غزة قصف مستشفى المعمداني صواريخ وزارة الصحة الفلسطينية طوفان الأقصى العدوان على غزة العدوان الإسرائيلي علي غزة قصف غزة جرائم إسرائيل مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني مجزرة مستشفى المعمداني مستشفى المعمداني في غزة طفلة فلسطینیة فی الجزء

إقرأ أيضاً:

"غزة أجمل في رمضان".. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة

مع حلول شهر رمضان، تعمل بلديات قطاع غزة المنكوب بشكل مكثف لنفض غبار حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية التي تركت ندوبا عميقة في شوارعه وأحيائه السكنية على مدى 15 شهرا.

 

ويمر شهر رمضان، وهو الأول بعد الإبادة الجماعية، على الفلسطينيين في غزة وسط مشاعر مختلطة بين الفرح بحلوله والحزن على ما خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية من دمار واسع وفقدان كبير.

 

ووسط الدمار الواسع الذي شمل نحو 88% من البنى التحتية بما فيها من منازل ومؤسسات حيوية وخدمية، تحاول بلديات القطاع عشية رمضان تنظيف وتزيين الشوارع وإضفاء لون جمالي عليها يعيد إليها رونقها وبعضا من الحياة المفقودة جراء الإبادة.

 

وفي 2 فبراير/شباط الجاري، أعلن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف القطاع منطقة "منكوبة" جراء حرب الإبادة الإسرائيلية.

 

"غزة أجمل بأيدينا"

 

في محافظة غزة، أطلقت البلدية مبادرة تطوعية لتنظيف شارع عمر المختار الذي يضم أحد أبرز أسواق المدينة، وذلك بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي وبمشاركة مجتمعية.

 

وقالت البلدية، في بيان، إن حملة "غزة أجمل بأيدينا" تم إطلاقها الجمعة استعدادا لـ"استقبال شهر رمضان ولتعزيز مشاركة المجتمع المحلي في التخفيف من الكارثة التي تعيشها المدينة بعد حرب الإبادة".

 

وقال رئيس البلدية يحيى السراج، بحسب البيان، "هذه المبادرة تؤكد أن غزة ستكون كما كانت دوما جميلة ونظيفة بأيدي أبنائها وأن الشعب الفلسطيني قادر على إعادة الإعمار والبناء وأنه شعب حي متمسك بأرضه وحبه لوطنه ومدينته".

 

وتابع "المدينة تستقبل شهر رمضان في ظل ظروف صعبة نتيجة العدوان وبرغم ذلك سنستمر في الوقوف إلى جانب شعبنا في توفير الخدمات الأساسية وتعزيز صمود أهلها وتمسكهم بمدينتهم العزيزة على قلوب أبنائها".

 

وأشار السراج إلى أن مشاركة المنظمات الأهلية في هذه المبادرة تمثل "رافعة وتعزز من مشاركة المجتمع المحلي في العمل التطوعي".

 

وتضمنت المبادرة، بحسب البيان، تنظيف الشوارع وجمع النفايات إلى جانب أعمال تبليط وإصلاح أرصفة.

 

وفي هذا الوقت من كل عام قبل اندلاع الإبادة، كان شارع عمر المختار يعج بمرتاديه من فلسطينيي غزة ويتزين بفوانيس وأَهِلّة مضيئة، إلا أن الإبادة فرضت ظلاما دامسا على القطاع منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023.

 

"غزة أجمل في رمضان"

 

وفي خان يونس جنوب القطاع، أطلقت البلدية حملة لتنظيف وتزيين شوارع المحافظة في محاولة لتجميل مظهرها العام بعد الدمار الواسع الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بها على مدى أشهر الإبادة.

 

الحملة التي تحمل شعار "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي ولجان مجتمعية، بحسب سلسلة منشورات للبلدية على فيسبوك.

 

وقالت البلدية، في منشوراتها، إن هذه الحملة تأتي "ابتهاجا بقدوم شهر رمضان" المرتقب غدا السبت.

 

وأوضحت أن الحملة تشمل "أعمال إزالة ورفع الركام" في شوارع خان يونس، فيما نشرت صورا تظهر الأعمال التي انطلقت في حي الأمل غرب المدينة.

 

وذكرت أن فرقا تطوعية ساهمت في أعمال طلاء جدران منازل نجت من الإبادة، لتجميل المظهر العام للمدينة التي طالها جانب واسع من الدمار.

 

كما زيّن بعض الشبان جدران منازل في محافظة خان يونس بشعار "غزة أجمل في رمضان"، التي رسموا بجانبها فانوسا.

 

في السياق، شرعت طواقم البلدية بجمع النفايات المتراكمة في شوارع المدينة في إطار هذه الحملة.

 

"من وسط الدمار يولد الأمل"

 

وضمن حملة "غزة أجمل في رمضان"، انطلقت بلدية رفح جنوب القطاع للعمل منذ صباح اليوم الجمعة لإعادة الرونق إلى المدينة التي ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر على 60% من أراضيها، وفق تصريح سابق لرئيس البلدية أحمد الصوفي، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي.

 

وعلى أحد الجدران الناجية من حرب الإبادة، خطت مجموعة من الشبان عبارة "من وسط الدمار يولد الأمل" و"غزة أجمل في رمضان"، إلى جانب رسمة رمزية لطفل مبتسم يحمل فانوس رمضان مضيئا وإلى جانبه هلال، وأسفله ركام واسع على يساره يظهر قبة مسجد ومئذنته.

 

وقالت بلدية رفح، في بيان، إنها تنفذ الحملة بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي والمجتمع المحلي، لـ"تهيئة بيئة أكثر نظافة وجمالًا خلال الشهر الفضيل".

 

وأضافت أن هذه الجهود "تعكس روح العطاء والتكاتف بين أبناء المجتمع، حيث يشارك الجميع في إعادة رونق المدينة رغم التحديات".

 

وأشارت إلى أن "مشهد العمال وهم يزيلون آثار الدمار يُلهم الأمل ويؤكد أن غزة ستبقى جميلة بسواعد أبنائها".

 

وذكرت البلدية أن "دعم هذه الجهود مسؤولية الجميع"، مضيفة أن "الحفاظ على النظافة يعكس وعي المجتمع وإرادته في صنع مستقبل أجمل".

 

ولن يتمكن معظم الغزيين من التجهيز لاستقبال شهر الصيام بسبب انعدام السيولة المالية لديهم، إذ إن الإبادة الجماعية حولت جميع الفلسطينيين بالقطاع إلى فقراء، وفق بيانات البنك الدولي.

 

إلى جانب ذلك، فإن نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون نسمة في غزة يعانون مأساة التشرد القسري جراء الدمار الواسع.

 

ويقول فلسطينيون إن هذه المبادرات تأتي محاولة لزرع البهجة والطمأنينة في نفوس المواطنين الذين أرهقتهم الإبادة.

 

وبدعم أميركي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 160 ألفا بين شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.​

 

وبدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي سريان اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل يشمل 3 مراحل تستمر كل منها 42 يوما، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.


مقالات مشابهة

  • من العالم.. فاجعة داخل أسرة بالمغرب وكويتي يقتل جدته بطريقة «شنيعة» وذبح طفلة في تونس
  • "بازار" مسلسلات شهر رمضان في العالم العربي.. النقد السياسي ممنوع
  • المديرة التنفيذية للأبحاث والابتكار في مستشفى الملك فيصل التخصصي ضمن قائمة فوربس “50 فوق 50” العالمية
  • شيخة الجابري تكتب: مرحباً خيرَ الشهور
  • بهتشلي: تركيا تكتب تاريخًا جديدًا!
  • إلهام أبو الفتح تكتب: اللهم بارك لنا في رمضان
  • كريمة أبو العينين تكتب: فئران الغلابة و الصهاينة
  • دعاء السبت الأول في رمضان 2025.. 11 كلمة تكتب لك أرزاقا لم تتوقعها
  • ماردين عادل تكتب: الصحة النفسية فى القرآن الكريم ومنهجه فى علاج الحزن وتزكية النفس
  • "غزة أجمل في رمضان".. حملة فلسطينية لتجاوز حرب الإبادة