بدأ المستشار الألماني أولاف شولتس، بيانه الحكومى أمام البرلمان الألماني"البوندستاج" بسخرية من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن تحذيراته من وقوع قتلى مدنيين في الصراع بين إسرائيل وحماس، قائلًا: أشعر بالغضب الشديد عندما أسمع الرئيس الروسي يحذر في كل مكان من احتمال وقوع قتلى مدنيين في المواجهات العسكرية،  "في الواقع لا يوجد شيء يدعو للسخرية أكثر من هذا".

وطالب المستشار الألماني أولاف شولتس باتخاذ إجراءات صارمة ضد معاداة السامية والعداء ضد إسرائيل في ألمانيا، كما جدد المطالبة بإطلاق سراح الرهائن لدى الفصائل الفلسطينية والتحذير من اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط.

ودعا المستشار شولتس في بيان حكومي قدمه أمام البرلمان، إلى عدم التساهل مع معاداة السامية ومعاداة إسرائيل وقال يجب أن يكون هناك "حد واضح"، لا يتم التغاضي عنه. 

وتابع شولتس :معاداة السامية ليس لها مكان في ألمانيا، ويتعين علينا فعل كل شيء من أجل التصدي لها، ويجب علينا فعل ذلك بوصفنا مواطنات ومواطنين وبصفتنا أشخاصا نتحمل المسؤولية التاريخية". 

وأضاف شولتس أن الأمر يتعلق أيضا بتطبيق القوانين واللوائح القائمة، وقال إنه يجب أن تكون الهيئات المعنية بشؤون التجمع والتظاهر واضحة في ذلك ، ويجب ألا تسمح بأية تجمعات تحدث بها مثل هذه الجرائم ويكون هناك تخوف من إطلاق شعارات معادية للسامية خلالها.

كما حذر المستشار الألماني من حدوث تصعيد آخر في النزاع بالشرق الأوسط، وطالب بإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة.

 وقال شولتس "يجب إطلاق سراحهم دون أية شروط مسبقة"، وأكد أيضا على الأهمية الكبيرة للمساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، الذين هم أيضا ضحايا ورهائن لحماس".

وبعد زيارة شولتس إلى إسرائيل ومصر، قال اليوم إن لديه انطباع بأنه من الممكن النجاح في إيجاد طريق لتأمين الإمدادات الضرورية من غذاء وماء وأدوية. ووصف المستشار الألماني الأزمة الراهنة في المنطقة ، بأنها أصعب أزمة عايشها الشرق الأوسط منذ عقود.

وأكد شولتس بالنظر إلى هجوم حماس  على إسرائيل أن مكان ألمانيا في هذا الوقت هو أنها  تقف بشكل راسخ بجانب إسرائيل ، وتابع: "إسرائيل لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها". 

ودعا مجددا إلى عدم تصعيد النزاع مرة أخرى، وأوضح أنه لهذا السبب يجب ألا يكون هناك انضمام لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران، وحذر من أن حدوث مثل هذا التصعيد على نطاق واسع سيكون مدمرا للمنطقة بأكملها.

 كما أدان الرئيس الألماني والمستشار شولتس رشق كنيس في برلين بزجاجات حارقة وتولت النيابة التحقيق في الهجوم

المصدر: قناة اليمن اليوم

كلمات دلالية: المستشار الألمانی

إقرأ أيضاً:

الموتى أيضا يضحكون

بقلم : هادي جلو مرعي ..

تمر الشعوب بتجارب مرة واحدة منها تجربة الجوع، أو الحرمان من الطعام بمايكفي للطمأنينة. في سنوات مرت حوصر العراق بقسوة، كانت الأمور معقدة، وكان مايصل البلاد من مواد غذائية محدودا بفعل العقوبات والحرب، وكانت تلك المواد شحيحة وغالية، وقد لاتتوفر، وربما نسيناها، وفي مرة دعاني وصديق هاجر لاحقا الى كندا وبقي هناك صديق لنا كان يملك محلا تجاريا ليشتري لنا موزتين كأنها مزتين كما يطلق المصريون على المرأة المربربة والمليانة بمايكفي لملء العين، مع بقاء الرغبة الجامحة مع الحرمان، وأتذكر أن سعر الواحدة كان دينارا وربع الدينار من محل فواكه في منطقة الكسرة، وكان راتب بعض الموظفين ثلاثة آلاف دينار، ولم أعد استوعب فكرة كيف تجاوزنا تلك السنين، ثم علمت إن الموز في بعض بلدان الكاريبي التي زرتها يتكدس لكثرته ويفسد.
عرفت بعض الأصدقاء الذين كانوا يتلصصون في بعض الأحياء السكنية لمعرفة من الميت الجديد، فهناك مراسيم دفن، ورحلة الى المقبرة البعيدة، وتكريم لمرافقي الجنازة من المشيعين، ونوع الطعام الذي سيقدم لهم في طريق العودة، وكان معتادا وجود مطاعم تقدم وجبة كباب ليست إستثنائية، مع وفرة من مادة السماق الحامض التي تزيد من لذة الكباب، وبعض أرغفة الخبز الحار، ثم مراسيم تلقي العزاء، وهنا يختلف الطعام. فلم يعد الكباب مقبولا لأن عادة الناس تناوله في المطاعم، ويتم تقديم وجبات على الغداء والعشاء تتكون من الرز والمرق الأصفر الذي تضاف إليه مطيبات، والثريد وعادة مايتم وضع لحم الخروف عليه، وتكون رائحته شهية، ويغري المعزين بالبقاء سواء كانوا أغرابا، أو من المقربين.
صديق وأصدقاء كانوا يظهرون الحزن والفجيعة كذبا، ويسيلون دموعهم ليضللوا ذوي الراحل، ثم يصرون على مرافقة الجنازة حتى المثوى الأخير، وعادة لاتربطهم صلة بالراحل العزيز، وكان جل تفكيرهم تناول وجبة الكباب في طريق العودة، حيث يجلسون في أحد المطاعم، ويقدم لهم الكباب لتزداد كمية الحزن لديهم، ثم يشعر ذوي الراحل بالفخر والزهو إنهم لم يقصروا مع المرافقين قبل عودتهم، وعند الوصول الى الحي السكني يجدون سرادق العزاء نصبت، والعشاء مجهزا كما ينبغي. بالطبع كان الصديق وهو يظهر الحزن الشديد حريصا على تناول الكباب، وعدم ترك شيء منه على المائدة، ومعه الخبز، والبصل والطماطم المشوية والخضار، فيشعر الجميع إن الحزن قد ترسخ كما ينبغي، وتكون حالة الرضا كاملة.
في ظهيرة اليوم التالي يصر الصديق على الحضور مبكرا، ومعه مجموعة من الأصدقاء، فيشاركون ذوي الميت العزاء، ويجلسون ليشربوا الشاي، ويتحدثون في مواضيع شتى، ثم يدخنون السجائر المجانية، ويتجهزون لتناول الطعام، ويتفقون على التضامن معا للوقوف على طاولة واحدة يحيطونها من جهاتها الأربع، ويتسابقون على تناول الطعام، والحرص على عدم إبقاء شيء منه، في هذا الأثناء يكون الميت قد أنهى الليلة الأولى من التحقيق الذي خضع له من قبل الملائكة، وعندما يتحول الى عالم الإنتظار في البرزخ تنتابه نوبة من الضحك، وهو يرى مايفعله هولاء حيث يتناولون طعامهم، ويبتكرون حيلا جديدة للمشاركة في العزاء، وإظهار الحزن والتأثر، فكأن الميت يموت من الضحك وهو يتابع تلك المشاهد التي تختلط فيها الكوميديا بالتراجيديا..

هادي جلومرعي

مقالات مشابهة

  • تصاعد الاحتجاج في إسرائيل: آلاف من قطاعات جديدة تُطالب بوقف الحرب
  • انتقادات للعثماني لتفاديه الإشارة إلى رفض التطبيع مع إسرائيل في حديثه عن مسيرة الرباط
  • الموتى أيضا يضحكون
  • وزير المجالس النيابية: نرحب بالآراء ونرفض الخروج عن التقاليد البرلمانية
  • وزير الشئون النيابية: نرحب بالآراء ونرفض الخروج عن التقاليد البرلمانية
  • قدامى المحاربين في إسرائيل يطالبون بوقف الحرب وإعادة المحتجزين بغزة
  • مصطفى بكري لـ «الحدث»: هناك تواطؤ واضح يساعد إسرائيل على قهر الفلسطينيين
  • واضع وثيقة روح جيش إسرائيل يؤيد عريضة الطيارين بوقف الحرب على غزة
  • الآلاف يتظاهرون في عدد من الدول تنديدا بجرائم إسرائيل في غزة
  • إعلام عبري: جنود وحدة “8200” يطالبون بوقف القتال في غزة