فوائد الجبنة في التعافي من أمراض للقلب
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
لطالما، طُلب منا الحد من تناول الجبن باعتباره يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة، التي ترتبط بزيادة خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ولكن، يعتقد بعض الخبراء أن "النسيج" المميز للجبن - أي تركيبه الجزيئي ومكوناته الفريدة - تعني أنه قد يكون مفيدا للصحة بالفعل.
وفي الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الجبن له تأثير إيجابي على القلب والأمعاء والصحة العقلية الإدراكية، وقد يحمي من مرض السكري من النوع الثاني.
ووجدت إحدى أحدث الدراسات، التي نشرت في مجلة Nutrients، أن تناول الجبن بانتظام يرتبط بتحسين صحة الدماغ لدى كبار السن.
وقام الباحثون في اليابان بتحليل الأنظمة الغذائية لأكثر من 1500 شخص فوق 65 عاما - أولئك الذين أبلغوا عن تناول الجبن بانتظام (أي نوع، بين مرة واحدة في الأسبوع إلى كل يوم)، وسجل هؤلاء نتائج أفضل في الاختبارات المعرفية، وكان لديهم خطر أقل للإصابة بالخرف، مقارنة بالذين لم يستهلكوا الجبن على الإطلاق.
وبشكل منفصل، اقترح البحث الذي تم تقديمه في مؤتمر الجمعية الأمريكية للتغذية في يوليو الماضي أن نوعا من البكتيريا "الجيدة"، يسمى Lactobacillus rhamnosus، والذي يوجد بشكل طبيعي في جبن البارميزان والزبادي، يحسن الذاكرة ووظيفة الدماغ لدى كبار السن الذين يعانون من ضعف إدراكي، تمهيدا للخرف. ويعتقد أن البروبيوتيك (البكتيريا الحية النافعة) - الذي تم تقديمه في شكل مشروب للمشاركين في البحث - أعاد توازن ميكروبيوم الأمعاء والبكتيريا والفطريات والفيروسات التي تعيش في الجهاز الهضمي، وبالتالي أثر على وظائف المخ.
وكما يوضح جيمس غودوين، أستاذ فسيولوجيا الشيخوخة في جامعة لوبورو، فإن ميكروبات الأمعاء هذه تحفز الخلايا المناعية التي ترسل رسائل عبر الأعصاب إلى الدماغ.
ويعمل ميكروبيوم الأمعاء أيضا بشكل مباشر على الدماغ عبر العصب المبهم، الذي يربط الدماغ بالأمعاء. وبعض المواد الكيميائية التي يتم تصنيعها في الدماغ - بما في ذلك السيروتونين والدوبامين - يتم إنتاجها أيضا في القناة الهضمية.
ويساعد الجبن، ومنتجات الألبان الأخرى مثل الحليب والزبادي، في الحفاظ على تنوع الميكروبيوم لأنها تحتوي على مجموعة متنوعة من البكتيريا "الجيدة"، مع الجبن غير المبستر الذي يحتوي على تنوع أكبر من البكتيريا.
ويضيف البروفيسور غودوين: "يحتوي الجبن أيضا على مستويات عالية من الجزيئات المضادة للالتهابات، والتي تسمى الأولميد وديهيدروجستيرول، وهي مفيدة بشكل استثنائي للدماغ".
وعندما يتعلق الأمر بصحة القلب، على الرغم من المخاوف الطويلة الأمد من أن الدهون المشبعة في الجبن تزيد من مستوى الكوليسترول الضار (LDL) في الدم، فإن الأبحاث الحديثة تشير إلى عكس ذلك. وفي عام 2018، أشرفت الدكتورة إيما فيني، الأستاذة المساعدة في معهد الغذاء والصحة في جامعة كوليدج دبلن، على تجربة مدتها ستة أسابيع حيث تم تقسيم 164 شخصا فوق الخمسين من العمر، يعانون من ارتفاع طفيف في مستويات الكوليسترول في الدم إلى ثلاث مجموعات وتم إعطاؤهم 42غ من دهون الألبان يوميا.
وتلقت إحدى المجموعات هذه الدهون على شكل 120غ من جبنة الشيدر الناضجة. والأخرى مزيجا من الزبدة وجبن الشيدر قليل الدسم، بينما تم إعطاء المجموعة الثالثة مكونات منفصلة تحاكي الجبن (الزبدة ومكملات الكالسيوم ومسحوق كازينات الكالسيوم، على غرار البروتين الموجود في الجبن.
ووجدت الدراسة أن مجموعة الجبن كامل الدسم شهدت انخفاضا أكبر في نسبة الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار مقارنة بالمجموعتين الأخريين.
وتعتقد الدكتورة فيني أن تركيبة الجبن وكيفية احتجاز الدهون داخل بنيته أمر أساسي. وتقول: "يُعتقد أن الأحماض الدهنية الموجودة في الجبن ترتبط بالكالسيوم الموجود فيه، ما يجعل من الصعب على إنزيماتنا تفكيكه عندما يكون في بنية الجبن مقارنة بالزبدة. وهذا يعني أن كمية أقل من الدهون المشبعة تدخل إلى مجرى الدم عندما تكون في الجبن".
وأدى الجبن عالي الكالسيوم إلى انخفاض أكبر في نسبة الكوليسترول الضار. وتشمل الأجبان التي تحتوي على نسبة عالية من الكالسيوم الجبن الأبيض الناضج والصلب مثل الشيدر والبارميزان.
وأحد التفسيرات، وفقا للدكتور أوليفر غوتمان، استشاري أمراض القلب في مستشفى سانت بارثولوميو ومستشفى ويلينغتون في لندن، هو أن المكونات الموجودة في الجبن المعروفة باسم الشحميات السفينجولية قد تقلل من امتصاص الكوليسترول من الأمعاء.
ولكن في حين يركز بعض الخبراء على بنية الجبن، يشير آخرون إلى أن الدهون المشبعة التي تأتي من منتجات الألبان، قد تكون في حد ذاتها مفيدة وحتى يمكنها أن تحمي من مرض السكري من النوع الثاني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إزالة الدهون الدهون المشبعة فی الجبن
إقرأ أيضاً:
مدبولى: موافقة صندوق النقد على المراجعة الرابعة تؤكد قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق التعافي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ترأس الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، اجتماع مجلس الوزراء بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ وذلك لمناقشة عدد من الموضوعات والملفات.
واستهل رئيس مجلس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن الأيام الماضية شهدت مرور ذكرى عدد من الأحداث التاريخية العظيمة، تتمثل في الاحتفال بيوم الشهيد والمحارب القديم، والتي تتزامن مع ذكرى الانتصار في حرب العاشر من رمضان (نصر أكتوبر 1973)، وهو ما يجعلنا نتذكر بكل فخر تضحيات أبطالنا من رجال القوات المسلحة في الدفاع عن الوطن وصون مقدراته، معبرا عن تقديم أخلص التهاني إلى رئيس الجمهورية، ولرجال قواتنا المسلحة الأبطال، والشعب المصرى العظيم بهذه المناسبات المجيدة.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الرئيس بث عدة رسائل مهمة خلال الندوة التثقيفية الحادية والأربعين للقوات المسلحة، أمس، بالأكاديمية العسكرية، وكلها تبعث على الطمأنينة، والتي تؤكد أن مصر قادرة على حماية أمنها القومي، في ظل الظروف والتحديات الإقليمية والدولية، وأنها لا تتخلى عن دعمها للقضية الفلسطينية، ومساعي مصر الدائمة، لتقديم رؤى من أجل تحقيق الأمن والسلم للمنطقة، كفاعل رئيسي في هذه القضية.
وأشار مدبولى، فى هذا الصدد، إلى أن هناك تأييدا واضحا من المجتمع الدوليّ لخطة الإعمار والتعافي المبكر التي قدمتها مصر ووافقت عليها القمة العربية مؤخرا خلال انعقادها بالقاهرة.
وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى الاجتماع الذي حضره اليوم، والذي عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، صباح اليوم، لمناقشة الترتيبات والأمور التنظيمية المتعلقة بالاحتفالية المقررة لافتتاح المتحف المصري الكبير، لافتا إلى أنه تم العرض على سيادته التصورات المقترحة للاحتفالية وتجهيزاتها، وكذلك الفعاليات التي تتضمنها الاحتفالية، فضلا عن الخطة الترويجية لها.
وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن رئيس الجمهورية كلف بتشكيل لجنة عليا لمتابعة جميع التفاصيل المرتبطة بهذه الاحتفالية المهمة، كما وجه الرئيس بالاهتمام بكل الخدمات اللوجيستية، مع بذل كل الجهود اللازمة وتكثيف الاستعدادات؛ من أجل خروج هذه الفعالية على أعلى مستوى من التنظيم، وبما يليق بمكانة وتاريخ الدولة المصرية.
وأضاف رئيس الوزراء: هذه الاحتفالية ستكون فرصة عظيمة؛ لإبراز ما تحقق من إنجازات، ولا سيما ما تم تنفيذه من مشروعات تنموية في جميع قطاعات الدولة خلال الفترة الماضية.
وفي هذا الصدد، وجه الدكتور مصطفى مدبولي بضرورة توجيه كل الاهتمام المطلوب بجميع المحاور المرورية والشوارع المحيطة بالمتحف المصري الكبير، سواء بأعمال الرصف أو الإنارة والنظافة، بجانب أعمال التنسيق الموقع.
واختتم رئيس مجلس الوزراء حديثه، بالإشارة إلى أن هناك خبرين إيجابيين هذا الأسبوع، الأول يتعلق بإعلان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ــ من خلال تقريره الشهري ــ عن انخفاض معدل التضخم في مصر؛ حيث بلغ الرقم القياسي العام لأسعار المستهلكين لإجمالي الجمهورية (246.8) نقطة لشهر فبراير 2025، مسجلًا بذلك تضخمًا سنويًا قدره (12.5%) مـقابل ( 23.2%) لشهر يناير 2025، مشيرا إلى أن هذه المؤشرات تعد خطوة مهمة تؤكد أن الاقتصاد المصري يسير في الاتجاه السليم، كما تؤكد نجاح الإجراءات التي اتخذتها الحكومة في هذا الشأن.
ولفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن الخبر الثاني يتعلق بموافقة صندوق النقد الدولي على المراجعة الرابعة، مشيرا في هذا الصدد إلى أن هذه الموافقة تأتي بعد مفاوضات ناجحة بين الجانبين، وهو ما يمثل دعماً للاقتصاد المصرى، وتأكيداً على جدية الحكومة والسلطات المصرية على الاستمرار، وبنجاح، فى تطبيق برنامجها الوطني للإصلاح الاقتصادي، وكذلك قدرة الاقتصاد المصري على تحقيق التعافي والاستدامة المالية، ودفع النشاط الاقتصادي القوي والمستدام، وتحقيق تحسن ملموس ومستمر في مستوى معيشة المواطنين.