قالت صحيفة "نيويورك بوست"، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن اتجه إلى الشرق الأوسط لإبداء تضامنه مع إسرائيل، ولكن كان عليه أن يستغل هذه الفرصة لتحقيق إنجاز أهم بكثير يتمثل في إثبات فهمه أن مشكلات المنطقة بأسرها تنبع إلى حدٍ كبير من النظام الإيراني، وعليه أن يعلن عن خطط جادَّة لمحاسبة هذا النظام.

 ما الخطط الذي نعنيها؟

وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها: "بادئ ذي بدء، يتعين على بايدن أن ينهي على الفور جميع المحادثات المتعلقة بالقضية النووية، وأن يعيد فرض أشد العقوبات الممكنة على النظام الإيراني".


فالموقف الراهن يفيد بأن الرئيس بايدن سمح بتخفيف العقوبات على طهران، فزادت احتياطياتها العالمية المتاحة من 4 مليارات دولار فقط عندما تولى بايدن منصبه إلى ما يربو على 40 مليار دولار اليوم. 

خطوات ضرورية

الخطوة الأولى: إعادة تجميد الـ 6 مليارات دولار التي أفرج عنها بايدن رسميّاً إذ دفعها فدية يفتدي بها الرهائن الأمريكيين.
الخطوة الثانية: التخلي عن الجهود الوهمية للتظاهر بأن حكام إيران لم يتواطؤوا ويباركوا الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
الخطوة الثالثة: الرد على تهديدات إيران البشعة الأخيرة، كتلك التي وردت في حديث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان يوم الإثنين الماضي عن "العمل الوقائي" ضد إسرائيل، بتهديدات مضادة قوية. فبوسع الرئيس بايدن على سبيل المثال أن يتعهد بالانتقام من وكلاء إيران، وربما حتى يضرب منشآت طهران النووية، إذا شن "حزب الله" أوأي مليشيات مدعومة من إيران أو الحرس الجمهوري أي هجمات جديدة على إسرائيل.

وهذه هي الطريقة المثلى، برأي الصحيفة، للحيلولة دون تصعيد الحرب خارج نطاق غزة.
(بالمناسبة، يشي تهديد أمير عبد اللهيان في الأساس بأن إيران هي التي تدير دفة الأمور، وإلا فكيف يمكن لطهران أن تطلق العنان لما يُسمى بـ "المقاومة"؟)
وأكدت الافتتاحية أن "بايدن بحاجة إلى أن يعلن عن أنَّ ملالي إيران هم الذي يحركون الدمى في منطقة الشرق الأوسط ويُطلقون كلاب إرهابهم بالوكالة عنهم، بمن فيهم حماس وحزب الله والمليشيات الأخرى المتنوعة".

Prime Minister Netanyahu to US President Biden: "The road to victory will be long and hard, but united in purpose and with a deep sense of justice and the unbreakable spirit of our soldiers and our people, Israel will prevail."https://t.co/k6TvoBhGkT pic.twitter.com/NXrujdVKhK

— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) October 18, 2023 ضعف بايدن وفخ إيران

أما إذا أثبت بايدن ضعفه مجدداً، تقول الصحيفة، "فسوف يقود الولايات المتحدة إلى فخٍ إيراني. فصور سكان غزة والجنود الإسرائيليين والرهائن (بمن فيهم الأمريكان) الذين يتعرضون للقتل ستؤجج المعارضة والانقسامات، وتدعو إلى مزيدٍ من العدوان الموجه من إيران".
وأضافت الصحيفة، أن "العواقب تتجاوز منطقة الشرق الأوسط. فروسيا والصين متحالفتان الآن مع إيران على مستويات متعددة، إذ تزود طهران موسكو بالأسلحة في حربها الوحشية والإجرامية ضد أوكرانيا وتزود بكين بالنفط أكثر من أي وقت مضى".وتتطلع الدول الثلاثة إلى دحر أمريكا وتفكيك التحالفات المتحضرة (في قارتي أوروبا وآسيا على حدٍ سواء) التي تحد من طموحاتها.
وكل ذلك يجعل هذه اللحظة حاسمة للغاية للولايات المتحدة، وفق الصحيفة.
إن تصرفات بايدن، أو قصورها إن شئنا الدقة، لن تشكل مستقبل المنطقة وحسب، وإنما مستقبل العالم بأسره.
واختتم الصحيفة افتتاحيتها بالقول، "يبقى السؤال الوحيد الذي يطرح نفسه الآن: هل يتحلى بادين بالشجاعة والحكمة والجرأة التي تمكنه من مواجهة هذا التحدي الكبير؟"

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة إيران جو بايدن غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

باحثة: استخدام جيروزاليم بوست صورة الرئيس السيسي مع رئيسي سقطة مهنية وإعلامية كبيرة

قالت الأميرة رشا يسري، الكاتبة المتخصصة في الشأن الإسرائيلي، إن استخدام جيروزاليم بوست صورة الرئيس السيسي مع الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي تهديد صريح لرأس الدولة المصرية و عبارة عن سقطة مهنية وإعلامية كبيرة لصحيفة قديمة وعتيقة تعرف جيدًا القواعد العامة للمحتوى الخبري.

وأضافت « يسري»، خلال مداخلة هاتفية عبر شاشة قناة «إكسترا نيوز»، أن الصحافة الإسرائيلية تستخدم لوضع رسائل مبطنة داخل الأخبار وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها إسرائيل بمثل هذه الطريقة، مشيرة إلى أن إسرائيل تستخدم الإعلام لتوجيه رسائل ممنهجة أما للغرب أو لمصر او لجس نبض السلام وتحسس الخليج العربي وإلى أخره.

وتابعت: « وهذا الخبر المنتشر موجه لمصر بصفة خاصة لأن الرئيس السيسي تحدث بكلل وضوح وشجاعة عن قضية تهجير الفلسطينيين ورفض مصر أن تكون جزءًا فيه وأنها ستدعو إلى حل الدولتين»، مؤكدة على أن مصر لم تغير موقفها الرسمي تجاه القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة حتى الوصول إلى اتفاق تهدئة الآن.

مقالات مشابهة

  • كريم زيدان…الرجل الذي يواجه معادلة الاستثمار والتنمية في مغرب لا ينتظر
  • بعد عودتهم للشمال.. ما الذي يواجه العائدين إلى منازهم المدمرة في غزة؟
  • رئيس هيئة دعم الفلسطينيين: نتنياهو يواجه ضغوطا داخلية ويخطط لضرب إيران
  • «ضياء رشوان»: الرئيس السيسي لم يترك مجالًا للمناورة حول حقوق الشعب الفلسطيني
  • ضياء رشوان: الرئيس السيسي لم يترك مجالًا للمناورة حول حقوق الشعب الفلسطيني
  • باحثة: استخدام جيروزاليم بوست صورة الرئيس السيسي مع رئيسي سقطة مهنية وإعلامية كبيرة
  • خبراء يفسرون نشر صورة السيسي مع رئيس إيران الراحل في "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية
  • سنجر: صورة الرئيس السيسي مع إبراهيم رئيسي في جيروزاليم بوست الإسرائيلية تهديد مباشر
  • أكاذيب رخيصة.. مصطفى بكري يشن هجوما حادا على الصحافة الإسرائيلية بسبب صورة الرئيس
  • بايدن والماسونيون السود | حقيقة انضمام الرئيس الأمريكي السابق للجماعة الأخوية بريطانية الأصل