دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، ألا يتسرب الصراع بين إسرائيل وحركة حماس إلى منطقة الشرق الأوسط الأوسع.

جاء ذلك في تصريحات له، عقب لقائه الخميس في تل أبيب، مع نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث قال: "من المهم ألا يتسرب الصراع للمنطقة.. ولهذا السبب أتحدث إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص في جميع أنحاء المنطقة".

وتعهد سوناك، بأن بريطانيا ستقف إلى جانب إسرائيل في "أحلك أوقاتها"، ورحب بقرار السماح بدخول المساعدات إلى غزة من مصر قائلا إن "إسرائيل تبذل قصارى جهدها للحد من وفيات المدنيين".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني، الذي استهل جولة في المنطقة بزيارة لإسرائيل، وبعدها السعودية: "أعلم أنك تتخذ كل الاحتياطات لتجنب إيذاء المدنيين في تناقض تام مع حماس التي تسعى إلى تعريض المدنيين للخطر".

وتابع قائلا: "أرحب بقراركم الصادر أمس والذي اتخذتموه لضمان فتح الطرق المؤدية إلى غزة لدخول مساعدات إنسانية.. فخور بالوقوف هنا معك. في أحلك أوقات إسرائيل كصديق لكم، سنقف معكم متضامنين، سنقف مع شعبكم ونريدكم أن تنتصروا أيضا".

من جانبه، قال نتنياهو إن الهجوم المباغت الذي شنه مسلحو حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول استهدف منع توسيع علاقات بلاده السلمية في الشرق الأوسط، وطلب من بريطانيا مواصلة دعم تل أبيب في هجومها المضاد على غزة.

اقرأ أيضاً

ارتفاع شهداء قصف غزة إلى 3785 والمصابون يتجاوزون 12 ألفا

وقال أيضا: "كنا على وشك توسيع هذا السلام، وإحباط هذه الخطوة كان أحد أسباب الهجوم".

وأضاف: "إنها أحلك أوقاتنا، هذا يعني أنها حرب طويلة، وسنحتاج إلى دعمكم المستمر".

وفي وقت سابق من الخميس، قال سوناك خلال لقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، إن بريطانيا تتضامن مع إسرائيل، وأضاف أن من الضروري إيصال مساعدات إنسانية للناس في قطاع غزة.

وقال في جزء من الاجتماع بثه التلفزيون "سنقف معكم متضامنين ومع شعبكم ومع حقكم في الدفاع عن أنفسكم لإعادة الأمن لبلادكم ولشعبكم ولضمان عودة سالمة للرهائن الذين اختُطفوا".

إلى ذلك، أكد سوناك الحاجة الملحة لتجنب المزيد من تصعيد العنف في المنطقة.

وأضاف: "الفلسطينيون ضحية ما فعلته حماس، من المهم أن نواصل العمل لإيصال المساعدات الإنسانية".

اقرأ أيضاً

خسئ من قال أو أقر.. الصدر يندد بدعوات تهجير الشعب الفلسطيني

ووصل سوناك إلى إسرائيل، الخميس، للتعبير عن تضامنه معها بعد صدمة الهجوم الذي باغتها في السابع من أكتوبر ولإجراء محادثات مع نظيره الإسرائيلي، وفق بيان أصدره مكتبه بالخصوص.

وقال سوناك للصحفيين الإسرائيليين لدى وصوله لإسرائيل "قبل كل شيء، أنا هنا للتعبير عن تضامني مع الشعب الإسرائيلي.. لقد عانيتم من عمل إرهابي مروع لا تصفه الكلمات وأريدكم أن تعلموا أن المملكة المتحدة وأنا نقف معكم".

ومن المقرر أن يزور سوناك عواصم أخرى بالمنطقة بعد تل أبيب.

في هذا الإطار، قال متحدث باسم سوناك، إنه سيتوجه إلى السعودية في وقت لاحق من الخميس، حيث سيلتقي بولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

ووصف المتحدث، السعودية بأنها شريك إقليمي مهم.

وفي بيان سابق، قال سوناك إن الانفجار الذي وقع بمستشفى في غزة، الثلاثاء، وأدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين يجب أن يكون "لحظة فاصلة بالنسبة لزعماء المنطقة وحول العالم للعمل معا لتجنب المزيد من التصعيد الخطير للصراع"، متعهدا بأن تكون بريطانيا "في طليعة هذا الجهد".

اقرأ أيضاً

7 أكتـوبر.. عند الضحية والجلاد

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: سوناك بريطانيا إسرائيل غزة فلسطين صراع بن سلمان نتنياهو

إقرأ أيضاً:

أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزة

يعتقد الأستاذ الجامعي جان بيير فيليو -في عموده بصحيفة لوموند- أن المدنيين الذين أنهكتهم حرب لا ترحم، دامت أكثر من 15 شهرا في قطاع غزة،  قد يشعرون بخيبة أمل كبيرة في حال عدم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأوضح الأكاديمي الفرنسي أن العالم تخلى عن أكثر من مليوني شخص في قطاع غزة، وتركهم في حرب مروعة، قتل فيها ما معدله 100 شخص يوميا، مع أن الرقم 47 ألف قتيل المعلن لا يشمل عشرات الآلاف ممن دفنوا تحت الأنقاض، ولا الضحايا غير المباشرين الذين قتلتهم الأمراض وظروف البقاء المروعة وانعدام الرعاية الصحية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 4 خيارات لحكم غزة بعد انتهاء الحربlist 2 of 2كاتبة فرنسية: تحقق تنبؤات قديمة للاستخبارات الأميركية بشكل العالم في 2025end of list

وكان الأكثر ضعفا هم النازحون الذين أجبروا مرات على التخلي عن كل شيء، ليتكدس أكثر من مليون منهم في "المنطقة الإنسانية" الضيقة التي حددتها إسرائيل على ساحل المواصي، ولكنها لم تسلم من قصفها، إذ قتل فيها أكثر من 550 شخصا في نحو 100 غارة خلال 8 أشهر.

صدمة العودة

أمضيت للتو أكثر من شهر في هذه المنطقة المعزولة داخل المنطقة التي تسمى "المنطقة الإنسانية" -كما يقول أستاذ العلوم السياسية- وعشت الشهر الأخير من الأعمال العدائية والأيام الأولى للهدنة الهشة هناك، وما زلت لا أفهم من أين حصل هؤلاء المهجورون على ما يكفي من الطاقة للخوض في كل هذه التجارب، وتحمل كل هذا الألم، والتغلب على كل هذا الحزن.

إعلان

ولكنني أعلم أن هذه الحشود المنكوبة قد استنفدت احتياطياتها وأنها صمدت فقط على أمل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، والعودة إلى ديارهم واستعادة شكل من أشكال الحياة الطبيعية، وليس هناك سبب لهذه الموجات البشرية التي تسير نحو ما كان ذات يوم موطنها، إلا الأمل، ولكن الأمل يمكن أن يصبح السلاح الأكثر فعالية ضد شعب هرب من الحديد والنار، خاصة عندما يصدم هؤلاء اليائسون عند العودة بواقع مدمر بعد وقف عمليات القتل اليومية.

والطريقة الوحيدة للتغلب على مثل هذه الصدمة، عندما يقف الشخص أمام أنقاض منزله وأشلاء أقاربه، ويكتشف حجم الكارثة المرعب، هي أن نتمكن من إعادة بناء أنفسنا وأسرنا من خلال إعادة بناء ما فقدناه بالتدريج، ولكن أهل غزة حرمهم العالم الذي تخلى عنهم من هذا البلسم بعد أن لم يبق في غزة شيء على الإطلاق.

هدنة من ورق

صحيح أن هناك هذه الهدنة الهشة المثيرة للقلق -كما يقول الكاتب- وقد قتل 122 شخصا بعد الإعلان عنها وقبل بدء تنفيذها، وشهدت أول أزمة خطيرة أسبوعها الثاني، عندما قررت حكومة إسرائيل تأجيل عودة النازحين إلى شمال القطاع 48 ساعة، مما يعني أنها معرضة لخطر الانهيار في أي لحظة لأنها لا تستند إلى المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، وليس "لضامنيها" الثلاثة، الولايات المتحدة ومصر وقطر، وجود على الأرض.

 

ولكي تتطور هذه الهدنة إلى وقف دائم لإطلاق النار بعد 3 أشهر، يتطلب الأمر التزاما كبيرا من جانب المجتمع الدولي، لا ينبغي اختصاره في إرسال بضع مئات من الشاحنات المحملة بالمساعدات يوميا، لأن سكان غزة الذين يواجهون خطرا مدمرا من تجدد الأعمال العدائية، سيضطرون إلى العودة إلى سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وخلص الكاتب إلى أن على المجتمع الدولي أن يساعد هذه الجماهير العاجزة بشكل دائم الآن وبأسرع وقت ممكن، من خلال تقديم 10 أو 100 شاحنة أخرى، ومنظور لائق للمستقبل، في إطار حل الدولتين الذي أصبحت خطوطه العريضة معروفة منذ عقدين من الزمن، وإلا فإن دائرة المواجهات ستستأنف حتما بين إسرائيل وحماس دون أدنى شك.

إعلان

وهذه هي الدائرة المفرغة من الحرب من أجل الحرب، هي ما يتعين على الأصدقاء الحقيقيين للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني أن يتحلوا بالشجاعة اللازمة لكسرها، وإلا فإن الأمل هو الذي سوف يأتي ليقتل في غزة.

مقالات مشابهة

  • محمد بن زايد وملك الأردن يؤكدان ضرورة منع توسيع الصراع في المنطقة
  • «خارجية النواب»: المشروع الأمريكي الإسرائيلي للتهجير.. محظور دوليا
  • وزير الطيران يلتقي كبار مسؤولي المؤسسات المالية في بريطانيا
  • شاهد | التطبيع السعودي الإسرائيلي على طاولة نتنياهو ترامب
  • باحث سياسي: ترامب قد يحاول إقناع القادة العرب بتمرير سيناريو التهجير أو توسيع سلطات نتنياهو
  • رئيس وزراء اليابان يلتقي ترامب الخميس
  • ترامب يلتقي نتنياهو اليوم لبحث تطورات الأوضاع بغزة والملف الإيراني
  • أكاديمي فرنسي: الأمل أيضا قد يقتل في غزة
  • «الرئاسة الفلسطينية» تحذّر من خطورة توسيع إسرائيل حربها الشاملة في الضفة الغربية
  • صور| رئيس الجمهورية السورية في جدة قبل توجهه إلى مكة لأداء العمرة