وفاة الممثل بيرت يونغ صديق ستالون في فيلم “روكي” عن 83 عاما
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
توفي الممثل الأميركي بيرت يونغ، الملاكم السابق الذي رُشح لجائزة الأوسكار عن دوره كصديق سيلفيستر ستالون في سلسلة أفلام “روكي” الناجحة جدا، عن عمر يناهز 83 عاما، على ما أعلن ستالون عبر الشبكات الاجتماعية.
وأشاد ستالون الذي أدى دور الملاكم روكي بالبوا في سلسلة الأفلام الهوليوودية الشهيرة، الأربعاء بـ “الصديق العزيز” يونغ ووصفه بأنه “رجل وفنان مذهل”.
وكتب نجم “روكي” على إنستغرام “أنا والعالم سوف نفتقدك كثيراً… أرقد بسلام”.
وأكدت ابنة يونغ، آن موريا ستينجيسر، وفاته لصحيفة نيويورك تايمز، التي ذكرت أنه توفي في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر في لوس أنجليس.
وُلد يونغ في حي كوينز في نيويورك، وأمضى فترة قصيرة كملاكم محترف قبل أن يبدأ التمثيل، حيث كانت له مسيرة طويلة امتدت لأكثر من نصف قرن.
بعد عدة أدوار صغيرة في التلفزيون والسينما، بينها في فيلم “تشايناتاون” لرومان بولانسكي، قبل أن يؤدي دور “باولي” صديق البطل في فيلم “روكي” عام 1976 الذي ألفه سيلفستر ستالون وأخرجه جون جي أفيلدسن.
بالإضافة إلى النجاح الذي حققه الفيلم في شباك التذاكر، حصل يونغ على ترشيح لجائزة الأوسكار عام 1977 في فئة أفضل ممثل بدور مساعد.
وكتب كارل ويذرز، الذي أدى دور أبولو كريد، خصم روكي بالبوا الذي تحول إلى مدرب في المسلسل، عبر منصة إكس أن يونغ كان شخصاً “ذا روح جميلة وصاحب موهبة”.
المصدر أ ف ب الوسومبيرت يونغ روكيالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: روكي
إقرأ أيضاً:
هبوط مؤقّت: حين يتكثف العالم في جسد ممثل واحد
هبوط مؤقّت: حين يتكثف #العالم في #جسد #ممثل_واحد
بقلم: د. مي خالد بكليزي
في تمام الساعة الثامنة وخمسٍ وعشرين دقيقة مساءً، وعلى خشبة مسرح الحسين الثقافي في قلب عمّان، كنا نحن الجمهور لا نزال نقف خارج القاعة. منعتنا التعليمات الصارمة التي ينفذها الشاب “إبراهيم” من الدخول، رغم توسلات البعض ومراوغاتهم، حتى بدا وكأن شيئًا جللًا ينتظرنا خلف ذلك الباب المغلق.
تساءلت، بشيء من الفضول: ما الذي يستحق كل هذا الالتزام والانضباط؟ وهل نحن مقبلون على عرض مسرحي استثنائي بالفعل؟
مقالات ذات صلةدخلنا أخيرًا، نحن المتأخرون، تباعًا وبهدوء إلى القاعة ذات المقاعد الحمراء المخملية، التي يغلفها السواد من السقف إلى الخشبة. كان الانطباع الأول عن المكان يوحي بالفخامة، ولكن ما حدث بعد ذلك تجاوز حدود الفخامة إلى تجربة شعورية كاملة.
انطفأت الأضواء، سكن الصمت، وخرج فجأة من بين المقاعد فتى يرتدي السواد، كأنه خرج من عتمة الذاكرة أو من قاع الحكاية. صرخته الأولى لم تكن مجرد صوت؛ كانت إعلانًا عن بداية المونودراما.
“أين أنا؟ وأي مكان هذا؟”
كانت هذه الجملة مفتاح الدخول إلى عالم “ياسر”، البطل الذي سُمِّي على اسم عمه الشهيد، والذي يجسد وحده، بجسده وصوته وتعبيره، كل ما يمكن أن تقوله الشخصيات الأخرى دون أن تظهر.
في هذا العرض، لم يكن الممثل يتكلم بلسانه فقط. جسده كله كان ينطق:
تعابير وجهه، وقع خطواته على الأرض، تقطّع أنفاسه، وحتى ارتجاف يديه. كل تفصيلة جسدية كانت تؤدي وظيفتها التعبيرية في سرد حكاية طويلة ومكثفة عن الوطن، الأم، الأبناء، الاعتقال، الحلم، الانكسار، والاشتباك اليومي مع الاحتلال والذاكرة.
لقد تقمّص الممثل أدوارًا عدة، بلا تغيير ملابس أو استراحة أو أدوات.
كان مرةً الأم التي تُزوّج ابنها، ومرةً الأب الحنون، ومرةً الثائر، ثم الأسير، ثم السجين في مواجهة سجّانه، ثم الإنسان الذي ينهار ويقوم، يضعف ويشتد، يغني ويصرخ، ويقاوم.
إنه عرض يستحق أن يُقال عنه:
مونودراما مكتملة العناصر النفسية والبصرية والصوتية.
سحر الانتقال بين المونولوج الداخلي والحوار المتخيل، بين الصوت والسكوت، بين الحضور والغياب.
والأهم من كل ذلك:
ساعة كاملة، لم يهدأ فيها الممثل، ولم يتململ الجمهور. حتى الأطفال في القاعة ظلوا مشدودين تمامًا أمام المشاهد المتتابعة، التي تخللتها أغانٍ ثورية وإضاءة مركّزة ولغة جسدية عالية التوتر والانفعال.
في هذا العرض، لم يكن المسرح مجرد منصة، بل وطنٌ صغيرٌ تدور فيه الحياة كلها.
وكان الممثل الواحد شعبًا كاملًا من الأصوات والأدوار والنداءات.
المونودراما: اختبار القدرة والصمود
هذا العرض يذكّرنا بأن المونودراما ليست فقط اختبارًا لمرونة الممثل، بل اختبار لقدرة الجمهور على الإنصات، على التقمّص، وعلى الصمود ساعة كاملة أمام فيض من المشاعر المتلاحقة.
إنها تجربة تتجاوز الفرجة، لتصبح مشاركة وجدانية وجمالية في آن، تجعلنا نرى أنفسنا في كل صرخة، ونراجع قصصنا في كل مشهد.