الجزيرة:
2025-04-02@23:51:04 GMT

المخلفات الفضائية قنابل موقوتة تسبح في الفضاء

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

المخلفات الفضائية قنابل موقوتة تسبح في الفضاء

شكّل إطلاق القمر الاصطناعي السوفياتي الأول "سبوتنك-1" عام 1957 بداية حقبة جديدة لغزو الفضاء، استطاع الإنسان بعدها إرسال الآلاف منها في مجال الاتصالات ومراقبة الأرض والملاحة والأبحاث العلمية، وإلى عشرات المركبات الفضائية والمستكشفات الروبوتية والمراصد الفلكية لاستكشاف الكواكب والكويكبات والأجرام السماوية الأخرى، وسبر أعماق الكون، وبناء محطات فضائية عائمة في الفضاء مأهولة بالبشر.

وساهمت هذه الاكتشافات في تطوير فهمنا للكون، وإجراء دراسات معمقة في الفضاء بهدف تحسين حياتنا على الأرض، كما أسهمت آلاف الأقمار الاصطناعية التي تدور حول الأرض في تحقيق قفزة هائلة في تقنيات الاتصال، وتسريع التحول الرقمي وتحسين تقنيات الاستشعار عن بعد لتجنب الكوارث البيئية والمناخية التي تواجه كوكبنا.

غير أنه، وعلى نحو مماثل لما خلفته الأنشطة البشرية من ملوثات ونفايات من أعمق نقطة في المحيطات إلى أعلى مستوى في الغلاف الجوي، على كوكب الأرض، أرسلت آلاف المخلفات إلى الفضاء -بفعل النشاط البشري خارج الغلاف الجوي- وباتت تشكل خطرا محتملا في حال سقوطها على الأرض أو اصطدامها بأجسام صناعية أخرى في الفضاء.

وفي خطوة هي الأولى من نوعها منذ بدء غزو الفضاء قبل أكثر من 6 عقود، فرضت لجنة الاتصالات الفدرالية الأميركية مؤخرا غرامة قدرها 150 ألف دولار على شركة "ديش نيتورك" بسبب تركها مخلفات في الفضاء الخارجي.

ووجد تحقيق لجنة الاتصالات الفدرالية أن هذه الشركة قد انتهكت قانون الاتصالات وشروط الترخيص بالتخلص من القمر الاصطناعي "إيكو ستار-7" بعد انتهاء مهمته، في مدار أقل بكثير من الارتفاع الذي تتطلبه شروط ترخيصه، مما يمكن أن يثير مخاوف بشأن الحطام المداري على مثل هذا الارتفاع المنخفض.

ما المخلفات الفضائية وكيف تنشأ؟

المخلفات الفضائية أو الحطام المداري هي "النفايات" التي تدور حول كوكب الأرض والتي يتركها البشر في الفضاء.

ويمكن أن تكون هذه المخلفات الفضائية أقمارا اصطناعية معطلة أو متروكة بعد انتهاء مهمتها، أو ناتجة عن انفجار الأجسام المرسلة إلى الفضاء، مثل مخلفات المراحل العليا للصواريخ التي تحمل المركبات الفضائية والأقمار الاصطناعية إلى المدار الخارجي، كما يمكن أن ينتج بعض الحطام الفضائي عن اصطدام الأقمار الاصطناعية ببعضها البعض، أو انفصال بعض أجزاء المركبات الفضائية أثناء إقلاعها أو هبوطها.

وتختبر العديد من الدول -بما في ذلك الولايات المتحدة والصين والهند- استخدام صواريخ للتدرب على تفجير أقمارها الاصطناعية، وهو ما يولد آلاف القطع الجديدة من الحطام الفضائي الخطير.

كما تُركت بعض المخلفات الفضائية من المركبات المأهولة والروبوتات المستكشفة على سطح القمر أيضا.

وتدور معظم الأقمار الاصطناعية العلمية، المخصصة لمراقبة الأرض في المدار الأرضي المنخفض، على ارتفاع 160 إلى ألفي كيلومتر تقريباً، وبالمقارنة فإن معظم الطائرات التجارية تحلق على ارتفاعات لا تتجاوز 14 كيلومترا تقريبا، لذلك فإن هذا المجال في أدنى مستوياته يكون بعيدا بما فيه الكفاية عن سطح الأرض لتجنب قوى السحب الناتجة عن الجاذبية الأرضية.

ولكن يمكن لبعض الأجسام الموجودة في المدار الأرضي المنخفض أن تعود بسرعة، إذا ما دخلت الغلاف الجوي للأرض مرة أخرى، وهي غالبا ما تحترق في الغلاف الجوي قبل وصولها للأرض، وفي حال بقاء بعض الأجزاء دون احتراق فإنها غالبا ما تسقط في البحار والمحيطات التي تشكل أكثر من 70% من سطح الكوكب الأزرق، أو في مناطق غير مأهولة تشكل معظم مساحة اليابسة.

أما الأقمار الصناعية المخصصة للاتصالات ومراقبة الطقس فإنها تحلق عادة في المدار الأرضي المرتفع، على ارتفاعات تصل إلى 36 ألف كيلومتر، ويسمى هذا المجال بالمدار الجغرافي المتزامن حيث تبقى الأقمار الاصطناعية ثابتة بالنسبة للأرض كونها تدور بنفس اتجاه حركتها، وتستغرق دورتها المدارية نفس المدة الزمنية اللازمة لدوران الأرض حول نفسها، ويمكن للحطام الفضائي أو الأقمار الاصطناعية المتروكة في مثل هذه الارتفاعات أن تستمر بالدوران حول الأرض لمئات أو حتى آلاف السنين.

ووفقا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، كان هناك 11 ألفا و330 قمرا صناعيا فرديا يدور حول الأرض نهاية يونيو/حزيران 2023، بزيادة بنسبة 37.94% منذ يناير/كانون الثاني 2022 حيث شهد العام الماضي إطلاق أكبر عدد من الأجسام إلى الفضاء في عام واحد، مع مغادرة 2474 جسما للكوكب.

كما شهد النصف الأول من عام 2023 بالفعل إطلاق 1354 جسما إلى الفضاء، ومع تطوّر تقنيات الأقمار الاصطناعية وانخفاض تكلفة بنائها وإطلاقها، فمن المتوقع زيادة هذا العدد بشكل كبير خلال الأشهر القادمة.

مخاطر محتملة

لم يصادف، لحسن الحظ، عبر تاريخ غزو الفضاء، أن أصيب إنسان بمخلفات من أجسام فضائية، فمن بين 29% من مساحة كوكب الأرض التي تشكل اليابسة، تشغل الغابات 32% منها، وتشغل الصحاري 30% أخرى، ويتوزع الباقي بين السهول والجبال والأراضي الزراعية والأراضي الجافة والقاحلة والتي في معظمها غير مأهولة، مع أن الخطر يبقى قائما.

وفي مايو/أيار 2020، عادت المرحلة الأساسية التي يبلغ وزنها 18 طنا من الصاروخ الصيني "لونغ مارش 5 بي" إلى الغلاف الجوي من المدار بطريقة خارجة عن السيطرة بعد استخدامه لإطلاق كبسولة تجريبية غير مأهولة، وسقط حطام جسم الصاروخ، بما في ذلك أنبوب بطول 12 مترا، على قريتين في ساحل العاج، وأدى ذلك إلى إلحاق أضرار بالعديد من المباني.

وبعد عام واحد فقط، وصلت مرحلة أساسية أخرى يبلغ وزنها 18 طنا من صاروخ من نفس الطراز السابق، بشكل غير متحكم فيه، إلى مدار أرضي منخفض، بعد استخدامه لإطلاق جزء من محطة الفضاء الصينية الجديدة. لكنها تحطمت هذه المرة في المحيط الهندي، وكانت هاتان المرحلتان الصاروخيتان من أثقل الأجسام التي تدخل مرة أخرى بطريقة غير منضبطة منذ سقوط محطة "ساليوت-7" الفضائية التابعة للاتحاد السوفياتي عام 1991 في مناطق غير مأهولة جنوب المحيط الهادي.

لكن الخطر الأكبر يتمثل في الأقمار الاصطناعية التي وضعها الإنسان في المدار، إذ يؤدي ارتطام هذه الأجسام بمخلفات فضائية إلى تدميرها وفقدان الاتصال بها، وبالتالي تتكبد الدول خسائر مادية وعلمية كبيرة.

فمثلا، اصطدم القمر الاصطناعي الصيني "يونهاي 1-02" في مارس/آذار 2021، بقطعة من حطام فضائي بعرض 10-50 سنتيمترا تبين أنها جزء من الصاروخ الروسي "زينيت -2" الذي أطلق قمر التجسس "تسيلينا 2" في سبتمبر/ أيلول 1996، سبقها حادثة تصادم في فبراير/شباط 2009 أدت لتدمير قمر اصطناعي تابع لشركة "إيريديوم ساتلايت" بسبب قمر اصطناعي روسي مستهلَك وخارج الخدمة.

ورغم أنها حوادث نادرة نسبيا قياسا إلى العدد الكبير من الأقمار الاصطناعية النشطة والمستهلكة في المدار، لكن ومع الازدياد الكبير بعدد الأجسام الفضائية التي تدور حول الأرض، تزداد احتمالية خروج العديد منها خارج السيطرة، وبالتالي تتشكل أطنان إضافية من المخلفات الفضائية التي قد تصيب المحطات المأهولة التي وضعها البشر في مدارات منخفضة، مثل محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 400 كيلومتر تقريبا عن سطح الأرض.

وتعرضت المحطة الفضائية بالفعل، في مايو/أيار 2021، لحطام مداري أصاب ذراعا آلية موجودة خارج المحطة وأدى لإحداث ثقب في ذراع الرافعة وغطائها الحراري دون أن يعطلها، وتقوم المحطة سنويا باتخاذ إجراءات مناورة لتجنب الاصطدام بالمخلفات الفضائية، وحدثت إحدى هذه المناورات في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، حينما عززت المحطة الدولية ارتفاعها لتجنب الحطام الناتج عن اختبار صاروخ روسي مضاد للأقمار الاصطناعية.

وينتقل الحطام في الفضاء بسرعة 10 كيلومترات تقريبا في الثانية، تعادل 300 مرة السرعة القصوى المحددة للسيارات على الطرق السريعة، مما يشكل خطرا كبيرا ليس فقط مع المخلفات كبيرة الحجم، لكن حتى النفايات الصغيرة مثل بقعة طلاء يمكن أن تشكل خطراً جما إذا انفصلت من مركبة فضائية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الأقمار الاصطناعیة الغلاف الجوی غیر مأهولة إلى الفضاء التی تدور فی الفضاء فی المدار حول الأرض یمکن أن

إقرأ أيضاً:

الجبهة الشعبية: قنابل وصواريخ أمريكا تحرق أطفال غزة

الثورة نت/..

أكدت “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة يُشكّل “جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان”، متهمةً الولايات المتحدة بالتورط المباشر في هذه الجرائم.

وقالت الجبهة، في بيان صدر اليوم الأربعاء، إن “تصاعد العدوان الصهيوني على غزة… واستمرار حرب التجويع، هي جرائم إبادة ممنهجة مكتملة الأركان تدعمها الإدارة الأمريكية ويتواطأ فيها المجتمع الدولي، بينما يتنصل العالم العربي من مسؤولياته القومية في لحظة تاريخية حاسمة”.

وشددت “الشعبية” على أن “الإدارة الأمريكية، من خلال تمويلها ودعمها غير المشروط، تُعد الشريك الأول في هذه الجرائم، حيث تواصل تزويد الاحتلال بالقنابل التي تحرق الأطفال، وتُوفّر له الغطاء السياسي لمواصلة مجازره دون مساءلة؛ أما المجتمع الدولي الذي يَتَشّدق بحقوق الإنسان، فقد كشف عن وجهه الحقيقي كشريكٍ في الجريمة”.

وأشارت إلى أن “الأخطر من ذلك هو الموقف العربي المتخاذل؛ فبينما تُغرق غزة بوابل القنابل، تلتزم العواصم العربية الصمت، رغم امتلاكها المال والسلاح والتأثير”.

وتساءلت “الشعبية”: “كيف يستمر هذا العجز بينما تُباد مدن بأكملها؟ وأي خذلان أفظع من أن يُقتل شعب عربي ولا يجد إلا بيانات جوفاء؟”

وأضافت: “نقولها بوضوح: لا مجال للصمت، ولا مكان للحياد، ومن يتخاذل اليوم فهو شريك في الجريمة. وعلى الشعوب العربية التحرك فوراً في الشوارع والميادين وأمام السفارات الأمريكية والصهيونية؛ فالتخاذل خيانة، والسكوت مشاركة في المجازر”.

وتابعت: “آن الأوان لفرض حصار شعبي على مصالح الدول الداعمة للاحتلال، وقطع كل أشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني، ووقف التعامل مع كل من يُمول ويدعم جرائمه؛ فلم يعد هناك متسع لخطابات الشجب والاستنكار، والمطلوب أفعال توقف هذه المجازر”.

وأكدت “الجبهة الشعبية” في ختام بيانها أن “دماء أطفال رفح وجباليا وخان يونس ستظل وصمة عار على جبين المتآمرين، ومن يتخاذل اليوم لن ينجو من حكم التاريخ”.

ويُشار إلى أن جيش العدو الإسرائيلي استأنف فجر 18 مارس المنقضي عدوانه على قطاع غزة، عقب هدنة استمرت شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق الاتفاق مراراً خلال تلك الفترة.

ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب قوات العدو، بدعم أميركي أوروبي، “إبادة جماعية” في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 164 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الشعبية: قنابل وصواريخ أمريكا تحرق أطفال غزة
  • دولة عربية تكشف عن مشروع ضخم لإنتاج الأمطار الاصطناعية
  • تقنيات الاستشعار «عن بُعد» تعيد رسم ملامح المستقبل الفضائي
  • إطلاق أول رحلة فضائية مأهولة تحلّق فوق قطبي الأرض
  • “كذبة نيسان من الفضاء”.. رائد روسي يمازح أنصار فرضية “الأرض المسطحة” بصور فضائية (صور)
  • الصين تطلق قمرًا اصطناعيًا تجريبيًا لتكنولوجيا الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية
  • إطلاق 28 قمرًا جديدًا من قاعدة كيب كانافيرال الأمريكية إلى الفضاء
  • هل السفر عبر الزمن ممكن؟.. العلم يجيب!
  • سقوط أول صاروخ مداري ينطلق من أوروبا في البحر
  • سبايس إكس تستعد لإطلاق أول رحلة مأهولة فوق قطبي الأرض