أطفال الشوارع.. مسلسل يبحث عن حلقة أخيرة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
"أطفال الشوارع".. ظاهرة تعاني منها معظم المجتمعات، وتعد آفة تهدد السلام الاجتماعي وتشكل خطرًا على الدولة، حيث يترتب على وجود هؤلاء الأطفال في الشارع دون مأوى مخاطر جسيمة فمنهم من يتحول إلى التسول ومنهم من يسقط في دائرة المخدرات أو من ينزلق إلى أعمال العنف والإرهاب.
التضامن تتدخل لإنقاذ عدد من حالات بلا مأوى بشوارع القاهرة محافظ المنيا يوجه بتوفير سكن مؤقت لأسرة بلا مأوىملايين الأطفال يفترشون الشوارع ليل نهار، وأصبحت الأرصفة والحدائق العامة، وسقوف الكباري وأنفاق المشاة مأوى لهم، ينتشرون صباحًا عند إشارات المرور وداخل عربات المترو يبيعون المناديل الورقية، ومنهم من يتخذ ضفاف النيل مكانا للعمل لبيع الورود للعشاق، وذلك على أمل الحصول على بضعة جنيهات تسد جوعهم.
وبعد أن اقتربت مصر من تحقيق حلم القضاء على ظاهرة المشردين وأبناء الشوارع، بعد سنوات قليلة من إطلاق البرنامج القومى "أطفال بلا مأوى"، الذى تنفذه وزارة التضامن الاجتماعى على مستوى الجمهورية، بهدف القضاء على هذه الظاهرة، فجأة وبدون مقدمات تم إيقاف عمل البرنامج وأصبح ليس له تواجد، مما أثار الجدل والعديد من التساؤلات خلال الفترة الأخيرة عن أسباب توقفه.
وكان برنامج "أطفال بلا مأوى" قد حقق العديد من النجاحات خلال السنوات الماضية، حيث نجح فى التعامل مع ١٦ ألفًا و٦١٧ طفلًا منذ انطلاقه في ٢٠١٧، حتى وصلت نسبة الإشغال فى مؤسسات الرعاية بين ٥٠٪ و٦٠٪.
انتشار ظاهرة أطفال الشوارع مرة أخرىولكن بعد توقف برنامج "أطفال بلا مأوى"، انتشرت ظاهرة أطفال الشوارع مرة أخرى وبشدة في المجتمع المصري خلال الفترة الحالية، مما يدق ناقوس الخطر على مجتمعنا، بسبب ما قد ينتج من أفعال إجرامية وإرهابية، بسبب استغلال هؤلاء الأطفال مقابل الحصول على بعض الأموال.
نائبة تقدم طلب إحاطة بشأن توقف برنامج "أطفال وكبار بلا مأوى"وبعد توقف برنامج "أطفال بلا مأوى"، وعودة ظاهرة أطفال الشوارع مرة أخرى، تقدمت النائبة سميرة الجزار، عضو الهيئة البرلمانية للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بطلب إحاطة للمستشار حنفي الجبالي، رئيس مجلس النواب، موجه لكل من المهندس مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء والدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي بشأن توقف برنامج «أطفال وكبار بلا مأوى» وتأثير ذلك على معاناة أطفال الشوارع والمشردين.
وأوضحت النائبة في طلبها "في ظل اقتراب فصل الشتاء القارس والأمطار، يفترش عشرات الآلاف الأرصفة لا يحول بينهم وبين برودة الطقس سوى قطع من الأقمشة البالية لاتكاد تغطي أجسادهم الهزيلة التي لا تكف عن الارتعاش".
وأضافت الجزار: "في ظل مبادرة حياة كريمة لا يمكن أن تتحقق دون النظر إلى حياة هؤلاء المشردين الذين لا مأوى لهم سوى الشوارع والطرقات، يحلم كل منهم بكساء أو فراش أو سقف يمنع عنه حرارة الشمس صيفًا وبرودة الشتاء وأمطاره".
نائب يطالب بالتصدى للتسول وانتشار أطفال الشوارعوبدوره في التصدي لظاهرة أطفال الشوارع، قال النائب محمد الحصى، عضو مجلس النواب، إن الدولة أطلقت حزمة من تشريعات الحماية المجتمعية خلال السنوات الأخيرة، وعلى الرغم من ذلك ما زالت ظاهرة التسول مستمرة، وكذلك أطفال الشوارع، وهذا بدوره يعنى عدم تفعيل التشريعات بالشكل المطلوب إضافة لغياب الرقابة الحقيقية.
وطالب عضو مجلس النواب، بحث الأسباب الحقيقية حول انتشار أطفال الشوارع، ظاهرة التسول، ووضع حلول عاجلة لمنع انتشارها فى المجتمع، لافتا إلى أن انتشار أطفال الشوارع وتزايد ظاهرة التسول، من الظواهر السلبية التي تندرج منها كل الأعمال خارج إطار القانون، منها على سبيل المثال لا الحصر السرقة وتعاطي المخدرات وتفشي أمراض فيروسية بين بعضهم، مما يستوجب وضع آلية للتعامل معهم.
خبير نفسي: التفكك الأسري سبب انتشار ظاهرة أطفال الشوارعومن جانبه، قال الدكتور أحمد عبدالله الخبير النفسي، إن من أهم أسباب تفشى ظاهرة الأطفال المشردين فى الشوارع، انعدام القيم والأخلاق الدينية، والتفكك الأسرى مع ارتفاع معدلات الفقر فى بعض المناطق، لافتاً إلى وجود بعض المشكلات المجتمعية التى تظهر فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، خاصة عندما لا تستطيع بعض الأسر توفير الحاجات الأساسية لأبنائها سواء من مأكل ومشرب ومكان إقامة وعلاج وغيرها، الأمر الذى يضطرها للسماح للأطفال بالعمل فى الشارع للمساعدة فى تأمين تلك الاحتياجات.
وأضاف عبدالله في تصريحات خاصة "لبوابة الوفد": "هناك فئتان رئيسيتان لأطفال الشوارع فى مصر، الفئة الأولى تمارس حياتها من أكل وشرب ونوم وغير ذلك فى الشارع، وبعضهم يعمل فى مهن متواضعة، وعلاقاتهم بأُسرهم ليست منظمة وتكاد تكون منعدمة، أما الفئة الأخرى فتعود لذويها نهاية اليوم، وهذه الفئة أقل خطورة من الفئة السابقة كما أنها أقل ضررا على المجتمع".
ولفت الخبير النفسي، إلى أن أزمة أطفال الشوارع تعرضهم دائماً إلى الاستغلال، ففى فترة من الفترات رأينا كيف تم استخدامهم والاتجار بهم، ومنهم من قد يتعرض للقتل وسرقة أعضائه.
أستاذ علم اجتماع: كثرة النسل أحد أسباب زيادة أطفال الشوارعوبدوره، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع، إن أطفال الشوارع ظاهرة تؤرق العالم كله، وهناك أسباب بعينها تؤدى إلى زيادة أطفال الشوارع من بينها كثرة النسل، ومن ثم عدم الاهتمام باحتياجات الأطفال مما يدفع بهم إلى الشارع.
وأضاف صادق، في تصريحات خاصة "لبوابة الوفد"، أن هؤلاء الأطفال ينتشرون فى المدن ويتركزون بشكل أساسى فى 4 محافظات وهى القاهرة والجيزة والقليوبية والإسكندرية، بينما ينعدم وجودهم تقريبا فى الصعيد، ومعظم محافظات الوجه البحرى، وفى القاهرة يتركز الأطفال فى المناطق الشعبية والعشوائية والميادين الكبرى.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع، أن هؤلاء الأطفال يعيشون مأساة حقيقة، ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب والاستغلال الجنسى وفى السرقات والتسول، مما يخلق فيهم حالة من العدوانية والعنف.
وأكد صادق، على ضرورة توفير حياة كريمة وآمنة لكل الأطفال والحد من ظاهرة أطفال بلا مأوى وإعادة دمجهم فى المجتمع وتأهيلهم، وإيجاد أسر بديلة لهم، ودمجهم فى برامج محو الأمية وزيادة أماكن الإيواء الخاصة بهم ومؤسسات الرعاية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أطفال الشوارع وزارة التضامن الاجتماعي التفكك الاسري هؤلاء الأطفال توقف برنامج
إقرأ أيضاً:
السودان: واحد من كل ثلاثة أطفال يواجهون سوء التغذية الحاد
شدد برنامج الأغذية العالمي على أن الحاجة لدعم الأفراد في السودان باتت اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى..
التغيير: الخرطوم
قال برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الأحد، إن طفلاً واحداً من كل 3 يواجه سوء التغذية الحاد في السودان، مما يضع البلاد على شفا مجاعة.
وشدد البرنامج على أن الحاجة لدعم الأفراد في السودان باتت اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
ويشهد السودان منذ أبريل 2023، حربًا شرسة بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، بدأت نتيجة خلاف حول دمج «الدعم السريع» في القوات المسلحة، وهو جزء من عملية سياسية للانتقال إلى حكم مدني. هذه الحرب التي اندلعت في الخرطوم، سرعان ما امتدت إلى العديد من المناطق الأخرى.
وقد تسببت الحرب في أكبر أزمة لجوء في العالم، ووضعت مناطق عديدة من السودان على حافة المجاعة. وفقًا لوكالات الأمم المتحدة، أعلنت المجاعة عن انتشارها في 5 مناطق رئيسية في البلاد، بناءً على التقرير المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الذي أصدرته الأمم المتحدة.
ومنذ اندلاع الحرب في السودان، شهدت البلاد تدهورًا حادًا في الوضع الإنساني، حيث يعاني ملايين السودانيين من نقص الغذاء والرعاية الصحية. مع ارتفاع أعداد النازحين داخليًا، أصبح من الصعب توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
ويُضاف إلى هذه الأزمة الصراعات المستمرة بين الأطراف المتنازعة، مما أدى إلى تفشي الأوبئة والامراض في المناطق المتأثرة بالصراع. وقد ازدادت معاناة الأطفال بشكل خاص، حيث يمثلون الفئة الأكثر عرضة لسوء التغذية بسبب نقص الغذاء وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة.
الوسومأطفال السودان الجوع برنامج الأغذية العالمي حرب الجيش والدعم السريع