كشفت مصادر استخباراتية عن انضمام 220 متطرفاً فرنسياً كانوا قد تبقوا على الأراضي السورية إلى المناطق التي تُسيطر عليها هيئة تحرير الشام، المُصنّفة إرهابية، والتي أعلنت مؤخراً نبذها لما يُسمّى الجهاد العالمي، إلا أنّ أجهزة الاستخبارات تعتبر أنّ الكثير منهم لا يزالون يُمثّلون تهديداً لفرنسا، خاصة وأنّ الهيئة (جبهة النصرة سابقاً) سبق وأن أعلنت ولائها لتنظيم القاعدة الإرهابي رغم تخلّيها لاحقاً عنه.

تحدثت هيئة تحرير الشام عن حصول الجولاني على معلومات استخباراتية حول المقاتلين الفرنسيين المتعاملين معه

ويُحاول هؤلاء المتطرفون تلميع صورتهم للتقرّب من الغرب عبر إعلانهم عدم شنّ أيّ عمليات أو القيام بتفجيرات في أوروبا، وذلك على أمل رفعهم من قائمة المنظمات الإرهابية.

Something more academic. "Beheading As a Signature Method of Jihadist Terrorism From Syria to France"
"Salafi-jihadist terrorist groups are relentless in the use of their signature tactic."https://t.co/Nv1XMZ28vj

— Diana Murray (@DEMurray8) October 12, 2023 تحول مسرحي

وانتشرت من قبل صور عبر وسائل التواصل الاجتماعي السورية لتحسين مظهر وشخصية أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، إلا أنّ محللين سياسيين غربيين اعتبروا أنّ هذا التحوّل المسرحي ليس بريئاً، ويهدف إلى محو فكرة أمير الحرب السلفي والمتطرف الذي لا يزال يُنفّذ عمليات إرهابية.

وبعد مرور أكثر من 4 سنوات على سقوط تنظيم داعش الإرهابي في ملجأه الأخير في منطقة الباغوز في الصحراء السورية، في مارس (آذار) 2019، والذي شهد نهاية ما يُسمّى بـِ "الخلافة"، تمّ القضاء في ساحات المعارك على الجزء الأكبر من فرقة الجهاديين الفرنسيين الذين شاركوا في عمليات داعش الإرهابية.

ومن بين 1490 فرنسياً انضموا للقتال في كل من سوريا والعراق منذ عام 2012، لقي أكثر من 500 مقاتل منهم حتفهم، ولا زال نحو 300 في تعداد المفقودين، بينما عاد 390 متطرفاً إلى فرنسا، ولا يزال 130 فرنسياً منهم 68 مقاتلاً محتجزين في المعسكرات الكردية شمال شرق سوريا أو في السجون العراقية.

ووفقاً لما كشفت عنه يومية "اللو موند" فإنّ الحدود التركية الجنوبية مع شمال غربي سوريا، لا تزال تُعتبر معقلاً للجهاديين الفرنسيين المتشددين الذين يُقاومون إغراء المغادرة.

فرنسا شريكة في جريمة إسرائيل و تدمير ثلاث دول عربية قبلها (العراق و سوريا و لبنان) .
أنتم من صنع الإرهاب في المنطقة و دمر قيم الإنسانية بدعم نظام الخميني و أحزابه .
الإرهاب صناعة فرنسية.

La France est partenaire du crime israélien et de la destruction de trois pays arabes avant…

— فهد الشهراني (@Eng_fahad_cons) October 15, 2023 170 فرنسياً

ووفقاً لمعلومات صحفية، فإنّ هناك حوالي 170 فرنسياً تزيد أعمارهم عن 13 عاماً (بما في ذلك 115 بالغاً) يعيشون متحصنين في هذا الجيب الذي تبلغ مساحته 3000 كيلومتر مربع  والواقع في منطقة إدلب السورية، وهو أحد آخر المناطق التي أفلتت من سيطرة الحكومة السورية في دمشق.

ومنذ مارس (آذار) 2020، تمّ التوصل إلى وقف هش لإطلاق النار فيما يُسمّى "منطقة خفض التصعيد" بين تركيا، التي نشرت عناصر من جيشها وأقامت قواعد عسكرية في المنطقة، وروسيا، التي تدعم الجيش السوري النظامي عسكرياً.

وتضم هذه المناطق نحو 4 ملايين شخص، نصفهم من النازحين السوريين، وتُديره هيئة تحرير الشام، التي سعت للحصول على شهادة براءة من الغرب بانفصالها عن تنظيم القاعدة الذي نشأت عنه، وتخلّت عن التطرف العالمي لتركيز جهودها على إدارة المناطق التي تُسيطر عليها. وانضمّ العديد من المتمردين إلى مناطق الهيئة خلال فترات الحرب المختلفة، بما في ذلك الفرنسيين الذين يُشكّلون اليوم مجتمعاً صغيراً يضم حوالي 220 شخصاً من البالغين وصغار السن.

وخوفاً من عدم السيطرة عليهم أو عودتهم العشوائية في حال تقدّمت القوات السورية والروسية، فإن أجهزة المخابرات الفرنسية تُراقبهم عن كثب، وذلك بينما تواصل بالمقابل استعادة الأطفال والنساء من مخيم بالهول الذي تُسيطر عليه قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي شمال شرق سوريا.

Qui sont les irréductibles djihadistes français du « mini-califat » d’Idlib, en Syrie ? https://t.co/1WcjHDhWHe

— Le Monde (@lemondefr) October 19, 2023 وثيقة سرية

وقد تمكّنت "لو موند" من الاطّلاع على وثيقة نادرة، وهي مذكرة مشتركة من مديريات الأمن الخارجي والأمن الداخلي (الاستخبارات المحلية والدولية) مُصنّفة على أنها "سرّية دفاعية"، والتي تُقدّم قائمة مُفصّلة بشكل مُدهش لأنشطة كافة المقاتلين الفرنسيين في إدلب. وسبق أن تحدثت مصادر من هيئة تحرير الشام عن حصول الجولاني على معلومات استخباراتية حول المقاتلين الفرنسيين المتعاملين معه.

وترسم هذه المذكرة، صورة للمتطرفين في إدلب، تتمحور حول الدفاع عن مناطق الهيئة وإدارتها بما يُشبه "الخلافة المصغرة" بينما تنصب جهود المخابرات الفرنسية على منع عودة المتطرفين الفرنسيين لبلادهم بشكل عشوائي لأسباب أمنية، وبهدف ضمان مُحاكمتهم حال وصولهم للأراضي الفرنسية لما قاموا به من أعمال إرهابية في كلّ من سوريا والعراق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة فرنسا سوريا داعش هیئة تحریر الشام التی ت

إقرأ أيضاً:

تحرير 185 مخالفة لمحال غير ملتزمة بقرار الغلق

أسفرت جهود أجهزة وزارة الداخلية على مستوى الجمهورية ، خلال 24 ساعة عن تحرير (185) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة العامة.

جاء ذلك فى ضوء صدور قرار مجلس الوزراء بشأن إتخاذ التدابير اللازمة لتنفيذ خطة الدولة لترشيد استهلاك الكهرباء.
 







مقالات مشابهة

  • «الصناعة» تُشكل لجنة لبحث تحديات هيئة الدواء.. خبراء: يعد القطاع أحد أهم الركائز التي تدعم منظومة الصحة والاقتصاد الوطني.. ونجاح المبادرة مرهون بقدرة اللجنة على تنفيذ التوصيات ووضع خطة عمل واضحة
  • تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 185 مخالفة للمحلات التي لم تلتزم بقرار الغلق
  • تحرير 185 مخالفة لمحال غير ملتزمة بقرار الغلق
  • من هم القادة الذين صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية؟
  • هكذا تدعم إسرائيل اللصوص المسلّحين الذين يهاجمون شاحنات الأمم المتحدة في غزة
  • المدنيّون الذين تسعى بريطانيا لحمايتهم هم حمدوك وسلك وعبد الباري وعرمان والتعايشي
  • استطلاع للرأي: 66% من الفرنسيين يؤكدون ضرورة تنظيم حمل الأسلحة لضباط الشرطة البلدية
  • "محلية النواب" تكشف موقف المواطنين الذين رفضت طلباتهم للتصالح بمخالفات البناء (فيديو)
  • ???? الذي تغير أن بريللو أكتشف كذب حمدوك وشلته الذين رسموا له المشهد على غير حقيقته
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟