تحذير من افتقار الذكاء الاصطناعي إلى الشفافية
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
تفتقر نماذج الذكاء الاصطناعي التي تكاثرت منذ إطلاق "تشات جي بي تي" إلى الشفافية في تصميمها، ما يشكل خطراً على التطبيقات التي ترتكز إليها تقنياً، بحسب دراسة أجرتها جامعة ستانفورد ونُشِرَت نتائجها أمس الأربعاء.
وبيّن مؤشر جديد وضعه وأجرى حسابات على أساسه باحثون في هذه الجامعة، الواقعة في ولاية كاليفورنيا الأميركية، أن الأكثر شفافية بين النماذج العشرة التي أُخضِعَت للتقويم هو Llama 2 ("لاما 2")، وهو نظام ذكاء اصطناعي أطلقته مجموعة "ميتا" في يوليو الفائت ويمكن إعادة استخدامه.
لكنّ هذا النموذج لا يوفّر في الواقع إلا 54 في المئة من الشفافية المطلوبة، وهي نسبة غير كافية مقارنة بما يجب أن يحققه لكي يكون شفافاً، وفقاً لمعدّي الدراسة.
أما "تشات جي بي تي-4"، وهو المنتَج الرئيسي لشركة "أوبن إيه آي" التي تنتج روبوت ""تشات جي بي تي" الشهير والممَوَّلَة من شركة "مايكروسوفت"، فلا تتعدى درجة شفافيته 48 في المئة.
وحصلت على مراتب أدنى نماذج أخرى تلقى رواجاً، بينها "بالم-2" من "جوجل" و"كلود 2" من "انثروبيك" (الممولة من "أمازون").
وأوضح ريشي بوماساني مدير الأبحاث في جامعة ستانفورد، في بيان، أن درجة الشفافية المطلوب توافرها في ما يسمى "نماذج التأسيس" يجب أن تراوح بين 80 في المئة و100 في المئة".
وأوضح معدّو الدراسة أن الافتقار إلى الشفافية "يصعّب على الشركات معرفة ما إذا كان بإمكانها بناء تطبيقات بأمان تقوم على هذه النماذج، وعلى الأكاديميين الاعتماد على هذه النماذج في أبحاثهم".
لاحظت الدراسة أن "معظم الشركات لا تفصح عن مدى المحتوى المحميّ بحقوق المؤلف والمستخدم لتدريب نموذجها. كذلك لا تكشف الشركات عن استخدام العمالة البشرية لتصحيح بيانات التدريب، الأمر الذي قد يكون مشكلة كبيرة".
وأعرب بوماساني عن أسفه لكون "أي شركة لا تقدّم معلومات عن عدد المستخدمين الذين يعتمدون على نماذجها، ولا إحصاءات عن البلدان أو الأسواق التي تستخدمها".
وشرح معدّو الدراسة أن صنّاع السياسات والعاملين في الهيئات الناظمة يستطيعون استخدام مؤشر الشفافية هذا في المستقبل. وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة وكندا عن رغبتهم في ظهور ذكاء اصطناعي أكثر شفافية.
ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن في يوليو الفائت، مخاطباً قادة الشركات العاملة في هذا القطاع، أن "الذكاء الاصطناعي يمثل وعداً كبيراً وضخماً بفرص مذهلة، ولكنه يمثل أيضاً مخاطر على مجتمعنا واقتصادنا وأمننا القومي".
كان هذا الموضوع على رأس أولويات قمة مجموعة السبع في اليابان في شهر مايو الماضي، ومن المقرر أن تستضيف بريطانيا قمة دولية حول الذكاء الاصطناعي في نوفمبر المقبل. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الشفافية تشات جي بي تي الذکاء الاصطناعی فی المئة
إقرأ أيضاً:
كيف هز ديب سيك الصيني عروش الذكاء الاصطناعي بـ5.6 ملايين دولار فقط؟
وتناولت حلقة (2025/2/5) من برنامج "حياة ذكية"، الذي يبث على منصة "الجزيرة 360″، التطور المفاجئ الذي هز أوساط التكنولوجيا العالمية بنجاح شركة صينية ناشئة في إحداث تحول جذري في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي باستثمار متواضع لم يتجاوز 5.6 ملايين دولار.
هذا الإنجاز الذي حققته شركة "ديب سيك" لم يؤثر فقط على القيمة السوقية لعملاق الرقائق "نفياديا" (Nvidia)، بل أثار مخاوف جدية في الغرب حول مستقبل الهيمنة التكنولوجية.
وأوضحت الحلقة كيف نجحت الشركة في تحقيق الابتكار في ظل الموارد المحدودة، حيث قاد المهندس ليان غوينغ فريقا من الباحثين في مدينة هانغتشو الصينية لإنجاز مشروع بدا مستحيلاً في البداية.
واستطاع الفريق جمع 10 آلاف رقاقة من نوع "إيه 100" التابعة لشركة نفياديا قبل فرض القيود الأميركية على تصدير الرقائق المتطورة إلى الصين. وبهذه الموارد المحدودة، نجح الفريق في تطوير نموذج ينافس عمالقة مثل شات "جي بي تي" (ChatGPT) و"جيميني" الخاص بغوغل (Google Gemini).
ابتكارات رئيسية
وتمكن الفريق من تحقيق ثلاثة ابتكارات رئيسية تمثلت في نظام "نيروبايب" (NeuroPipe) الذكي، الذي يعمل كقائد أوركسترا يدير العمليات بكفاءة عالية. ومن بين 132 وحدة معالجة، خصص الفريق 20 وحدة فقط لتنظيم الاتصالات بين الوحدات الأخرى، محققا انسيابية أكبر في التشغيل، وهذا النهج يشبه تخصيص فريق صغير لتنسيق العمل بين المهندسين بدلاً من التواصل العشوائي.
إعلانوالابتكار الثاني تمثل في تقنية الضغط الذكي، وهي طريقة فعالة لتقليل حجم البيانات دون المساس بالجودة، فبدلاً من استخدام 32 بتا لتمثيل كل رقم يستخدم النظام 8 بتات فقط مع الحفاظ على الدقة، مما يؤدي إلى توفير كبير في استهلاك الطاقة والموارد.
ويتمثل الابتكار الثالث في نظام مزيج الخبراء "إم أو إي" (MoE)، الذي يعتبر قفزة نوعية في كفاءة استخدام الموارد، فمن أصل 67.1 مليار معامل، يستخدم النموذج 3.7 مليارات فقط في كل عملية، بحيي يختار المعاملات المناسبة لكل مهمة بدقة متناهية.
ولمقارنة الأداء مع المنافسين، أوضح مقدم البرنامج أن نقاط القوة لدى "ديب سيك" تتمثل في التفوق في مجال البرمجة على "جي بي تي-4" (GPT-4)، وسرعة الاستجابة العالية في إنتاج المحتوى، والقدرة المتميزة على تلخيص المعلومات المعقدة، إضافة إلى تكلفة التشغيل المنخفضة جدا (2 دولار مقابل 60 دولارا لمعالجة مليون رمز).
وأشار المقدم إلى نقاط الضعف أيضا التي تتمثل في الدقة المنخفضة في المعلومات الإخبارية (17% مقارنة بـ 74% لنماذج "أوبن إيه آي" OpenAI)، والعمق التحليلي الأقل مقارنة بالنماذج الغربية.
ولفتت الحلقة إلى أن نجاح "ديب سيك" تحدي إستراتيجي للهيمنة الغربية في مجال الذكاء الاصطناعي لعدة أسباب تتمثل في: إثبات إمكانية تطوير نماذج متقدمة بموارد محدودة، وتقديم بديل منخفض التكلفة يمكن أن يغير ديناميكيات السوق، إضافة إلى تحدي الاعتقاد السائد بأن تطوير الذكاء الاصطناعي يتطلب موارد ضخمة.
ورغم ما يثار الآن حول نجاح ديب سيك الأولي، فإن البرنامج أشار إلى تحديات مستقبلية قد تواجهه تتمثل في الحاجة إلى تحسين دقة المعلومات، والتعامل مع القيود الأميركية على التكنولوجيا، والمنافسة المتزايدة من الشركات الغربية.
5/2/2025