الخبر:
2024-09-17@06:03:50 GMT

سكوت.. إنهم يقتلون !

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

سكوت.. إنهم يقتلون !

يواصل الكيان الصهيوني، فرض منطق حرب الإبادة التي يطبّقها على الفلسطينيين في قطاع غزة بهمجية تطيل قائمة جرائم الحرب وتثبت للعالم أن إفلات الصهاينة من العقاب، شجّعهم على الإقدام على تنفيذ مجزرة مرعبة على المستشفى الأهلي المعمداني في غزة راح ضحيتها أكثر من 500 شهيدا فلسطينيا بينهم نساء وأطفال ومرضى.

ويصنّف هذا الاعتداء اللاإنساني والجبان، ضمن الجرائم ضد الإنسانية وهي الأفعال المرتكبة كجزء من هجوم واسع النطاق أو منهجي ضد السكان المدنيين.

كما تصنف كجرائم حرب و هي الأفعال المرتكبة انتهاكا للقانون الدولي الإنساني (مثل اتفاقيات جنيف).

ويعرّف النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية جرائم الحرب، في جملة من البنود، بأنها "الانتهاكات الجسيمة للقوانين والأعراف المطبقة على النزاعات المسلحة الدولية" و"الانتهاكات الجسيمة للقوانين والأعراف المطبقة على النزاعات المسلحة غير ذات الطابع الدولي"، وبالتالي، فإن هذه الجرائم يعاقب عليها القانون الدولي.

ومع وضع هذا الاعتبار في الحسبان ، يجب فورا أن يتحرك المجتمع الدولي ويحرك ملاحقات قضائية لجرائم الحرب المتمثلة في إبادة مدنيين عزل ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين، سياسيين وعسكريين الذين شاركوا في التخطيط مع سبق الإصرار والترصد، ثم أخذوا قرار تنفيذ هذه الجريمة ببرودة دم تعكس الوجه القبيح لهذا الكيان والذي يجد، مع الأسف، مساندة عمياء من قوى غربية أثبتت هي الأخرى كيف تكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بأرواح الفلسطينيين.

تشير الأمم المتحدة إلى أن جرائم الحرب يتم تعريفها بشكل رئيسي من خلال نصين: اتفاقية جنيف التي وقّعها العالم بأكمله تقريبا في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ولكن أيضا من خلال نظام روما الأساسي الذي تم اعتماده في نهاية التسعينيات عندما تم إنشاء المحكمة الجنائية الدولية.

وفي هذين النصين، يتم تعريف جرائم الحرب "بأنها انتهاكات لقوانين وأعراف" الحرب، مثل مهاجمة المدنيين أو قوافل المساعدات الإنسانية أو أسرى الحرب أو حتى قصف المستشفيات والمدارس".

وفيما يتعلق بالجرائم ضد الإنسانية، فإن التعريف الذي اعتمدته الأمم المتحدة موجود في نظام روما الأساسي، الذي أسّس المحكمة الجنائية الدولية. وبموجب المعاهدة، فإن الجريمة ضد الإنسانية تعني "هجوما واسع النطاق أو منهجيا يتم شنه ضد أي مجموعة من السكان المدنيين". يمكن أن تكون هذه الأفعال كالقتل أو الإبادة الجماعية أو التعذيب أو العنف الجنسي، والفارق الكبير بين جرائم الحرب هو أن الجريمة ضد الإنسانية لا ترتبط بالضرورة بنزاع مسلح.

ومن ثمة يتعيّن على المحكمة الجنائية الدولية، بعد أن نفّذ الجيش الصهيوني هذه المجزرة، أن تصنّف الحرب الهمجية على غزة على أنها جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو كليهما. وعلى المحكمة الجنائية الدولية أن تحاكم المسؤولين عن هذه الجرائم، سواء كانوا مرتبطين بالدولة أو بإسرائيل وجيشها.

قصف إسرائيل مستشفى في غزة و"الحصار الشامل" للقطاع الفلسطيني، لا يتماشيان مع القانون الدولي ولا مع أعراف الحرب ولا حتى مع القيم الإنسانية التي تتغنى بها الحضارة الغربية، لأنه نهج يكرّس تنفيذ إبادة جماعية لأكثر من مليونين من سكان غزة في وضح النهار، حتى الحيوانات في أدغال إفريقيا وغابات الأمازون تلقى الحماية والعناية من طرف هذا الغرب "المتحضّر" !

وبعد جريمة الحرب البشعة هذه، لم يعد بإمكان المجتمع الدولي أن يغض الطرف عن معاناة الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحملة وحشية من القتل والتهجير. إذا كان الصهاينة يتذرّعون بمعاناتهم جراء عمليات "طوفان الأقصى"، فإن الفلسطينيين يعانون منها يوميا منذ سبعين عاما. لماذا هذا الصمت حول هذه الحرب القذرة منذ اندلاعها بدون شفقة ولا رحمة على شعب أعزل. ونتابع باشمئزاز كبير كيف يحرّف الإعلام الغربي مجريات الاعتداءات الصهيونية محاولا دون جدوى أن يساوي، دون خجل، بين الضحية والجلاد. وأخيرا، سوف ينهار التماسك الهش للمجتمع الدولي وستؤول هذه الحضارة الإنسانية بمعاييرها المعكوسة، إلى الزوال لأنها فقدت أعز وأغلى ما تملك عندما فقدت البوصلة ولم تضع الإنسان في مركز العالم وحياة الإنسان في قمة القيم التي تجمعها وجعلت حياة إسرائيلي واحد تساوي حياة كل الشعب الفلسطيني، إنها بالفعل مأساة لا تنذر بالخير..

* رئيس مجلس إدلرة مجمع "الخبر"

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة ضد الإنسانیة جرائم الحرب

إقرأ أيضاً:

وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب

قالت الدكتورة فارسين شاهين، وزيرة الدولة لشؤون خارجية فلسطين، إنه يجب على كل دولة الضغط على إسرائيل لوقف حرب الإبادة الجماعية، إذا كانت تؤمن الدول فعلا بالقرارات الاستشارية للمحاكم الدولية، وبالحق والشرعية والقانون الدولي ولزوم تطبيقه.

جرائم إسرائيل قد تشعل المنطقة بأكملها

وأعطت «شاهين» أمثلة على الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الدول للضغط على إسرائيل، خلال لقاء ببرنامج «عن قرب» الذي تقدمه الإعلامية أمل الحناوي المذاع على فضائية «القاهرة الإخبارية»، ومنها: وقف التعامل مع أي شيء له علاقة بالاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية، سواء بمقاطعة المنتجات التي تنتجها المستوطنات، ومعاقبة المستوطنين مزدوجي الجنسية الذين يرتكبون جرائم تجاه الشعب الفلسطيني.

وأضافت وزيرة الدولة لشؤون خارجية فلسطين، أن هناك إجراءات عديدة ممكنة، لكن يجب أن يكون هناك إرادة قوية من الدول للضغط على إسرائيل، مشيرة إلى أن ما يراه المجتمع الدولي من جرائم غير مسبوقة تحدث في قطاع غزة يوميا، لا سيما وأنه لا تمر ليلة لا يرتكب فيه الاحتلال مجازر ويسفك دماء الفلسطيني، ويوجد ما يقرب من 150 ألف بين قتيل وجرح في قطاع غزة، فضلا عن ما يحدث في الضفة الغربية التي تمر بوضع شائك جدا، وأصبح الفلسطينيين مرهوبين من أن يحدث فيها سيناريو غزة، حيث تقتحم إسرائيل للمخيمات، وتعيث قطعان المستوطنين فساداً في ممتلكات الفلسطينيين؛ من الممكن أن يؤدي إلى اشتعال الأوضاع في الضفة ومعها المنطقة برمتها.

مقالات مشابهة

  • تقرير تقصي الحقائق عن جرائم الحرب في السودان
  • اتفاق لنقل المساعدات الإنسانية إلى السودان.. عبر هذه الولاية
  • غادة والي تدعو المجتمع الدولي لمساندة جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • السودان في ظل حرب أهلية جديدة: الظروف الإنسانية والتدخلات الخارجية
  • إسرائيل تحذف بيان إدانة لقرار لم يصدر بعد عن الجنائية الدولية
  • إعلام عبري: احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت
  • إعلام إسرائيلي: الجنائية الدولية قد تصدر أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت هذا الأسبوع
  • وزيرة خارجية فلسطين: يجب الضغط على إسرائيل لوقف الحرب
  • النائب أيمن محسب يطالب بتضافر الجهود الدولية لتعزيز القانون الدولي دون تمييز