علماء وباحثون: توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي ضرورة مُلحة لحماية السلم والأمن الدوليين
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
ناقشت ورشة "خطاب الكراهية وتأثيره على السلم والأمن الدوليين"، التي نظمها مركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا، تعريف خطاب الكراهية وأشكاله وأنماطه، كما تم التركيز على رصد تداعياته على الدول والمجتمعات والأفراد كافةً.
خطاب الكراهية وأشكاله وأنماطهوقد أدار الورشة الدكتور/ خليفة الظاهري، مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، ومقرر الورشة/ حسن محمد، المدير التنفيذي لمركز سلام لدراسات التطرف ومكافحة الإسلاموفوبيا.
واستعرض حسن محمد - خلال الورشة – جهود دار الإفتاء المصرية ومركز سلام لدراسات التطرف في مجال مكافحة التطرف بكافة فئات ومستوياته، مشيرا إلى خبرة الدار من خلال مرصدها للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، والذي تم إنشائه في 2014
ونظم المركز، هذه الورشة على هامش المؤتمر الدولي الثامن للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور علماء وباحثين ووزراء، تسليط الضوء على أبرز الجهود في التصدي لخطاب الكراهية وأهمية تفكيكه ومواجهته ودعم قيم التسامح والأخوة الإنسانية.
وقد تضمنت مداخلات سلطت الضوء على أبرز وأحدث الإحصائيات المنشورة عن تصاعد وتيرة "خطاب الكراهية" خاصة في ضوء الاستخدام الكثيف لمنصات التواصل الاجتماعي المختلفة، التي غيرت من طرق التواصل والتشارك بين البشر؛ والتي منحت العديد من الأصوات المتطرفة منصات لبث أفكارهم وخطابهم المسموم.
استهل الأنبا إرميا، الأسقف العام رئيس المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي، كلمته بالتأكيد على "السلام"، مُشدد على سعي جميع الأديان نحو السلام، وأنه اسم من أسماء الله طالبت به الأديان وألا يُهان الإنسان بأي صورة كانت.
واستكمل كلمته بالتأكيد على حرية الاعتقاد كونها مكفولة للجميع، نابذًا القتال والإرهاب وترويع الأبرياء، حيث تنادي الأديان بالمحبة وليس الكراهية وتهديد الآخر.
من جانبه، قال كيني تان، نائب رئيس بعثة سفارة جمهورية سنغافورة في جمهورية مصر العربية، إن خطاب الكراهية ينتشر عبر الإنترنت ويحرض ويروّج للكراهية بناءً على عدم التسامح كما يمكن أن يؤدي التعرض المتكرر لهذا الخطاب إلى زيادة التحامل لدى الأفراد بالإضافة الي تزايد شعورهم بالتهديد واستعدادهم للعنف مما يمكن أن يؤدي بالتبعية إلى تقليل حساسية الأفراد، وتجريدهم من مفهوم الأخلاق، وتطبيع سلوك غير مقبول بشكل عام، الأمر الذي يفضي إلى منحدر خطير يهدد العالم.
وقد تطرق إلى أهمية "الألعاب عبر الإنترنت"، حيث تعد بكونها نشاطا ترفيهيا شهيرًا فهي تمكن المشاركين في تلك الألعاب من اكتساب مهارات وكفاءات مهمة، مثل التعاون وحل المشكلات، بالإضافة إلى تطوير مهارات أخرى مثل بث الفيديو المباشر وإنتاج المحتوى الرقمي - والتي تعتبر مهارات ذات قيمة كبيرة في هذا العصر الرقمي بفضل منصات التواصل الاجتماعي والتعاون والتعلم التي تقدمها الألعاب عبر الانترنت.
وشدد الدكتور سامح فوزي، كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، على ضرورة بناء رأس مال اجتماعي لحشد أتباع الأديان المُختلفة حول القضايا الاجتماعية والاقتصادية الملحة.
كما أشار فوزي، إلى تعدد صور خطاب الكراهية على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن الواقع الافتراضي هو انعكاس للواقع الفعلي الذي يعيشه الناس.
من جانبها، اتفقت الدكتورة سميرة لوقا، رئيس قطاع الحوار بالهيئة القبطية الإنجيلية، مع طرح أهمية بناء رأسمال اجتماعي، وتجديد الفكر الديني وإيجاد صياغة جديدة بين الدين والمجتمع، هذا بجانب المُسألة النقابية والإعلامية لمن يتجاوز في هذا الشأن من أجل مكافحة خطاب الكراهية.
ودعت إلى ضرورة عمل مؤسسات التعليم على مراجعة المناهج وتنقيتها، والتشديد على بناء بيئة تشريعية لتجريم خطاب الكراهية ومواجهته.
وسلط الحضور الضوء على الجهود الفكرية لدار الإفتاء المصرية، والتي كان من مخرجاتها دراسات بحثية تحت عنوان "الاسلاموفوبيا والروايات" هدفت من خلالها إلى تحليل النصوص الأدبية المعاصرة الغربية في سبيل استنباط النمط العام الذي اتبعه الروائيين الغربيين الحديثين في استجابتهم لتيار الإسلاموفوبيا المتصاعد – خاصة في ظل الظروف المحيطة الراهنة من ارتفاع سعار الخطابات اليمينية المعادية للإسلام والمسلمين وصدور القوانين التمييزية ضد المسلمين التي تسعي للتضييق عليهم في جميع مناحي الحياة العامة (سواء الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، السياسية أو إلخ ).
وفي السياق ذاته، شدد المشاركون على أهمية توظيف أدوات الذكاء الاصطناعي في مكافحة انتشار خطابات العنف والكراهية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر المنصات المدعومة من خلاله، عبر أدوات كـ (تحليل البيانات وكشف الأنماط الكامنة لمحتوى معين)، حيث تستطيع أدوات الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته، أن تكتشف وتعالج الخطابات المسيئة والمحرضة على العنف والكراهية، وتوفر بيئة آمنة للتفاعل بين الأشخاص.
كما ناقش الحاضرون أهمية التنسيق مع الشبكات العالمية لتضمين مفردات الإسلاموفوبيا ضمن خطاب الكراهية المستهدف رصده وإزالته وإيجاد حلول تقنية لذلك، مع الاستثمار في تطوير نموذج أو مبادرة عربية قائمة على الذكاء الاصطناعي والحلول الآلية لتتبع المحتوى المتصل بالكراهية عبر المنصات الرقمية.
يُشار إلى أن المؤتمر الدولي الثامن الذي تنظمه الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، يشهد حضور كبار المفتين والوزراء والعلماء من ٩٠ دولة حول العالم. كما يشهد المؤتمر مشاركةً أممية عالية المستوى من عدد من الهيئات الدولية؛ وذلك لمناقشة موضوع "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة".
ويُقام على هامش المؤتمر مجموعة من الندوات وَوِرَش العمل والبرامج الخاصة بتحديات الألفية الثالثة، كما يتم إطلاق العديد من المبادرات العالمية المهمة وتسليم جائزة الإمام القرافي للتميز الإفتائي، وإصدار ميثاق شرف لدَور الفتوى في مواجهة تحديات الألفية الثالثة، والدليل الإرشادي لتعامل الصحفيين الأجانب مع المؤسسات والقيادات الدينية، وإطلاق بوابة (IFatwa.org) كبوابة إلكترونية رقمية تتضمن جوانب إعلامية وتحليلية وبحثية وخدمية تتعلق جميعها بالفتوى الشرعية ومفرداتها المختلفة وتوفر أحدث الإحصاءات والمؤشرات والتقارير المتعلقة بالحقل الإفتائي، وغيرها من المبادرات والمخرجات.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطاب الكراهية مكافحة الإسلاموفوبيا الذكاء الاصطناعي التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی خطاب الکراهیة
إقرأ أيضاً:
هل يغير الذكاء الاصطناعي مستقبل أطفالنا؟
شمسان بوست / متابعات:
الذكاء الاصطناعي حديث الساعة على صفحات الجرائد والمجلات، وبات يشكل حيزًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، ولديه القدرة على المساعدة في حل المشاكل المعقدة، ولكننا عرفنا أيضًا مخاوف جدية عنه، خصوصاً الطرق التي قد يغير بها حياة الأطفال والمراهقين.
فعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يتقدم بشكل أسرع مما يتوقعه أي شخص، فإننا لم نفكر بعد في تأثيره على الرفاهية الاجتماعية والعاطفية للأطفال، الذين لديهم قابلية كبيرة للارتباط بالألعاب- وحتى قبل مرحلة الإنترنت والأجهزة المحمولة-!
من هنا يتبادر إلى الذهن سؤال واحد هو: كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي بين السلبيات والإيجابيات في حياة أطفالنا؟ اللقاء والدكتور محمود حسن أستاذ الحاسب الآلي والبرمجة الإلكترونية للشرح والتفسير.
*فوائد الذكاء الاصطناعي للأطفال
أشار خبراء صحة الأطفال في منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” إلى أن الأطفال في جميع أنحاء العالم أصبحوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل يومي تقريبًا، ويمكن للذكاء الاصطناعي والمراقبة الأبوية الجيدة أن تحسن حياة الأطفال بطرق إيجابية وعصرية ومنها:
*تحسين الخبرات التعليمية
مع تقدم الذكاء الصناعي، تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال، الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 سنة، ويولّد ردودًا مناسبة بحسب العمر فقط.
لقد أنشأ الذكاء الاصطناعي قوته وإمكاناته المثيرة، طريقة تعليمية وممتعة للأطفال؛ للوصول إلى المعلومات على الإنترنت، ولكن مع مراعاة الحماية والأمان المناسبين للعمر.
كما يمكنه مساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم اللغوية وحتى تعلم لغات جديدة، مع تقدم الذكاء الصناعي تسابقت الشركات المهتمة بالتعليم لإنشاء نماذج ذكاء اصطناعي تلبي احتياجات الأطفال.
* الذكاء الاصطناعي يعزز الإبداع:
نحن نعيش في عالم مرئي، لذا يحتاج الأطفال إلى طرق للتعبير عن أفكارهم من خلال الصور والتصوير والرسوم البيانية وغيرها،
لهذا يعد الذكاء الاصطناعي ذا قيمة للفنانين الناشئين، وأيضًا للأطفال الذين يرغبون في إنشاء عروض بيانية ومخططات، ورسوم متحركة.
وقد يكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على تحفيز الأطفال والتفاعل معهم بطرق جديدة؛ حيث يوفر طرقًا جديدة للاستمتاع واكتشاف عالمهم.
الذكاء الاصطناعي يساعد في حل المشكلات:
من خلال التفاعل مع الروبوتات الاجتماعية، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الطريقة التي يعبر بها الأطفال عن أفكارهم وتحليلهم للمواقف، ويمكنه أيضاً تحسين قدرات فهمهم بشكل نقدي.
كما أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتفاعلون مع هذه الروبوتات الاجتماعية عرضة لأن يعاملوها كشريك بشري، كما يساعد التفكير النقدي الأطفال في التعاون والتواصل مع الروبوتات بشكل إنتاجي.
الذكاء الاصطناعي يجهز الأطفال لفرص الوظائف في المستقبل:
الذكاء الاصطناعي يمكن أن يُعِد الأطفال في سن مبكرة للفرص المستقبلية في سوق العمل المتطور بسرعة، كما يمكن أن يوفر للأطفال الكفاءات والمعرفة اللازمة للنجاح في عالم التكنولوجيا.
مثل برمجة الحاسوب وتحليل البيانات، وذلك من خلال فهم إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، كما يمكن للأطفال أن يحظوا ببداية جيدة في الاستكشاف والتحضير لحياة مهنية في مجالات التكنولوجيا والابتكار.
* مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأطفال
على الآباء إدراك أن الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين بالنسبة للأطفال، والعامل الحاسم هو الأبوان اللذان عليهما توجيه أطفالهما ومراقبتهم كي ينعموا بأكبر فائدة، وأقل ضرر من الذكاء الاصطناعي ؛ فالذكاء الاصطناعي يمكن أن يلحق الضرر بالأطفال والأسر، خاصة أن عالم الإنترنت كبير ومفتوح، ومن طبيعة الطفل أنه فضولي ويحب الاكتشاف، وهذا ما يفتح الأبواب نحو المخاطر.
* قد ينشر الكراهية والتحيز والصور النمطية:
بما أن الذكاء الاصطناعي “يتعلم” من كل ما يجده على الإنترنت، فقد تعكس منصات الذكاء الاصطناعي نفس المتحيزات التي تهدد بتقسيمنا وعزلتنا، وبالتالي فإن المحتوى الذي يُنشأ بواسطة الذكاء الاصطناعي يعزز الصور النمطية والأكاذيب، وعلى البالغين أن يكونوا جاهزين للحديث مع الأطفال عما يرونه عبر الإنترنت.
* الشخصيات الوهمية وراء محتالي الإنترنت:
المخاطر المقلقة للغاية للأطفال عبر الإنترنت تتمثل في: تهديد المعتدين والمحتالين، حيث يمكن للذكاء الاصطناعي على وجه التحديد أن يُمكّن المحتالين عبر الإنترنت الاختباء وراء شخصيات وهمية.
وهؤلاء المحتالون يمكنهم استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لإنشاء روايات تحاكي قصص الأطفال، مما يزيد من خطر استمالة الأطفال واستغلالهم.
كما أن الألعاب والعوالم الافتراضية التي يُنشئها الذكاء الاصطناعي تقدم فرصًا كبيرة للتفاعل الاجتماعي، ولكنها يمكن أيضًا أن تعرّض الأطفال لسلوك عدواني.
* انتهاك خصوصية الأطفال وذويهم:
يجمع الذكاء الاصطناعي كمية هائلة من البيانات، فعلى سبيل المثال، عُثر على لعبة واحدة تسجل المحادثات بين الآباء والأطفال وأي شخص آخر قريب، مع إمكانية نقل البيانات من هذه المحادثات إلى أطراف ثالثة.
ومن الصعب متابعة التقارير المتعلقة بالألعاب والأجهزة التي قد تنتهك خصوصية عائلتك، ولكن قد يرغب الآباء في تجنب الألعاب التفاعلية التي يمكنها التحدث مع الأطفال.
* دعم العزلة الاجتماعية في المجتمع:
يواجه الأطفال والمراهقون حالياً وباء العزلة الاجتماعية، ويمكن أن تقلل الأنظمة المستندة إلى الذكاء الاصطناعي من الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين.