تقوم شركة أوبو Oppo الصينية الرائدة بتكثيف استثمارها في الذكاء الاصطناعي (AI) في محاولة طموحة لجلب قوة نماذج اللغة الكبيرة (LLMs) مباشرةً إلى هاتفك الذكي. وسيعين ذلك من خلال دمج نموذج اللغة الخاص بها، AndesGPT، في أجهزتها، وجعل ميزات الدردشة بالذكاء الاصطناعي أكثر استجابةً وموثوقيةً من خلال تشغيلها محليًا على الهاتف نفسه.

بحسب ما ذكره موقع جيز مو شينا التقني،  تحاول أوبو أن تفهم هواتفها عوالم عملائها، ويعد جيسون لياو، المدير التنفيذي في معهد أبحاث أوبو، متحمس جدًا لهذه الفكرة، حيث إنه في مؤتمر صحفي عُقد مؤخرًا في سنغافورة، أكد حماس الشركة للذكاء الاصطناعي وكيف يمكنه إعادة تشكيل تجاربنا على الهواتف الذكية. 
ولكن هناك مشكلة، إن توطين خدمات الذكاء الاصطناعي على الهاتف ليس مهمة سهلة، حيث تواجه أوبو التحدي الكبير المتمثل في كيفية منح الهاتف قوة حوسبة كافية لتشغيل LLMs دون الاعتماد على السحابة.

قد تكون هذه الخطوة نحو الذكاء الاصطناعي المحلي لحظة محورية لشركة أوبو، حيث تميزها في سوق مليء بالمنافسين الشرسين مثل فيفو و هواوي و شاومي  والذين يسيرون جميعًا في رحلاتهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي. 
لا تقتصر رؤية أوبو على محادثة الذكاء الاصطناعي فقط، بل تتعمق أيضًا في تقنية الرؤية الحاسوبية التي يمكنها فهم الصور ومقاطع الفيديو وتفسيرها في الوقت الفعلي، فتخيل أن هاتفك لا يسمعك فقط، بل "يرى" ويفهم عالمك كما تفعل.

وتعتبر أوبو بالفعل لاعب رئيسي في سوق الهواتف الذكية، حيث تحتل المرتبة الرابعة بين أكبر بائعي الهواتف الذكية في العالم. وقد تساعدها جهودها لإنشاء ذكاء اصطناعي محلي على حفر مكانة فريدة لها. بينما تبحث الشركات الأخرى عن حلول قائمة على السحابة، فإن النهج المحلي لشركة أوبو قد يعني خدمات ذكاء اصطناعي أسرع وأكثر موثوقية للمستخدمين، كل ذلك دون الحاجة إلى اتصال بالإنترنت.

بالإضافة إلى ذلك، يُظهر تعاون أوبو النشط مع الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا من خلال المنح والمسابقات أنها حريصة على الابتكار الجماعي، فمن تقنية التتبع ثلاثي الأبعاد إلى مراقبة الصحة بدون لمس، من الواضح أن أوبو على استعداد للمراهنة على الأفكار الجديدة التي تتوافق مع رؤيتها.
إذا نجحت أوبو في مساعيها لتقديم الذكاء الاصطناعي المحلي إلى الهواتف الذكية، فقد يحدث ثورة في الطريقة التي نتفاعل بها مع أجهزتنا، فتخيل هاتفًا يمكنه فهمك وعالمك تمامًا كما تفعل، والذي يمكنه أن يوفر لك خدمات وتجارب مخصصة دون الحاجة إلى الاتصال بالإنترنت.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أوبو الذكاء الاصطناعي فيفو هواوي شاومي الذکاء الاصطناعی الهواتف الذکیة

إقرأ أيضاً:

عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي

 

 

 

د. سعيد الدرمكي

الذكاء الاصطناعي (AI) هو قدرة الأنظمة الحاسوبية على محاكاة الذكاء البشري، مثل التعلم واتخاذ القرار، ويُستخدم في مجالات عدة كالصحة، والصناعة، والتكنولوجيا، مما يعزز الكفاءة والإنتاجية. في المقابل، يشير الذكاء العاطفي (EI) إلى القدرة على فهم وإدارة العواطف، مما يسهم في تحسين التواصل، والقيادة، واتخاذ القرارات الفاعلة. ورغم اختلاف مجاليهما، فإن تكاملهما أصبح ضروريًا لتعزيز الفاعلية في مختلف المجالات.

كان يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي على أنهما كيانان منفصلان، إذ ارتبط الذكاء الاصطناعي بالقدرات الحسابية والمنطقية، حيث يركز على تحليل البيانات واتخاذ القرارات بناءً على الخوارزميات، دون أي بُعد عاطفي. في المقابل، اعتُبر الذكاء العاطفي مهارة بشرية بحتة، تتمحور حول إدارة المشاعر والتفاعل الاجتماعي، مما جعله وثيق الصلة بالقيادة والتواصل. الفرق الأساسي أن الذكاء الاصطناعي يُعامل كأداة تقنية، بينما يُنظر إلى الذكاء العاطفي كجزء من الذكاء البشري يصعب محاكاته بالتقنيات.

يُعد كل من الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي مكملًا للآخر، حيث يواجه كل منهما تحديات دون الآخر؛ فالذكاء الاصطناعي، دون الذكاء العاطفي، يعاني من ضعف في فهم المشاعر البشرية واتخاذ قرارات تتسم بالتعاطف، مما قد يؤثر على جودة التفاعل مع البشر. في المقابل، يواجه الذكاء العاطفي صعوبات في تحليل البيانات الضخمة، والتنبؤ بالاتجاهات، وتحسين الإنتاجية، واتخاذ القرارات المعقدة دون الاستعانة بقدرات الذكاء الاصطناعي. لذلك، أصبح التكامل بينهما ضروريًا لتعزيز الكفاءة البشرية والتقنية معًا.

ويمكن تحقيق هذا التكامل من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل المشاعر عبر النصوص، والصوت، وتعبيرات الوجه، مما يتيح فهمًا أعمق للتفاعل البشري. في المقابل، يسهم الذكاء العاطفي في تحسين الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير برمجيات تجعله أكثر استجابة للمشاعر البشرية، مما يساعد في إنشاء واجهات مستخدم أكثر إنسانية وتفاعلية، تعزز تجربة المستخدم وتجعل التقنيات الذكية أكثر توافقًا مع الاحتياجات الاجتماعية.

ويسهم تكامل الذكاءين في تحسين العديد من المجالات. ففي قطاع الأعمال، يُستخدم الذكاء الاصطناعي العاطفي لتعزيز تجربة العملاء من خلال تحليل مشاعرهم والاستجابة لها بذكاء. وفي مجال الطب، تُوظَّف الروبوتات لدعم المرضى نفسيًا وعاطفيًا، مما يسهم في تحسين رفاهيتهم. أما في الموارد البشرية، فتعتمد الشركات على أدوات متطورة لتحليل رضا الموظفين وتعزيز تفاعلهم، مما يساعد في خلق بيئات عمل أكثر استجابة ومرونة.

ورغم الفوائد الكبيرة لهذا التكامل، فإنه يواجه تحديات تتعلق بالخصوصية والانحياز الخوارزمي وتأثيره على التفاعل البشري. فالذكاء الاصطناعي لا يمتلك وعيًا حقيقيًا، بل يعتمد على تحليل الأنماط والاستجابات المبرمجة، مما يجعله غير قادر على الإحساس الحقيقي. كما إن هناك مخاوف بشأن جمع البيانات الشخصية دون إذن، والانحياز في تحليل المشاعر، ومخاطر التلاعب النفسي بالمستخدمين. ويبقى التحدي الأكبر هو تحقيق التوازن بين التكنولوجيا والعنصر البشري، بحيث لا يحل الذكاء الاصطناعي محل الذكاء العاطفي، بل يكمله لتعزيز الفاعلية دون المساس بجوهر التفاعل الإنساني.

أما فيما يتعلق بدور الأبحاث والتكنولوجيا في تحقيق التكامل، فيجب تطوير أنظمة قادرة على فهم المشاعر البشرية باستخدام تقنيات التعلم العميق وتحليل اللغة الطبيعية. كما ينبغي تعزيز الذكاء العاطفي الاصطناعي ليكون أداة داعمة للتجارب البشرية، بحيث يساعد في تحسين التفاعل والتواصل دون أن يحل محل المشاعر الإنسانية.

المستقبل يعتمد على التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي، مما يؤدي إلى ثورة في مجالات العمل والتعليم والتفاعل الاجتماعي، مع ضرورة وضع ضوابط أخلاقية تضمن التوازن البشري. يسهم هذا التكامل في تحسين بيئات العمل من خلال تحليل مشاعر الموظفين وتعزيز الإنتاجية، كما يتيح التعليم التكيفي الذي يستجيب لعواطف الدارسين، مما يعزز تجربة التعلم. وفيما يتعلق بالعلاقات البشرية، فإنه يدعم التواصل الفاعل، لكنه قد يؤدي إلى تراجع المهارات الاجتماعية إذا أُسيء استخدامه، مما يستدعي توجيه هذا التطور بما يحقق أقصى فائدة دون الإضرار بالجوانب الإنسانية.

من هنا، يمكن الاستنتاج أن التكامل بين الذكاء الاصطناعي والذكاء العاطفي ضروري لتحقيق توازن فاعل بين الكفاءة التقنية والبعد الإنساني. فالذكاء الاصطناعي يُسهم في تعزيز الإنتاجية والدقة، بينما يضمن الذكاء العاطفي اتخاذ قرارات تتماشى مع القيم الإنسانية. وعلى الرغم من أن التكنولوجيا لا تستطيع محاكاة المشاعر البشرية بشكل كامل، إلا أنها قادرة على دعم الفهم العاطفي وتعزيز التفاعل البشري.

لذا.. فإنَّ تحقيق أقصى استفادة من هذا التكامل يتطلب توجيه التطور التكنولوجي نحو تعزيز القيم الإنسانية، وضمان الاستخدام الأخلاقي للابتكارات التقنية، بما يسهم في رفاهية المجتمعات واستدامة التطور ودعم مستقبل أكثر ذكاءً وإنسانيةً.

مقالات مشابهة

  • هواتف Nothing 3A و 3A Pro .. تقنية جبارة بالذكاء الاصطناعي
  • الخبرات النادرة والمعادلة الجديدة في الذكاء الاصطناعي
  • تقرير: تضاعف هجمات سرقة البيانات المصرفية عبر الهواتف الذكية في 2024
  • عندما يلتقي الذكاء الاصطناعي والعاطفي
  • الخوارزمية الأولى: أساطير الذكاء الاصطناعي
  • تأخير مرتقب في تطوير سيري الذكية .. تحديات تواجه الذكاء الاصطناعي في آبل
  • سباق النحافة في عالم الهواتف الذكية .. هل هو ضرورة أم مجرد موضة؟
  • حَوكمة الذكاء الاصطناعي: بين الابتكار والمسؤولية
  • «الدبوس الذكي».. وخزة تهدد الهواتف الذكية
  • جامعة القناة تنظم برنامجا تدريبيا حول مخاطر الأجهزة الذكية والذكاء الاصطناعي