بوابة الوفد:
2025-04-25@14:28:33 GMT

الفن وثق المجازر الإسرائيلية

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

عبدالحليم من قلب لندن.. على أرضها نزف المسيح ألماً

ماجدة وثقت للمجازر فى العمر لحظة

 

إسرائيل كانت وستظل عدو مصر الأول هى دولة، هى دولة مجرمة بمعنى الكلمة فى كل زمان، يحكى التاريخ المجازر الوحشية لذلك العدو الصهيونى المجرم البربرى العاشق لسفك الدماء حتى للأطفال. الفن المصرى لم يكن بمعزل ابدًا عن الجرائم الوحشية للعدو الإسرائيلى على مر الزمان خاصة بعد وقوع نكسة 1967 وقتل الإسرائيليين لآلاف الأبرياء، بل إن الفن فضح الممارسات الإسرائيلية.

العندليب الراحل عبدالحليم حافظ عام 1968 وبعد أقل من عام من النكسة، اختار أن يغنى فى العاصة البريطانية لندن المؤيدة للعدوان الإسرائيلى على مصر والدول العربية، وفى أكبر مسارحها قاعة البرت هول وأمام 8000 امتلأ بهم المسرح غنى «المسيح» لتكون أغنية معبرة عما يحدث فى الأراضى الفلسطينية، تقول بعض كلمات الأغنية التى كتبها الراحل عبدالرحمن الابنودى، وألحان العبقرى بليغ حمدى «على أرضها نزف المسيح ألم تفضل تضيع فيكى الحقوق لامتى لامتى يا طريق الآلام» كرر هذا الكوبليه عدة مرات لكى يصل صوت الفلسطينيين للعالم كله.

ولم اشتد العدو فى طغيانه غنى «سكت الكلام والبندقية اتكلمت والنار وطلقات البارود شدت على ايدين الجنود واتبسمت. واحنا جنودك يا بلدنا وحبنا ماشيين على طول الطريق اللى رسمناه كلنا جيتلك وأنا ضامم جراح الأمس حالف لرجعلك عيون الشمس يا بلدى».

وأشعل الحماس أكثر وأكثر فى أغنية «فدائى.. أموت أعيش ما يهمنيش.. وكفاية أشوف علم العروبة باقى.. افرحى يامه وزفينى وفى يوم النصر افتكرينى.. وإن طالت يامه السنين خلى أخواتى الصغيرين يكونوا زيى فدائيين يامه» وغنى أيضا «فى لحظة النصر» حالفين ما ييجوا الا ما ان جابوه يا فرحتك ساعة ما ييجوا يقدموه» ويقصد النصر المبين الذى ننتظره جميعا على العدو الإسرائيلى.

المطربة العظيمة الراحلة شادية استطاعت بفنها الراقى فضح العدو الإسرائيلى، حينما غنت لأطفال بحر البقر تلك المجزرة الوحشية التى وقعت فى 8 ابريل 1970.

غنت «الدرس انتهى... لموا الكراريس بالدم اللى على ورقهم سال فى قصر الأمم المتحدة فى مسابقة لرسوم الأطفال وكورال الأطفال يكرر وراءها «قذف قتل» بكت شادية بحرقة أثناء الأغنية كتبها الراحل صلاح جاهين لحنها الموسيقار الراحل سيد مكاوى لتكون وثيقة فنية لمجزرة بحر البقر. بعدها غنت «يا أم الصابرين» فى اشارة لمصر وامهات الشهداء.

وزرعت الأمل فى النفوس بالمقطع الشهير فى أغنية «يا حبيبتى يا مصر» حينما غنت «ما شفش الرجال السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد فى عيون الرجال وتحدى الزمن».

المطربة الكبيرة فيروز غنت فى نهاية الستينيات رائعة «زهرة المدائن» غنت «للقدس عيوننا إليكى ترحل كل يوم تعانق الكنائس القديمة.. الطفل فى المغارة وأمه مريم وجهان يبكيان  حينما هوت مدينة القدس تراجع الحب».

فى مطلع الألفية غنت الراحلة هدى سلطان مع مجموعة مع الفنانين «القدس حترجع لنا».

السينما لم تكن بمعزل ابدًا عن وحشية العدو الإسرائيلى بمجموعة من المشاهد المعبرة عن القتل والوحشية وقتل الأطفال فى فيلم «العمر لحظة» الذى انتجته وقامت ببطولته الفنانة الراحلة ماجدة 1976، تناول الفيلم كفاح الشعب المصرى بعد نكسة 1967 صور الفيلم اثناء جولة لماجدة فى الأراضى المحتلة وكانت تعمل صحفية.. قتل طفل فلسطينى يحمل وجها بريئا للغاية وبكاء ماجدة الشديد لقتل الطفل بوحشية بقذيفة وحشية. لنقول بصدق «الدم غالى» ونقرر فضح العدو الإسرائيلى أمام العالم بنشر تلك الصورة للطفل البرىء الشهيد.

 فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» بطولة النجم الراحل محمود يس ونجوى إبراهيم ويوسف شعبان إنتاج 1974 صور هذا الفيلم وحشية العدو الإسرائيلى ومجازره فى سيناء. ووصف الجندى محمود يس ما حدث بانه شىء فظيع وهو يرى بعينه قتل زملائه بدم بارد على يد المجرمين فى إسرائيل، ومشهد آخر معبر عن مشاهد اجرام إسرائيل، حينما وقف محيى إسماعيل وكان يجسد شخصية ضابط إسرائيلى يأمر بعرض الاسرى المصريين فى صف واحد لقتلهم بنفسه فى مشهد درامى يعبر عن وحشية إسرائيل واجرامها فى قتل الأسرى المصريين عقب نكسة 1967.

وإصرار محمود يس عقب نصر أكتوبر 1973، بأن الرصاصة ستظل فى جيبى حتى الموت لأن إسرائيل دائمًا عدو غادر لابد من الاستعداد لقتاله فى كل وقت.

كل ما نعرضه خارج دائرة الحرب الوحشية الإسرائيلية كان خارج دوائر المعركة.

فى مسلسل «دموع فى عيون وقحة» حينما فقدت زوجة جمعة الشوان عينها فى إحدى الغارات الإسرائيلية على السويس ناهيك عن تهيجر أهالى مدن القناة عقب نكسة 1967 حتى لا يتعرضوا لوحشية المحتل الإسرائيلى المحتل دائمًا ووضح ذلك فى العديد من الأعمال الفنية.

سواء فى السينما أو الدراما رأيت بنفسى استشهاد صديق لى أثناء حرب أكتوبر فى مدينة طنطا فى إحدى الغارات الإسرائيلية على أهالى المدينة العزل بالقرب من إحدى القواعد الجوية بطنطا.. إسرائيل لا تفرق بين مدنى وعسكرى عاشقة لسفك دماء العرب حتى الأجنة فى بطون امهاتهم.. سحقًا للعدو التاريخى لمصر والعالم العربى. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل مصر قتل الإسرائيليين النكسة نکسة 1967

إقرأ أيضاً:

تطبيع الجريمة الإسرائيلية في غزة

في 17 تشرين أول/أكتوبر 2023 قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي – بقصف جوي – مئات المرضى والأهالي النازحين الذين كانوا يحتمون بساحات المستشفى المعمداني في غزة. نالت الجريمة قدراً كبيراً من الغضب العالمي والاحتجاج، رغم تبني الغرب الرسمي الرواية الإسرائيلية بتحميل المقاومة الفلسطينية مسؤولية الجريمة. وفي 13 نيسان/أبريل الحالي قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المستشفى نفسه، ودمرت عدة أقسام فيه، وأخرجته عن الخدمة، غير أن الجريمة – هذه المرة – مرت مرور الكرام، إن جاز أن نصف الجرائم بالكرم.

هناك عوامل عدة أدت إلى عدم تفاعل الرأي العام الدولي مع الجريمة الثانية، بعد تفاعله مع الجريمة الأولى، وبالطبع فإن من ضمن تلك العوامل حجم الضحايا في القصف الأول، غير أن هناك عاملاً مهماً ينبغي الالتفات إليه، وهذا العامل يتعلق بالطبيعة البشرية التي يمكن أن تألف الأحداث وتتعايش معها، وهذا ما يدركه المجرمون الذين يعولون على اعتياد الناس للجرائم، وإلفهم لها، وتعايشهم معها، مع مرور الوقت، الأمر الذي جعل استهداف منشأة مدنية أمراً يمكن تقبله، بسبب «إلف النفوس»، حسب تعبير ابن حجر العسقلاني الذي قال إن «النفوس تألف ما تكرر عليها، فإن كان خيرًا ألفته، وإن كان شرًا لم تستنكره».

إنه التعود، تطبيع الجريمة، «تبلد الإحساس»، وغيرها من كلمات مفتاحية فيما يخص التعامل مع الأخبار التي تصلنا من قطاع غزة الذي لا تتوقف الحرب الإسرائيلية عليه إلا لتبدأ، والذي لم تعد إسرائيل تخفي حقيقة بنك أهدافها فيه، وهي الأهداف التي تدور حول استنساخ تجارب 1948 في التطهير العرقي، كهدف أساسي، يتسنى لإسرائيل وداعميها – من خلاله – التخلص من هذا الصداع الذي روي عن إسحاق رابين مرة أمنيته أن يصحو يوماً ليجد غزة قد ابتلعها البحر.

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»
خلال عام تقريباً كانت المظاهرات لا تتوقف في مدن وعواصم العالم: ومن لندن لباريس لبرلين ونيويورك وواشنطن ومدن في أمريكا اللاتينية إلى استراليا وآسيا وأفريقيا، كانت حركات الاحتجاج تتسع، إلى أن بلغت الحرب الإسرائيلية ذروتها باستهداف لبنان، وما حدث من تراشق إسرائيلي إيراني مباشر، أو من خلال ميليشيات طهران، الأمر الذي جعل إسرائيل تبدو ضحية لعدة قوى تريد «محوها من الخارطة»، حينها بدأ العد التنازلي لحجم المظاهرات وحركات الاحتجاج، مع الإيهام بوقف الحرب، واعتياد الناس لحجم الجريمة، بمرور الوقت.

خفت حدة المظاهرات المنددة بالجريمة الإسرائيلية في غزة إذن، لم تعد المظاهرات بذلك الزخم، لأسباب عدة، من أهمها «تطبيع الجريمة»، هذا التطبيع الناشئ عن تكرار المشاهد الإجرامية، بشكل مستمر، الأمر الذي سوغ التعايش معها، إذ لم يعد الإحساس بها بالقدر ذاته من التوهج، حيث إن الإحساس بالجريمة كغيره من الأحاسيس يضعف بعوامل عدة، منها تغير التصورات والأفكار والقناعات، نتيجة للضخ الإعلامي والدعاية المضادة، ومنها تقلب الأهواء والأمزجة الذي يلعب دوراً في تغير درجات الإحساس بالجريمة، وكذا توالي الأحداث، وانتقال دائرة الاهتمام الإعلامي والسياسي من بلد إلى آخر، دون إغفال عامل الزمن ودوره في برود الحس أو خفوت توهجه، مع ما يمكن أن يصاحب العوامل المذكورة من تبلد في المشاعر والأحاسيس، ينتهي إلى التطبيع والتعايش ليس مع المجرم وحسب، ولكن مع الجريمة ذاتها.

في بداية الحرب الإسرائيلية على غزة كان كثير من أعضاء الكنيست الإسرائيلي والوزراء والقادة العسكريين والسياسيين يصرحون ويتصرفون تصرف من لا يهتم بالرأي العام العالمي، كما أنهم أبدوا قدراً كبيراً من الاستخفاف بالأمم المتحدة، وكانوا يؤكدون على أن مصلحة إسرائيل فوق القانون الدولي، وأن المنظومة الدولية برمتها تسير في اتجاه معادٍ للسامية، لمجرد أنها تدين جرائم جيش الاحتلال، وكانت التصريحات والتصرفات الإسرائيلية تصب في مجرى المحاولات المبرمجة لإعادة صياغة الوعي، وإعادة تعريف النظم والقوانين والمبادئ.

وقد بنيت الاستراتيجية الإسرائيلية – في هذا الشأن – على أساس أن التوجهات الدولية تتغير، حسب مجريات الأحداث، وعلى اعتبار أن القوة يمكن أن تعيد تعريف القيم، وأن المصالح والمنافع تعيد صياغة القوانين والاتفاقيات، وأن ـ وهذا مهم ـ ذاكرة الشعوب مثقوبة، سريعاً ما تتسرب منها الأحداث والتواريخ والتعاليم والوصايا، وأن ـ وهذا هو الأهم ـ الناس يتعودون على مشاهد القتل ويألفونها، ومن ثم تتضاءل نسبة تفاعلهم معها، أو استبشاعهم لها، مع مرور الوقت.



وبعد – بل وخلال – قرابة 18 شهراً من الضخ الإعلامي لمشاهد الدمار والقتل والتهجير والتطهير وغيرها من الجرائم التي تمارسها إسرائيل ضد سكان قطاع غزة، تشكل مسار سلبي في التعاطي الجماهيري مع الجريمة، مسار ميّز تعاطي كثيرين ملّوا رؤية مناظر الدم، وتعللوا بأنهم لم يعودوا يحتملون ذلك، وأنه ليس في يدهم شيء يفعلونه، وأن الأمر أكبر من قدراتهم، فانصرفوا لمشاهدة ما يبهج من أخبار تعيد لهم التوازن النفسي، وتبعث على البهجة، بدلاً من الاهتمام بمشاهد القتل والدمار التي تسبب الحزن والاكتئاب.

ومع الوقت أصبح كثيرون لا يبالون بما يجري من جرائم بشعة في غزة، حيث لم تعد الجريمة تحرك فيهم ساكناً، بعد طول فترتها وتكرار مشاهدها، وهي حالة من «التبلد العاطفي» أصابت كثيرين، بفعل تكرار مشاهد الجريمة، ومراكمة حالات الإحباط واليأس، والشعور بالعجز.

كان الفقهاء المسلمون يتحدثون عن «إلف المنكر»، وهي حالة شعورية يتعايش فيها الإنسان مع الذنوب والجرائم، حتى يصبح «المنكر (الجريمة) معروفاً والمعروف (الاحتجاج ضدها) منكراً»، حسب الحديث النبوي، ذلك أن الجرائم «إذا توالت وكثُرت مباشرتها، أنِستْ بها النفوس، وإذا أنست بها النفوس قلّ أن تتأثر بها»، حسب تعبير أبي الحسن الزيات الذي أشار إلى «تأنُّس القلب» بالمنكرات، وهذا ما يبدو أنه الوصف الذي ينطبق على تعاطي الرأي العام العربي والإسلامي والدولي، إزاء واحدة من أبشع الجرائم في التاريخ البشري.

المصدر: القدس العربي

مقالات مشابهة

  • الحرب الإسرائيلية على غزة تتسبب في دمار كبير في قطاع الصيد
  • منصور يبعث رسائل متطابقة لمسؤولين أمميين بشأن استمرار المجازر في غزة
  • ما عرف يداري قلبه.. أصالة ترثي صبحي عطري
  • تطبيع الجريمة الإسرائيلية في غزة
  • لجان المقاومة الفلسطينية : المجازر بغزة ترتكب بقرار وسلاح أميركي
  • السفير التركي بالقاهرة: حياتي تغيرت حينما رأيت أطفال غزة المصابين
  • استشهاد طفل فلسطينى برصاص الاحتلال الإسرائيلى غرب جنين
  • لجان المقاومة الفلسطينية تؤكد أن المجازر الصهيوني في غزة ترتكب بقرار وسلاح أميركي
  • آثار المجزرة الإسرائيلية بمدرسة يافا في حي التفاح
  • كيف عاش البشر حينما انقلبت أقطاب الأرض قبل 41 ألف سنة؟