ماريان جرجس تكتب: هنا القاهرة.. هنا السلام... هنا الحكمة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
كلمات أشد من وقع السيف ، رنت أصداؤها في جدران المجتمع الدولي ، كمشرط طبيب قرر أن يكون جرحه علاجا وأن يفصل بدقة بالغة بين النسيج الطالح والصالح ، هكذا كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس والتي استهدف فيها أهم نقاط القضية الفلسطينية بكل حيادية وشفافية وأمانة .
فالالتزام التاريخي والجغرافي والعربي والعاطفي ، يجبر مصر أن يكون لديها رؤية وتصور تجاه القضية الفلسطينية وتجاه أشقائنا في فلسطين الذين نتمنى لهم السلامة ، ولكن بعيدًا عن النظرة العاطفية لتلك القضية التي طال أمدها ، لخص الرئيس القضية في نقاط مختصرة ألا وهي :-
أولا :- هل استطاع الأشقاء الفلسطينيين توحيد صفوفهم مما يؤهلهم لإقامة دولة رصينة تدافع عن قضيتها ؟ وهي رسالة ضمنية للداخل الفلسطيني بضرورة توحيد الصف لمواجهة العدوان الصهيوني والذي لا يُبرر مستنكرًا الاعتداء على المدنين .
ثانيا :- هلهلة وهدم فكرة الوطن البديل أمام المجتمع الدولي ، القابعة في الوجدان الاسرائيلى بنقل وتهجير أشقائنا في غزة إلى سيناء ومن الضفة إلى الأردن وهي لٌب فكرة صفقة القرن ، فإذا كانت إسرائيل تريد تصفية الجماعات المسلحة وليس لديها نية للاعتداء على المدنين حقا ، فإذا صحراء النقب موجودة ! فلماذا سيناء مادامت إسرائيل لا تريد التهجير القسرى كما تدعي ؟ وهي رسالة واضحة أمام الصحف الغربية التي تنقل المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني ، أن مصر تحمى حدودها ولن تسمح باستخدام أراضيها لتنفيذ مخطط صهيوني يقضى على إقامة دولة فلسطين مدام الشعب غير موجود ! ويستخدم الأراضي المصرية كساحة حرب ومطمع مرة أخرى من قبل الجانب الاسرائيلى ، وتلك الجملة تحديدًا؛ تفضح وجه إسرائيل وتكشفه أمام الجميع.
ثالثا :- التوكيد على أن الرأي العام المصري والمزاج العام للشارع المصري مؤيد وعلى قلب رجل واحد ، ومسلمو ومسيحو مصر، متضامنين مع القضية الفلسطينية ولكن دون أن يٌزج بمصر في صراع عسكري أو دون أن يتم استغلال شبر واحد من الأراضي المصرية وهي رسالة للداخل المصري بتوحيد التضامن وتوجيهه في الاتجاه الصحيح .
دائمًا كان يتصور الغرب والكيان الصهيوني أن عاطفة العرب والشرق الأوسط تستطيع أن تشوش على تفكير صناع القرار بها ، فيستطيعون تمرير مخططاتهم الآثمة من خلال ذلك ، ولكن أوضح الرئيس أن الوطن البديل ليس هو ما يليق بالشعب الفلسطيني وان بتشتت الشعب في مصر أو الأردن تضيع الفكرة وتضيع المقاومة لأن الشعب غير موجود ! فكيف لشعب أن يدافع عن دولة وعن أرض والشعب غائب !
وتأتى قمة القاهرة للسلام 2023 لتؤكد على كل رسائل الدولة المصرية على لسان الرئيس ، تلك الرسائل القوية التي تدافع عن حقوق وكرامة شعب وحدود دولة وثباتها الانفعالي وعدم قدرة أحد على استفزازها أو استنزافها .
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
ثمن الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر، الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم الأشقاء في غزة، مؤكدًا على التزام القيادة السياسية بتقديم الدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء.
وقال جودة، في بيان له، إن حزم المساعدات المتتالية التي تم إرسالها إلى قطاع غزة تأتي كجزء من الجهود المصرية المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الإنسانية.
وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر، أن المساعدات المصرية تشمل إمدادات غذائية وطبية ومواد إغاثية أساسية، لضمان حصول الشعب الفلسطيني على الدعم اللازم لمواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية خلال فصل الشتاء.
وأكد الربان وليد جودة، أن هذه الجهود تعكس التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ودورها الفاعل في تحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية حقوق الإنسان.
وحذر أمين مساعد حزب المؤتمر، من خطورة الشائعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول، مشيرًا إلى أن الشائعات تُعد من أخطر الأسلحة المستخدمة في التأثير على الروح المعنوية للمواطنين، وزرع الفتنة والتوتر بين الشعوب والحكومات.
وطالب أمين مساعد حزب المؤتمر، المواطنين بتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام غير الموثوقة، مؤكدًا أهمية التحلي بالوعي الوطني والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية.