كلمات أشد من وقع السيف ، رنت أصداؤها في جدران المجتمع الدولي ، كمشرط طبيب قرر أن يكون جرحه علاجا وأن يفصل بدقة بالغة بين النسيج الطالح والصالح ، هكذا كانت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى  في المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس والتي استهدف فيها أهم نقاط القضية الفلسطينية بكل حيادية وشفافية وأمانة .


فالالتزام التاريخي والجغرافي والعربي والعاطفي ، يجبر مصر أن يكون لديها رؤية وتصور تجاه القضية الفلسطينية وتجاه أشقائنا في فلسطين الذين نتمنى لهم السلامة ، ولكن بعيدًا عن النظرة العاطفية لتلك القضية التي طال أمدها ، لخص الرئيس القضية في نقاط مختصرة  ألا وهي :- 
أولا :- هل استطاع الأشقاء الفلسطينيين توحيد صفوفهم مما يؤهلهم لإقامة دولة رصينة تدافع عن قضيتها ؟  وهي رسالة ضمنية للداخل الفلسطيني بضرورة توحيد الصف لمواجهة العدوان الصهيوني والذي لا يُبرر مستنكرًا الاعتداء على المدنين .
ثانيا :-  هلهلة وهدم فكرة الوطن البديل أمام المجتمع الدولي ، القابعة في الوجدان الاسرائيلى  بنقل وتهجير أشقائنا في غزة إلى سيناء ومن الضفة إلى الأردن وهي لٌب فكرة صفقة القرن ، فإذا كانت إسرائيل تريد تصفية الجماعات المسلحة وليس لديها نية للاعتداء على المدنين حقا   ، فإذا صحراء النقب موجودة ! فلماذا سيناء  مادامت إسرائيل لا  تريد التهجير القسرى كما تدعي ؟ وهي رسالة واضحة أمام الصحف الغربية التي تنقل المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني ، أن مصر تحمى حدودها ولن تسمح باستخدام أراضيها لتنفيذ مخطط صهيوني يقضى على إقامة دولة فلسطين مدام الشعب غير موجود ! ويستخدم الأراضي المصرية كساحة حرب ومطمع مرة أخرى من قبل الجانب الاسرائيلى ، وتلك الجملة تحديدًا؛ تفضح وجه إسرائيل وتكشفه أمام الجميع.
ثالثا :- التوكيد على أن الرأي العام المصري والمزاج العام للشارع المصري مؤيد وعلى قلب رجل واحد ، ومسلمو ومسيحو مصر، متضامنين مع القضية الفلسطينية ولكن دون أن يٌزج بمصر في صراع عسكري أو دون أن يتم استغلال شبر واحد من الأراضي المصرية وهي رسالة للداخل المصري بتوحيد التضامن وتوجيهه في الاتجاه الصحيح .
دائمًا كان يتصور الغرب والكيان الصهيوني أن عاطفة  العرب والشرق الأوسط  تستطيع أن تشوش على تفكير صناع القرار بها ، فيستطيعون تمرير مخططاتهم الآثمة من خلال ذلك ، ولكن أوضح الرئيس أن الوطن البديل ليس هو ما يليق بالشعب الفلسطيني وان بتشتت الشعب في مصر أو الأردن تضيع الفكرة وتضيع المقاومة لأن الشعب غير موجود ! فكيف لشعب أن يدافع عن دولة وعن أرض والشعب غائب !
وتأتى قمة القاهرة للسلام 2023 لتؤكد على كل رسائل الدولة المصرية على لسان الرئيس ، تلك الرسائل القوية التي تدافع عن حقوق وكرامة شعب وحدود دولة وثباتها الانفعالي وعدم قدرة أحد على استفزازها أو استنزافها .

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

برلماني: نرفض أي سيناريو لتصفية القضية الفلسطينية

رفض النائب محمد عزت القاضي عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب،  تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين، مؤكدا رفض مصر لأي سيناريوهات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية سواء من خلال التهجير أو غيرها من الأشياء والأمور.


وقال القاضي، إن مصر لن تألو جهدا في دعم شعوب أمتها العربية والإسلامية لحفظ سيادتها وسلامة أراضيها وستواصل جهودها الحثيثة لخفض التصعيد في المنطقة واستعادة الأمن والاستقرار والسلام من أجل المضي قدما على طريق التنمية والتقدم وبناء مستقبل أفضل للشعوب العربية، مشددا علي رفض أي محاولات من الغرب لتصفية القضية الفلسطينية.


ودعا القاضي أن يقوم المجتمع الدولي بمسؤلياته إزاء ما يحدث، مشيرا إلي ان الأحداث الجارية في المنطقة خير شاهد على ما يعيشه العالم من ازدواجية في المعايير وإفراغ للمبادئ والقيم الإنسانية من معانيها وتهميش لقواعد القانون الدولي".


وتابع: إن ما حدث منذ أكتوبر 2023 تعدى كل الحدود والقواعد الدولية والإنسانية فقد تخطت أعداد الوفيات لحدود غير مسبوقة من الفلسطينيين غالبيتهم من السيدات والأطفال وأصيب أكثر من 107 آلاف معظمهم من السيدات والأطفال، وهو الأمر الذي يتطلب محاكمة نتنياهو بدلا من اصدار تصريحات من ترامب تدعو لتصفية القضية الفلسطينية.

واختتم القاضي تصريحاته قائلة :" لا سبيل سوى دعم المقاومة الفلسطينية والعمل علي توحيد الشعب الفلسطيني لمواجهة أي مخططات من القوي الدولية الاستعمارية .

مقالات مشابهة

  • حملة مواطن: مصر لم ولن تفرط في القضية الفلسطينية.. وتهجير سكان غزة يقضي على السلام بالمنطقة
  • 3 مشاهد مُخيفة في رحلة الإسراء والمعراج.. ذنوب تفعلها وتظنها بسيطة ولكن عقابها شديد
  • العامة للاتصالات تثمن الموقف المصري الثابت تجاه القضية الفلسطينية
  • برلماني: نرفض أي سيناريو لتصفية القضية الفلسطينية
  • «مصر أكتوبر»: موقف القاهرة من القضية الفلسطينية لا يقبل المساومة
  • إسرائيل: الوضع في لبنان متوتر ولكن بالإمكان تهدئته عبر بيان أمريكي في الساعات القادمة
  • د. شيماء الناصر تكتب: بعد غلق الأونروا.. هل سيتوقف دور المرأة الفلسطينية أيضا !
  • برلماني: التاريخ لن ينسى دور مصر في دعم القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات
  • عضو «طاقة النواب»: التاريخ لن ينسى دور مصر في دعم القضية الفلسطينية
  • عضو بـ«النواب»: التاريخ لن ينسى دور مصر في دعم القضية الفلسطينية