عبر المصري القديم بالرموز عن الحياة المحيطة به، حيث كان الرمز بالنسبة له اللغة التي تفسر تأملاته في الحياة، وتحمل مفردات هذه اللغة تميزا فريدا استطاع من خلالها الفنان القديم التعبير عن أعماله دون التفرقة بين الواقع والخيال، ونشأت من خلال ذلك مجموعة من الرموز والأشكال التي نمت وتطورت عبر التاريخ المصري القديم وحملت مجموعة من المهام.

 

ومن أقدم وأهم الرموز والعلامات التصويرية والتمائم في مصر القديمة ، تميمة "عمود جد"، وتعني الثبات، الدوام والاستقرار، ووردت في "متون الأهرام"، وهي مجموعة من النصوص الدينية المصرية القديمة ترجع لعصر الدولة القديمة، وعمود "جد" رمز هيروغليفي يتكون من عامود عريض بأربعة خطوط عرضية أفقية عند القمة. 

ومن المعروف ان المصري القديم كان في كل رموزه الدينية يسعى الى الاستقرار والثبات والابتعاد عن كل ما يساعد على الفوضى، وقد يرجع ذلك بسبب حياة الانسان المصري التي كانت قائمة على الزراعة. 

تاريخها 

ترجع البدايات الأولى لظهور علامة "جد" إلى ما قبل الأسرات، حيث عرفت كرمزا للثبات والدوام ، ورسمت على التوابيت، واستخدمت كتمائم  للحماية، وكذلك ارتبطت بمجموعة من الطقوس المهمة في الحضارة المصرية القديمة منها وأشهرها طقسة إقامة "عمود جد" التي رمزت للتجدد والإحياء من جديد .

أهميتها 

في كتاب "الخروج للنهار/ كتاب الموتى"، أحد الكتب المقدسة في مصر القديمة، تحدث الفصل رقم 155 عن قلادة عمود "جد"، وأن من توضع له هذه القلادة حول رقبته في اليوم المحدد سيكون من اتباع "أوزيريس"، وكل من يعرف هذا الفصل من كتاب "الخروج للنهار" سيكون روحا طاهرة في مملكة العالم الغرب وسيعطى من فطائر" أوزيريس" وسيخرج منتصرا على اعدائه في مملكة العالم الآخر. 

ويوضح الدكتور ابراهيم عبدالرحمن عبدالعال بقسم الآثار كلية الآداب جامعة طنطا، أنه لأهمية علامة "جد" في الحضارة المصرية القديمة نجدها تدخل في أسماء المدن وهما "جدو" عاصمة الإقليم التاسع من أقاليم مصر الوسطى، و"جدت" عاصمة الإقليم السادس عشر من أقاليم مصر السفلى والتي تم ذكرها في قائمة الأقاليم المسجلة على المقصورة البيضاء في معابد الكرنك بالأقصر. 

رمزيتها

يعد عمود "جد" إحدى الرموز المقدسة في مصر القديمة حيث  كان له دور دينيا كبيرا  وكان يشار به أحيانا إلي العمود الفقري للمعبود "أوزير/ أوزيريس "، كما استخدم  كتميمة تستخدم للحماية ، وربما كان يمثل الـ" جد " في الدولة القديمة الأعمدة التي كانت تسند السموات. 

واختلفت الأراء حول تفسير اصل "عمود جد" في مصر القديمة، ويتفق الغالبية العظمى من الباحثين على  كون" عمود جد" هو العمود الفقري للمعبود "أوزيريس" وبذلك رمز للاستقرار والدوام والثبات.

وفي كتابه "الرمز الاسطورة في مصر القديمة" يقول الباحث رندل كلارك عن  طقس إقامة عمود جد: “لم ينهض أوزيريس ويغادر قبره أو العالم السفلي في صورة رجل نشط اذ نرى في لاهوته المكتمل ان روحه هي التي تحررت لترقى الى السماء في صورة نجم أو تندمج لتتجسد في قوى لحياة التي تعمر السنة التالية”.

وجاوز أوزيريس نطاق اسطورته اذ مثل روح الحياة ذاتها كما تتجلى في نمو النباتات وفي بذر الانسان والحيوان وكان اعظم ما حققه المصري في ديانته من انجاز هو تحويل الله الذي يرعى الخصوبة بصفه عامة الى مخلص للموتى أو بمعنى ادق منقذهم من الموت، لقد آمن المصريون القدماء بانهم سيواصلون الحياة في روح "أوزيريس".

لذا، كانت قيامة "أوزيريس" لب الحياة العاطفي والحقيقة التي ارتكز حولها بنية الكون وللتعبير عن هذا الكائن الهائل استخدموا رمز مستمد من ماضيهم شبه المنسي وهو عمود خشبي سموه "عمود جد" والتي تعني الثبات أو الاستقرار". 

بينما ترى مجموعة أخرى أن عمود" جد" يمثل شجرة غير مورقة أو عمود خشبي، أو مجموعة من نباتات البردي المربوطة معا وتمثل عمود، فيما يعتقد بعض العلماء أنه يمثل مجموعة الاعمدة المرتبطة بالشعائر والطقوس الخاصة بالزراعة والحصاد خاصة حصاد القمح ، أو أنه يمثل عمود من الاعمدة التي تعلق فيها اكياس الغلال، أو احدى الادوات و الآلات التي كانت موجودة في مصر القديمة. 

 ويرى عدد من الباحثين أن عمود جد يمثل في الاصل الرمز المحلي للمعبود "عنجتي" ثم اصبح رمزا للمعبود "أوزيريس"، أو انه يمثل رمزا من الرموز المصرية القديمة وهي عبارة عن مجموعة مربوطة معا من العصى والأعواد، بينما يرى عالم المصريات الفرنسي "جاستون ماسبيرو" ان عمود "جد" يمثل الجهات الأصلية الاربعة. 

FB_IMG_1687116826138 FB_IMG_1687116872493 FB_IMG_1687116887598 FB_IMG_1687116910848 FB_IMG_1687116914247 FB_IMG_1687116930512 FB_IMG_1687116969609

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المصري القديم كتاب الموتى المصریة القدیمة فی مصر القدیمة مجموعة من

إقرأ أيضاً:

علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!

يمانيون../
كشف الباحثون في دراسة دولية حديثة عن اكتشاف مثير يرتبط بين حالة شبكية العين وصحة الإنسان العقلية، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها جامعة زيورخ ومستشفى الطب النفسي الجامعي التابع لها، أن الأشخاص الذين يمتلكون استعدادًا جينيًا للإصابة بالفصام (انفصام الشخصية) غالبًا ما يكون لديهم شبكية أرق من الأشخاص الآخرين.

الدراسة، التي استندت إلى تحليل بيانات ضخمة من البنك الحيوي البريطاني (UK Biobank)، شملت معلومات جينية وطبية لأكثر من نصف مليون شخص. من خلال فحص “درجات الخطورة الجينية” للأفراد ومقارنتها مع قياسات سماكة الشبكية باستخدام تقنية التصوير المقطعي البصري (OCT)، تمكن الباحثون من اكتشاف هذا الرابط الدقيق بين الصحة العقلية وحالة الشبكية، وهو فحص غير جراحي يستغرق دقائق قليلة ويتميز بدقته العالية وبتكلفته المنخفضة نسبياً.

وقال الدكتور فين رابي، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن “التغيرات في الشبكية قد تعكس تغييرات مماثلة في الدماغ، وهذا يمكن أن يكون أساسًا لفهم أعمق للروابط بين الجهاز العصبي المركزي والأمراض النفسية”.

وأضاف الباحثون أن هذه النتائج تدعم أيضًا ما يُعرف بـ”فرضية الالتهاب” في مرض الفصام، حيث رصدوا ارتباطات جينية قد تساهم في العمليات الالتهابية التي تحدث في الدماغ، مما يفتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تركز على تعديل الاستجابة الالتهابية.

رغم أن التأثير الذي رصدته الدراسة قد يبدو صغيرًا عند النظر إليه على مستوى الأفراد، إلا أنه يصبح واضحًا عندما يتم فحص مجموعات سكانية كبيرة، ما يعزز أهمية الدراسات واسعة النطاق مثل هذه. كما حذر الباحثون من أن هذه النتائج تحتاج إلى مزيد من الدراسات الطويلة الأمد لتأكيدها وتطبيقها في المجالات السريرية.

مع هذه الاكتشافات، قد تصبح فحوصات العين الروتينية أداة هامة للكشف المبكر عن الأشخاص المعرضين للإصابة بالأمراض النفسية، ما يمكن أن يتيح التدخل المبكر وتحسين نتائج العلاج.

مقالات مشابهة

  • بوشكيان للعمال: أنتم العمود الفقري للاقتصاد والنهوض الوطني
  • علامة في العين قد تشير إلى خطر الإصابة بالفصام!
  • جمال عارف: من يعمل في الخفاء لمصالحه لا يمثل جمهور الاتحاد
  • «مجموعة الأصول الثقافية» تنطلق ب7 شركات سعودية و 20 علامة تجارية في القطاع الثقافي الإبداعي
  • تركيا تعلن أسماء الشركات التي ستقدّم خصومات للشباب المقبلين على الزواج! القائمة تضم 20 علامة تجارية
  • حزب المؤتمر يهنئ عمال مصر بعيدهم: العمود الفقري للاقتصاد الوطني
  • القبض على شخصين سرقا كشاف عمود إنارة بالسلام
  • ضبط المتهمين بسرقة كشاف من عمود إنارة بالسلام
  • دراسة: الدعم الزائد في حمالات الصدر الرياضية قد يضر الظهر بدلا من حمايته
  • رئيس الأركان: خريجو معهد ضباط الصف المعلمين هم العمود الفقري للقوات المسلحة