الغطاء النباتي في عسير .. تنوعٌ فريدٌ توّجه 1560 صنفًا من النباتات والأشجار
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
المناطق_واس
بين السهل والجبل والوادي، ينتشر الغطاء النباتي في منطقة عسير، موفرًا تنوعًا في كثيرٍ من الأشجار والأزهار والأعشاب والشجيرات والحشائش، حيث أسهمت التضاريس الخاصة للمنطقة في تنوع المكونات الحيوية وتباين الظروف المناخية من اعتدال الطقس خلال الصيف في المرتفعات الجبلية إلى الدفء في السواحل خلال الشتاء.
وتمتد منطقة عسير على ساحل يصل طوله إلى 125 كم تبدأ تضاريسه في التصاعد حتى تصل جبل السودة الذي يعد أعلى قمة جبلية في المملكة على ارتفاع يصل إلى 3015 مترًا فوق سطح البحر.
أخبار قد تهمك بيئة عسير تستضيف ورقة عمل حول “تقييم الأضرار والمعالجة المستدامة لتزايد أعداد قرود البابون” 18 أكتوبر 2023 - 9:19 مساءً حرس الحدود بعسير يحبط محاولة تهريب 21 كيلوجرامًا من مادة الحشيش المخدر 12 أكتوبر 2023 - 6:03 مساءًوفي هذه التضاريس المتباينة والمتدرجة من أعلى نقطة جبلية وحتى أعماق البحر الأحمر تزدهر الغابات والنباتات التي تشكلها أشجار معروفة منذ آلاف السنين كالـ (العرعر، والعتم، والسدر، والأثل، والقرنفل البري، والحنظل، والأثل، والسمر، والطلح، والمانجروف) وغيرها المئات من الأنواع، حيث تشكل ما نسبته 80% من غابات المملكة، وتحتضن أكثر من 1560 نوعًا من النباتات الطبيعية المعروفة في المملكة والبالغة ما يقارب من 2234 نوعًا.
وجاء الأمر السامي بإنشاء محمية الإمام فيصل بن تركي الملكية التي تمتد على مساحة إجمالية قدرها 30.152.7 كم²، وتشمل ثلاث مناطق إدارية (عسير – مكة المكرمة – جازان)، وجزءًا في المياه الإقليمية للمملكة، لتعزز وتطور حماية هذا الغطاء النباتي الذي يشكل الميزة النسبية الأكبر للمنطقة.
وعملت وزارة البيئة والمياه والزراعة خلال السنوات الأخيرة على حصر وتصنيف حوالي 229 شجرة نادرة ومعمرة في محافظات ومراكز منطقة عسير، تصل أعمار بعضها إلى 1400 سنة؛ وذلك بهدف وضع خطة لحمايتها، وكشف الحصر والتصنيف عن وجود نحو 163 شجرة معمرة توزعت ملكيتها بين العامة والخاصة تحتاج إلى حماية، بينما حوالي 66 شجرة لا تحتاج إلى حماية وبعضها يصعب الوصول إليها.
وشملت أنواع الأشجار التي تم حصرها: الحمر (التمر الهندي)، والظهيان، والجميز، والأثب، والسدر، والعدنة، والتالقة، والصومل، والجوز (القعقع)، والغرب، والرقاعة، واللبخ، والإبراة، وتوزعت هذه الأنواع في محافظات رجال ألمع، والنماص، وظهران الجنوب، والحرجة، وتنومة، ومحايل عسير، ومراكز الحبيل، وحسوة، وروام، والغايل، والفرشة، والجوة، وسبت بني بشر، والشعف، وباشوت، والشفاء.
وأشار كتاب “الغطاء النباتي الطبيعي في الإقليم الجنوبي الغربي” لمؤلفته فريدة بنت محمد قدح إلى تميز غابات “السودة” و”بيحان والجعد” في بلحمر وغابات بلسمر وبني شهر و بني عمرو، بكثافة أشجار “العرعر” وتوزعها بكثرة، وبوجود الضباب ودرجات الحرارة المنخفضة إلى الباردة، إضافة إلى توفر المياه والتربة الخصبة، وهو ما ينعكس على اخضرارها الدائم وأوراقها البرية الخشنة التي تجعلها شجرة محببة للظل وصناع الأثاث وبعض أنواع العطور.
ويأتي العتم “الزيتون البري” كثاني شجرة من الأكثر كثافة في المواقع الجبلية وينتشر في سفوح المرتفعات الرطبة في المنطقة، ويتواجد في الأماكن الواقعة على ارتفاع 1500-2000م حيث تمتاز أخشابها بالقوة والصلابة ما جعل السكان يستخدمونها في بناء المنازل، إضافة لإدخاله في عملية لإنتاج زيت القطران.
أما نبات “الشث” والمعروف بـ”الديدونيا” المنتشر في المرتفعات الباردة فهو من الشجيرات المحلية التي تعيش في مرتفعات عسير والمناطق الجنوبية والغربية ذات أوراق خضراء لامعة، وأزهار جميلة، وهو قابل للتشكيل والتقطيع ويستخدم للزينة حيث يتم توظيفه في الحدائق والزوايا والساحات وأفنية المنازل، حيث إنه ملائم في معظم مناطق المملكة.
ويتميز نبات “الطلح” بكثرة نموه في الأرض المنبسطة وشبه المنبسطة في الهضاب الداخلية، حيث يزهر في فصل الربيع ويأتي في شكل ممتع للنظر، يجذب أسراب النحل لإنتاج عسل الطلح الشهي.
أما التين البري ” الحماط “، فتشير الباحثة فريدة قدح، إلى أنه ينتشر في المنحدرات الغربية للسروات وفي أطراف مدينة أبها والأودية بشكل عام وله ثمرة سوداء ذات طعم لذيذ، ويقابله في ذات البيئة التين الشوكي “البرشوم” الذي يكثر على أطراف المزارع وينمو في شكل كتل كبيرة ترتفع لمترين وينتج ثمرة بيضاوية تؤكل وتتنوع ألوانها من الأخضر للأصفر للأرجواني.
ويعد “الآراك” من أهم أشجار الغابات وينمو في المرتفعات المتوسطة ويستخرج منه السواك، وهو الجذور التي تحتوي حسب ما ورد في (موسوعة جابر لطب الأعشاب) لخبير العقاقير والنباتات الطبية الدكتور جابر القحطاني على مواد كيمائية تعمل على تطهير الفم وحمايته من الجراثيم ويحسن الرائحة.
ومثلها شجرة “البشام” العطرية الجميلة التي يقتطع من سيقانها أعواد للسواك وتحتوي على زيوت طيارة، وتأتي شجرة “السدر” في مقدمة الأشجار التي تشتهر بها منطقة عسير، ويطلق على ثمارها “النبق” وتسمى في جنوبي المملكة “العرج” وتتميز بنموها بشكل طبيعي حول الأودية، وعُرفت بجودة وندرة العسل الذي ينتجه النحل من أزهارها، حيث يحرص مربو النحل على التنقل بخلاياهم من موقع إلى آخر تبعًا لكثافة السدر.
و تمثل نباتات (الحشائش) في منطقة الهضاب أهمية في تشكيل الغطاء النباتي في منطقة عسير حيث تمتاز بسيقانها الأنبوبية الطولية، وأوراقها الدقيقة، وأزهارها الرقيقة، وتحتل جزءًا واسعًا من المنطقة، وتزداد مساحتها وتزهر بعد سقوط أمطار الربيع، حيث تُستخدم في الطيب، والعطور، و بعض المشروبات.
وتعد نباتات الهضاب ذات ميزة عطرية فواحة مثل “القرنفل البري” وهو ذو أزهارٍ عطرية تجفف وتستخدم في الطهي، ويضاف للقهوة السعودية ليعطي مذاقًا مميزًا، إضافة إلى “الحبق” الذي ينمو على جوانب الأودية المعروفة بجريان المياه فيها معظم أوقات السنة ويستخدمه الأهالي مع الشاهي ومعالجة بعض الأمراض البسيطة.
وفي القمم ينتشر نبات “العثرب” الذي يصل طوله إلى 8سم وأزهاره عنقودية الشكل بلون مزيج من الوردي والأحمر والبعض الآخر مزيج بين اللونين الوردي والأبيض.
وتتنوع نباتات الهضاب من “الشذاب” الذي يزهر في الربيع ويمتاز بأزهاره الصفراء الجميلة ويشكل منظرًا جميلاً في المنطقة الموجودة فيه.
أما شجرة “الأثل” البرية فتوجد في مواقع عديدة من منطقة عسير وتمتاز بأوراقها الصغيرة المنتشرة على فروع كثيرة، ويشير الدكتور القحطاني في موسوعته، إلى أن السائل السكري المستخرج من أغصان الإثل يمد الجسم بالطاقة الحرارية اللازمة له.
وفي سواحل عسير على البحر الأحمر يبرز شجر ” المانجروف” الذي يحظى بعناية كبيرة من الجهات المسؤولية عن البيئة والغطاء النباتي كونه من الأشجار المعززة للنظام البيئي بشكل عام والبحري بشكل خاص، وله فوائد بيئية كبيرة من أهمها حماية التربة الشاطئية من الانجراف وحماية السوائل من العواصف والتآكل وتخزين الكربون الأزرق الذي يقلل من حدة التغير المناخي، إضافة إلى امتصاص الملوثات والمواد السامة وتوفير مأوى للعديد من الطيور والأسماك والكائنات البحرية وتوفير غذاء لها.
وتشير الأبحاث إلى وجود عددٍ كبيرٍ من الحشائش التي تشترك في صفاتها وتكثر معظمها في فصل الربيع وتتدرج كثافتها من المناطق المرتفعة إلى المنخفضة وتزهر حول الأودية والمناطق الزراعية المهجورة، وكانت تستخدم بعضها في الطهي، والزينة، وكتوابل للأطعمة، كما تضاف للمشروبات، وتستخدم للتطيب.
يُذكر أن إنشاء محمية الأمير فيصل بن تركي الملكية يأتي ضمن إستراتيجية المملكة للحفاظ على التنوع البيئي والأحيائي وتحسين إنتاجية النباتات مع حماية الأنواع المهددة منها بالانقراض، للإسهام في تحقيق مستهدفات رؤية سعودية مستدامة، ضمن رؤية المملكة 2030 الرامية إلى حماية البيئة الطبيعية في المملكة وتعزيزها، بتبنّي رؤية شمولية للنظم البيئية الثمينة عبر الحفاظ على المكونات البيئية والطبيعية، وإعادة توطين الحياة الفطرية في كل منطقة، وضمان التوازن المائي والتنوع البيولوجي والتصدي لظاهرة التصحر واستدامة الحياة البرية، مما يعزز عزم المملكة على تنمية الموارد الطبيعية والارتقاء بجودة الحياة داخل الأراضي السعودية، وتنمية البنية التحتية، وتعزيز استدامة الموارد الاقتصادية غير النفطية، وإتاحة المزيد من فرص العمل والاستثمار في المملكة.
المصدر: صحيفة المناطق السعودية
كلمات دلالية: عسير الغطاء النباتی منطقة عسیر فی المملکة
إقرأ أيضاً:
حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
كنت من محبي زيارة متحف السودان القومي..
واكاد اجزم أني احفظ المعروضات في القاعات في الدور الاول والثاني..
واعرف ممر الكباش والضفادع الحجرية علي البحيرة الصناعية والمعابد التي نقلت كما هي ووضعت في ساحة المتحف كمعبد دندرة وحيث اثار العهد الاسلامي في الطابق الثاني كدولة سنار
◾️- الصورة المرفقة صورتها بنفسي بجوالي النوكيا في ابريل 2011 ولازالت احتفظ ببعض الصور من ساحات العرض..
◾️- حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع وتم سرقة مشغولات ذهبية عمرها الاف السنين وبعض الاثار الصغيرة من العاج والحجر والابنوس تعود للعهد المروي ولعهد دولة نبتة
– مع ان السودان اطلق حملة لاستعادة المسروقات بالتعاون مع اليونسكو الا ان الامل ضعيف في العثور عليها لان هناك هواة جمع تحف واثار يشترون مثل هذه المقتنيات ويحتفظون بها في خزائنهم لمدد طويلة ولا يعرضونها ابدا وبذا تقل فرص مطاردتها واسترجاعها..
????- الحل في نظري هو اطلاق حملة قومية للتنقيب عن الاثار مرة اخري.. هناك مواقع اثرية كبيرة ومتعددة متناثرة في السودان..
◾️- مثلا في العام 1998 زرت الولاية الشمالية باللواري في سفرة استغرقت عدة ايام فرايت كثير من الاثار ملقاة علي الطريق قريبا من شواطئ نهر النيل , احجار ضخمة واعمدة معابد لايستطيع اي احد ان يحركها من مكانها وربما هذا سبب حفظها حتي الان.. فلو تم التنقيب حول هذه الاماكن فالبتاكيد سنحصل علي اثار جديدة..
◾️هناك ايضا موقع النقعة والمصورات الاثري الذي يشرف عليه معهد حضارة السودان التابع لجامعة الخرطوكم تحت اشراف البروف جعفر ميرغني – وقد زرته من قبل في العام 2010 – الثلات صور الاخيرة – ففي هذا الموقع تتناثر الاثار علي العديد من التلال والسهول و الموقع ذات نفسه يقع علي نهاية وادي العوتيب وهذا الوادي الان عبارة عن رمال ولكنه حتما في قديم الزمان كان من روافد النيل الموسمية فعلي ضفاف هذا الوادي وحتي موقع النقعة والمصورات هناك احتمال وجود عشرات الاثار التي قد تغير التاريخ ذات نفسه
◾️- ايضا سفح جبل البركل وكثير من المواقع التي يمكن اعادة التنقيب فيها
◾️- في العام 2010 كانت هناك شركة تقوم بحفريات لبناء عمارة في احد الاحياء شرق مطار الخرطوم فعثرت علي ما يشبه المدفن لقرية تعتبر اول اثر علي وجود الانسان في منطقة الخرطوم والمقرن قدرت بالاف السنين..
– وكثير من الاثار هنا وهناك علي ضفاف النيل الذي كان علي الدوام جاذبا للمستعمرات البشرية منذ القدم
????- بهذه الطريقة يمكننا اعادة ملء المتحف القومي مرة اخري والحفاظ علي التاريخ الذي اراد تتار العصر ان يمحوه لهدم رواية الامة السودانية عن عراقتها وحضارتها الممتدة من الاف السنين وحتي الان..
♦️- بهذا يمكننا مرة اخري ان نضع قطع الاحجية جنبا الي جنب ونعيد بناء قصة متماسكة تمتد من الان الي عمق التاريخ ونضع معلما لاطفالنا والاجيال القادمة تحاجج به وتفتخر.
♦️- بعض الدول تحفر في اللاشئ وتعثر علي صخور صماء لايوجد عليها نقش واحد فتضعها في متحف ضخم لتقول للناس ان هذا الحجر استخدمه شخص في هذه البقعة قبل اربعة الف سنة كوسادة او كمسند او مربط لحيوان لتقول للعالم انها دولة ذات تاريخ وذات عراقة..
♦️- نحن كبلد اولي بان تكون لنا قصة لها شواهد وعليها ادلة والاسهل والحل الذي بين ايدينا هو اطلاق حملة جديدة للتنقيب عن الاثار تحت الارض والكشوفات الجديدة هذه توكل كمشاريع لكليات الاثار والدراسات الانسانية كالتاريخ وعلم الاجتماع مع التمويل من الدولة والشركات الوطنية مع مواصلة جهود البحث عن الاثار المفقودة.
النور صباح
إنضم لقناة النيلين على واتساب