(سانا) ترصد معاناة النازحين في غزة… لا مأوى ولا ماء ولا غذاء
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
آلاف الأسر الفلسطينية التي قصف الاحتلال الإسرائيلي منازلها في العدوان المستمر على قطاع غزة لليوم الـ 13 باتت دون مأوى ولم تجد لها مكاناً داخل مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، بما فيها المدارس التي تم تحويلها إلى مراكز إيواء ولجأ إليها أكثر من مليون نازح منذ بدء العدوان الإسرائيلي علها تحميهم من الصواريخ الإسرائيلية التي لا تتوقف على مدار الساعة، موقعة المزيد من الشهداء والجرحى لكن حتى هذه المراكز باتت هدفاً لطيران الاحتلال واستشهد وأصيب فيها العشرات.
ويقول محمد الحنجوري وهو أب لخمسة أطفال لمراسل سانا: لم أجد لي مكاناً داخل المدرسة فاضطررت لنصب خيمة من البلاستيك في باحتها أملاً في أن تقينا برودة ساعات الليل، حيث لا تتوفر أغطية للأطفال ويبكون ليلاً من شدة البرد، ولم نستطع جلب ملابسنا ولا أغطيتنا التي احترقت وتمزقت بفعل الصواريخ التي انهالت على منزلنا شرق دير البلح وسط قطاع غزة، وسوته بالأرض لنعيش فصول نكبة جديدة على يد هذا المحتل.
حال الحنجوري ليس بأحسن من حال الحاج عبد السلام حمد فهو لم يستطع توفير خيمة ولا أغطية لعائلته وينام هو وأسرته في العراء في ساحة مركز الإيواء، حيث لا تتوفر ملابس ولا طعام ولا مياه في المركز، كما يقول حمد الذي فقد منزله في بيت لاهيا شمال القطاع جراء قصف الاحتلال، منتقداً صمت المجتمع الدولي على ما يرتكبه الاحتلال الغاشم من جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي، ومتسائلاً إلى متى.
ووثقت مؤسسات حكومية وحقوقية في حصيلة أولية تدمير الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عدوانه على القطاع في السابع من الشهر الجاري 4821 مبنى سكنياً تضم نحو 13 ألف وحدة سكنية بشكل كامل، فيما تضرر 121 ألف وحدة سكنية بشكل جزئي، الأمر الذي تسبب بنزوح أكثر من مليون فلسطيني منهم 600 ألف في وسط القطاع وشماله يفتقرون إلى الحاجات الحياتية الأساسية، ويعانون ظروفاً معيشية كارثية جراء انسحاب وكالة الأونروا ووقف خدماتها في مناطق شمال غزة.
ويؤكد رئيس الهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني صلاح عبد العاطي أن قطاع غزة يعيش كارثة إنسانية، جراء العدوان الإسرائيلي الذي تقوده واشنطن وبريطانيا وقوى الاستعمار التي تمول الاحتلال بالأسلحة الفتاكة لقتل الفلسطينيين فيما يقابل بصمت من العالم، لافتاً إلى أن أكثر من مليون من أهالي القطاع باتوا اليوم دون طعام ولا شراب ولا مأوى، في ظل التقاعس الفاضح لكل المؤسسات الدولية التي تخلت عن دورها الإنساني تجاه جرائم الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة.
محمد أبو شباب
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صحيفة "هآرتس": الجيش الإسرائيلي يخطط لتواجد طويل الأمد في قطاع غزة
كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الجيش الإسرائيلي يعكف على إعداد خطط تتيح له البقاء لفترة طويلة في قطاع غزة، في خطوة توحي بتغير استراتيجي في سياسته تجاه القطاع. وأوضحت الصحيفة أن هذه الخطط تشمل تعزيز السيطرة على مناطق رئيسية داخل القطاع، بما في ذلك محوري نتساريم وفلادليفيا، اللذين يعتبران نقاطًا حيوية من الناحيتين العسكرية والجغرافية.
تهدف هذه الإجراءات إلى إنشاء شريط أمني عازل يمتد على طول الحدود مع القطاع، يساهم في تعزيز الحماية الأمنية ومنع عمليات التسلل وتهريب الأسلحة. تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوترات الأمنية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة، واستمرار المواجهات العسكرية التي أثارت موجات من القلق في المنطقة.
وفقًا لما ورد في تقرير "هآرتس"، تشمل التحضيرات تجهيزات لوجستية واسعة النطاق، تشمل تحسين البنية التحتية للطرق وإقامة مراكز مراقبة ثابتة ومتنقلة لتعزيز الاستطلاع والرصد. وتعمل القيادة العسكرية على وضع خطط شاملة لإدارة هذه المناطق وتأمينها بما يضمن استمرارية السيطرة لأمد طويل، إذا ما قررت الحكومة المضي قدمًا في هذه السياسة.
وعلى صعيد السياسة الإسرائيلية، قد يثير هذا التوجه انتقادات داخلية ودولية، إذ يُعتبر خطوة تزيد من تعقيد الأوضاع في المنطقة وقد تعرقل الجهود الدبلوماسية لتحقيق أي تهدئة مستقبلية. من جانبها، رأت فصائل المقاومة الفلسطينية في هذه الخطط محاولة لاستمرار الاحتلال تحت مظلة جديدة، مؤكدةً أنها ستتخذ كل الوسائل الممكنة لمواجهتها وإفشالها.
يظل الوضع في غزة معقدًا ومثيرًا للجدل، حيث إن استمرار مثل هذه الاستراتيجيات قد يؤدي إلى تداعيات طويلة الأمد تؤثر على الاستقرار في المنطقة بأكمله