واشنطن شددت على أنه لا حل عسكري مقبول للأزمة في السودان، وجددت دعوتها للدعم السريع والجيش للعودة إلى المحادثات.

الخرطوم: التغيير

دعت الولايات المتحدة الأمريكية، قوات الدعم السريع إلى الكف فوراً عن قصف الأحياء المدنية وحماية المدنيين في نيالا وأم درمان ومختلف أنحاء السودان.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر في بيان صحفي، إن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء تقارير موثوقة بأن الدعم السريع كثفت من وتيرة القصف في نيالا بجنوب دارفور وكرري وأم درمان والمناطق المحيطة، مما يفاقم معاناة الشعب السوداني.

وتدور معارك ضارية بين الجيش والدعم السريع بالعاصمة الخرطوم ومدن أخرى منذ 15 ابريل الماضي، أدت إلى سقوط آلاف القتلى والجرحى، وملايين النازحين واللاجئين، وتدهور الأوضاع الأمنية والإنسانية والاقتصادية.

حصار نيالا

وأضاف البيان أن الولايات المتحدة على علم بالتقارير التي تتحدث عن معارك بين الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية في نيالا وعن احتمال أن تكون الدعم السريع حاصرت المدينة تمهيداً لشن هجوم، مما يهدِّد بحرمان السكان من إمكانية الفرار إلى بر الأمان.

وتابع: “ونشعر بالقلق أيضاً إزاء التقارير التي تتحدث عن قصف قوات الدعم السريع لمعسكر الحصاحيصا للنازحين في وسط دارفور وقطعت كافة سبل الوصول إليه”.

وأكد أن الحرب الرعناء التي بدأت منذ أكثر من ستة أشهر وتسببت بسقوط ضحايا في صفوف المدنيين ونزوح الملايين ومعاناة هائلة، ستؤثر على أجيال من السودانيين. ويتحمل الأطفال والنساء وطأة هذا الصراع التي لا يمكن تصورها.

وشدد البيان على أنه ما من حل عسكري مقبول لهذا الصراع، وقال إن من شأن انتصار أي من الجانبين أن يفرض خسائر لا تحتمل على الشعب السوداني وبلاده.

إعلان جدة

وكررت الولايات المتحدة دعوتها للدعم السريع والقوات المسلحة إلى وقف القتال على الفور والعودة إلى المحادثات للخروج من هذا الصراع عن طريق التفاوض.

وذكرت الجانبين بالتزاماتهما بموجب إعلان جدة بشأن مبادئ حماية المدنيين في السودان الذي أبرمته بتاريخ 11 مايو.

ونوهت إلى أن هذه الالتزامات تشتمل على السماح بوصول المساعدات الإنسانية بدون عوائق، وحماية المدنيين وحقوق الإنسان الخاصة بهم، واحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

واختتم البيان: “لقد حان الوقت لوضع حد لهذا الصراع وإنهاء معاناة الشعب السوداني”.

الوسومأم درمان الجيش الدعم السريع السودان القوات المسلحة السودانية جنوب دارفور كرري ماثيو ميلر نيالا وزارة الخارجية الأمريكية

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: أم درمان الجيش الدعم السريع السودان القوات المسلحة السودانية جنوب دارفور كرري ماثيو ميلر نيالا وزارة الخارجية الأمريكية الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 

“تم تعذيبي من قبل الدعم السريع بالسياط بواقع 250 جلدة بحجة تعاوني مع الجيش، وكسروا أصابعي. وعند سيطرة الجيش على الكدرو، اتهمني أفراد القوات المسلحة السودانية بتبعيتي للمعسكر الآخر وكادوا أن يقوموا بتصفيتي، ونجوت بأعجوبة”. 

الخرطوم: التغيير

بهذه الكلمات، ابتدر أشرف محمد خير حديثه لـ (التغيير) بعد شهور من التعذيب والاتهامات التي قضاها في ضاحية الكدرو بالخرطوم بحري. أشرف، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول قبل فترة، بدا هو وأفراد أسرته في حالة صحية حرجة، حيث برزت عظامهم من فرط الجوع.

يحكي محمد خير مأساته التي بدأت في 24 أبريل 2024، عقب دخول الدعم السريع منطقة الكدرو، كاشفًا أنه تم اتهامه بالتعاون مع الجيش وجرى تعذيبه حتى كُسرت أصابعه، وفرضت عليه الإقامة الجبرية في منزله.

إقامة جبرية

مكث أشرف في الإقامة الجبرية حتى دخول الجيش في سبتمبر 2024. وبعد سيطرة القوات المسلحة على المنطقة، تنفس أشرف الصعداء وجرى إسعافه بمستشفى أم درمان، حيث خضع لفحوصات عامة كشفت عن ضعف حاد وفقدان جزئي للنظر.

يقول أشرف محمد خير لـ (التغيير): “خلال الفترة الأولى من دخول الدعم السريع، انعدمت الخدمات. كنت أضطر للمشي لمدة ساعتين لأجد أقرب سوق أبتاع منه المستلزمات. في إحدى المرات، استيقظت عقب صلاة الفجر قاصدًا منطقة السامراب وأنا أحمل بعض القمح، لأتفاجأ بأن الطاحونة لا تعمل بسبب انقطاع الكهرباء. عدت بخفي حنين وقطعت ذات المسافة في ساعتين”.

وأضاف: “كان أفراد الدعم السريع يزورونني بين الحين والآخر برفقة أسرتي ويوزعون لنا بعض الزيت والدقيق والبصل”.

وتابع: “بعد دخول الجيش، كاد أفراده أن يقوموا بتصفيتي بعد اتهامي بأنني (دعم سريع)، وفي لحظة خاطفة سحب جندي سلاحه وصوّبه نحو رأسي، لكن القائد تدخل وأمر بالتحري أولًا”.

واردف: “مكثت ثلاث ساعات تحت رحمة الجنود حتى تأكدوا من هويتي، ونجوت بأعجوبة. بعض الأهل فقدوا الاتصال بي وبأسرتي واعتقدوا أننا في عداد الأموات. كانت تجربة قاسية ومريرة”.

انعدام العلاج

وأشار أشرف إلى أن والدته لم تتلقَّ علاجاتها خلال تلك الفترة، وهي تعاني من مشاكل في القلب، ولم تحصل على أدوية تنظيم ضربات القلب، أو أدوية الغدة، أو قطرات العيون لمدة خمسة أشهر، حتى تم إسعافها بالفيتامينات والمحاليل الوريدية.

وكشف محمد خير أنهم عاشوا بدون كهرباء أو ماء خلال تلك الفترة. وأضاف: “كنت أرتدي قميصًا واحدًا طوال هذه الفترة لأن أفراد الدعم السريع أمروني بعدم تبديله حتى يتسنى لهم التعرف عليّ”.

وتابع: “بعد جلدي 250 جلدة وتعذيبي، فقدت الوعي مما جعلهم يهربون ويتركونني مغمًى عليّ لمدة يومين. كنت مقيدًا من رجلي ومعصوب العينين”.

وختم حديثه بالقول: “لا زلنا في منطقة الكدرو ببحري، حيث توافدت بعض الأسر وبدأت الحياة تعود لطبيعتها تدريجيًا، لكن ما عايشته من آلام ومآسٍ لن يُمحى من ذاكرتي”.

الوسومآثار الحرب في السودان الكدرو انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الدعم السريع ولاية الخرطوم

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يسيطر على أم روابة وسط مخاوف من انتهاكات بحق المدنيين
  • وضعية قوات الدعم السريع على الأرض في السودان وما التوقعات
  • اتهامات جديدة للجيش بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في مدينة بحري
  • الجيش السوداني يقترب من القصر الرئاسي وسط انسحابات مستمرة لقوات الدعـ ـم السريع
  • انتصارات ساحقة للجيش السوداني في معركته ضد ميليشيا الدعم السريع
  • مستقبل القبائل العربية بعد هزيمة الدعم السريع في السودان
  • السودان: قصة ناجٍ من الموت بين مطرقة الدعم السريع وسندان الجيش 
  • تعرف على سبب اغتيال الدعم السريع لقائده جلحة
  • الرئاسة الفلسطينية تطالب واشنطن بوقف "العبث" الإسرائيلي بالضفة
  • بعد استهداف المستشفى السعودي.. الأمم المتحدة تطالب بوقف القتال في السودان