وزارة السياحة تشارك في المعرض الدولي IGTM بالعاصمة البرتغالية لشبونة
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
تشارك وزارة السياحة والآثار ممثلة في الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي في المعرض السياحي الدولي IGTM، المتخصص في منتج سياحة الجولف، والذي يُقام كل عام في أحد المقاصد السياحية حول العالم المهتمة بسياحة الجولف، حيث تستضيفه هذا العام العاصمة البرتغالية لشبونة.
وقد افتتح الجناح المصري المشارك في المعرض السفير وائل النجار سفير مصر بدولة البرتغال، وعمرو القاضي الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي.
وخلال المشاركة في فعاليات المعرض، عقد الرئيس التنفيذي للهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عدداً من اللقاءات المهنية بحضور السفير المصري بالبرتغال، حيث التقى مع رئيس هيئة السياحة البرتغالية، ورئيس الاتحاد البرتغالي لوكالات السفر والسياحة APAVT ، ومسئولي عدد من شركات السياحة البرتغالية ومنظمي الرحلات، حيث تم استعراض المقومات السياحية والأثرية التي يتمتع بها المقصد السياحي المصري، وما يتميز به من تنوع في منتجاته السياحية، بالإضافة إلى الحديث عن الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر والتي تهدف الوزارة من خلالها إلى جذب 30 مليون سائح بحلول 2028.
كما تم الحديث عن الجهود التي تبذلها الدولة المصرية لتطوير البنية التحتية من شبكة طرق ومواصلات وتنفيذ المشروعات القومية الكبرى بما ينعكس إيجاباً على صناعة السياحة في مصر والتي من بينها مشروع المتحف المصري الكبير، وإنشاء مطار سفنكس، وإقامة مدن سياحية جديدة مثل مدينة العلمين الجديدة. هذا بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تنفيذ عدد من الأنشطة الترويجية المشتركة والتي من بينها تنظيم ورش عمل تضم ممثلي كل من الاتحاد المصري للغرف السياحية والاتحاد البرتغالي لوكالات السفر والسياحة، وذلك لمناقشة سبل تعزيز التعاون لجذب مزيد من الحركة السياحية الوافدة من السوق البرتغالي إلى المقصد السياحي المصري.
كما عقد الرئيس التنفيذي للهيئة اجتماعاً مع مسئولي إحدى أكبر الشركات التي تمتلك سلسلة فنادق عالمية بالبرتغال، تم خلاله استعراض فرص الاستثمار المتاحة في المقصد السياحي المصري ما يأتي في إطار أحد محاور الاستراتيجية الوطنية للسياحة في مصر لتحسين مناخ الاستثمار وتشجيعه وخاصة لزيادة عدد الغرف الفندقية به خلال الفترة القادمة للتناسب مع حجم الزيادة في الحركة السياحية الوافدة للمقصد السياحي المصري.
كما اجتمع مع عدد من المسئولين بإدارة مطارات البرتغال وشركة الطيران البرتغالي، وذلك بمقر السفارة المصرية بالبرتغال، حيث تناول الاجتماعين مناقشة أهمية العمل على تسيير رحلات مباشرة بين مصر والبرتغال لدفع الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من السوق البرتغالي وأسواق أمريكا اللاتينية خاصة السوق البرازيلي الذي يشهد نمواً كبيراً في أعداد السائحين الوافدين منه. هذا بالإضافة إلى لقائه مع مسئولي أحد الشركات الدولية المتخصصة في تقديم عروض 3D Projection والهولوجرام لأهم المقاصد السياحية حول العالم، تم خلاله مناقشة سبل التعاون لتقديم عروض بهذه التقنية بالجناح المصري المشارك في المعارض الدولية الكبرى.
كما تم عقد اجتماع مع إدارة معرض IGTM لمناقشة سبل تنظيم واستضافة مصر لنسخة المعرض عام 2025 بأحد المقاصد السياحية بمصر.
تجدر الإشارة إلى أن هذا المعرض يعد أحد أكبر وأهم المعارض السياحية المتخصصة في منتج سياحة الجولف التي تُقام حول العالم، وتشارك فيه الهيئة بجناح تبلغ مساحته 100 م2 وبمشاركة الاتحاد المصري للجولف وعدد من نوادي الجولف المصرية بالقاهرة والبحر الأحمر.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
"معرض هاينان الدولي".. ركيزة الصين في مواجهة التحديات التجارية
تشو شيوان **
يتساءل الكثيرون كيف ستكون قوة الاقتصاد الصيني على امتصاص الصدمات ومواجهة أزمة التعريفات الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على الصين، والتي قامت الصين بدورها بفرض تعريفات جمركية على البضائع الأمريكية؟
وفي مواجهة هذه الإجراءات الحمائية، تعمل الصين على تسريع تكامل التجارة الداخلية والخارجية من ناحية، ومن ناحية أخرى، تمضي قُدمًا بخطى ثابتة نحو توسيع انفتاحها على الخارج، وخلال الفترة المقبلة سوف يرى العالم بشكل أكثر وضوحًا أن نزعة الحماية التجارية طريق مسدود، وأن الانفتاح والتعاون فقط هما القادران على كسب المستقبل، وهذا رهان قوي ستتكشف نتائجه يومًا بعد يوم.
وفي ظل التحديات الاقتصادية العالمية وتصاعد موجة الحمائية التجارية، يبرُز معرض هاينان الدولي الخامس للسلع الاستهلاكية كإحدى الركائز الحيوية التي تعتمد عليها الصين لتعزيز مرونة تجارتها الخارجية. ففي الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة تعريفات جمركية عشوائية وتواجه العولمة الاقتصادية عراقيل متزايدة، نجحت الصين في تقديم رسالة واضحة للعالم: أن الانفتاح والتعاون لا يزالان خيارها الاستراتيجي، وهذا الخيار لا يمكن للصين التخلي عنه أولًا كدولة مسؤولة تمارس دورها الإيجابي العالمي، وثانيًا كدولة كبرى اقتصاديًا ولها حلول الاستراتيجية لمواجهة جميع التحديات.
لقد اختتم المعرض في 18 أبريل الجاري، مُحقِّقًا أرقامًا قياسية؛ حيث استقطب أكثر من 1767 شركة و4209 علامات تجارية من 71 دولة ومنطقة حول العالم، وبلغ حجم التعاون المُوَقَّع خلال المعرض حوالي 92 مليار يوان صيني؛ مما يعكس الثقة المتزايدة بالسوق الصينية رغم التقلبات الدولية. المثير للاهتمام أن مئات الشركات أكدت رغبتها في المشاركة في الدورة المقبلة، ما يُبرهن على الجاذبية المتنامية للسوق الاستهلاكية الصينية، وهذه الأرقام خير برهان على أن الانفتاح والتعاون هما الأساس والطريق الأسلم لضمان استقرار العالم اقتصاديًا.
يأتي هذا النجاح مدعومًا بإمكانات السوق المحلية؛ إذ وصلت مبيعات التجزئة إلى 48.8 تريليون يوان صيني عام 2024؛ بزيادة سنوية قدرها 3.5% مقارنة بعام 2023؛ ما يُعزِّز مكانة الصين كثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم. وقد أشار العديد من العارضين الأجانب إلى أن فرص النمو والتوسع التي يتيحها السوق الصيني كانت الدافع الرئيسي لمشاركتهم في هذا الحدث، وأيضًا برزت أهمية هذا المعرض لكونه نافذة للسوق الصيني والتي باتت فرصة أمام الكثير من الدول ممن تمارس عليهم الولايات المتحدة حمائية تجارية غير مسبوقة، وهؤلاء يجدون في الصين والسوق الصيني فرصة كبيرة لتعويض الخسائر وتدارك الأمر.
أيضًا يجب أن نذكر هنا أن المعرض يُعزِّز مكانة هاينان بوصفها منصة رئيسية للانفتاح الاقتصادي؛ ففي إطار سياسات المنطقة الحرة يتمتع المشاركون بمزايا مثل التعرِفة الصفرية؛ مما يسهم في تدفق السلع عالية الجودة إلى الأسواق الصينية والعالمية على حد سواء، وهذا التوجه يضع هاينان في موقع الريادة كمحور حيوي للتجارة الحرة والانفتاح، وهنا يجب القول إن الصين تمضي في الاتجاه المعاكس للولايات المتحدة؛ فالصين تدفع نحو الانفتاح والتشارك، بينما الولايات المتحدة تسير نحو الانغلاق والحمائية.
من جهة أخرى، يعكس المعرض ديناميكية الابتكار في الصين، فمع تسارع تطوير قوى إنتاجية جديدة وعالية الجودة، يتم تجديد السوق الاستهلاكية الصينية باستمرار؛ ما يوفر بيئة خصبة لنمو الشركات المحلية والأجنبية على حد سواء. وأظهر تقرير الابتكار الوطني الأخير أن الصين قفزت 10 مراكز خلال عقد واحد، لتصبح ضمن العشرة الأوائل عالميًا في مجال الابتكار، وهو عامل محوري في تعزيز مرونة التجارة الخارجية، وهذه النقطة تحديدًا أجدها من أهم النقاط؛ حيث إن الصين تؤمن بأن الابتكار هو من سيقود المستقبل وهو المحرك الأساسي للاقتصاد.
وفي ظل استمرار انعقاد معارض دولية كبرى مثل معرض كانتون ومعرض الصين الدولي للاستيراد، تواصل الصين الوفاء بوعودها بالانفتاح العملي، لا بالأقوال فقط؛ بل بالأفعال، خصوصًا وسط حالة الاضطراب في النظام التجاري العالمي. وهنا يقدم معرض هاينان دليلًا حيًا على قدرة الصين على تحويل التحديات إلى فرص، معتمدة على سوقها الواسعة، وسياساتها التفضيلية وديناميكية الابتكار الدائم.
وفي النهاية، لدي رأي أجده مهمًا بأن الانفتاح هو الحل؛ إذ إن الصين لا تزال قلب الاقتصاد العالمي النابض من خلال الجمع بين قوة السوق المحلية، والابتكار التكنولوجي، والشراكات العالمية، كما تُظهر الصين أن الحمائية ليست حلًا؛ بل الانفتاح والتعاون هما الطريق لاقتصاد مستقر ومزدهر. وكما قال أحد العارضين الأجانب: "السوق الصينية ليست فقط كبيرة، ولكنها ديناميكية وتقدم فرصًا لا مثيل لها". وبهذه الروح، تواصل الصين كتابة فصل جديد في تاريخ التجارة العالمية؛ فصل تقوده الشراكات وليس الحواجز، والثقة لا الشكوك.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية
رابط مختصر