قالت داليا عبدالرحيم، رئيس تحرير البوابة نيوز ومساعد رئيس قطاع الاخبار بالشركة المتحدة لملف الاسلام السياسي مقدمة برنامج الضفة الأخري على قناة القاهرة الاخبارية: إذا كان خطاب التطرف المنتسب زيفا وبهتانا للاسلام الجناح الاول لطائر الكراهية ، قد سعى لخلق أوكارا له في المشرق، فأن خطاب الاسلاموفوبيا قد نجح في بناء أوكارا له في الغرب، ولا شك أن فكر التطرف وممارسات الارهاب، الذي يرفع راية الاسلام، وهو أبعد ما يكون عن صحيح الاسلام قد اسهم وبشكل رئيسي في صناعة صورة سلبية، تكاد تكون نمطية، عن الاسلام والمسلمين في الخيال الجمعي للكثيرين من أهل الغرب، فان صناع خطاب الاسلاموفوبيا، سعوا بمهارة وتقصد شددين لاقتناص خطاب جماعات التطرف والارهاب ونشره وتكريسه باعتباره فكر الاسلام وسلوك المسلمين، كل المسلمين .

وأكدت داليا عبدالرحيم، خلال كلمتها في فاعليات ورشة خطاب الكراهية وتأثيره على السلم والأمن الدوليين بمؤتمر الفتوى وتحديات الألفية الثالثة، أن الأمر لا يحتاج كثير جهد ليتكشف لنا من يقف وراء نشر وتمديد خطاب الاسلاموفوبيا، وهو بالقطع خطاب كراهية بجدارة، يعمل عليه سياسيون وكتاب ومفكرون واعلاميون وصناع محتوى في الفضاء الإليكتروني وكل وسائط الميديا، غير خفي علاقات ومصالح الكثير منهم بدوائر صهيونية وجماعات دينية متشددة، كتيار المسيحية الصهيونية مثلا.

وانتقلت داليا عبدالرحيم الي سؤال وصفته بالأهم، وقسمته إلى مرحلتين، الاول: ماهي المخاطر المتوقعة، على خلفية تسونامي الكراهية الحادث في غزة الان، والسؤال يصوب باتجاه مخاطر "خطاب وافعال" الكراهية المتوقع صدورها من جماعات العنف والارهاب المتأسلمة؟، والجزء الثاني، تتمه السؤال: كيف نكبح على الاقل تغول خطاب الكراهية ؟.

وبخصوص سيناريوهات المستقبل القريب لتنامي خطاب الكراهية ومخاطرة، اعتمدت داليا عبدالرحيم، على تقدير موقف صدر من يومين عن مركز دراسات الشرق الاوسط "سيمو" في باريس، حول تأثير عدوان اسرائيل على غزة  وتأييد الغرب لها على  تصعيد خطاب الكراهية للغرب.

واردفت داليا عبدالرحيم:  يشرفني أن أكون عضوا في مجلس إدارة المركز، الذي يترأس ادارته الدكتور عبد الرحيم علي الكاتب والخبير في دراسات الاسلام السياسي وملف الارهاب، ويمكن اجمال وتحديد تلك التقديرات في النقاط الاتية:
صدر التقرير تحت عنوان: خروج طبعة الرابعة من القاعدة والطبعة الثالثة من داعش ... واعتمد هذا التوقع على العوامل الاتية :
1. تنشط عملية تجنيد التنظيمات الإرهابية في الازمات الدولية (الحروب والكوارث) البيئية والطبيعية ويتم تجنيد العشرات بل المئات منهم .
2. وفي حالة غزة يكون التجنيد من خلال دعوي نصرة المستضعفين . 
3. الصورة الذهنية التي يتركها خطاب الكراهية التي تقوم به إسرائيل في غاية الوحشية وتكرس فكرة الجهاد المقدس والعمليات الإرهابية في الداخل (الأجانب والسفارات والشركات والمصالح الاقتصادية) والخارج (استهداف الحافلات ومترو الانفاق وغيرها من التجمعات بل ونذهب بعيدا اختراق مؤسسات دفاعية وجيوش نظامية من خلال منظوماتها الإلكترونية) . 
4. صورة الغرب الذهنية عند الجيل الجديد واجتماع الصليبيين الجدد على العالم الإسلامي تدفع اكثر لاستقرار المفاهيم الجهادية المتطرفة. 
5. خبرة التاريخ تقول .. الحرب الأفغانية في عام 79 أخرجت الطبعة الأولي من القاعدة والحرب العراقية والاجتياح الأمريكي عام 2001 افرخ الطبعة الثانية من القاعدة (ابو مصعب الزرقاوي) والطبعة الاولي من داعش، وسقوط النظام والجيش في سوريا 2014 أخرج الطبعة الثالثة للقاعدة والطبعة الثانية لداعش وجبهة النصرة .
"ونعتقد ان الحرب على غزة 2023 سوف يخرج الطبعة الرابعة من القاعدة والطبعة الثالثة من داعش ثم جماعات جهادية صغيرة سوف تنتشر تحت شعار في عقر داركم أيها الغرب سوف تكون المعارك."
6. يجب تحديد مفاهيم المجتمعات الغربية (الغرب غربان) غرب استعماري وغرب مجتمعات، والجهاد للعامة من الناس يكون مع الدول وأن الجهاد يجب ان يقوم به الحاكم بموافقة الشعب لنصرة قضايا الامة. 
7. خطورة الواقع الحالي على الغرب وأمريكا والعرق الإنسان كله بسبب هذه التناقضات، ومن المؤكد انه سوف يعاني العالم الحروب وردود أفعال الحروب من التفجيرات العشوائية وعمليات الذئاب المنفردة والعنف الجديد المسمى العنف اللحظي الذي يتلبس الشخص انتقاما للصورة الذهنية التي يراها يوميًا، وتدفعه للقيام بعمل انتقامي، يذهب ضحية له ابرياء .

واوضحت، أن هذه التقديرات بسيناريوهات المتوقعة والمفزعة في ذات الوقت ، تستدعي من الجميع ان يكون على مستوى التحدي والمسؤلية، وانها لمناسبة،  مشيدةً بالجهود المؤسسية لمنارة الاسلام مؤسسة الازهر الشريف وعلى رأسها فضيلة الإمام الأكبر أ.د احمد الطيب، وما تقوم به المشيخة والشيخ الإمام في التصدي الحازم لفكر التطرف وخطاب الكراهية، والجهد المحمود في تقديم رؤي وافكار صحيح الاسلام سواء للمسلمين في بلداننا العربية والاسلامية، أو للرأي العام العالمي ومؤسساته ودوله وشعوبه، يتواكب مع تلك الجهود ويتضافر معها ما تقوم به وزارة الاوقاف ودار الافتاء المصرية وعلى رأسها فضيلة المفتي الدكتور شوقي علام ، والامانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم، وكل علماء الاسلام الافاضل على امتداد عالمنا العربي والاسلامي .

واختتمت: بهذه الجهود وبافكار علمائنا الاجلاء نتصدي لمخاطر الارهاب و نحاصر خطاب الكراهية، وبهذا تكون الاجابة على السؤال: كيف نواجه خطاب الكراهية؟ وهناك العديد من التدابير والواجبات، على الصعيد المحلي والاقليمي والدولي الاخذ بها لكبح تسونامي الكراهية بخطابة ومخططاته وممارساته، فتعزيز ثقافة التسامح وقبول الاخر، وتربية النشئ على احترام وقبول الاخر أمر واجب الاخذ به تربويا وتعليميا وتثقيفيا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإسلاموفوبيا التسامح وقبول الآخر داليا عبدالرحيم رئيس تحرير البوابة نيوز دالیا عبدالرحیم خطاب الکراهیة من القاعدة من داعش

إقرأ أيضاً:

“العراق في مواجهة التطرف ” .

بقلم : سمير السعد ..

يواجه العراق، كغيره من دول العالم، تحديات كبيرة تتعلق بظاهرة التطرف العنيف، التي تشكل تهديدًا مباشرًا للسلم المجتمعي والأمن الوطني. ومع إدراك خطورة هذه الظاهرة، تبنّت الحكومة العراقية نهجًا واضحًا في رفض كل أشكال العنف وخطابات التطرف الداعمة له، وذلك من خلال برامج واستراتيجيات وطنية تهدف إلى مكافحته على مختلف المستويات.
في هذا السياق، تعمل “اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب” ، التابعة لمستشارية الأمن القومي، على تطبيق رؤية وطنية شاملة تهدف إلى التصدي لمسببات التطرف ومعالجتها من جذورها. وتتبنى اللجنة نهجًا استباقيًا يركز على التوعية والتثقيف، بدلًا من الاقتصار على الحلول الأمنية فقط. ومن أجل تحقيق هذه الأهداف، تعتمد اللجنة على سلسلة من البرامج والندوات التوعوية التي تستهدف مختلف شرائح المجتمع، بهدف نشر ثقافة التسامح والاعتدال، وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع أبناء الوطن الواحد.
تعمل اللجنة من خلال لقاءاتها الدورية مع المثقفين والأدباء والصحفيين والشعراء والفنانين على تعزيز دورهم في نشر الوعي والتصدي لخطابات الكراهية والتطرف، عبر إنتاج محتوى ثقافي وإعلامي يعكس قيم التسامح والتعايش. كما تولي اهتمامًا خاصًا بالحوار مع القيادات الدينية والاجتماعية، إذ يُعتبر رجال الدين وقادة المجتمع وشيوخ العشائر شركاء أساسيين في مكافحة التطرف، نظرًا لتأثيرهم الواسع في المجتمع. ومن هذا المنطلق، تعقد اللجنة اجتماعات دورية معهم، لمناقشة سبل مواجهة الفكر المتطرف، وتعزيز الخطاب الديني المعتدل الذي يدعو إلى الوحدة ونبذ العنف.
إدراكًا لأهمية دور الشباب في بناء المستقبل، تسعى اللجنة أيضًا إلى استهدافهم عبر برامج تدريبية وورش عمل، تهدف إلى تحصينهم من الأفكار المتطرفة، وتمكينهم من لعب دور إيجابي في مجتمعاتهم. فرؤية اللجنة تقوم على أساس أن مواجهة التطرف لا تكون فقط عبر الوسائل الأمنية، بل تتطلب جهدًا فكريًا وتوعويًا يرسّخ قيم الحوار والتعايش السلمي. وفي هذا الإطار، تلعب منظمات المجتمع المدني دورًا مهمًا في دعم هذه الجهود من خلال تنفيذ حملات توعوية محلية، والمشاركة في بناء استراتيجيات تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي ومحاربة الفكر المتطرف من خلال النشاطات الثقافية والتعليمية والمبادرات الشبابية.
إلى جانب ذلك، لا يمكن إغفال أهمية التعاون الدولي في محاربة التطرف، حيث تسهم المنظمات الدولية في دعم جهود الحكومة العراقية من خلال تقديم الخبرات والاستشارات، وتمويل البرامج التوعوية، وتوفير منصات للحوار والتبادل الثقافي بين المجتمعات المختلفة. كما أن هذه الشراكات تسهم في تعزيز قدرات المؤسسات الوطنية لمكافحة التطرف بطرق أكثر فاعلية، من خلال تبني أفضل الممارسات العالمية التي أثبتت نجاحها في الحد من انتشار الأفكار المتطرفة.
ورغم الجهود المبذولة، لا تزال هناك تحديات كبيرة تواجه مكافحة التطرف في العراق، أبرزها تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الأفكار المتطرفة، إضافة إلى الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي قد يستغلها المتطرفون لاستقطاب الشباب. لذلك، تسعى الجهات المعنية إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني، وإشراك المنظمات الدولية في تنفيذ استراتيجيات أكثر شمولية تجمع بين الحلول الأمنية والبرامج الفكرية والثقافية، لضمان بناء مجتمع متماسك خالٍ من العنف والتطرف.
إن مواجهة التطرف العنيف مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود بين الحكومة والمجتمع بكل مكوناته، مع إشراك المنظمات المحلية والدولية لضمان نجاح هذه الجهود. ومن خلال النهج الذي تتبناه اللجنة الوطنية لمكافحة التطرف، يمكن للعراق أن يخطو خطوات مهمة نحو تحقيق الاستقرار وتعزيز السلم الأهلي، ليكون نموذجًا في محاربة الفكر المتطرف، وبناء مجتمع قائم على مبادئ التسامح والتعايش السلمي.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • البابا فرنسيس وقع خطاب استقالته عام 2013 تحسبًا لمشاكل صحية
  • عودة القراصنة الصوماليين وسط أزمة البحر الأحمر والحرب في غزة
  • تراجع ترامب عن خطاب التهجير.. ما الذي حدث؟
  • أشرف غريب يكتب: عبدالرحيم كمال رقيبا
  • نجوم الفن يهئنون داليا البحيري بعيد ميلاد ابنتها.. أبرزهم سوسن بدر
  • الجيش الأمريكي يعلن قتل قيادي بتنظيم «داعش» في سوريا
  • بالبيتزا.. داليا البحيري تحتفل بعيد ميلاد ابنتها قسمت
  • “العراق في مواجهة التطرف ” .
  • ثلاثة مزاعم أطلقها ترامب حول زيلينسكي والحرب الروسية الأوكرانية.. ما الذي تكشفه الأرقام؟
  • الناقد طارق الشناوي: هل يفعلها عبدالرحيم كمال ونرى الأبواب المغلقة وقد صارت على الأقل مواربة