يتساءل الكثير من الذين يتابعون العدوان الهمجي الوحشي الذي يشنه جيش الاحتلال الصهيوني على أبناء غزة تساؤلات كثيرة من أبرزها : لماذا يقصف جيش الاحتلال الصهيوني المستشفيات والمنازل ويقتل المدنيين في غزة بتلك الوحشية ويعجز عن تحقيق أي تقدم على الأرض ؟!

وإلى متى سيستمر هذا القصف الهمجي ؟!

وهل سينجح جيش الاحتلال في اقتحام غزة برا ؟! وما هي مآلات وتداعيات عدوان الاحتلال على غزة ؟ وللإجابة على هذه التساؤلات نقول :

لقد شكلت معركة " طوفان الأقصى " في السابع من تشرين أكتوبر الجاري مفاجأة صاعقة لجيش وقادة الاحتلال ولمواطنيهم ، بل وللعالم العربي والإسلامي والعالم أجمع .

فهذه العملية التي لم يكن يتوقعها أحد كانت عملية ناجحة مفاجئة ، وجاءت نتائجها صادمة لجيش وقادة الكيان المحتل ، ومذهلة

اقرأ أيضاً عاجل| حركة حماس: استشهاد قائد قوات الأمن الوطنى فى قطاع غزة إثر استهداف منزله عاجل..للمرة الثانية على التوالى قصف 4أبراج سكنية بأحد المناطق بقطاع غزة عاجل: اتفاق مصري أمريكي بشأن غزة الرئيس المصري لقائد القيادة المركزية الأمريكية: إيصال المساعدات لغزة أولوية.. صور «27 طنا».. روسيا ترسل مساعدات إنسانية إلى غزة بالفيديو..لحظة قصف برج سكنى من الجيش الإسرائيلي أمريكا تلجأ لـ‘‘وسيط قديم’’ لاستعادة أسراها لدى حماس.. ودولة عربية تتدخل لإطلاق 50 رهينة من غزة بالفيديو.. طفل مصاب يردد ”أنا فداكي ياقدس..كله فدا القدس” ثاني زعيم غربي يصل تل أبيب بعد يوم من زيارة بايدن اغتيال عضو في المكتب السياسي لحركة حماس في غزة هي حرب ضد الإسلام، وليست ضد غزة! لم يتحدث أحد منذ نصف قرن كما تحدث رمضان نمبر ون !

أدهشت العالم أجمع ، حيث استطاعت الفصائل الفلسطينية بإمكانياتها المحدودة السيطرة على مواقع عسكرية كبيرة وهامة وبسرعة قياسية ، كما أسرت المئات ، وبلغ القتلى رقما قياسيا لم يحدث في إسرائيل منذ عقود فحطمت المقاومة كل ما بنته اسرائيل على مدى العقود الخمسة الماضية من التسلح والتدريب والتصنيع الحربي والدعاية الإعلامية الموجهة التي لم تكتف برسم صورة أسطورية للجندي الإسرائيلي الذي لا يقهر ، بل صورت " إسرائيل " بصفتها الدولة القوية المتطورة التي تمتلك السلاح النووي وأحدث الأسلحة النوعية ، والمتفوقة عسكريا وتكنولوجيا وعلمياً واقتصادياً على محيطها العربي .!

هذه الصورة الذهنية التي كانت قد ترسخت في أذهان الكثير من قطاعات الرأي العام العربي والعالمي انهارت في ساعات ، لتظهر حقيقة إسرائيل بجيشها المترهل الرخو ، واستخباراتها الفاشلة ، وأمنها المتفكك . الكيان الصهيونية تلقى هزيمة مذلة لم يتلقاها منذ عقود من السنوات ، ولذا فإن قياداته في ورطة كبيرة ، وفي حالة من الهستيريا والتخبط ، يريدون الانتقام واستعادة هيبة الدولة الصهيونية بأي ثمن ، يريدون عمل أي " إنجاز " يعيد الثقة لقادة الاحتلال وجيشها ، ولو بقصف المستشفيات وقتل الآلاف من المرضى والأطفال والنساء ، وقصف الأحياء السكنية وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها .! قيادات الاحتلال في حالة صعبة من التخبط والارتباك رغم الدعم الأمريكي والغربي الكبير سياسياً وعسكرياً وإعلامياً ، لم يستوعبوا حتى اليوم ما حدث تماما ، ما زالوا يعيشون في حالة من الجنون كأنهم ذلك الثور الإسباني الهائج الذي دفعوا به من الحظيرة إلى الحلبة فجأة ، فصار دون أن يستعد أمام العالم ولذا فقد ارتبك وتخبط ، وهو في هذه الحالة المزرية لا يرى أمامه إلا الخرقة الحمراء المصبوغة بلون الدم فيندفع إليها بكل جنون وتهور حتى ولو كان فيها حتفه .!

ولذا فالاحتلال المتخبط المنهار يقصف ويقتل المدنيين ليل نهار وبكل وحشية ، لأن قادته ـ كما ذكرنا سابقا ـ يريدون استعادة هيبة دولتهم ، وإعادة الثقة لجيشهم ، وإرضاء مواطنيهم ، كما يريدون الانتقام وإشفاء غليلهم من المدنيين العزل وبأي شكل ، فهم بنظرهم مجرد " حيوانات همجية " .!

صاروا في تخبطهم وردة فعلهم الهوجاء يرتكبون جرائم مجازر وحرب مخزية ويواصلون ارتكاب بالمزيد منها ، فهم بحسب الكثير من المحللين ـ لا يستطيعون التوقف عن قتل المدنيين لأنهم سيتهمون بالهزيمة أمام حماس ، وبالتفريط بأمن وسيادة الدولة ، وبأسراها لدى فصائل المقاومة في غزة ، كما ستقام لهم المحاكمات العسكرية ، وستشكل لجان التحقيق ، وستصدر بحقهم الأحكام القاسية ، وفي الوقت نفسه لا يستطيعون تنفيذ عملية برية في غزة لأنها ستكون مصيدة لهم ، سيقاتلون أبناء غزة في وسط منازلهم وأنفاقهم وشوارعهم التي يعرفونها جيدا ، ولذا سيخسرون ، صحيح سيكون الضحايا من الجانبين بالآلاف ولكن أبناء غزة لا يخافون الموت كما يخافه الجندي الإسرائيلي المتشبث بالحياة والذي يفتقر للعقيدة القتالية ، ولن تغامر قيادة الاحتلال بالزج بآلاف من الجنود ليقتلوا في غزة ، ولذا فهم في ورطة تاريخية بمعنى الكلمة .

???? لماذا يعجز الاحتلال عن اجتياح غزة ؟

منذ اندلاع عملية طوفان الأقصى قبل عشرة أيام يتوعد جيش الاحتلال بتنفيذ عملية برية في قطاع غزة ، ورغم حشده الكثير من القوات لمناطق قرب غلاف غزة وتمركزه بها استعدادا للعملية البرية المزعومة إلا في الحقيقة غير قادر على تنفيذ عملية برية في غزة .

لماذا ؟ لأن عملية طوفان الأقصى دمرت معنويات الجندي الإسرائيلي بعد أن شاهد المئات من الأسرى من القيادات والضباط والجنود يجرهم مقاتلو المقاومة جراً ، كما رأى جنود الاحتلال مقتل المئات من الجنود والمستوطنين فأيقنوا بأن القتال مع رجال المقاومة يعني الموت المؤكد لهم ، ولذا فهم منهارون نفسياً ومعنوياً ومن قبل بدء القتال ، والكثير منهم ــ كما تؤكد مصادر كثيرة ـ فروا من الجبهات بذرائع شتى ، وكثيرون منهم يتعرضون لنوبات صرع وتشنجات ومحاولات انتحار . هذا الجيل من المقاتلين في جيش

الاحتلال الصهيوني غير مؤهل لخوض عملية عسكرية برية ، هم شباب قدموا من دول شتى بغرض الحصول على حياة رفاهية في دولة اسرائيل ، جيل تجند لأجل الراتب والامتيازات وليس لأجل القتال والموت جيل رخو يفتقر لعقيدة قتالية صلبة وإن تسلح بمعدات كثيرة ونوعية ففي داخله خواء ورعب وخوف ، الجيل القديم من المقاتلين الصهاينة والذي كان الكثير منهم على استعداد للموت من أجل تأسيس " دولة اسرائيل " لم يعد له وجود ، ولذا يؤكد الكثير من المحليين والخبراء العسكريين من مختلف الجنسيات على أن أي مغامرة من الاحتلال بتنفيذ عملية عسكرية في قطاع غزة ستعني الزج بآلاف من جنود في محرقة موت مؤكد . إضافة إلى أن الجانب الأمريكي الداعم الأكبر للصهاينة والذي صار يشارك بقوة في إدارة المعركة لا يريد عملية عسكرية كاملة في غزة خشية توسع المعركة وجرها إلى صراع محتمل مع قوى كبرى مثل الصين وروسيا وإيران وتركيا وغيرها .

???? إلى متى سيستمر العدوان على غزة ؟

تبدو هذه الحرب الصهيونية الهمجية على قطاع غزة وكأنها مفتوحة ولا سقف لها ، فقادة الاحتلال حتى الآن يرون أنهم لم يحققوا شيئا يرون أنه يمثل إعادة لهيبة الدولة ، وليس لديهم ما يبرئ ساحتهم أمام الرأي العام الإسرائيلي ، مثلا : لم يستطيعوا اغتيال أية قيادات بارزة من فصائل المقاومة ، ولم

ينجحوا في تدمير القدرات العسكرية لفصائل المقاومة ، أو إجبارها على إيقاف قصف المناطق الإسرائيلية بالصواريخ ، وفي الوقت نفسه هم يخشون من الرأي العام الإسرائيلي الذي يتهمهم بالفشل العسكري والاستخباراتي المخزي ، وبالتقصير بحماية المواطنين في اسرائيل ، وبالتسبب بما حدث من هجوم مفاجئ دمر سمعة اسرائيل وتسبب بأسر المئات من جنودها ومواطنيها الذين تم اقتيادهم إلى قطاع غزة ، ولذا لا يستطيعون إيقاف هذه المجازر بحق المواطنين العزل في قطاع غزة ، وهذا ليس تبريرا لهم ولكنه الواقع الذي يتخبطون فيه ويمضون من فشل إلى انهيار ، ومن هزيمة إلى كارثة .!

ولذا لا يستطيع أي محلل سياسي أو خبير استراتيجي أن يحدد إلى متى سيستمر هذا العدوان ؟ ،

فقادة الاحتلال يريدون التخلص من الفصائل الفلسطينية بشكل نهائي من خلال تدمير قدراتها وقتل بعض قياداتها ، وتدمير شبكة أنفاقها ، أو اقتحام بري محدود لغزة من أي جهة وتقطيع مناطقها إلى عدة مناطق وهذا مخطط مطروح بقوة ولكنه لم يتحقق حتى الآن ، ومن المستحيل أن يكتفي قادة الاحتلال بقتل المدنيين في غزة دون أن تقدم شيئا يعيد لها ولو بعض الثقة والهيبة التي فقدتها في عملية طوفان الأقصى .

ربما قد توقف اسرائيل عدوانها لو حققت اختراق كبير في غزة ، أو استطاعت تدمير قدرات المقاومة العسكرية أو بعضها ، أو اغتيال قادتها ، أو وصول الضحايا المدنيين لرقم كبير مرعب يشفي غليل هؤلاء القادة ويعيد لها بعض ماء الوجه وبعض الثقة والهيبة المفقودة ، أو بضغط أمريكي كبير إذا وجدت الولايات المتحدة أن الحرب لا تخدم مصالحها ، وهذه السيناريوهات كلها مرهونة بعوامل شتى ، وما تقوم به قيادات الاحتلال لا تعدوها كونها مجازر بشعة بحق المدنيين ، ومحاولات فاشلة لاختراق جبهات المقاومة .

◾ مآلات العدوان الصهيوني على غزة :

رغم الخطاب الأمريكي الغربي عموما والذي ضغط بقوة على الأنظمة العربية المعنية بهذه القضية وأرهبها وأفقدها الصلابة المطلوبة والمواقف المنشودة ، ورغم التجييش الأمريكي والصهيوني العسكري والسياسي والإعلامي ، ورغم هذه المجازر الوحشية بحق أبناء غزة ما تزال المقاومة قوية متماسكة وتقود العمل العسكري بكل استراتيجية مدروسة وبثبات وتخطيط ناجح ولذا ففي كل الأحوال ستكتب المقاومة كلمة النهاية كما كانت صاحبة المفاجأة التاريخية في البداية .

لكن لا أحد يستطيع أن يحدد ملامح النهاية بكل دقة فالمعركة لا تزال مفتوحة ونهايتها ستكون مرهونة بمدى توسع المعارك ودخول جبهات جديدة في المعركة ، كدخول جبهة حزب الله في جنوب لبنان ، أو فتح جبهات جديدة في الأيام القادمة ، أو دخول أطراف إقليمية ودولية المعركة بشكل أو بآخر ، وحدوث مفاجآت جديدة تزيد الاحتلال ارتباكا وتخبطا وتؤثر على سير المعركة .

لكن بغض النظر عن النهاية التي ستكون فإن مآلات هذه الحرب هي لصالح المقاومة الفلسطينية على المدى القريب والمتوسط والبعيد فأبناء فلسطين ليسوا أقل من أبناء فيتنام أو أفغانستان ، كما أن كل المعطيات والمؤشرات في الواقع تؤكد تراجع دولة اسرائيل في كافة المجالات :

انقسامات حادة ، صراعات سياسية ، ترهل في الجيش ، فشل ذريع في الإستخبارات ، تفكك أمني وأخلاقي واجتماعي ، وعوامل عديدة تؤكد تراجع دولة اسرائيل كثيرا رغم الدعايات الكاذبة والدعم الغربي المهول.

أما إذا أضفنا إليه ما فعلته بها عملية " طوفان الأقصى " ونتائجها ، وما ستحققه المقاومة في المستقبل خاصة وأنها تمتلك كل هذه الجاهزية والقدرة على التصنيع الحربي والصمود والتخطيط وإدارة الحروب بشكل استراتيجي فاعل ، إضافة إلى قدراتها على الصمود وتجاوز الواقع الصعب حيث استطاعت رغم الحصار والإمكانيات المحدودة وعدم وجود الدعم العربي والإسلامي المنشود استطاعت أن تهزم اسرائيل وتدهش العالم وتصنع ذلك الرعب فيكف لو تراجع الدعم الدولي للكيان الصهيوني ، وحصلت المقاومة على امكانيات كبيرة ودعم دول كبيرة وفاعلة في المنطقة ؟ تخيل حينها ماذا ستصنع ؟!

ومن المؤكد بأن هذا سيحدث في المستقبل ففي كل الظروف والأحوال لن تظل أمريكا على حالها ومؤشرات تراجعها صارت حقائق ، كما لن يظل موقفها من الاحتلال كما هو ، ولن تظل الأنظمة العربية الخانعة الخاضعة في كراسيها إلى الأبد ، ولن تظل الشعوب والقوى الوطنية بعيدة عن صناعة القرار بشكل دائم، والأيام بيننا .

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: عملیة طوفان الأقصى جیش الاحتلال دولة اسرائیل الکثیر من أبناء غزة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم) .. نور الوعد واليقين

 

بعد مسيرة حافلة بالصبر واليقين، وما بين الأسر إلى الشهادة، خطّ يحيى السنوار (أبو إبراهيم) (رضوان الله عليه) بحبره وعرقه ودموعه ودمه سفر خلود له ولشعبه ولقضيّته المقدّسة، وقد أقامه الله في مقام الصدق الذي عرفه الناس حقّ المعرفة ورأوه رأي العين في مشهد الخاتمة التي أكرمه الله بها، ليكون حجّة بالغة للسائرين على ذات الطريق، ولأولئك المرجفين الذين استهواهم الشيطان واستحوذ عليهم، والذين أساءوا الظنّ في مسيرة المقاومة، وفي رجالها الصادقين..

في فلسطين يزرع الناس الزيتون كما يزرعون الشهداء، فينموان معاً، ومن عصيرهما تستقي الحياة نورها وبهاءها، وتنشر الزهور ضوعة طيوبها، وتملأ السكينة القلوب، ويصنع التاريخ، ومنذ أن غرس الغرب مشروعه المشؤوم في هذه الأرض يريد تسميمها وتفكيك تربتها ونهب ثروتها، وتزييف تاريخها وجغرافيتها، واحتلال وعيها، والاستحواذ عليها، كانت فلسطين بمثابة رأس الجسر في هذا المشروع، وألف أبجديته، ونقطته المركزية التي يتمحور عليها، وفي معركة “البصيرة” التي انطمست لدى الكثيرين، عُمّيت حقيقة هذا المشروع الشيطاني، وسقط الكثيرون في شراكه التي نصبت بإتقان، وعلى مدى قرون من الزمن وليس عقود، وتعدّدت الاجتهادات في توصيف ما جرى ويجري، واختلف الناس وتناقضوا في تشخيص المعيار الذي بموجبه يحكم على الأشياء صلاحاً وفساداً، نفعاً وضرّاً، وهذا التناقض كان جزءاً من المشروع ذاته، وأداة من أدواته، ينفذ من خلاله في عمق خلايا الأمة ليدمّر نسيجها ويحرف وظيفتها، ويقودها إلى حيث يريد، وإلى حيث مصالحه وحده لا شريك له..

في هذه المعركة الوجودية التي فرضت على فلسطين والأمة، برز رجال محّصهم الله في مختبرات الفتنة، وابتلاءات الحوادث، فتخرجوا من هذه المدرسة الإلهية بدرجة الفلاح والصدق، واستحقّوا مقاماً رفيعاً في قلوب العباد، وفي دروب الجهاد، وفي سيرة البلاد، ومن هؤلاء الرجال كان يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم)، الذي ختم مشواره الجهادي بملحمة “طوفان الأقصى”، هذه الملحمة التي ترقى إلى ملاحم التاريخ الكُبرى التي فرقت العالم إلى ما قبلها وما بعدها، فعالم ما بعد “طوفان الأقصى” لن يكون كعالم ما قبل “طوفان الأقصى”، وكل المحاولات التي تجري لاستيعاب هذه المرحلة واحتوائها لصالح المشروع الصهيوني لن تتمكّن من تغييب هذه الحقيقة، ولا من إعادة عقارب زمن وعصر المقاومة إلى ما قبل “طوفان الأقصى”، فالطوفان الذي يقف على رأسه أبو إبراهيم الشهيد وقادة محور الجهاد والمقاومة وفي طليعتهم سيد شهداء طريق القدس السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه) انطلق، ولن يتوقف.. نعم قد يتعرّج صعوداً وهبوطاً، وستوضع في طريقه السدود والحواجز، وسيُتآمر عليه باسم الحرص على الشعب الفلسطيني، وسيُحاصر بإشاعات من المخلّفين، والمعوّقين، واليائسين، وستستنفر ضدّه كل أدوات الصهيونية العالمية بعناوينها الأعجمية والعربية، وسيقال فيه ما لم يقل في الشيطان الرجيم، وستجمع الأبواق للنفخ لإطفاء نوره، ولكن هيهات لأنّ سفينته المحمولة على دماء الشهداء ستعبر به كل هذا اليباب والتصحّر الذي تعيشه الأمة، وهو ماضٍ ليستوي على جودي الحق الذي جاء ولن يتوقف حتى يزهق الباطل بإذن الله..

وعندها سيذكر القوم أنّ رجلاً اسمه يحيى كان صاحب هذا الطوفان، كما كان صلاح الدين صاحب حطين وكما كان سيف الدين قطز صاحب عين جالوت، وسيذكر القوم أنّ رجلاً شجاعاً قام ومعه رجال من أولي البأس الشديد، عبروا ملكوت فلسطين، وعلّقوا قناديل العودة على درب الآلام لتعبر الأمة من خلفهم على هدىً وبصيرةٍ وحسن مآب.

 

* كاتب وباحث- رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية الإيرانية

مقالات مشابهة

  • تطورات اليوم الـ407 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 18 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
  • تطورات اليوم الـ406 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • حماس: عملية الدهس قرب رام الله رسالة بأن ضربات المقاومة مستمرة
  • ما بعد طوفان الأقصى.. في البحث عن اتجاه ثالث في المقاومة
  • حماس: عملية الدهس في رام الله رسالة بليغة على استمرار ضربات المقاومة
  • تطورات اليوم الـ405 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • فوضى بوزارة حرب الاحتلال.. استقالات وإقالات منذ عملية طوفان الأقصى (صور)
  • "حماس": عملية الدهس قرب دير قديس رسالة بليغة بأن ضربات المقاومة مستمرة
  • يحيى السِّنوار (أبو إبراهيم) .. نور الوعد واليقين