خروج منظومة كهرباء عدن عن الخدمة مابين السابق والحاضر
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
عدن (عدن الغد) خاص:
تقرير فني / محمد حسين زيد
بعد أيام قليلة من إعلان عاصفة الحزم في مارس 2015 إنفصلت منظومة كهرباء عدن عن المنظومة الكهربائية الوطنية التي كانت تدار من صنعاء نتيجة تضرر خطوط نقل الطاقة مابين المحافظات الجنوبية والشمالية ليتم بعدها مباشرة إنشاء منظومة كهربائية مركزها عدن تعمل على تزويد العاصمة عدن ومحافظات أبين ولحج والضالع بإحتياجها من الطاقة الكهربائية.
وبسبب أن البنية التحتية لمنظومة الكهرباء في العاصمة عدن في ادنى مستوياتها نظراً لعدم وجود مشاريع استراتيجية او تأهيل لمنظومة الكهرباء منذ عام 1990 ، فقد واجهت المؤسسة العامة للكهرباء مشاكل كبيرة في مختلف القطاعات الكهربائية ، ومن اهمها الخروج المتكرر للمنظومة الكهربائية عن الخدمة، ولساعات طويلة مما تسبب بزيادة المعاناة الشديدة على المواطنين الذين يتجرعون في الأصل حرارة الصيف ، ويعانون بسبب العجز الموجود في التوليد .
*مشاكل فنية ومالية*
- يتسبب خروج منظومة كهرباء عدن عن الخدمة بحدوث مشاكل فنية ومالية مهولة ، ومن ابرز المشاكل الفنية والمالية التي تحدث في الشبكة الكهربائية اثناء خروج المنظومة الكهربائية هو اهتراء خطوط نقل الطاقة 33kv بسبب الضربات المتكررة ، حيث وأن اغلب خطوط نقل الطاقة موجودة منذ عام 1990 وبعضها من قبل ذلك منذ الثمانينات، كذلك يحصل تضرر في المحولات الرئيسية ( ضغط عالي ) 33kv وانفجار المفاتيح في محطات التحويل بسبب عدم تحملها للضربات المتكررة وبشكل متتابع ، واحتراق محولات ذات ضغط منخفض ( 11kv).
*50 الف دولار خسارة الخروج الواحد*
ومما ينتج ايضا بسبب خروج المنظومة عن الخدمة : إعطاب قطع مكانيكية وكهربائية لاحصر لها في محطات التوليد ، حيث وبحسب احصائية دقيقة تصل خسارة المؤسسة العامة للكهرباء عدن بسبب خروج منظومة الكهرباء عن الخدمة في الساعه الواحدة ما مقداره 12700 دولار ، حيث وأن متوسط ساعات خروج المنظومة في المرة الواحد يكون 4 ساعات مما يعني ان خسائر المؤسسة العامة للكهرباء في عدن تكلف 50800 دولار للخروج الواحد وتعتبر هذه الخسارة فقط في جانب الايرادات التي تورد الى المؤسسة من الشريحة التجارية وكذلك المواطنين.
إضافة الى ذلك خسائر قطع الغيار لمحطات التوليد وكذلك محطات التحويل وخطوط النقل التي تقدر ب 30 الف دولار في الخروج الواحد ، حيث قدرت خسائر محطة كهرباء المنصورة للتوليد اثناء حصول ضربة في الشبكة لمرة واحدة فقط بـ 22 الف يورو بسبب تضرر قطعة واحدة فقط وهي (actuator) منظم دخول الوقود للمولد.
*اهتراء خطوط النقل*
- ومن المشاكل الفنية التي تعاني منها المؤسسة العامة للكهرباء في عدن بعد خروج المنظومة هو العمل على إعادة المنظومة للخدمة حيث يتسبب ذلك بضغط هائل على إدارة التحكم بسبب اهتراء خطوط نقل الطاقة في الضغط المنخفض والضغط العالي وتضررها اثناء الضربة وخروج المنظومة، مما يجعل المنظومة تخرج لأكثر مرة في ذات الوقت، حيث أن العمل الذي يتم في إدارة التحكم يكون في اقصى طاقته وبشكل غير حديث مقارنة بالدول المجاورة نظراً لعدم وجود بنية تحتية مؤهلة ومتطورة تتيح لإدارة التحكم إعادة المنظومة بسهولة ويسر ، اضاف إلى ذلك الصعوبات الكبيرة في تثبيت جهد الشبكة نظراً لأن نصف المولدات الموجودة في كهرباء عدن هي مولدات إسعافية ( 1 ميجا ) مما يصعب تثبيت جهد الشبكة في ظل هذه النوعية من المولدات.
*اهلاك المولدات*
-إضافة لذلك الجهد المبذول من قبل كل محطات التوليد في محافظة عدن ، حيث تصل عدد مرات اعادة تشغيل محطة المنصورة بعد خروج المنظومة لأكثر من 15 مرة في ذات الوقت بسبب عدم استقرار الجهد والتردد مما يسبب اهلاك للمولدات في المقام الاول وكذلك للعمالة الفنية في قسم التشغيل .
*اجراءات الوليدي تحدث فارقا*
- ونتيجة كل ماسبق إتخذت المؤسسة العامة للكهرباء بقيادة مديرها الاستاذ / سالم الوليدي على عاتقها إعادة ضبط اجهزة الوقاية وتفعيل مراحلها لمحاولة تقليل خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة ، فقام الوليدي بتشكيل لجنة من إدارة النقل 33kv وبعض المهندسين الأكفاء تحت إدارة مديرها المهندس علي خالد الشرماني لتقوم بدراسة شاملة لإنجاز هذا الأمر ، وبعد عمل أستمر قرابة 6 اشهر متتابع تمكن المهندس علي خالد الشرماني وفريقه المشكل من إعادة ضبط كل اجهزة الوقاية في جميع محطات التحويل في عدن التي يبلغ عددها 17 محطة تقريباً وفق أسس علمية حديثة مما أسهم في الحد من خروج المنظومة الكهرباء عدن عن الخدمة بنسبة 85% حيث ان خروج المنظومة الكهربائية مابين عام 2015 الى 2019 كان كبير جداً ومكثف ، وبإحصائية دقيقة لاخر اربع سنوات بلغ خروج المنظومة عام 2020 (38 ) مرة
وفي عام 2021 بلغ ( 30) مرة ،
اما في عام 2022 بلغ (22 )مرة، و بعد انتهاء اللجنة من عملها مطلع عام 2023 بلغ انطفاء المنظومة في هذا العام (4 )مرات فقط الى تاريخنا ، ليشكل الإجراء الذي اتخذه مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء عدن الاستاذ سالم الوليدي وبتنفيذ اللجنة المشكلة برئاسة مدير ادارة النقل 33kv المهندس علي خالد الشرماني فارق كبير وذو قيمة مميزة استطاع من خلاله الحفاظ على خروج المنظومة الكهربائية عن الخدمة والحفاظ على المال العام في ظل وضع متدهور تعاني منه كل المؤسسات في عدن حيث وأن اللجنة التي تشكلت لدراسة موضوع خروج المنظومة لمعالجة الاخطاء التي تحدث في الشبكة لازالت مستمرة في مراقبة الشبكة وتحليل الأحداث التي تقع فيها للرفع من مستواها والحفاظ عليها قدر الامكان كما أنها تأخذ في حسبانها جميع التحديثات المستجدة في الشبكة الداخلية ومن اهمها مواكبة الاستعداد لتدشين خطوط نقل الطاقة 132kv ومحطة توليد الطاقة الشمسية الذي يتوقع دخولهما مطلع العام القادم وكذلك رفع محطة الرئيس (بترومسيلة ) الى طاقتها القصوى 264 ميجا.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: المؤسسة العامة للکهرباء منظومة الکهرباء کهرباء عدن عن عن الخدمة فی الشبکة فی عدن
إقرأ أيضاً:
برلماني يقدم نصائح لتجنب تخفيف الأحمال الكهربائية في الصيف
أكد النائب علي الدسوقي، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بمجلس النواب، أن مواجهة زيادة الأحمال الكهربائية في فصل الصيف تتطلب استراتيجيات مبتكرة تعزز من كفاءة الشبكة الكهربائية وتدعم التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة، موضحا أن التنسيق الذي أشار إليه وزير الكهرباء بين وزارتي الكهرباء والبترول يمثل خطوة إيجابية، لكنه بحاجة إلى ترجمة فعلية على أرض الواقع لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري المكلف، ودعم الطاقة النظيفة التي تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية.
مجمع بنبان للطاقة الشمسيةوأوضح الدسوقي في تصريح خاص لـ"صدى البلد"، أن مصر تمتلك إمكانيات هائلة في قطاع الطاقة المتجددة، مشيرًا إلى مشروعات كبرى مثل مجمع بنبان للطاقة الشمسية، لكنها بحاجة إلى توسع أكبر لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء خلال فصل الصيف قائلا:": "يمكننا تحقيق ذلك من خلال تحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في إنشاء محطات طاقة شمسية ورياح، مع تقديم حوافز ضريبية وتسهيلات تمويلية."
وأشار إلى أهمية تطوير الشبكات الذكية التي تُتيح التحكم في توزيع الكهرباء بكفاءة أعلى وتقليل الفاقد الناتج عن سوء التوزيع. ولفت إلى أن هذه الشبكات تُمكّن من مراقبة الأحمال في الوقت الفعلي، مما يسهم في تخفيف الضغط على الشبكة خلال ذروة الاستهلاك الصيفي.
وأكد النائب ضرورة تكثيف حملات التوعية بين المواطنين لترشيد استهلاك الكهرباء، خاصة خلال ساعات الذروة، من خلال برامج توعية تستهدف المنازل والمصانع. واختتم حديثه قائلاً: "مواجهة الأحمال الكهربائية المتزايدة ليست مسؤولية الحكومة وحدها، بل تحتاج إلى تعاون من المواطنين وأصحاب الأعمال، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة."
أكد الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء، أن الفترة الماضية شهدت تنسيق بين وزارتى الكهرباء والبترول بشكل جيد فى ملفات توفير الوقود و الاستكشاف لمناطق توليد الطاقة المتجددة، مشيرا إلى الاتفاق مع المستثمرين على المناطق التى تم التوافق عليها.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة العامة لمجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، أثناء مناقشة عدد من طلبات بشأن ملف الطاقة المتجدة وهى طلب النائب مجد الدين بركات، بشأن استغلال وادى السيليكون المصري، وطلب النائبة سماء سليمان بشأن الإجراءات الحكومية لمواجهة التحديات في قطاع الطاقة والكهرباء، وطلب النائب محمد عزمي، بشأن خطتها الاستراتيجية المتعلقة باستدامة توفير الطاقة الكهربائية وتعظيم استغلال الموارد الطبيعية ودور القطاع الخاص في ظل خطط الدولة لزيادة مساهمة الطاقة النظيفة في مزيج الطاقة لخفض الانبعاثات الكربونية وتحقيق الأمن الطاقي، بالإضافة إلى تقرير لجنة الطاقة والبيئة ودراسة بعنوان: "آفاق الطاقة المتجددة في مصر.. والبيئة والقوى العاملة عن دراء إمكانيات الطاقة الحرارية الأرضية.
وأوضح الوزير، أن كميات الكهرباء المنتجة من الطاقة المتجددة، تعد مكلفة ولكنها تتميز بأنها نظيفة.
وقال وزير الكهرباء: نستعد لصيف 2025، بإضافة 2 جيجا وات جديدة، لمواجهة الأحمال المتزايدة، مشيرا إلى أن الأحمال تزيد بدرجة غير مسبوقة.