بقلم: فالح حسون الدراجي ..

سألني أحد الزملاء العاملين في الصحافة الرياضية قائلاً : لم ارك تكتب عن (العار) الذي لحق بالرياضة العراقية في آسياد هانغجو، بعد النتائج السيئة التي حققها الرياضيون العراقيون في هذه البطولة القارية الكبيرة، قياساً الى ما حققه رياضيو البحرين وقطر والسعودية والأردن والكويت وغيرها من الدول العربية الشقيقة، خاصة وأنك كتبت مقالات عديدة في الرياضة ؟!

قلت له: أولاً، نحن أشرنا بشكل واضح، وأكثر من مرة في جريدتنا الحقيقة، الى تلك النتائج الهزيلة.

. ثانياً: انا أختلف معك في توصيف ما حدث للرياضة العراقية في دورة هانغجو الصينية بالعار..!

قاطعني قائلاً: ولكن، ماذا تسمي وتوصف ما حصل؟

قلت: أسميها (نكسة)، وليس عاراً.. فالخسارة في الرياضة، لا تعد عاراً، مهما كانت فادحة ومؤلمة.. لأن ميدان الرياضة هو ميدان تنافسي شريف، فيه الفوز وفيه الخسارة.. وحين تخسر بروح رياضية، لهو أشرف من الغش والاحتيال مليون مرة ..

نعم، فالعار كل العار لمن يغشك، ويحتال عليك من اجل أن يفوز عليك.. وليس لمن يخسر أمامك.. أنا شخصياً أرفض الخداع حتى في الحروب، ولا أصدق أبداً أن رسول الله قال: (الحرب خدعة).. فالحرب برأيي مهما كانت، ستبقى في نظر الشجعان منازلة تسمو بالقيم النبيلة، والفروسية، والأخلاق .. رغم ما تنطوي عليه من قتال قد يصل حد الإبادة احياناً.. ولو كان مبدأ (الحرب خدعة)، قد أطلقه رسول الله فعلاً، لكان الإمام علي بن أبي طالب أول من استخدمه، وطبقه في حروبه، على اعتبار أن الإمام علي هو اقرب الناس الى النبي، وأكثرهم ايماناً بافكاره، وتنفيذاً لمعتقداته، وتوصياته، لكنك يا زميلي لن تجد في سجل حروب أبي الحسن كلها، غير الشجاعة والفروسية، والقيم العالية والعفو عند المقدرة، والمنازلة الشريفة والأخلاق الرفيعة التي كان عليها هو وجنده.

فقال لي: وما علاقة كل هذا بآسياد هانغجو، وهزيمة رياضيينا؟!

قلت: أنا لا اتحدث عن فوز وخسارة، إنما اتحدث عن قيم، ومثل رياضية عليا، واتحدث عن رسالة انسانية يشترك في كتابتها كل الرياضيين في العالم .. فالرياضة كنز من المبادئ والمثل السامية قبل أن تكون اوسمة وانتصارات، ولو لم تكن كذلك لما منع الرياضيون من الغش عبر تعاطي المنشطات، ولما وجهت عشرات العقوبات التي وصل بعضها الى حظر المتعاطين لعشر سنين، بل ولمدى الحياة احياناً !!

إن استخدام المواد، أو الأساليب المُنشِّطة لتحسين الأداء يُعد برأي المشرعين خطأً جوهرياً يضر بالروح الرياضية، فالتنافس النزيه يمثل مبدأً أساسياً في الحفاظ على نزاهة الرياضة وعدالتها لصالح الجميع. فضلاً عن أن التنافس الشريف يساعد على حماية صورة الرياضي وسمعته، واسمه وصحته أيضاً .. وعلى هذا الأساس وهذا المبدأ، أنا لا أنظر بعين الرضا والاحترام لما يقوم به (اشقاؤك) في البحرين وقطر وغيرهما!.

قال: عفواً عن ماذا تتحدث ؟!
قلت له: أتحدث عما فعلته دول البحرين وقطر وغيرهما من غش واحتيال وسرقة لجهود رياضيين أبطال ينتمون لدول فقيرة، قامت باغرائهم بما لديها من مغريات واموال وامتيازات، مستغلة فقرهم المدقع، فجنستهم، واشركتهم في هذه البطولة القارية.. والحقيقة التي تغيب عن بال الكثير من الناس، أن الدوحة على سبيل المثال، لا تمنح الجنسية القطرية للمجنس كما نظن نحن، إنما تمنحه جوازاً مؤقتاً فقط، يظل معه مادام هذا البطل قوياً، متفوقاً، يجلب لها الذهب والفضة

، وما أن يخفق هذا البطل في بطولة أو بطولتين، حتى يسحب منه الجواز، بعد أن يمنح اكرامية مالية هي أشبه بإكرامية نهاية الخدمة في نظام تقاعد الموظفين عندنا، ثم يقطعون له تذكرة ( روحه بلا رجعه ) على أول طائرة تغادر الى موطنه الأصلي، قائلين له بصوت عال: الله معك ويعطيك العافية..!

لذلك فإن العشرة أو العشرين ميدالية ذهبية التي نالتها البحرين وقطر في هذه الدورة القارية، أو في غيرها (حرام) فاحش، لأنها تمثل سرقة حقيقية لجهود دول أخرى كانت قد (بذلت وتعبت وربت ولولت وهزت وكبرت) كما تقول أمهاتنا في مثل هذه المواقف، ثم جاءت البحرين أو قطر – على الحاضر – لتقطفا ثمارهم الناضجة، وهي جريمة لا تقل إثماً برأيي عن جريمة السرقة أو الاحتيال .

وهذا الفعل الظالم هو العار الأشنع، وليس الخسارة في هذه البطولة، أو في تلك، رغم أن خسارتنا في هذا الآسياد كانت قاسية بل ومذلة أيضاً، لذلك فإني اطالب اليوم بمساءلة ومحاسبة اللجنة الاولمبية العراقية وكل اتحاداتها وانديتها وكوادرها الرياضية، والتحقيق مع الجميع حول سبب هذا الاخفاق الكبير، بعد أن كان العراق لا يعود من أي بطولة من بطولات آسيا السابقة، إلا ومعه خمسة اوسمة ذهبية، وضعفها من الاوسمة الاخرى.. !

وهنا يجب أن أنبه الى ضرورة إبعاد هذا التحقيق عن الشخصنة، والضغينة، والأحقاد القديمة والثأرات والغايات الفئوية وتصفية الحسابات، والضرب تحت الحزام، لأني اعرف أن ثمة سكاكين كثيرة ستشحذ في مثل هذه المواقف والظروف .. وهنا يجب أن يعرف الجميع أن قيادة اللجنة الاولمبية العراقية، والاتحادات لم تكن ترغب او تتمنى قطعاً مثل هذه النتائج، لكن الذي حدث مع رياضيينا يحدث كذلك مع غيرنا، فالعراق ليس أول الخاسرين رياضياً، ولن يكون الأخير حتماً..

وفي نهاية المطاف علينا أن نقر أن الرياضة فوز وخسارة.. وهنا استوقفني زميلي الصحفي، قائلاً: طيب ما هي الدلائل التي جعلتك تتهم ابطال البحرين وقطر بأصولهم الاجنبية ؟

فضحكت وقلت له:

وهل تعتقد أن اسماءً مثل وينفرد موتيل يافي، واولواكيمي اديكويا، وكيلونزو موتوسيو، والمصارع أحمد تاج الدين وعلي منفردي وغيرهم اسماء بحرينية؟!

إن جميع الفائزين بالذهب يا صديقي ليسوا مواطنين بحرينيين أو قطريين اصليين، إنما هم أبطال سرقوا من كينيا ونيجيريا واثيوبيا وايران وموريتانيا والسودان وغير ذلك من الدول، جنسوا لأجل كسب الميداليات الذهبية مقابل مبالغ مالية محددة لهم مسبقاً، وبامكانك التأكد من صحة ما أدعيه من خلال البحث في غوغل، ومعرفة الاوطان الحقيقية لجميع هؤلاء (الابطال الذهبيين) وأظن أن العملية لن تأخذ منك سوى خمس دقائق، لتعرف بعدها الحقيقة، وأقصد حقيقة (العار) الذي لحق بـ (الأشقاء) اللصوص الذين سرقوا جهود وحقوق دول فقيرة..!

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات فی هذه

إقرأ أيضاً:

وزير الرياضة يتابع استعدادات إطلاق فعاليات «صيف شبابنا»

تابع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة مع قيادات الوزارة ومديري المديريات عبر الفيديو كونفرانس، اليوم، ترتيبات واستعدادات إطلاق مبادرة صيف شبابنا، التي تطلقها الوزارة في الأندية ومراكز الشباب بمختلف محافظات الجمهورية، تحت شعار «صيف شبابنا في النادي ومركز الشباب».

جهد كبير في وزارة الشباب والرياضة

عبر الوزير عن شكره لمديري مديريات الشباب والرياضة، على الجهد المبذول خلال الفترة الماضية، موجهًا بتذليل كل العقبات والتنسيق بالكامل، بشأن تنفيذ فعاليات المبادرة لخدمة شبابنا، ويكون متواجد في كل مركز شباب ونادي.

وأوضح وزير الشباب والرياضة، أن البرنامج هدفه شغل أوقات الفراغ الشباب والفتيات من خلال ممارسة مختلف الأنشطة الرياضية التي تعود بالنفع والفائدة على المشاركة وتساهم في صقل مواهبهم وبناء شخصياتهم.

وتتضمن مبادرة صيف شبابنا مجموعة متنوعة من الفعاليات والبرامج خلال فترة الصيف للنشء والشباب في جميع أنحاء مصر، وتتضمن ورش العمل والدورات التدريبية في مجالات مختلفة مثل التكنولوجيا، وريادة الأعمال، والثقافة والفنون، والرياضة، والتطوع، وتعزيز مهارات الشباب، وتطوير قدراتهم، وتوفير فرص للتعلم المستمر.

مقالات مشابهة

  • سعر الذهب في البحرين السبت 6 يوليو 2024.. عيار 21 يسجل هذا الرقم
  • شباب مصر يرفعون راية الرياضة الجامعية على المستوى الدولي
  • المريض النفسي بين نارين.. صراع مع الذات ووصمة العار المجتمعية
  • يد العراق تخسر أمام نظيرتها البحرينية في بطولة زون الشام والخليج
  • بايدن يرحب بقرار نتنياهو السماح للمفاوضين بالتواصل مع وسطاء مصر وقطر وأمريكا لوقف إطلاق النار
  • "الوفد" ينشر قائمة العار للشخصيات الإسرائيلية والمنظمات الإرهابية تمهيدًا لمحاكمتهم
  • وزير الرياضة يتابع استعدادات إطلاق فعاليات «صيف شبابنا»
  • وزير الإقتصاد أحال 224 محضر ضبط على القضاء
  • حماس: هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في مصر وقطر حول التوصل لاتفاق بشأن غزة
  • استبعاد النساء من المناصب القيادية فى مصر.. أرقام وتساؤلات