من مجزرة ارتكبها الاحتلال إلى (انفجار بلا هوية)… كيف مارس الغرب التضليل الإعلامي تجاه مجزرة مستشفى المعمداني؟
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
عواصم-سانا
من جديد يستخدم السياسيون ووسائل الإعلام الغربية التضليل وتشويه الحقائق كوسيلة احترافية للتعامل مع الجرائم والمجازر التي شهدها العالم بأسره عبر الصوت والصورة، في محاولةٍ للدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي وتبرير انتهاكاته.
ويبرز هذا التضليل في الحديث والتعاطي مع المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني بمدينة غزة، والتي أودت بحياة 500 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء.
الرئيس الأمريكي جو بايدن تبنى الرواية الإسرائيلية في قصف المستشفى بعد أن صرح قبل وصوله إلى مطار اللدّ أمس بالقول: “لن أتحدث عن “حادثة” المستشفى في غزة ما لم تكن لدي معلومات مؤكدة”، ليؤكد بعد ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مسؤولاً عن المجزرة.
وانضم باقي السياسيين ووسائل الإعلام الغربي إلى جوقة المدافعين عن الاحتلال، فجاءت التصريحات لتصف المجزرة بأنها مجرد “حادثة أو انفجار أو هجوم”، فقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون عبر منصة “إكس” بعد تصريحات بايدن بشأن المجزرة: إنه “بينما نواصل جمع المعلومات، فإن “تقييمنا الحالي” استناداً إلى تحليل الصور الملتقطة، والمعلومات المعترضة والمعلومات مفتوحة المصدر، أن “إسرائيل” ليست مسؤولة عن “الانفجار” الذي وقع في المستشفى”.
وفي الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية ترددت ذات الأسطوانة أيضاً في تقزيم هول الفاجعة، بعد مجزرة الاحتلال بحق أطفال ومدنيين عزل، فتكررت كلمة هجوم أو انفجار، حيث قال العديد من الصحف الأمريكية في تغطيتها للمجزرة: “انفجار في مستشفى في قطاع غزة أسفر عن مقتل ما لايقل عن 500 شخص”، “وقع انفجار قوي يوم الثلاثاء في مستشفى بمدينة غزة، مكتظ بالجرحى والفلسطينيين الذين كانوا لاجئين فيه، ونتيجة لذلك “توفى” مئات الأشخاص”، وذلك في محاولة لتبرئة “إسرائيل” من الجريمة.
وحذت باقي وسائل الإعلام الغربية حذو نظيراتها الأمريكية فقالت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية: إن المأساة يمكن أن تكون “بسبب صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي”.. كذلك وصفت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية ردود الغضب وإدانة المجزرة في الدول العربية بالقول: “في جميع أنحاء العالم العربي، تظاهر الناس مساء الثلاثاء للتعبير عن غضبهم من الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة، والذي ورد أنه قتل مئات المدنيين”، ولكن في مقابل هذه الأكاذيب ومحاولات التعمية تأتي الحقائق لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن العدو الإسرائيلي هو من قام بارتكاب المجزرة، وتعاقبت الأدلة التي تدين جريمة الاحتلال على لسان مسؤولين ومنظمات حقوقية عالمية، أكدت أنَّ ما حصل في غزة هو مجزرة كبيرة مخطّط لها من قبل “إسرائيل” وتهدف لإبادة الشعب الفلسطينيّ حتى في الأماكن التي يحرّم دولياً التعرض لها كمدرسة أو مستشفى.
وفي هذا السياق أفادت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في بيان لها أنَّ الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني يعتبر “مجزرة”، كذلك توجه مدير الاتصالات في منظمة “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحمد بن شمسي؛ بسؤالٍ يضرب في الصميم محاولة الغرب تحجيم المأساة الحاصلة، حيث قال: “متى ستفتح القوى الغربية أعينها وتضغط على حليفتها لوقف حمام الدم هذا؟”، مضيفاً: إنها جريمة حرب جديدة ترتكبها “إسرائيل” في قائمة تطول وتطول أكثر فأكثر.
وجاءت إدانة الاحتلال على لسان صحيفة أمريكية حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن القنبلة التي ألقيت على مستشفى المعمداني بحي الزيتون في قطاع غزة “أمريكية الصنع” من طراز “مارك 84” على وجه التحديد، وهي تحتوى على مواد شديدة الانفجار.
والقنبلة المعروفة باسم مارك 84 أو “بى ال يو 117” الأمريكية هي قنبلة متعددة الأغراض حرة الإسقاط ، وتعد جزءاً من سلسلة قنابل “مارك 80” الأمريكية وأكثرها شيوعاً، حيث تزن 925 كيلوغراماً منها 429 كيلوغراماً وزن المادة المتفجرة، وهى حشوة شديدة الانفجار.
وللتعبير عن هول المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما لبثت أن شهدت عدة مدن وعواصم عربية وعالمية تظاهرات حاشدة وصولاً إلى واشنطن التي شهدت تظاهرة أمام البيت الأبيض، حيث ندد المشاركون فيها بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتي أكدت منظمات عالمية تعنى بالطفل والإنسان أنّها جريمة، ومجزرة واضحة ضدّ الفلسطينيين.
مجزرة مستشفى المعمداني ليست سوى محطة في سلسلة طويلة من المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي على مدى عقود وسط نكران وتضليل من وسائل إعلام وحكومات غربية وتجاهل تام للحالة الإنسانية ولمئات الأرواح التي أزهقت في مكان من المفترض أنَّ الناس تقصده لمعالجة جراحها، ليضرب الاحتلال وحلفاؤه بعرض الحائط كلّ ادعاءات مناصرتهم للإنسان وحقوقه في حادثة حفرت عميقاً في الذاكرة العالمية بدم الفلسطينيين.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی مستشفى المعمدانی
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء يتفقد مستشفى الرمد بحى شرق أسيوط
تفقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء مستشفى الرمد بحى شرق أسيوط لمتابعة سير العمل بها، وذلك في إطار زيارته التي يقوم بها اليوم لعدد من المشروعات الخدمية والتنموية بالمحافظة
وحرص رئيس الوزراء على تفقد غرفة أبحاث العيون، داخل المستشفى، والتي تحتوي على جهاز حديث وفرته الدولة لأشعة العين، كما تفقد غرفة أبحاث تم تجهيزها بالمشاركة المجتمعية.
واستمع الدكتور مصطفى مدبولي في أثناء ذلك إلى شرح من الدكتورة كرستين تادرس، مديرة المستشفى، والتي أوضحت أنه تم إنشاء مستشفى الرمد عام 1911 وإدراجها ضمن المباني الأثرية ذات الطابع المتميز. وتقع المستشفى على مساحة 2500 متر مربع وتخدم سكان المحافظة بالكامل، وتوفر لهم خدمة علاجية وتشخيصية متميزة.
وأضافت مديرة المستشفى أنه يتم العمل على تطوير المستشفى وإمكاناتها بشكل مستمر، حيث تم استحداث خدمات جديدة بالمستشفى في عام 2025 الحالي، وتتضمن استحداث غرفة عمليات جديدة وإدخال عمليات الشبكية والحول، لافتة أيضًا إلى شراء عددٍ من الأجهزة الحديثة ومنها: جهاز فاكو/ فتركتومي لإجراء عمليات الشبكية، وميكروسكوب جراحي، وجهاز رسم العصب الكهربائي وحساسية الشبكية.
وقالت الدكتورة كرستين تادرس إن مستشفى الرمد تقدم العديد من الخدمات التشخيصية، وتضم أشعة (صبغة فلورسين لقاع العين، مقطعية للشبكية على العصب، تلفزيونية)، وكذلك فحص قاع عين، ومجال الإبصار، ومقاس عدسة العين، ومقاس نظارة بالكمبيوتر، ورسم العصب الكهربائي.
أما فيما يتعلق بالخدمات العلاجية، أوضحت المديرة أن المستشفى تقدم عمليات صغرى ومتوسطة تتمثل في: (استئصال كيس دهني بالجفن، جلسات ليزر أرجون للشبكية، مسح عدسة باستخدام ليزر الياج، كي شعرة أو فتح خراج بالجفون، وغيرها). كما يتم تقديم عدد من العمليات الكبرى التي تشمل: (مياه بيضاء جراحية – مياه بيضاء فاكو – حقن مرضى الارتشاح السكري للشبكية – عمليات القرنية – عمليات الشبكية – حقن حول). ويوجد عدد 4 غرف عمليات بمستشفى الرمد.
وحول القوى البشرية والطاقم الطبي بمستشفى الرمد، أشارت "تادرس" إلى أن عدد الأطباء البشريين يصل إلى 64 طبيبا، فيما تحتوي المستشفى على 69 صيدليا، و125 ممرضا، و38 فنيا.
واستعرضت الدكتورة/ كرستين تادرس عددا من الإحصائيات لعام 2024، موضحة أنه تم إجراء 1086 عملية كبرى، و576 عملية متوسطة، و4238 عملية صغرى. كما بلغت حالات التردد على العيادات الخارجية نحو مليون و421 ألف حالة، فضلا عن 1347 حالة تشخيص عن بُعد. إضافة إلى مئات الحالات الخاصة بقسم الفحوصات ووحدة الليزر.
ولفتت مديرة المستشفى إلى المبادرة الرئاسية التي يتم تنفيذها داخل العيادات بالمستشفى، وهي "مبادرة وزارة الصحة والسكان للكشف المبكر عن مرض المياه الزرقاء (الجلوكوما)"، مؤكدة أنه يتم عمل الفحوصات اللازمة لتلقي العلاج والجراحة المطلوبة، وتوجد نخبة من الاستشاريين والأخصائيين لعلاج الحالات، ومنوهة إلى أن المبادرة تُقدم يوميا ما عدا يوم الجمعة ومتاحة لجميع مواطني المحافظة.
وفي ختام التفقد، تم التقاط صورة جماعية تذكارية جمعت رئيس مجلس الوزراء والعاملين بالمستشفى.