عواصم-سانا

من جديد يستخدم السياسيون ووسائل الإعلام الغربية التضليل وتشويه الحقائق كوسيلة احترافية للتعامل مع الجرائم والمجازر التي شهدها العالم بأسره عبر الصوت والصورة، في محاولةٍ للدفاع عن كيان الاحتلال الإسرائيلي وتبرير انتهاكاته.

ويبرز هذا التضليل في الحديث والتعاطي مع المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في مستشفى المعمداني بمدينة غزة، والتي أودت بحياة 500 فلسطيني غالبيتهم من الأطفال والنساء.

الرئيس الأمريكي جو بايدن تبنى الرواية الإسرائيلية في قصف المستشفى بعد أن صرح قبل وصوله إلى مطار اللدّ أمس بالقول: “لن أتحدث عن “حادثة” المستشفى في غزة ما لم تكن لدي معلومات مؤكدة”، ليؤكد بعد ذلك أن الاحتلال الإسرائيلي لم يكن مسؤولاً عن المجزرة.

وانضم باقي السياسيين ووسائل الإعلام الغربي إلى جوقة المدافعين عن الاحتلال، فجاءت التصريحات لتصف المجزرة بأنها مجرد “حادثة أو انفجار أو هجوم”، فقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أدريان واتسون عبر منصة “إكس” بعد تصريحات بايدن بشأن المجزرة: إنه “بينما نواصل جمع المعلومات، فإن “تقييمنا الحالي” استناداً إلى تحليل الصور الملتقطة، والمعلومات المعترضة والمعلومات مفتوحة المصدر، أن “إسرائيل” ليست مسؤولة عن “الانفجار” الذي وقع في المستشفى”.

وفي الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية والغربية ترددت ذات الأسطوانة أيضاً في تقزيم هول الفاجعة، بعد مجزرة الاحتلال بحق أطفال ومدنيين عزل، فتكررت كلمة هجوم أو انفجار، حيث قال العديد من الصحف الأمريكية في تغطيتها للمجزرة: “انفجار في مستشفى في قطاع غزة أسفر عن مقتل ما لايقل عن 500 شخص”، “وقع انفجار قوي يوم الثلاثاء في مستشفى بمدينة غزة، مكتظ بالجرحى والفلسطينيين الذين كانوا لاجئين فيه، ونتيجة لذلك “توفى” مئات الأشخاص”، وذلك في محاولة لتبرئة “إسرائيل” من الجريمة.

وحذت باقي وسائل الإعلام الغربية حذو نظيراتها الأمريكية فقالت صحيفة “إيكونوميست” البريطانية: إن المأساة يمكن أن تكون “بسبب صاروخ اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي”.. كذلك وصفت صحيفة “زود دويتشه تسايتونج” الألمانية ردود الغضب وإدانة المجزرة في الدول العربية بالقول: “في جميع أنحاء العالم العربي، تظاهر الناس مساء الثلاثاء للتعبير عن غضبهم من الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة، والذي ورد أنه قتل مئات المدنيين”، ولكن في مقابل هذه الأكاذيب ومحاولات التعمية تأتي الحقائق لتثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن العدو الإسرائيلي هو من قام بارتكاب المجزرة، وتعاقبت الأدلة التي تدين جريمة الاحتلال على لسان مسؤولين ومنظمات حقوقية عالمية، أكدت أنَّ ما حصل في غزة هو مجزرة كبيرة مخطّط لها من قبل “إسرائيل” وتهدف لإبادة الشعب الفلسطينيّ حتى في الأماكن التي يحرّم دولياً التعرض لها كمدرسة أو مستشفى.

وفي هذا السياق أفادت منظمة أطباء بلا حدود الدولية في بيان لها أنَّ الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني يعتبر “مجزرة”، كذلك توجه مدير الاتصالات في منظمة “هيومن رايتس ووتش” في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أحمد بن شمسي؛ بسؤالٍ يضرب في الصميم محاولة الغرب تحجيم المأساة الحاصلة، حيث قال: “متى ستفتح القوى الغربية أعينها وتضغط على حليفتها لوقف حمام الدم هذا؟”، مضيفاً: إنها جريمة حرب جديدة ترتكبها “إسرائيل” في قائمة تطول وتطول أكثر فأكثر.

وجاءت إدانة الاحتلال على لسان صحيفة أمريكية حيث كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أن القنبلة التي ألقيت على مستشفى المعمداني بحي الزيتون في قطاع غزة “أمريكية الصنع” من طراز “مارك 84” على وجه التحديد، وهي تحتوى على مواد شديدة الانفجار.

والقنبلة المعروفة باسم مارك 84 أو “بى ال يو 117” الأمريكية هي قنبلة متعددة الأغراض حرة الإسقاط ، وتعد جزءاً من سلسلة قنابل “مارك 80” الأمريكية وأكثرها شيوعاً، حيث تزن 925 كيلوغراماً منها 429 كيلوغراماً وزن المادة المتفجرة، وهى حشوة شديدة الانفجار.

وللتعبير عن هول المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ما لبثت أن شهدت عدة مدن وعواصم عربية وعالمية تظاهرات حاشدة وصولاً إلى واشنطن التي شهدت تظاهرة أمام البيت الأبيض، حيث ندد المشاركون فيها بجرائم الاحتلال الإسرائيلي، والتي أكدت منظمات عالمية تعنى بالطفل والإنسان أنّها جريمة، ومجزرة واضحة ضدّ الفلسطينيين.

مجزرة مستشفى المعمداني ليست سوى محطة في سلسلة طويلة من المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي على مدى عقود وسط نكران وتضليل من وسائل إعلام وحكومات غربية وتجاهل تام للحالة الإنسانية ولمئات الأرواح التي أزهقت في مكان من المفترض أنَّ الناس تقصده لمعالجة جراحها، ليضرب الاحتلال وحلفاؤه بعرض الحائط كلّ ادعاءات مناصرتهم للإنسان وحقوقه في حادثة حفرت عميقاً في الذاكرة العالمية بدم الفلسطينيين.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: الاحتلال الإسرائیلی مستشفى المعمدانی

إقرأ أيضاً:

الأطباء يكشفون عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس

كشف الأطباء، اليوم الجمعة، عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس الذي دخل المستشفى يوم 14 فبراير الجاري للعلاج من التهاب رئوي.
وأعلن الأطباء، الذين يعالجون بابا الفاتيكان، البالغ 88 عاما، أنه يعاني من التهاب في الرئتين و"لم يخرج من دائرة الخطر" وسيبقى في المستشفى "طيلة الأسبوع المقبل على الأقل".
في مؤتمر صحفي في مستشفى "جيميلي" حيث يعالج البابا فرنسيس، قال البروفيسور سيرجيو ألفييري "هل البابا خارج دائرة الخطر؟ كلا، البابا ليس خارج دائرة الخطر".
وأشار إلى أنه لهذا السبب "وتوخيا للحذر"، وعلى الرغم من أنه لا يعتمد على أي آلة ويمازح زواره، تقرر إبقاؤه في المستشفى "طيلة الأسبوع المقبل على الأقل".
وتابع البروفيسور ألفييري "إذا أعدناه إلى بيت القديسة مرتا (مقر إقامة البابا في القاتيكان)، سيعاود العمل كما في السابق"، في حين من المعروف عن البابا انكبابه على العمل بزخم كبير وتجاهله توصيات أطبائه.
وقال البروفسور ألفييري إن البابا "يتحلى بذهن شخص في الستين من عمره وربما في الخمسين حتى ... لا يتذمّر أبدا".
كانت دار الصحافة التابعة للفاتيكان أفادت، في وقت سابق اليوم الجمعة، أن "الليلة مرت بهدوء".
ودخل البابا، مستشفى "جيميلي" في العاصمة الإيطالية روما بعد أن عانى من صعوبات في التنفس لعدة أيام.
وهذه هي المرة الرابعة منذ 2021 التي يدخل فيها البابا فرنسيس المستشفى، ولم يظهر علنا منذ أسبوع ويلزم الفاتيكان الصمت بشأن جدول أعماله للأسابيع المقبلة.

أخبار ذات صلة الفاتيكان يكشف عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس الفاتيكان ينشر بيانا بشأن صحة البابا فرنسيس المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الأطباء يكشفون عن الحالة الصحية للبابا فرنسيس
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حصار مستشفى جنين وسط عدوان متصاعد منذ 32 يوما
  • رفض إخلاء المستشفى.. قصة الطبيب حسام أبو صفية بعد تصدر جوجل
  • مجزرة التضامن يوم قتل نظام الأسد فلسطينيين وسوريين بدمشق وردمهم في حفرة
  • إسرائيل تؤكد هوية أحد الجثامين التي استلمتها من حماس
  • بعد الإبادة .. الهلال الأحمر الفلسطيني يفتتح أول مستشفى ميداني بغزة
  • مستشفى كمال عدوان بغزة يعود للعمل بإمكانيات شحيحة
  • الرئاسة الفلسطينية: نطالب بتدخل الإدارة الأمريكية لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل
  • زيلينسكي عن ترامب: يعيش في فضاء التضليل الإعلامي الروسي
  • قتلوا 500 شخص.. مغردون يطلبون القصاص العادل من مرتكبي مجزرة التضامن