عن اتفاقية مبادلة الديون بين مصر والصين.. مصرفي يوضح
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
اتجهت مصر اليوم نحو فتح مجال مبادلة الديون مع الجانب الصيني، والذي يسمح للأخيرة باستبدال جزء من شرائح المديونية الاستثمار في مشروعات تنموية تخدم الطرفين معا، ما يتيح من إسقاط ديون الأولي على نحو واسع.
وبحسب بيان مجلس الوزراء، فإن مجال مبادلة الديون يعد أحد الأدوات التمويلية المبتكرة التي تعمل على دعم جهود الحكومة المصرية بالشراكة مع الجانب الصيني لتحقيق التنمية المستدامة، ولم يكشف البيان عن المشروعات التنموية التي سيذهب إليها الاستثمار الجديد.
وفي ذلك الصدد قال محمد عبد العال، الخبير المصرفي، إن مبادلة الديون بين مصر والصين واعدة إلى أبعد الحدود، مشيرًا إلى أن ركائز هذا التعاون بين البلدين تستند إلى عدة نواحي، منها، حجم التبادل التجاري الثنائي، في ظل أن الصين ثاني أكبر اقتصاد عالمي داعم لمصر.
وأضاف، يأتي ذلك التعاون الجديد من نوعه بين البلدين في وقت عضويتهم بتكتل بريكس، مع الأخذ في الإعتبار بإن العضوية الكاملة لمصر داخل بريكس ستكون مطلع العام القادم، لافتًا إلى أن تلك الاتفاقيات التي تجريها مصر مع الصين ستكون طريق المهد لولادة تعاون المستقبلي كامل الأركان مع باقي الدول الأعضاء بالتكتل.
وأعلن قادة بريكس في أغسطس الماضي عن انضمام 6 دول جديدة، هم، مصر وإيران إضافة إلى السعودية والأرجنتين والإمارات العربية المتحدة بجانب إثيوبيا، إلى المؤسسين، البرازيل وروسيا والصين، الهند، دولة جنوب إفريقيا.
وقال الخبير المصرفي خلال تصريحاته لـ«الأسبوع»، إن دولة الصين ممثلة في الحكومة وبنوكها الدولية وعلى رأسهم بنك اوف تشاينا - أحد أكبر أربعة بنوك مملوكة لحكومة الصين - يواصلا التعاون مع مصر (حكومة ومؤسسات) إلى أبعد الحدود، ويتجلى ذلك أكثر في اعتبار مصر أول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا تصدر سندات الباندا المقومة باليوان الصيني في سوق الصين المحلي، وذلك بمبلغ 500 مليون دولار.
وأشار عبد العال إلى أن اتجاه مصر إلى بيع سندات الباندا جنبها تكاليف التمويل الباهظة داخل سوق السندات الأوروبية، حيث يصل متوسط سعر العائد على سندات الباندا إلى 3%، وهي أقل بكثير عن أسعار الفائدة المتداولة في الأسواق الأخري، ما يخدم تمويل الأنشطة الاقتصادية المستدامة بمصر.
وكان بنك الشعب الصيني المركزي وقع في ديسمبر من عام 2016 مع البنك المركزي المصري اتفاقية ثنائية لمبادلة العملات بقيمة إسمية 18 مليار يوان ما يعادل 2.62 مليار دولار آنذاك لمدة ثلاث سنوات.
مبادلة الديونويعرف الخبير المصرفي محمد عبد العال، برنامج مبادلة الديون بين مصر والصين، بأنه استبدال الدين باستثمارات مباشرة وغير مباشرة للمستثمرين الصينيين والحكومة الصينية في الأنشطة الاقتصادية المحلية المصرية.
ويري عبد العال أن الوضع الاستثماري الحالي في مصر يمتاز بكافة تيسيرات الإجراءات والتعاقدات، إضافة إلى أن الأصول المصرية تعد من أفضل وأرخص الأصول الحالية في الأسواق بسبب انخفاض الجنيه المصري، ما يشجع المستثمرين على إسقاط ديون حكومية مقابل الاستثمار في المشاريع التنموية المستدامة.
وذهبت مصر إلى هذا مبادلة الديون مع عدة دول من بينها إيطاليا منذ عام 2001 وألمانيا في عام 2011، وذلك لتعزيز جهود الدولة في تحقيق التنمية الشاملة.
اقرأ أيضاًمحافظ القليوبية ورئيس جامعة بنها يشهدان الندوة التعريفية لبرنامج «المرأة تقود في المحافظات المصرية»
متحدث الرئاسة: قمة مصرية أردنية بالقاهرة اليوم
برلماني: احتشاد المصريين أمام النصب التذكاري للجندي المجهول لدعم القضية الفلسطينية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الصين الاقتصاد مصر والصين مبادلة الديون سندات الباندا مبادلة الديون بين مصر والصين مبادلة العملات مبادلة الدیون عبد العال إلى أن
إقرأ أيضاً:
ناجون من مجزرة وطى الخيام يروون مأساة فقد ذويهم ومنع انتشال جثثهم
البقاع- "قتلوا أهلي وإخوتي وأقاربي، يا حسرتي عليهم" بهذه العبارات تتحدث الشابة كاملة علي المحمد عن مجزرة "وطى الخيام" الجنوبية، وإلى جانبها بقيّة من سَلِم من عائلتها النازحة إلى مركز إيواء في البقاع الغربي، هربا من الغارات الإسرائيلية المستمرة على البلاد منذ ما يزيد على عام ونيف.
ووقعت المجزرة عندما استهدفت الغارات الإسرائيلية عدة منازل لعائلة المحمد في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما أدى لاستشهاد 21 مواطنا جُلهم من المُسنين والنساء والأطفال، بينما حال رصاص القناصة الإسرائيليين بين الناجين وبين سحب جثث ذويهم من تحت الأنقاض لمدة 11 يوما.
كاملة المحمد فقدت أهلها وأقاربها في مجزرة "وطى الخيام" (الجزيرة) العناق الأخيرتستذكر كاملة (25 سنة) اللحظات الأخيرة في وداع أهلها قبيل مغادرتهم مركز نزوح في البقاع إلى "وطى الخيام" لتفقّد منازلهم وأماكن عملهم، وتقول "ودعتهم فرداً فردا، عانقتهم بشدة، كنت خائفة جداً، ربت أبي على كتفي قائلا: لا تخافي يا ابنتي نتفقد منازلنا ونرجع، وكانت هذه آخر عبارة سمعتها منه، كلماته لم تُدخل الاطمئنان إلى قلبي، بل ازداد خوفي، وانتابني إحساس غريب بأن رحلتهم طويلة".
وتضيف في حديثها للجزيرة نت أن المجزرة وقعت بعد يوم من وصول ذويها للمنطقة، وأن جثثهم أصبحت حبيسة تحت ركام المنازل التي تم قصفها.
وتصف شعورها آنذاك قائلة "اجتاحتني صور كثيرة لأبي وأمي وإخوتي تحت الركام، وارتسم مشهد قاسٍ في مخيلتي، طردته ثم عاد مجدداً، فنفضته عني لأستعيد وجوههم الباسمة زمن التئام العائلة في الدار أو في سهراتنا".
وتقول كاملة "بكيت كثيراً، بكيت دماً، سألت نفسي هل حقاً قتلوا؟ أأنا في واقع أم في حلم قاسٍ؟ وبماذا يشعرون الآن؟ آخ يا وجعي".
وعند سؤالها إن كانت تستطيع بلوغ "وطى الخيام" مع أقاربها لانتشال الجثث، أجابت كاملة بحسرة أنها لم تستطع الوصول إلى المنطقة بحكم تمركز الدبابات الإسرائيلية فيها لمدة 10 أيام، وتقول إنها ذاقت فيها المر، وتضيف "كانت المصيبة تكبر كل يوم، حتى أن انتشال جثثهم لم يخفف من هول الكارثة، فراقهم صعب وقاس".
هشام المحمد فقد في المجزرة أمه وأباه وإخوته وعددا من أقاربه (الجزيرة) "قُتلوا مرتين"تُعد مجزرة "وطى الخيام" واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في لبنان حاصدا عائلات بأكملها، لكن ما جعلها مختلفة هو احتجاز قوات الاحتلال جثث مدنيين وأطفال تحت الركام، دون السماح بانتشالها إلا بعد مفاوضات مع الصليب الأحمر الدولي وقوات "يونيفيل" والصليب الأحمر اللبناني.
ويقول هشام المحمد (31 عاما) الوحيد الناجي من عائلة علي دياب المحمد، متسائلا "لا أصدق ما حصل معنا، هل صحيح أنهم رحلوا إلى غير رجعة؟ ما ذنبهم؟ ما ذنبنا؟ كيف كانت حالهم تحت ذلك الركام؟ بماذا شعروا؟ وماذا قالوا قبل لقاء ربهم؟ هكذا غادرونا كنسمة عابرة، يا الله".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت "قُتل أبي وأمي و7 من إخوتي الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و35 عاما، وقتل عمي خالد وزوجته وأولاده الخمسة وزوجة ابنه و3 من أحفاده تتراوح أعمارهم بين 6 أشهر و3 سنوات، إضافة لشاب سوري يعمل معنا يدعى باسم التاجر، ولم يتبقّ من عائلة عمي خالد سوى ابنه حمزة".
ولم تقتصر خسارة عائلة المحمد على فقد ذويهم، بل تسببت الغارات بخسائر مادية كبيرة، ويشرح هشام "كل شيء تهدم في الوطى، منازلنا ومصادر المياه والبنى التحتية المتواضعة ومزارعنا التي كنا نربي فيها الأغنام والماعز، لم يتبقّ منها شيء" مؤكدا أن كل تلك الخسائر البشرية والمادية لن تمنعه من العودة فور استتباب الوضع ليعيد بناء ما تهدم. وقال "لن ننكسر، سنعيد وطى الخيام إلى سابق عهدها".
وسبق أن تعرضت "وطى الخيام" لاعتداء إسرائيلي مشابهة في حرب 2006، تعرض خلالها التجمع السكاني لعائلة المحمد تحديدا لدمار في الممتلكات لكنه كان أقل قسوة.
وتقول عليا المولى الناجية من عدوان 2006، والتي استشهد زوجها آنذاك، إن "ما حصل في العدوان الحالي لا يتصوره عقل، لقد أبلغونا ليلة 28 من أكتوبر/تشرين الأول أن ذوينا محاصرون، وفيما بعد قالوا لنا إنهم استشهدوا، لقد دفنوا مرتين مرة تحت الردم وأخرى تحت التراب، عشت أياما سوداء لم أعرفها في حياتي" مؤكدة أنها لم تستطع النوم طوال فترة احتجاز هذه الجثث.
عبدو عبد العال حاول انتشال جثامين عائلته قبل أن يعاود الطيران الإسرائيلي قصف المنطقة (الجزيرة) محاولات الانتشالكان عبدو عبد العال الذي يقع منزله على مسافة 500 متر من البلدة شاهدا على لحظات قصف منازل وطى الخيام قبيل ساعات من تقدم الدبابات الإسرائيلية نحوها.
ويستعيد عبد العال تلك اللحظات قائلاً "كانت الساعة 7 مساء عندما سمعنا أصوات طائرات حربية في سماء المنطقة، وفي موازاتها كنا نسمع من بعيد أصوات تبادل إطلاق المدفعية والصواريخ بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، فجأة دوى انفجار قوي جداً أعقبه انفجارات متتالية، صبت جميعها فوق منازل الوطى".
وأضاف -في حديثه للجزيرة نت- أن القصف اشتد واستحال على أي من الأفراد أو سيارات الإسعاف الوصول إلى المنطقة، وبقي الوضع على حاله لساعات طويلة، لكنهم نجحوا اليوم التالي بالدخول وانتشال جثث 5 شهداء قبل أن يعاود الطيران الإسرائيلي القصف، فاضطروا للمغادرة وبقيت جثث بقية الشهداء محتجزة حتى الجمعة الماضية.
ويؤكد عبد العال أن "مجزرة وطى الخيام تعد واحدة من عشرات المجازر التي ارتكبها العدو الإسرائيلي، وستبقى في سجله الأسود كغيرها من المجازر التي يرتكبها اليوم في لبنان".
وقد أسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان منذ 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن ما يزيد على 3 آلاف و136 شهيدا ونحو 14 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح.