الغرب مع الكيان الصهيوني "ظالما أو ظالما"!
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
في أعقاب الهجوم الوحشي الذي نفذته قوات الاحتلال الصهيوني على مستشفى المعمداني في قطاع غزة، توالت ردود الفعل الرسمية والشعبية الغاضبة حول العالم، مطالبين بالاقتصاص من الكيان الغاشم ووقف عدوانه الهمجي على أهالي غزة المعزولين والمحاصرين، بينما واصلت البلدان الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وتلك المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي ممارسة هوايتهم المفضلة في الكيل بمكيالين عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية، متفادين "إحراج" الكيان، من خلال الاجتهاد في إيجاد الأعذار له، بل منهم من سارع إلى تبرئة المجرم مباشرة، ونسب هذه الجريمة الإنسانية غير المسبوقة للضحية، مثلما فعل الرئيس الأمريكي جو بايدن.
وتزامنا مع هذه الجريمة الشنعاء، وصل بايدن الأربعاء، إلى فلسطين المحتلة ليقدم الدعم لـ"تل أبيب" في وجه المقاومة الفلسطينية.
بايدن يتبنى الرواية الصهيونية
وفور وصوله، قال بايدن إن زيارته لـ"تل أبيب" تأتي للتأكد من امتلاك الكيان ما يحتاجه للرد على "هجمات حماس"، مضيفا وهو يخاطب رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، "العالم ينظر ليرى ما سنفعل وأتطلع لمحادثات معمقة معكم".
وبخصوص المجزرة التي تسببت باستشهاد المئات في مستشفى المعمداني، قال مخاطبا نتنياهو، "حزنت وغضبت بشأن الانفجار في المستشفى المعمداني، ويبدو أن الجانب الآخر وراء ذلك، وليس أنتم"، وذلك في تبنٍّ للرواية الصهيونية التي تنصّلت من مسؤوليتها عن المجزرة، متهمة حركة الجهاد الإسلامي بالوقوف وراءها.
وفي نفس السياق، أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أنها لا تعلم بعد من المسؤول عن القصف الذي استهدف المستشفى المعمداني في غزة، ولكن تتوقع من الكيان الالتزام بالقانون الدولي في الحرب، لتحمل المقاومة الفلسطينية مسؤولية ما يحدث من دمار في غزة لأنها "تنشر قواتها داخل المستشفيات وهذا ما يظهر وحشيتها ويتسبب في سقوط المزيد من الضحايا"، مبرئة بذلك الاحتلال الصهيوني من الجرائم المرتكبة ضد المدنيين.
ومضى البانتاغون ليضيف أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تضع أي شروط مسبقة لمد الاحتلال الصهيوني بأي أسلحة. مؤكدا أن الولايات المتحدة تعمل مع الاحتلال الإسرائيلي حاليا في ملف إنقاذ الأسرى ومعرفة أماكنهم.
وإن كان الموقف الأمريكي جاء صريحا في دعم الكيان "ظالما أو مظلوما"، فإن الإتحاد الأوروبي تبنى موقفا "منافقا"، حاول فيه تجنب "جرح مشاعر" الكيان.
نفاق أوروبي
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، إن استهداف البنية التحتية المدنية لا يتماشى مع القانون الدولي، مشيرا "نشعر بالفزع إزاء الهجوم المأساوي على المستشفى المعمداني في غزة".
ورأى ميشال أن إجراء تحقيق شامل في واقعة المستشفى ومحاسبة المسؤولين عنها "أمران ضروريان".
من جهتها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إنه لا شيء يسوّغ ضربة على مستشفى مكتظ بالمدنيين في غزة، من دون أن توجه أي لوم لسلطات الاحتلال، في شكل فاضح من سياسة الكيل بمكيالين.
النفاق الأوروبي جسده كذلك المستشار الألماني أولاف شولتز الذي لم يتمكن حتى من إدانة المجزرة، مكتفيا بالقول إن صور الانفجار في مستشفى غزة "روّعتنا"، مشيرا إلى أنه يتعين إجراء تحقيق شامل في ما حدث.
شأنه في ذلك شأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اكتفى بالدعوة إلى حماية المدنيين في غزة، وقال إن الهدنة الإنسانية أمر ملح وضروري. وقال إنه يجب إفساح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون تأخير، قبل أن يتحلى بقليل من الشجاعة ويؤكد أن تدمير المستشفى الأهلي في غزة يمثل خسارة فادحة في الأرواح، وحماية المدنيين تأتي في المقام الأول، "سنعمل مع حلفائنا لمعرفة ما حدث ولحماية المدنيين الأبرياء في غزة".
موقف روسي محتشم
أما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فلم تكن ردة فعله كما كان منتظرا، إذ اكتفى بوصف استهداف مستشفى المعمداني بأنه "مأساة وكارثة إنسانية"، معبرا عن أمله في أن يكون ما جرى إشارة إلى أن الصراع يجب أن ينتهي.
وفي وقت سابق، اقترحت روسيا إضافة التنديد بالهجوم على مستشفى الأهلي المعمداني الذي أسفر عن مقتل المئات، إلى القرار الذي صاغته البرازيل.
وقال دميتري بوليانسكي، نائب مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة، عبر تطبيق تلغرام "اليوم استكملنا التعديل المتعلق باستنكار الغارات على غزة بالتنديد بالغارة على المستشفى الأهلي العربي".
غوتيريش مفزوع.. وفقط!
أما الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فعبر عن شعوره بـ"الفزع" من مجزرة المعمداني، داعيا إلى وقف فوري لإطلاق النار "لأسباب إنسانية"، مطالبا حماس بإطلاق سراح الأسرى الصهيونيين "دون شرط"، وداعيا الكيان السماح بالوصول الفوري للمساعدات إلى غزة.
من جهتها، وجهت كل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وحركة الجهاد الإسلامي، نداءات عاجلة للمجتمع الدولي للتحرك ووقف هذه الجريمة الوحشية، داعيتين إلى النفير العام والخروج إلى الساحات في جميع أنحاء العالم رفضاً للمجزرة وتضامناً مع الشعب الفلسطيني.
المصدر: الخبر
كلمات دلالية: مستشفى المعمدانی فی غزة
إقرأ أيضاً:
مدفعية الاحتلال تقصف المستشفى المعمداني بمدينة غزة / شاهد
#سواليف
قال مراسل الجزيرة إن #مدفعية #جيش_الاحتلال الإسرائيلي قصفت #المستشفى الأهلي_العربي_المعمداني في مدينة #غزة وسط القطاع.
وأفاد المراسل بأن مدفعية الاحتلال الإسرائيلي أطلقت قذيفة على الطابق العلوي في أحد مباني المستشفى، مما أثار حالة من الرعب بين صفوف #المرضى في أقسامه وألحق أضرارا بالطابق المستهدف.
#شاهد | اللحظات الأولى لاستهداف الاحتلال للطابق العلوي في قسم الأشعة بالمستشفى المعمداني بمدينة غزة. pic.twitter.com/ttkYfeuiYR
مقالات ذات صلة القسام تعلن عن اقتحامها نقطة لجيش الاحتلال 2024/12/29 — المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) December 29, 2024ويعدّ المستشفى الأهلي العربي المعمداني الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة بإمكانيات بسيطة، ويناشد المواطنين على مدار الساعة التبرع بالدم لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو تداولها ناشطون ومنصات على وسائل التواصل الاجتماعي الأضرار التي لحقت بالطابق العلوي من المستشفى وتصاعد الدخان منه.
قصف مبنى الأشعة في المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة pic.twitter.com/0KHqWgdckq
— Islam bader (@islambader_1988) December 29, 2024ويأتي استهداف المستشفى المعمداني بعد يوم من اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان في شمال غزة وحرقه وإخراجه تماما من الخدمة، ولم يكتف بذلك، بل احتجز أكثر من 350 شخصا كانوا داخل المستشفى، بينهم 180 من الكوادر الطبية و75 جريحا ومريضا مع مرافقيهم، واقتادهم إلى جهة مجهولة، حسب بيان للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس السبت اعتقال الجيش الإسرائيلي مدير المستشفى حسام أبو صفية غداة العملية التي تسببت في خروج آخر مستشفى رئيسي بمحافظة الشمال من الخدمة بشكل كامل.
وأثار استهداف المستشفيات في غزة إدانة واسعة، إذ قالت منظمة الصحة العالمية إن التفكيك المنهجي للنظام الصحي في قطاع غزة يعد حكما بالإعدام على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المحتاجين إلى الرعاية الصحية.
وأوضحت المنظمة أن الاقتحام الإسرائيلي للمستشفى وحرق أجزاء منه أديا إلى خروج آخر منشأة صحية رئيسية في شمال قطاع غزة من الخدمة.
كما أدانت دول عربية عديدة استهداف المستشفى، وطالبت المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته لوقف تلك الانتهاكات فورا ومحاسبة مرتكبيها وضمان حماية المنشآت المدنية والطواقم الطبية والإنسانية في غزة.