بايدن يخفق في تبديد خطر توسع النزاع في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
أكدت رحلة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى تل أبيب، التي استغرقت سبع ساعات ونصف، الدعم الأمريكي الكامل لإسرائيل، لكنها أخفقت في تحقيق هدف رئيسي آخر يتمثل في كسب دعم الزعماء العرب.
ووسط مؤشرات متزايدة على أن الصراع قد يخرج عن نطاق السيطرة، أوضح بايدن أن الولايات المتحدة ستحمي حليفتها، موجهاً رسالة واضحة إلى المنافسين في المنطقة مثل إيران، للبقاء خارج القتال.
كما حاول تبديد المخاوف بشأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لغزو بري للقضاء على حماس بعدما أسفرت هجماتها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) عن مقتل 1400 إسرائيلي.
#بايدن يدرس طلب تمويل لإسرائيل بـ 10 مليارات https://t.co/HvpFaHdoVM
— 24.ae (@20fourMedia) October 19, 2023وفي طريق عودته إلى واشنطن، قال بايدن إنه حصل على موافقة مصر للسماح لـ 20 شاحنة مساعدات بعبور الحدود، لكنها قد لا تتحرك قبل يوم الجمعة، بعد إصلاح الطريق.
وكان مسؤولون إسرائيليون قالوا إنهم لن يسمحوا بدخول الإمدادات إلا إذا تأكدوا من عدم تحويلها إلى حماس، التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية.
وزاد التحدي الذي يواجهه بايدن في كسب التأييد العربي للهجوم الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، بعد الهجوم الدراماتيكي على مستشفى في غزة.
وأيد الرئيس الأمريكي إسرائيل التي عزت الهجوم إلى إطلاق صاروخي فاشل من جماعة فلسطينية مسلحة.. لكن الزعماء العرب تبنوا رواية سلطات غزة التي تسيطر عليها حماس التي أشارت بالفعل بأصابع الاتهام إلى إسرائيل، وألغوا اجتماعاً مع بايدن في الأردن، كان مقرراً يوم الأربعاء.
وتمكن بايدن من التحدث هاتفياً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في طريق عودته إلى الولايات المتحدة بشأن السماح بوصول المساعدات.
#السيسي و #بايدن يتفقان على أهمية احتواء الموقف في الشرق الأوسط https://t.co/QP65IwSNzo
— 24.ae (@20fourMedia) October 16, 2023وقال بايدن للصحافيين إن الرئيس المصري، الذي كان من بين الزعماء الذين انسحبوا من اجتماع الأردن "لم يكن متردداً على الإطلاق".. وأضاف أنه ضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بشأن هذه القضية.
وقالت سارة باركينسون، أستاذة العلوم السياسية والدراسات الدولية في جامعة جونز هوبكنز، إن "زيارة بايدن اعتبرت بمثابة دعم مطلق للحكومة الإسرائيلية"، وهذا يؤدي بسرعة إلى تآكل العلاقات في المنطقة”.
ولم يكن قرار بايدن تبني تفسير إسرائيل لقصف مستشفى الأهلي في غزة، هو الذي أثار غضباً في المنطقة بل أيضاً كيفية قيامه بذلك، بقوله إن "الفريق الآخر" هو المسؤول عن الحادث، فإن الرئيس الأمريكي قد انحاز بشكل أكثر صراحة إلى إسرائيل.
ولفتت باركينسون إلى أنه "بالنسبة إلى الكثيرين في المنطقة، يبدو أن هذا القرار لا يستند إلى حقائق، وإنما قرار سياسي.. إنه يضع الكثير من حلفاء الولايات المتحدة في موقف صعب للغاية.
وفي تصريحاته، قال بايدن إنه قرر الوقوف إلى جانب إسرائيل بعد الاطلاع على بيانات من البنتاغون، ووفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر نقل المعلومات، التي جاءت من صور الأقمار الاصطناعية للمستشفى واعتراض محادثات حماس، إلى بايدن أثناء الرحلة إلى إسرائيل.. وأعلن البيت الأبيض في وقت لاحق أن تحليله الاستخباراتي أكد ادعاء إسرائيل بأنها ليست مسؤولة عن الانفجار.
وكتب آرون ديفيد ميلر، المفاوض السابق في وزارة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، على وسائل التواصل الاجتماعي: "في الوقت الذي يعاني فيه الإسرائيليون من الصدمة وهم يبحثون عن القيادة والأمل، أعطاهم بايدن ذلك".
إلى ذلك، أعلن بايدن أنه سيقترح حزمة مساعدات "غير مسبوقة" لإسرائيل على الكونغرس هذا الأسبوع.. وقال مسؤولون إن شركة بوينغ تعمل على تسريع تسليم معدات التوجيه بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) للقنابل إلى إسرائيل.
ولكن بعد لقائه برئيس الوزراء نتنياهو وحكومته الحربية، وجه بايدن تحذيراً للقادة الإسرائيليين وهم يخططون للرد.
هل يضع #بايدن "خطوطاً حمراء" أمام #نتانياهو قبل اجتياح #غزة؟ https://t.co/rQOPGBVraF
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023وقال: "احذروا من هذا: عندما تشعرون بالغضب، لا تدعوه يتملككم.. بعد أحداث 11 سبتمبر، شعرنا بالغضب في الولايات المتحدة، وبينما سعينا لتحقيق العدالة وحصلنا عليها، ارتكبنا أخطاء أيضاً"، في إشارة واضحة إلى حروب الولايات المتحدة الطويلة في العراق وأفغانستان.
وغادر بايدن إلى واشنطن ومعه ضمانات محدودة فقط بشأن إمدادات الإغاثة التي يمكن أن تدخل غزة، الأمر الذي قد يزيد من تأجيج التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب.
وأعلن أن الولايات المتحدة سترسل مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار، لكنها ستذهب إلى غزة والضفة الغربية.
قال جوناثان بانيكوف، خبير شؤون الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي: "يشعر الزعماء العرب في جميع أنحاء المنطقة بالقلق بشأن أمنهم القومي أولاً، ولن يكونوا مستعدين لمعارضة المشاعر العامة المناهضة بشدة لإسرائيل".
ومع قول المسؤولين الإسرائيليين إنهم ما زالوا عازمين على المضي في خططهم للقضاء على حماس في غزة، وإنهاء تهديد إيران وجماعة حزب الله بمهاجمة إسرائيل من الشمال إذا فعلوا ذلك، فإن مخاطر نشوب صراع أوسع نطاقاً لا تزال تتزايد.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل حماس أمريكا الشرق الأوسط الولایات المتحدة الشرق الأوسط إلى إسرائیل فی المنطقة فی غزة
إقرأ أيضاً:
على الفاتح يكتب: هكذا نتجاوز قفزات ترامب..!
ربما آن الأوان للإعلان عن تحالف «مصرى سعودى إيرانى تركى» صريح ينقذ الشرق الأوسط من تقلبات صانع القرار فى البيت الأبيض ونفاق الحسابات الدولية.مرة أخرى ينبغى التأكيد أن السابع من أكتوبر (طوفان الأقصى) لم يحرك فقط مياه القضية الفلسطينية الراكدة، وإنما أعاد تشكيل رؤية قادة الشرق الأوسط لخريطة تحالفاتهم.
بل يمكن الذهاب بعيداً بالقول إن التداعيات السياسية لطوفان الأقصى وصلت بتأثيراتها غير المباشرة إلى استراتيجية الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب إزاء إيران ومن ثم الشرق الأوسط.قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣ كان الحديث السائد فى المنطقة يدور حول إمكانية المضى فى مسار التطبيع مع الكيان الصهيونى بمجرد اعترافه بحق الفلسطينيين فى إقامة دولة مستقلة، والشروع فى بدء عملية سياسية بهذا الشأن، وهو ما كان ولا يزال مرفوضاً من قبَل الكيان الصهيونى.
وكان الخطاب الطائفى يروج إلى أن الصراع فى الشرق الأوسط مذهبى بين الدول السنية وإيران الشيعية، إضافة إلى حلفائها فى المنطقة، لكن «طوفان الأقصى»، علاوة على تاريخ ترامب مع المنطقة أثناء ولايته الأولى وسياساته غير الموثوقة، دفع الجميع إلى إعادة قراءة المشهد فى ظل استمرار جرائم الإبادة الصهيونية التى تستهدف تهجير سكان غزة والضفة الغربية، ما يدفع المنطقة حتماً إلى فوضى عارمة ستطول الجميع.
من نتائج هذه القراءة الجديدة زيارة رئيس هيئة أركان الجيش السعودى طهران ولقاء نظيره الإيرانى لتوقيع اتفاقات دفاعية وأمنية، ثم تأكيد ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، خلال القمة العربية الإسلامية، رفض العدوان على إيران والمساس بسيادتها.
فى السياق ذاته يأتى تأكيد زعماء الدول المشاركة فى القمة على أن إقامة الدولة الفلسطينية هى السبيل الوحيد للسلام والاستقرار فى المنطقة وليس مجرد البدء فى مسار مائع نحوها.
بالتوازى مع الخطوة السعودية الإيرانية غير المسبوقة كان «إلون ماسك»، صديق ترامب المفضل، والذى أعلنه وزيراً للكفاءة الحكومية، يلتقى سراً بمندوب إيران لدى الأمم المتحدة السفير «أمير سعيد كرفان».
وبحسب صحيفة «نيويورك تايمز» جرى اللقاء بناء على طلب من إلون ماسك، وتناول سبل نزع فتيل التوتر بين واشنطن وطهران، ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مصدرين إيرانيين إيجابية اللقاء الذى قد يسفر عن تغير فى سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران على عكس المتوقع.
فور إفصاح ترامب عن الأسماء المرشحة لتولى حقائب وزارية فى إدارته الجديدة ساد التشاؤم أوساط غالبية المراقبين بسبب ما عُرف عن تشدد وتطرف غالبية المرشحين المصنفين كصقور فى الحزب الجمهورى، خاصة وزيرى الدفاع والخارجية ومستشاره للأمن القومى؛ فجميعهم من أشد الداعمين للكيان الصهيونى والمؤيدين لمساعيه بشأن ضم الضفة الغربية، والمعادين لإيران ومشروعها النووى.
بالطبع من حق الجميع الشعور بالقلق والتشاؤم، لكن لقاء إلون ماسك مع الدبلوماسى الإيرانى رفيع المستوى يؤشر إلى تغيير لا يمكن تجاهله فى رؤية الرئيس الأمريكى الجديد تجاه الصراع فى الشرق الأوسط.
وصحيح أن «ترامب» لن يسعى إلى تحقيق حل الدولتين بحسب تصريح سفيره المرشح لدى الكيان الصهيونى، ومع ذلك هناك ما يمكن عمله على الأقل لمنعه من دعم أى مسعى صهيونى لضم الضفة الغربية، أو تقنين احتلال قطاع غزة.
قد نرى قفزات متعددة ومتناقضة فى سياسة ترامب تجاه المنطقة، لكن تجاوزها غير مستحيل بإظهار صلابة فى الإرادة السياسية لدى دولها تُكمل ما بدأته المقاومة، وذلك بإعلان تحالف صريح يضم السعودية ومصر وإيران وتركيا عبر اتفاقات ذات أبعاد سياسية واقتصادية وأمنية ودفاعية وثقافية وعلمية.
تحالف يستثمر رغبة ترامب فى إنهاء الحرب ويقنعه بأن ضم الضفة الغربية يُنهى اتفاقات أوسلو ويدفع الأجهزة الأمنية التابع للسلطة الفلسطينية إلى الانضمام لصفوف المقاومة وأن تقنين أى مشروع استيطانى فى غزة لا مستقبل له وتهديد لاتفاق كامب ديفيد للسلام مع مصر، خاصة إذا أصر الكيان على استمرار احتلاله لمحور فيلادلفيا.
من شأن هذا التحالف تخفيض وتيرة الصراع ودفع الاحتلال الصهيونى للتراجع عن مخططاته التوسعية تحت وطأة خسائره الناجمة عن حرب استنزاف طويلة دخلها بالفعل.