أميركا السبب الرئيسي في الحرب الجارية بين إسرائيل وفلسطين
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
انتقد مقال بمجلة فورين بوليسي الأميركية الولايات المتحدة بأنها سبب رئيسي في الحرب الجارية الآن بين إسرائيل وفلسطين. واستهل الكاتب ستيفن والت مقاله بأنه في وقت يحزن فيه الإسرائيليون والفلسطينيون على موتاهم وينتظرون أخبارا عن المفقودين الآن، فإن الميل إلى البحث عن شخص يُلام يكون مستحيلا على الكثيرين مقاومته.
فالإسرائيليون وأنصارهم يريدون لوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)على كل شيء. وأولئك المتعاطفون مع القضية الفلسطينية يرون المأساة باعتبارها النتيجة الحتمية لعقود من الاحتلال والمعاملة القاسية والممتدة التي تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين. ويصر آخرون على أن هناك الكثير من اللوم، وأن أي شخص يرى أن أحدا من الطرفين بريء تماما والآخر مسؤولا وحده، قد فقد أي قدرة على الحكم المنصف.
ويرى الكاتب وولت أنه من المحتم أن يؤدي الجدال حول أي من الأطراف المباشرة الأكثر مسؤولية إلى حجب الأسباب المهمة الأخرى التي لا ترتبط ارتباطا وثيقا بالصراع الطويل بين الإسرائيليين الصهاينة والعرب الفلسطينيين. ومع ذلك ينبغي ألا تغيب عن بالنا هذه العوامل الأخرى حتى أثناء الأزمة الحالية، لأن آثارها قد يستمر صداها بعد فترة طويلة من توقف القتال الحالي.
وركز والت على 5 من الأحداث الحاسمة التي رأى أنها ساعدت في الوصول إلى الأحداث المأساوية التي وقعت في الأسبوعين الماضيين.
حرب الخليجواعتبر أن حرب الخليج عام 1991 هي البداية، إضافة إلى تداعياتها المتمثلة في مؤتمر مدريد للسلام، عندما برزت الولايات المتحدة كقوة خارجية بلا منازع في شؤون الشرق الأوسط، وبدأت تحاول بناء نظام إقليمي يخدم مصالحها.
ورغم أن مدريد لم يسفر عن نتائج ملموسة، ناهيك عن اتفاق سلام نهائي، فإنه أرسى الأساس لمحاولة جادة لبناء نظام إقليمي سلمي. لكنه تضمن أيضا عيبا مشؤوما هو الذي زرع بذور الكثير من المتاعب في المستقبل.
فإيران لم تُدع للمشاركة في المؤتمر، وردت على استبعادها بتنظيم اجتماع لقوى "الرفض" والتواصل مع الجماعات الفلسطينية -بما فيها حماس والجهاد الإسلامي– التي تجاهلتها في السابق. وهو ما اعتبره ردا إستراتيجيا من جانب طهران وليس أيديولوجيا، بمعنى أنها سعت إلى أن تثبت للولايات المتحدة وغيرها أن باستطاعتها عرقلة جهودهم لإنشاء نظام إقليمي جديد، إذا لم تؤخذ مصالحها في الاعتبار.
وكان الحدث الحاسم الثاني هو المزيج المشؤوم من هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 الإرهابية والغزو الأميركي اللاحق للعراق في عام 2003، حيث لم يكن قرار الغزو مرتبطا إلا بشكل عرضي بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، رغم دعم العراق في عهد حزب البعث للقضية الفلسطينية بعدة طرق.
وما نجم عن ذلك، مع الأسف، كان مستنقعا مكلفا في العراق وتحسنا كبيرا في موقف إيران الإستراتيجي. وأثار هذا التحول في ميزان القوى في الخليج قلق السعودية ودول الخليج الأخرى، وبدأت تصورات التهديد المشترك من إيران في إعادة تشكيل العلاقات الإقليمية بطرق مهمة، بما في ذلك من خلال تغيير علاقات بعض الدول العربية مع إسرائيل.
وبعد فوات الأوان، كان الحدث الرئيسي الثالث آنذاك هو تخلي الرئيس الأميركي دونالد ترامب المصيري عن خطة العمل الشاملة المشتركة لعام 2015 الخاصة بالملف النووي مع إيران وتبنيه سياسة "أقصى ضغط" بدلا من ذلك.
اتفاقات أبراهاموكان لهذا القرار الأحمق، وفق رأي الكاتب، العديد من الآثار المؤسفة، حيث سمح ترك خطة العمل المشتركة لإيران بإعادة تشغيل برنامجها النووي، وأدت حملة "أقصى ضغط" إلى مهاجمة إيران شحنات النفط ومرافقه في الخليج والسعودية، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.
والتطور الرابع كان ما أطلق عليه "اتفاقات أبراهام"، التي أشار النقاد إلى أنها لم تفعل سوى القليل نسبيا لتعزيز قضية السلام لأن أيا من الحكومات العربية المشاركة لم تكن معادية لإسرائيل أو قادرة على إيذائها. وحذر آخرون من أن السلام الإقليمي سيظل بعيد المنال طالما ظل مصير 7 ملايين فلسطيني يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية بدون حل.
وأما العامل الخامس فليس حدثا واحدا، بل هو فشل الولايات المتحدة الدائم في إنهاء ما يسمى "عملية السلام" بنجاح. فقد احتكرت واشنطن الإشراف على عملية السلام منذ اتفاقات أوسلو، ولم تؤد جهودها المختلفة إلى أي مكان في النهاية.
وعلق الكاتب بأنه لسوء حظ الولايات المتحدة، فإن هذه الأحداث الخمسة وتأثيرها على المنطقة توفر ذخيرة قوية للموقف الانتهازي (كما سارع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإشارة إليه الأسبوع الماضي).
واختتم مقاله بأن لا يوجد أمن لإسرائيل ولا أمن ولا عدالة للفلسطينيين. وهذا ما نجنيه عندما نترك واشنطن تدير كل شيء. ومهما كانت نواياهم، فقد أظهر لنا قادة الولايات المتحدة مرارا وتكرارا أنهم يفتقرون إلى الحكمة والموضوعية لتحقيق نتائج إيجابية، ولا حتى لأنفسهم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
مصدر عماني: إيران وامريكا أقرب إلى اتفاق من أي وقت مضى
29 مارس، 2025
بغداد/المسلة: كشف مصدر عماني مطلع أن إيران قبلت مبدأ التفاوض مع الولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن التوصل إلى اتفاق بات قريبًا.
وأكد المصدر أن هناك إرادة غير مسبوقة لحل الخلافات بين الطرفين، لم تُشاهد من قبل طوال سنوات الوساطة العمانية بين طهران وواشنطن. وأوضح أن مسألة المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة تعدّ “اعتبارًا إعلاميًا” تستخدمه إيران لإدارة أوضاعها الداخلية، لافتًا إلى أن رد طهران عبر عمان يأتي في سياق السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن القضايا الإقليمية.
وأضاف المصدر أن موقع عمان كوسيط يظل محايدًا على عكس الإمارات، مشيرًا إلى أن السلطنة ليست عضوًا في اتفاقيات أبراهام، ولا تواجه نزاعات حدودية مع إيران، مما يقلل من احتمال تدخل إسرائيل في المحادثات الجارية في مسقط.
وفي ردها على الولايات المتحدة، شددت طهران على استعدادها للحوار شريطة أن تكون المفاوضات قائمة على “الاحترام المتبادل”، مؤكدةً أنها مستعدة لاتخاذ خطوات إضافية في هذا الإطار. وأشار المصدر إلى أن هذا الموقف الإيراني يمثل تحولًا، حيث كانت طهران قد رفضت سابقًا طلبًا مماثلًا حمله رئيس وزراء اليابان السابق، شينزو آبي.
ونشرت وسائل اعلام عربية وشخصيات إيرانية سياسية، اليوم السبت، النص الكامل لرسالة الرئيس الأمريكي دونالدترامب، الى المرشد الأعلى السيدعليخامنئي، والتي تضمنت فتح باب الحوار لاتخاذ خطوة نحو السلام، كما تضمنت تحذيرا من تفويت الفرصة.
وجاء في نص الرسالة المترجمة دون تصرّف:
جناب آية الله خامنئي
مع الاحترام لمكانة قيادتكم ولشعب إيران، أكتب لكم هذه الرسالة بهدف فتح آفاق جديدة لعلاقاتنا، بعيدًا عن سنوات النزاع وسوء التفاهم والمواجهات غير الضرورية التي شهدناها في العقود الماضية. لقد حان الوقت لنترك وراءنا العداء ونفتح صفحة جديدة من التعاون والاحترام المتبادل. اليوم أيضًا، هناك فرصة تاريخية أمامنا.
الولايات المتحدة الأميركية تحت قيادتي مستعدة لاتخاذ خطوة كبيرة نحو السلام ورفع التوتر. نستطيع معًا إزالة العقوبات، وتمكين الاقتصاد الإيراني، وفتح أبواب التعاون بين بلدينا، ليس فقط لمصلحة شعبينا، بل لمصلحة الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط والعالم أجمع.
لكنني أحذّركم، إذا رفضتم هذه اليد الممدودة، وإذا اختار النظام الإيراني مسار التصعيد، والدعم المستمر للتنظيمات الإرهابية، والمغامرات العسكرية، فإن الرد سيكون حاسمًا وسريعًا. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات نظامكم لشعبنا أو لحلفائنا.
السلام ليس ضعفًا، وإنما هو خيار الأقوياء. والشعب الإيراني شعب عظيم يستحق مستقبلاً أفضل، بعيدًا عن العزلة والفقر والمعاناة.
إذا كنتم مستعدين للتفاوض، نحن مستعدون أيضًا. لكن إذا استمريتم في تجاهل مطالب العالم، فسيسجل التاريخ أنكم فوّتم فرصة عظيمة.
مع الاحترام،
دونالد جي. ترامب”
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts