سلاح الضعفاء.. لوموند: الإرهاب مفهوم غامض وسياسي بالدرجة الأولى
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن "الإرهاب" الذي ولد مع الثورة الفرنسية في ظل الخوف من الدولة لم يلق حتى اليوم تعريفا دقيقا ومقبولا عند الجميع، لا من قبل الأمم المتحدة ولا المحكمة الجنائية الدولية، ومع ذلك يستلزم وصف "الإرهابي" تطبيق نظام قانوني محدد لا يتقيد بالقانون العام.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مارك سيمو- أن الإرهاب ليس واحدا، بل إرهاب مختلف في أساليب عمله وفي أهدافه، إذ قد يكون الإرهاب عملا فرديا أو فعل مقاومة للمستعمر، وقد يكون من أقصى اليمين أو أقصى اليسار.
ويرى رئيس مختبر أبحاث الدفاع في المعهد الدولي لبحوث الحرب إيلي تينينباوم أن "الإرهاب ليس أيديولوجية، ولكنه أسلوب عمل يمكن أن يخدم الأيديولوجيات على تنوعها".
سلاح الضعفاء
يرتبط الإرهاب ارتباطا وثيقا بالعنف الثوري الذي يدمر العالم القديم وممثليه، وقد تبنته بهذا المفهوم طوال القرن الـ19 مجموعة من الفوضويين الذين فضلوا "الدعاية بالأفعال"، إضافة إلى الشعبويين الروس، لكن الكلمة قد اتخذت الآن معنى عكسيا لترتبط بإستراتيجية الاحتجاج العنيف ضد الدولة باسم الطبقات المستغلَّة ثم باسم الشعوب المضطهدة في نضالها ضد الاستعمار، ولذلك يطرح الإرهاب نفسه باعتباره سلاح الضعفاء حتى لو استغلته بعد الأنظمة لمصالحها، وهذا ما يمكن أن يسمى إرهاب الدولة.
وتفسر أوجه الغموض هذه إلى حد كبير استحالة التوصل إلى تعريف دولي مشترك، إذ تنتقد الأنظمة الاستبدادية مفهوم الأمم المتحدة الذي يضيق مجال الإرهاب، لأنها ترغب في أن تكون قادرة على وصف أي شكل من أشكال الاحتجاج الداخلي بأنه "إرهاب"، في حين أن منظمات حقوق الإنسان وكذلك حركات التحرر الوطني تشعر بالقلق من المعنى الواسع للإرهاب.
ولأن "الإرهاب" وصم يراد به دائما نزع الشرعية عن معركة صاحبه فإنه لم يكن من الممكن الاتفاق على تعريفه بدقة، وبالتالي تبناه رؤساء الدول والحكومات لما له من طابع سياسي، خاصة أنه يستلزم تطبيق نظام تشريعي محدد لا يتقيد بالقانون العام.
وكانت السلطات الفرنسية أول من أدخل تعريفا قانونيا للإرهاب عام 1986، حيث وصفته بأنه "عمل فردي أو جماعي يهدف للإخلال الخطير بالنظام العام من خلال التهديد أو الترويع"، ليصبح هذا المفهوم أساسا لتصنيف منظمة معينة "إرهابية" بعد أن تبنته بعض الدول الأوروبية، وعلى هذا الأساس تضم القائمة الأوروبية الفرع العسكري لحزب الله اللبناني وحزب العمال الكردستاني التركي وتنظيم الدولة الإسلامية وغيرها.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ما دلالات تأخر السفير الإيراني في تلبية استدعائه من قبل لبنان دبلوماسيًا وسياسيًا؟
استدعت وزارة الخارجية والمغتربين السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني حول ما كتبه على منصة إكس حول السلاح. وتضمن أن “نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول” وأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة، لكن السفير الإيراني أرجأ حضوره لموعد آخر، إذ أنه لم يلبِ الاستدعاء فورًا ، إلا انه حضر امس الخميس الى وزارة الخارجية ملبياً الاستدعاء.
وتقول مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، أن عدم تلبية الاستدعاء بالمطلق يخالف أصول العلاقات الديبلوماسية بين الدول والقانون الدولي. ولا يمكن للسفير المُستدعى إلا أن يحضر إلى وزارة الخارجية في الدولة التي استدعته. وفي الوقت نفسه فإن عدم الحضور وطلب موعد آخر ممكن أن يحصل وهذا لا يخالف الأصول. والسفير تبلّغ التقيد بالاصول الديبلوماسية الموجودة في اتفاقية ڤيينا للعلاقات الديبلوماسية.
إنما في المعنى السياسي للخطوة التي قام بها السفير بإرجاء حضوره، هناك رسالة إيرانية في حد ذاتها ولو أنها غُلفت بحجة ما أو سبب ما مقبول لناحية الأصول. وهذه الرسالة تأتي في سياق ما تشهده العلاقات الثنائية اللبنانية-الإيرانية غداة البدء بتنفيذ وقف إطلاق النار بعد الحرب الإسرائيلية على “حزب الله”، والتزام لبنان بالاتفاق وتنفيذ القرار ١٧٠١ والقرارات ذات الصل، ولا تنفصل عنها.
إذ أن هذه العلاقات تشهد توترًا لا يمكن إخفاؤه بسبب عدم قدرة إيران حتى الآن من استيعاب ما حصل ل”حزب الله” نتيجة الحرب. وهي تحاول محاسبة السلطة اللبنانية على سعيها لبسط سلطتها وشرعيتها على كامل الأراضي اللبنانية.
في حين أن دولاً أخرى، كما تقول المصادر، لكانت بدلاً من الاستدعاء نتيجة التدخل في الشأن الداخلي والتشجيع على الاستمرار في حمل السلاح غير الشرعي، لكانت اعتبرت السفير وفق ما تنص عليه معاهدة ڤيينا للعلاقات الدولية “شخصاً غير مرغوب به” أيpersona non grata” “، لا سيما وأن السلاح خارج سلطة الدولة يهدد السلم الأهلي، والسلام بين الدولة وجيرانها من الدول. وفي حالة لبنان يعرض البلد لخطر عدوان إسرائيلي جديد بالكاد استطاعت الجهود الدولية مجتمعة أن توقف الحرب الإسرائيلية على “حزب الله” . وهذه الحرب اليوم، يتم التهديد بعودتها في حال أُطلق أي صاروخ أو عمل عسكري من الأراضي اللبنانية. وهذا ما أعاد التأكيد عليه قبل أيام قليلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشكل حازم.
لبنان لا يريد أي توتر في علاقاته مع إيران أو مع أية دولة. لكن في الوقت نفسه يريد من إيران وكل الدول احترام سيادته واستقراره وأمنه والسلم الأهلي فيه. الا ان السفير الايراني وبعد استدعائه، عاد ليؤكد على احترام بلاده للسلم والاستقرار ولسيادة لبنان
- صوت بيروت