دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في عام 2023، ليس من الصعب تخيل أننا نعيش في نهاية الزمان، في خضم أحداث مناخية مروعة على مدار العام في جميع أنحاء العالم.

ومنذ مطلع الألفية، كان هناك "ارتفاع مذهل في الكوارث المرتبطة بالمناخ"، وفقا لما ذكرته للأمم المتحدة.

وخلال الفترة بين عامي 2000 و2019، تأثر 3.

9 مليار شخص بـ 6،681 كارثة مرتبطة بالمناخ، مقارنة بـ 3.2 مليار تأثروا بـ 3،656 بمثل هذه الأحداث بين عامي 1980 و1999.

ومن خلال مطاردة العواصف، ترمي شابة كويتية بنفسها في طريق بعض أقوى الأحداث المناخية والأكثر تدميرًا على الكوكب، لتوثق صورًا يمكن أن تساعدنا في فهم أسباب حدوثها والتنبؤ بها.

الصايغ تلتقط صوراً للعواصف حول العالم. هنا، تتشكل سحابة خارقة بشكل ينذر بالسوء فوق الحقول في نبراسكا، عام 2018.Credit: Sarah Hasan Al-Sayegh

ورغم كونها تعمل كمحاسبة، إلا أن سارة حسن الصايغ تطلق على نفسها لقب أول مطاردة عواصف كويتية عربية.

وعندما لا تكون منشغلة بتحليل الأرقام، تقوم الصايغ بتتبع العواصف الشديدة، لتصوير جمال الطبيعة، وتوثيق أنظمة الطقس المتغيرة.

تصوير تغيرات الطقس تعتبر مطاردة العواصف هواية خطيرة، لكن الصايغ تقول إن لديها دائمًا خطة للهروب، في هذه الصورة، هبوب تجتاح الطريق السريع في مدينة الجهراء بالكويت، عام 2018.Credit: Sarah Hasan Al-Sayegh

وقبل أن تبدأ رحلتها بمطاردة العواصف، كانت الصايغ، التي تبلغ من العمر 40 عاماً، تلتقط صوراً للمناظر الطبيعية ومناظر المدينة كهواية. وقد اشتعلت حماستها لرصد الظواهر الجوية بمحض الصدفة.

وفي عام 2011، خرجت الصايغ لتصوير المناظر الطبيعية. وتتذكر الصايغ قائلة: "فجأة، هبت عاصفة ترابية هائلة باتجاهي، وقد انبهرت بها".

وتشرح قائلة: "الهبوب يعد مصطلحا عربيا... متمثل في سحابة غبارية تشبه الجدار تتشكل عندما يكون هناك تيار منخفض قادم من الشمال".

وتضيف: "قلت لنفسي كيف حدث ذلك؟ كيف يعقل ذلك؟ منذ تلك اللحظة أصبحت مفتونة بها.

يمكن لمطاردي العواصف توفير بيانات قيمة على الأرض لدراسة الأرصاد الجوية. في هذه الصورة، سحابة خارقة تزين سماء ولاية تكساس، في عام 2021.Credit: Sarah Hasan Al-Sayegh

ومنذ ذلك الحين، تقوم الصايغ بتصوير العواصف التي تجتاح الكويت وشبه الجزيرة العربية.

وتقول: "أريد أن أعرف كيف تحدث العواصف والأعاصير".

وحتى من دون أن تمتلك خلفية في علم المناخ، لاحظت الصايغ التغيرات التي تحدث في أنماط الطقس في الشرق الأوسط.

وتُوضح: "لقد جعلتني مطاردة العواصف أرى العالم أكثر. وقد ساعدني ذلك على إدراك أن تغير المناخ أمر حقيقي وخطير".

تأمل الصايغ أن ترى النساء العربيات الأخريات صورها ويشعرن بالتمكين لخوض مغامرة مطاردة العواصفCredit: Sarah Hasan Al-Sayegh

وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عدداً من الظواهر الجوية المتطرفة خلال السنوات الأخيرة. وفي شهري مارس/آذار وأبريل/نيسان من عام 2019، دمرت الفيضانات الغزيرة أجزاء من إيران، والعراق، وسوريا.

وفي العام الماضي، ضربت العواصف الرملية المنطقة من دبي إلى سوريا، وكان العراق الأكثر تضررا بشكل خاص.

ويقول الخبراء إن العواصف الرملية تحدث بوتيرة غير مسبوقة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تغير المناخ.

تصف الصايغ نفسها بأنها أول مطاردة عواصف كويتية عربية. في الصورة، يلوح "هبوب" أو سحابة من الغبار باللون الأحمر الداكن فوق مدينة الكويت في عام 2011Credit: Sarah Hasan Al-Sayegh

وفي هذا الشهر، قُتل نحو 4 آلاف شخص بسبب الفيضانات في ليبيا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، نتيجة تساقط الأمطار الغزيرة التي جلبتها العاصفة دانيال.

وتقول الصايغ: "خلال السنوات الخمس أو الست الماضية، كانت هناك أعاصير في المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، وكذلك في الكويت"، مشيرة إلى أن مطاردي العواصف يمكنهم أن يساعدوا في تقديم معلومات للأرصاد الجوية. مع ذلك ترى أنهم لا يُؤخذون على محمل الجد في الشرق الأوسط.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: التغيرات المناخية الطقس صور فی عام

إقرأ أيضاً:

العواصف الرملية وزحف الرمال يهددان شنقيط وتاريخها

على مدى قرون احتضنت مدينة شنقيط الموريتانية تاريخا إسلاميا عريقا، وإلى هناك توافد الشعراء والعلماء والفقهاء إلى الحاضرة إذ كانت مركزا تجاريا عبر الصحراء الكبرى، وتضم أكثر من 12 مكتبة وآلاف المخطوطات، لكن المدينة التاريخية الآن في مواجهة قاسية مع الرمال المتحركة.

تعد شنقيط واحدة من أربعة مواقع مدرجة على قائمة التراث العالمي ليونسكو في موريتانيا، فمنازلها المبنية من الحجارة الجافة والملاط الطيني ومساجدها ومكتباتها، تحتوي على بعض أقدم النصوص والمخطوطات القرآنية في غرب أفريقيا، وتغطي موضوعات متنوعة من القانون إلى الرياضيات.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بصمة كربونية عالية لهاتفك الذكي.. ماذا تفعل؟list 2 of 2تغير المناخ يهدد إنتاج القهوة.. هل يقدم جنوب السودان حلا؟end of list

وتقلصت المساحات الصالحة للزراعة في شنقيط حتى أصبحت لا تزيد عن 0.5% من مساحتها الكلية، ومع ذلك تتعرض هذه المساحة الصغيرة لزحف الرمال باستمرار لتصل إلى وسط المدينة.

كما تغطي الرمال المتحركة قلب المدينة القديمة، التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن، ومع ارتفاع درجات الحرارة والجفاف في العالم، تتسبب العواصف الرملية في تساقط كميات كبيرة من الكثبان الرملية على شوارع شنقيط ومنازلها، مما يؤدي إلى غمر بعضها بالكامل.

وتحاول مشاريع زراعة الأشجار إبعاد الرمال الغازية، ولكن حتى الآن لم تنجح في تخفيف المخاوف بشأن المستقبل.

العواصف الرملية تدفع السكان إلى الهجرة من مدينة شنقيط (الأناضول) كارثة بيئية

ويشعر المسؤول المحلي، ملينين ميد الولي، بالألم إزاء المخاطر التي تهدد السكان والتاريخ الذي تحتويه معالم شنقيط. وقال "إن الأمر يشبه مشاهدة كارثة طبيعية بالحركة البطيئة".

إعلان

ويقول الولي، رئيس جمعية إدارة الواحات التشاركية المحلية: "إنها مدينة محاطة بمحيط من الرمال يتقدم كل دقيقة. هناك أماكن أسير فيها الآن وأتذكر أنها كانت أسطح منازل عندما كنت طفلا".

ووفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2024 عن التصحر، أصبح أكثر من ثلاثة أرباع مساحات الأرض أكثر جفافا في العقود الأخيرة.

وقد أدى الجفاف إلى عدم قدرة النباتات والبشر والحيوانات على البقاء. فهو يحرم الأراضي من الرطوبة اللازمة لاستدامة الحياة، ويقتل المحاصيل ويمكنه أن يُحدث عواصف رملية وحرائق غابات.

ويشعر العلماء وصناع السياسات بالقلق من الجفاف وتدهور التربة في المناطق التي كانت خصبة في السابق وأصبحت تدريجيا أراضيَ قاحلة، وليس المقصود هنا المناطق الواقعة في عمق الصحراء الكبرى.

ومع ذلك فإن تغير المناخ في شنقيط يؤدي إلى العديد من العواقب الوخيمة التي حذر منها المسؤولون، فالأشجار تذبل، والآبار تجف، وسبل العيش تختفي.

منظر عام لمبنى منهار هجره أصحابه نظرا للعواصف الرملية في شنقيط (الأناضول) الصمود الصعب

يجد مزارعو التمور مثل سليمة ولد سالم البالغ من العمر 50 عاما صعوبة متزايدة في سقي أشجار نخيلهم، ويتعين عليهم الآن نقل المياه من الخزانات لسقيّها، وتقليمها بشكل أكثر دقة للتأكد من جودة محاصيلها. وقبل سنوات كانت المنطقة التي يقطنها سالم مليئة بالعائلات، لكنها نزحت تدريجيا لقساوة الطبيعة وصعوبة العيش.

وتسد الرمال الآن المدخل المؤدي إلى منزله، كما أصبح بيت الضيافة القريب الذي بناه مستثمر بلجيكي قبل عقود من الزمان مغمورا جزئيا بكثيب رملي متموج ذي لون أصفر نحاسي.

ورغم رحيل كثيرين، فإن سالم لا يزال صامدا مع أن منزله لم يعد حصنا منيعا،وأصبح عرضة لأن تبتلعه الصحراء، وهو يقول: "نحن نفضل البقاء هنا، إذا غادرت، سيختفي مكاني".

كانت أشجار الأكاسيا والصمغ والنخيل في الماضي تحمي المنطقة من الكثبان الرملية، ولكنها اختفت تدريجيا. وماتت هذه الأشجار، إما عطشا أو بعد أن قطعها السكان الذين يحتاجون إلى الحطب أو أوراق الشجر لتتغذى عليها قطعانهم.

إعلان

ويقول محمد الأمين بهاني، وهو مدرس متقاعد من سكان شنقيط، إن العواصف الرملية ليست جديدة ولكنها أصبحت أكثر إزعاجا، حيث تتقدم بوصات أو أقداما في الأحياء الواقعة على حافة المدينة. ويستخدم السكان البغال والعربات لإزالة الرمال لأن شوارع المدينة القديمة ضيقة للغاية، بحيث لا تستوعب السيارات أو الجرافات، وعندما تتراكم الرمال كثيرا، يبني بعضهم جدرانا جديدة على الهياكل القائمة.

البقاء في مدينة شنقيط يزداد صعوبة على السكان في ظل تدهور الأوضاع المناخية (الأناضول) الأحزمة الخضراء

وقال بهاني: "عندما تزيل الغطاء النباتي، فإن ذلك يمنح الكثبان الرملية فرصة لتصبح أكثر نشاطا، لأن الغطاء النباتي في النهاية، هو الذي يصمد في وجه الرمال حتى لا تتحرك كثيرا".

وبسبب نخفاض هطول الأمطار، تموت الأشجار، وتزحف الرمال إلى المدينة. ومع غمر الرمال أشجار الأكاسيا، يلجأ بعض الرعاة إلى قطع أشجار النخيل لإطعام قطعانهم، مما يزيد من تعطيل النظام البيئي واقتصاد زراعة التمور.

ويرى بهاني، أن الرمال تثير أيضا مخاوف تتعلق بالصحة العامة للمجتمع الذي يتنفس الغبار. وهو يعتقد أن الحل يكمن في زراعة المزيد من الأشجار في الأحياء وعلى طول محيط المدينة.

وقد تم اقتراح مثل هذه "الأحزمة الخضراء" على نطاق القارة بأكملها مثل "السور الأخضر العظيم" في أفريقيا وكذلك محليا، في مدن مثل شنقيط.
كما طرحت وزارة البيئة ووزارة الزراعة في موريتانيا بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية الممولة من أوروبا مشاريع لزراعة الأشجار لعزل مكتبات المدينة وما فيها من مخطوطات مخطوطاتها عن الصحراء الزاحفة.

ورغم إعادة زراعة بعض الأشجار، إلا أن هناك مؤشرات قليلة على أنها ساهمت في وقف زحف الصحراء. فقد يستغرق الأمر سنوات حتى تنمو الجذور الرئيسية بعمق كافٍ في الأرض للوصول إلى المياه الجوفية، حيث تنتظر شنقيط قدرها وسط زحف الرمال المستمر. وفي هذا السياق يقول ملينين ميد الولي: "نحن مقتنعون بأن التصحر هو قدرنا. ولكن لحسن الحظ، لا يزال هناك أشخاص مقتنعون أيضا بإمكانية مقاومته".

إعلان

مقالات مشابهة

  • برلمانية: البيان الختامي عكس موقف عربي موحد في وجه العواصف
  • النيابة العامة تدافع عن موقفها بوضع قاصر في مركز للأحداث مع ارتفاع عدد المتهمين المعتقلين في "قضية جراندو"
  • عواصف ترابية تضرب اليمن وتحذيرات من تداعيات واسعة النطاق
  • العواصف الرملية وزحف الرمال يهددان شنقيط وتاريخها
  • إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
  • مطاردة وتبادل إطلاق نار وسقوط قتيل
  • الصايغ: لا احد سيتحمل مسؤولية حماية البلد بعد اليوم الا الجيش
  • مارس.. شهر التقلبات المناخية والبرد في السعودية
  • سحر رامي تروي تفاصيل الانتقادات القاسية في بداياتها الفنية
  • سهر الصايغ تخطف الأنظار بـ«برنسة».. ومصطفى شعبان يواصل التألق في «حكيم باشا»|شاهد