مفتي جزر القمر: القيم والأخلاق الإسلامية تحمي الإنسان من كل الانحرافات الفكرية والسلوكية
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
قال فضيلة الشيخ أبو بكر سيِّد عبد الله جمل الليل، مفتي جمهورية القمر المتحدة: إنَّ درجةَ الفتوى في سُلَّمِ الشَّريعَةِ مُنِيْفَةٌ، وَمَرْتَبَةَ صَاحِبِهِ مَرْتَبَةٌ شَرِيْفَةٌ، وَلِهَذَا؛ نَاسَبَ أَنْ تَقْتَرِنَ بِالأَخْلاَقِ الفَاضِلَةِ وَالعَادَاتِ الحَسَنَةِ، وقدْ عنِيَ الإسلامُ بالأخلاق عنايةً بالغة.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الثانية من فعاليات المؤتمر والتي جاءت تحت عنوان "الفتوى والتحديات الفكرية والأخلاقية" مضيفًا أنه بالأخلاق إنما تُبْنَى الحضارات وتستمِر، وقيمَةُ المرءِ في الحقيقة تُقدّر بأخلاقه وأعماله، لا بجسمه وصورته ولا بماله، والناسُ جميعًا بفطرتهم الكريمة وَقِيَمِهِم النَّبيلة لا يملكون سوى احترام صاحب الخُلُقِ الحَسَن، سواءٌ أكان شخصًا أم أمَّة.
وشدد على أن القِيَم والأخلاق الإسلاميَّة هي التي تحمي الإنسانَ من كلِّ الانحرافات الفكرية والسلوكية والجرائم المتنوّعة، وتنقذه من الأزمات النفسيَّة والمشكلات الصحية، وتوفر له السعادة والرضا، كما أنَّ الأخلاق الفاضلة هي التي تحمي المجتمع من كلِّ المصائب، وتوفّر لكلِّ أفراده الأمن والاستقرار.
وأضاف فضيلته أن هذه الأمَّة لا يستقيمُ حالها على الاستقامة الكاملة إلاَّ إذا سارت على النهج الواضح الذي تركها عليه نبيُّها صلى الله عليه وسلم فلا تضلُّ أبدًا ما دامت متمسِّكةً به، وهو كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وأشار إلى أنَّ أهمية الفتوى وحاجة الناس إليها مِنْ أهمِّية الدِّيْن، فإذا كان الدِّينُ كالماء للناس ولا حياة كريمة في الدنيا والآخرة بدون الالتزام بهذا الدين الحنيف؛ تكون الفتوى هي الوعاء الذي يُسْقَى النَّاسُ به هذا الماء.
وأوضح أن الفتوى لكي تقوم بدَورها التامِّ في استقرار المجتمع وإعمار الأرض؛ وجب أن تكونَ الفتوى داعمة ومتضمِّنة لمكارم الأخلاق ومحاسن الصِّفات والعادات، التي هي وسيلةٌ للنهوض بالأمّة؛ فإنَّ النهوضَ والتقدُّم يكون نتيجة سيادة الأمن والاستقرار في المجتمع، ولا يتحقَّق ذلك إلاَّ بانتشار الأخلاق الطَّيبة وروح التعاون.
وختم فضيلته كلمته قائلًا ينبغي للمفتي أن ينشر الآداب السلوكية من خلال التحلي بها، كالرِّفق وحسن التعامل مع المستفتين؛ اقتداءً بسيِّد المرسلين سيِّدنا محمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؛ فبالرِّفق تسهل الأمور، ويتَّصل بعضها ببعض، وبه يجتمع ما تشتت، ويأتلف ما تنافر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مفتي جزر القمر مؤتمر دار الإفتاء العالمي
إقرأ أيضاً:
«البحوث الإسلامية»: اختبارات تحريرية وشفوية لأعضاء لجان الفتوى لرفع كفاءتهم العلمية
عقد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، اليوم، اختبارات تحريرية وشفوية لأعضاء لجان الفتوى الرئيسة والفرعية من محافظات: القاهرة، الجيزة، القليوبية، شمال وجنوب سيناء، الإسماعيلية، بورسعيد، السويس، الفيوم، بني سويف، كمرحلة أولى؛ وذلك بكلية أصول الدين بالقاهرة .
اختبارات تحريرية لأعضاء لجان الفتوىوقال الدكتور محمد الجندي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الاختبارات انطلقت في إطار توجيهات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بدعم وتطوير لجان الفتوى، وتنفيذًا لخطة المجمع لمواجهة فوضى الفتاوى التي تصدر عن غير المؤهلين لها لحماية المجتمع من النتائج السلبية للفتاوى المضللة التي تخالف التعاليم السمحة للإسلام، والتي يتصدر لها غير المتخصصين أحيانًا، مضيفًا أن الاختبارات تستهدف تشجيع الوعاظ على رفع كفاءتهم العلمية في جانب الإفتاء، واستشعار المسؤولية تجاه القضايا المجتمعية المختلفة التي ترتبط بواقع الناس وحياتهم، ومتابعة المتغيرات على المستوى المجتمعي.
أهمية فهم الفتاوى الواردة لأعضاء لجنة الفتوىوأوضح الجندي أن أعضاء لجان الفتوى يقع عليهم مسؤولية كبيرة في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمع، نظرًا لتنوع الفتاوى الواردة إليهم بين العبادات والمعاملات والأحوال الشخصية والمواريث، والمسائل المستجدة والمعاصرة والتي تشكل جزءًا مهمًا من احتياجات الناس واستفساراتهم اليومية، وتتطلب منهم أن يكونوا على مستوى عال من الفقه والفهم والمعرفة لواقع الحال للإجابة على هذه الاستفسارات بشكل مبسط بعيدًا عن فوضى الفتاوى والفتاوى الشاذة.
من جانبه، قال الدكتور محمود الهواري الأمين المساعد للدعوة والإعلام الديني بالمجمع، إن المجمع يتبعه نحو 240 لجنة فتوى منتشرة على مستوى مدن ومحافظات الجمهورية، حيث تستقبل هذه اللجان أسئلة الجمهور وتجيب عليها بما يجلى سماحة ويسر ووسطية الإسلام، ويجسد رؤية الأزهر الشريف في أمور الفتوى وما تطلبه من مراعاة المكان والزمان والحال والمآل، وبما يضمن ضبط المسائل الخطيرة التي نتج عنها تفسير نصوص الدين بصورة غير صحيحة وحمله على غير مراده.