سلط الزميل لشؤون الشرق الأوسط بمعهد "بيكر للسياسة العامة" بجامعة رايس الأمريكية، كريستيان كوتس أولريشسن، الضوء على موقف السعودية من التطبيع مع إسرائيل في ظل تطورات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، مشيرا إلى أن اقتراب الرياض وتل أبيب من إبرام اتفاق تطبيع تلقى ضربة قوية بعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وذكر أولريشسن، في تحليل نشره بموقع "ذا كونفرسيشن" وترجمه "الخليج الجديد"، أن المخاوف من انتشار الصراع تشكل خلفية للدبلوماسية المحمومة في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، لإسرائيل في 18 أكتوبر/تشرين الأول، وهي المخاوف التي تهدد بتقويض ركيزة أساسية في أجندة السعودية الخارجية والمحلية: "الحد من المخاطر" الإقليمية.

وأضاف أنه مع عزم ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، على تنفيذ "رؤية 2030"، وهو برنامج اقتصادي واجتماعي وثقافي طموح، وتطوير المملكة كوجهة للسياحة والاستثمار، فإن تجدد عدم الاستقرار الإقليمي هو آخر ما يحتاجه.

تهدئة التوترات

ومن المؤكد أن العنف المتصاعد في الشرق الأوسط يمثل تحدياً للتحول نحو تهدئة التوترات في معظم أنحاء المنطقة الأوسع في السنوات الأخيرة، بما في ذلك توقيع اتفاقيات إبراهيم عام 2020، التي أقامت علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين والمغرب.

لكن أولريشسن يرى أن التداعيات تذهب إلى أبعد من ذلك، وقد تشمل معاهدات رأب الصدع في جميع أنحاء الخليج، والتي بلغت ذروتها بتوقيع اتفاق في مارس/آذار 2023 لاستعادة العلاقات السعودية الإيرانية.

وكانت هذه الاختراقات الدبلوماسية قد فتحت مساحة لمزيد من التعاون الإقليمي من خلال مبادرات مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، الذي تم الكشف عنه في اجتماع مجموعة العشرين بالهند في سبتمبر/أيلول 2023.

وهنا يشير أولريشسن إلى أن أمل المسؤولين في جميع أنحاء المنطقة تمثل في أن تؤدي التنمية الاقتصادية إلى دمج المنطقة وأن تهمش القضية الفلسطينية، وهو ما يبدو مهددا الآن.

القضية الفلسطينية

فحالة الحرب الحالية في غزة تهدد بعرقلة دول الخليج عن تحقيق توازن دقيق يتمثل في دعم القضية الفلسطينية أمام سكانها ذوي الأغلبية المسلمة، وفي نفس الوقت القيام بمبادرات تجاه إسرائيل والولايات المتحدة.

وعلى سبيل المثال، استضافت قطر منذ فترة طويلة القادة السياسيين لحركة حماس، بينما ظلت على علاقات ودية مع الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تواجه الآن ضغوطًا إسرائيلية وأمريكية كبيرة لطرد قيادة حماس.

اقرأ أيضاً

غزة تعيق تطبيع السعودية.. فهل تحرم إسرائيل من الممر الاقتصادي؟

وقامت كل من الإمارات والبحرين بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في عام 2020، إلى جانب المغرب. لكن الدعم الشعبي لاتفاقيات إبراهيم في جميع أنحاء المنطقة كان دائمًا فاترًا في أحسن الأحوال، وربما يتضاءل الآن.

وفي الوقت نفسه، تستعد دبي، أكبر مدينة في الإمارات العربية المتحدة، لاستضافة المؤتمر الدولي لتغير المناخ "كوب 28"، ابتداء من 30 نوفمبر/تشرين الثاني. ولن ترغب الإمارات في أن يطغى على هذا الحدث أو يتعرض للخطر بسبب حرب إقليمية جديدة.

الوصول إلى إسرائيل

ولكن لا يوجد مكان أكثر حساسية من الحبل المشدود في السعودية، بحسب أولريشسن، مرجعا ذلك إلى المكانة الدينية للمملكة في العالم الإسلامي، فهي راعية الحرمين الشريفين، إضافة إلى مجموعة الإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي أطلقتها المملكة كجزء من رؤية 2030.

وكانت الحملة من أجل إقامة دولة فلسطينية لفترة طويلة قضية مشهورة في العالم الإسلامي، وكان الملك الحالي للسعودية، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، من أشد المؤيدين لفلسطين طوال حياته.

لكن ابنه ووريثه، ولي العهد، أبدى اهتماما متزايدا بالحوار مع إسرائيل، وبلغ هذا ذروته في المحادثات الرامية إلى "تطبيع" العلاقات بين البلدين، وهو ما من شأنه أن يمثل اختراقاً تاريخياً في قبول إسرائيل في العالم العربي والإسلامي.

وفي 20 سبتمبر/أيلول، قال ولي العهد السعودي لشبكة "فوكس نيوز": "كل يوم، نقترب من التوصل إلى اتفاق".

وأشارت سلسلة من التسريبات لوسائل الإعلام الأمريكية في الأسابيع التي سبقت هجوم حماس إلى أن الخطوط العريضة للاتفاق بدأت تتشكل، بقيادة إدارة بايدن.

الدبلوماسية السعودية

لكن هجوم حماس وعدوان إسرائيل أدى إلى تقويض هذا الزخم، وأطلعت مصادر سعودية وسائل الإعلام في 13 أكتوبر/تشرين الأول على أن المحادثات بشأن التطبيع قد توقفت مؤقتًا، ولكن لم يتم التخلي عنها. وتتماشى هذه الرسائل مع المحاولات السعودية لتحقيق التوازن بين المصالح المحلية والخارجية.

وناشد بيان أولي لوزارة الخارجية السعودية، في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كلاً من "الفصائل الفلسطينية" و"قوات الاحتلال الإسرائيلي" بوقف التصعيد.

اقرأ أيضاً

جراهام: وفد أميركي يزور السعودية وإسرائيل لدفع التطبيع.. ولابد من فتح سيناء لسكان غزة

لكن في صلاة الجمعة الأولى بالمسجد الحرام في مكة بعد الهجمات، كانت السلطات السعودية أكثر استعدادا للانحياز إلى أحد الجانبين، حيث حث رجل الدين المعين من قبل الدولة على دعم "إخواننا في فلسطين".

ووراء المظاهر العلنية للدعم للفلسطينيين، هناك أدلة على أن السعوديين يحاولون قيادة الجهود الدبلوماسية لمنع الحرب بين إسرائيل وحماس من التطور إلى حريق أوسع نطاقاً قد يشمل لبنان وإيران وآخرين.

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول، ناقش بن سلمان التطورات الجارية في إسرائيل وغزة مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، وهي أول محادثة بينهما منذ استعادة العلاقات بين البلدين في مارس/آذار الماضي.

وبعد 3 أيام، استقبل بن سلمان وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في الرياض وسط تقارير إعلامية عن اختلافات بين المواقف السعودية والأمريكية بشأن الصراع والحاجة إلى وقف التصعيد.

النفط والاستثمار الأجنبي

وتتماشى مثل هذه التحركات الدبلوماسية مع رغبة ولي العهد في "التخلص من المخاطر" في المنطقة. وهو حريص على رؤية عدم تعرض سلسلة من "المشاريع العملاقة" للخطر، مثل مدينة "نيوم" المستقبلية الجديدة على ساحل البحر الأحمر، التي أصبحت مرادفا لرؤية 2030.

وتتمثل المخاوف السعودية في أن يؤدي صراع طويل أو إقليمي إلى ردع الاستثمار الأجنبي في رؤية 2030.

وكان ينظر إلى الاستثمار الأجنبي على أنه مفتاح نجاح "نيوم"، لكن مستويات الاستثمار الأجنبي تراجعت بعد احتجاز السلطات السعودية العشرات من كبار رجال الأعمال السعوديين في فندق ريتز كارلتون عام 2017 بسبب مزاعم بالفساد. وشعر المستثمرون بالخوف من احتمال اختفاء شركائهم التجاريين فجأة.

ونتيجة لذلك، يتعين على السعوديين أن يتحملوا نسبة أكبر من تكاليف رؤية 2030 بأنفسهم. وهذا يفسر سبب تعاون المسؤولين السعوديين مع نظرائهم الروس في اجتماعات "أوبك+" لإبقاء سعر النفط عند مستوى مرتفع بما يكفي لتوليد إيرادات كافية لتمويل المشاريع.

وهنا يشير أولريشسن إلى أن رؤية 2030 أصبحت مرتبطة بشدة بتعهد بن سلمان بتحول السعودية، إلى درجة أنه لا يستطيع تحمل فشلها، ومن هنا جاء تصميمه على الحد من مصادر التوتر الإقليمي، بما في ذلك مع إيران.

كما قام المسؤولون السعوديون مؤخرًا بمراجعة خططهم لجذب 100 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030 إلى 150 مليونًا وأطلقوا عرضًا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2034.

وتكمن وراء هذه المبادرات رغبة السعوديين في تنويع اقتصاد المملكة بعيدًا عن الاعتماد المفرط على النفط، وتحويل المملكة إلى وجهة لرأس المال والسياح على حدٍ سواء. ومن شأن هذه الطموحات أن تتعرض للخطر إذا اندلعت حرب إقليمية أخرى في الشرق الأوسط.

ورقة التطبيع

إذ أين يتجه تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية؟ يجيب أولريشسن بأن تجميد العملية في الوقت الحالي يتناسب مع التوازن الدقيق الذي يقوم به بن سلمان، فالمضي قدماً بأقصى سرعة كان سيخاطر بردود فعل عكسية من دول عربية وشرق أوسطية أخرى، ما يقوض عملية "التخلص من المخاطر" في المنطقة.

وقد يوفر ذلك أيضًا للسعودية نفوذًا أكبر، حيث ستحرص إسرائيل والولايات المتحدة على ألا يؤدي العنف الحالي إلى إخراج العملية بالكامل عن مسارها.

ويخلص أولريشسن إلى أن إيقاف عملية التطبيع مع إسرائيل "مؤقتًا" أصبح الآن منطقيًا من الناحية التكتيكية بالنسبة للسعودية، نظرًا لتدفق الغضب في العالم الإسلامي بسبب التطورات في غزة، كما يوفر للقيادة السعودية فرصة للسيطرة على المرحلة التالية.

اقرأ أيضاً

تقدير أمريكي: مطالب السعودية للتطبيع مع إسرائيل باهظة.. ويجب على واشنطن مقايضة الرياض

المصدر | كريستيان كوتس أولريشسن/ذا كونفرسيشن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: السعودية طوفان الأقصى غزة حماس إسرائيل التطبيع أکتوبر تشرین الأول أنحاء المنطقة فی جمیع أنحاء إسرائیل فی مع إسرائیل ولی العهد فی العالم بن سلمان رؤیة 2030 إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يشيد بالدور المحورى للإيكاو فى تسهيل النقل الجوى والتنمية تماشياً مع رؤية «مصر 2030»

«مدبولى»: مصر تلعب دوراً محورياً فى الشرق الأوسط وأفريقيا كمركز للطيران الدولىاستمرار الدعم المصرى واستضافة المقر الإقليمى منذ 1953 يعكس عمق العلاقات مع المنظمة الأممية«الحفنى»: زيارة رئيس المنظمة قوة موجهة لتشكيل مستقبل النقل الجوىافتتاح المكتب الإقليمى للإيكاو بالقاهرة بعد الانتهاء من أعمال تجديده«سلفاتورى»: مصر داعم رئيسي لأمن وسلامة الطيران بالشرق الأوسط.. وتجديد المقر يعكس الالتزام بدعم المنظمات الدولية«سالازار»: خطة استراتيجية بأهداف مبتكرة ومعاييرمحدثة لضمان تطور الصناعة المرحلة المقبلة

 

استقبل الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، كلاً من «سالفاتورى شاكيتانو»، رئيس مجلس مُنظمة الطيران المدنى الدولى (إيكاو)، وخوان كارلوس سالازار، الأمين العام للمنظمة، وذلك بحضور الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، ومحمد رحمة، رئيس قطاع النقل الجوى ومحمد أبوبكر فارع المدير الإقليمى لمكتب المنظمة بالقاهرة.. وقدم الدكتور مدبولى لمسئولى المنظمة التهنئة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثمانين لتوقيع اتفاقية منظمة الطيران المدنى الدولى (الإيكاو) فى شيكاغو منذ السابع من ديسمبر 1944.. وأشاد رئيس الوزراء بزيارة مسئولى «إيكاو» الحالية لمصر للمشاركة فى حفل افتتاح المقر الإقليمى للمنظمة بمنطقة الشرق الأوسط فى مصر بعد الانتهاء من تجديده.

أكد الدكتور مصطفى مدبولى استمرار الدعم المصرى لمنظمة الإيكاو وللعمل المتعدد الأطراف بصفة عامة، قائلاً إن استضافة مصر للمقر الإقليمى للمنظمة، والذى يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1953 يعكس عمق ومتانة علاقات مصر مع المنظمة الأممية.. وأشاد رئيس الوزراء بالدور المحورى الذى تلعبه المنظمة فى تسهيل النقل الجوى ودفع التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة فى جميع أنحاء العالم من خلال التحسين المستمر لسلامة وأمن الطيران المدنى الدولى، وهو ما يتماشى مع رؤية الدولة المصرية 2030.
وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى الدور البناء الذى تلعبه مصر فى تطوير الطيران المدنى فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا كمركز للطيران الدولى ومحور إقليمى بالغ الأهمية، مُسلطاً الضوء على موقع مصر الاستراتيجى كحلقة وصل بين 3 قارات.
كما أشار إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً حثيثة لتحسين منظومة أمن وسلامة الطيران من خلال تطوير الأنظمة واللوائح المتعلقة بسلامة الطيران، وتفعيل مختلف التوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المدنى الدولى بهذا الشأن، بالإضافة إلى جهودنا المستمرة لتطوير البنية التحتية للطيران، بما فى ذلك تجديد وتطوير المطارات المدنية المختلفة.
وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التعاون المثمر القائم بالفعل مع المنظمة لتحقيق الأهداف المشتركة فى الارتقاء بقطاع الطيران المدنى وتعزيز الاستدامة والسلامة، مشيراً إلى جهود مصر فى تدريب وتأهيل الكوادر البشرية فى قطاع الطيران وأبرزها الأكاديمية المصرية لعلوم الطيران، ومعرباً عن تطلع مصر لتعزيز التعاون مع منظمة الطيران المدنى الدولى لمواصلة تطوير برامج التدريب المشتركة.
دور محورى
وأعرب الدكتور سامح الحفنى، وزير الطيران المدنى، عن تقديره لهذه الزيارة المُهمة لرئيس مجلس مُنظمة الطيران المدنى الدولى، والأمين العام للمنظمة.
وقال «الحفنى» إن مصر تعتز باستضافة المكتب الإقليمى للإيكاو على مدار أكثر من سبعة عقود، مشيراً إلى أن مصر تثمن الدور الحيوى الذى تلعبه المنظمة فى دعم شتى مجالات النقل الجوى، مشيداً بالجهود الملموسة والبارزة التى تقدمها منظمة الإيكاو، وكذا المبادرات الفعالة التى تتبناها من أجل تقديم أفضل السُبل والمُمارسات فى تطوير صناعة الطيران المدنى الدولى بما يساهم فى تعزيز السلامة الجوية، وتطوير الربط الجوى، وخلق النمو المستدام لهذه الصناعة حول العالم، وبما يحقق التعاون الإقليمى والدولى.. وأكد الوزير أن قطاع الطيران المدنى المصرى لا يدخر جهداً فى توفير مختلف سُبل الدعم لمكتب الإيكاو بما يُساهم فى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة ويخدم مصالح جميع الدول الأعضاء ومنطقة الشرق الأوسط بأكملها.
أمن وسلامة الطيران
بدروهم، أكد مسئولو منظمة «إيكاو» سعادتهم لزيارتهم الحالية إلى مصر، لافتتاح المكتب الإقليمى للمنظمة فى مصر، مُعربين عن تقديرهم للدعم الكبير الذى تُقدمه الدولة المصرية للمنظمة منذ افتتاح مكتبها فى مصر، مضيفين: فخورون بوجود مكتبنا الإقليمى هنا فى القاهرة. وأشار مسئولو المنظمة إلى أن مصر تلعب دوراً رئيسياً فيما تقوم به «إيكاو» من جهود تستهدف تحقيق أمن وسلامة الطيران المدنى فى منطقة الشرق الأوسط وسط كم كبير من التحديات واجهتها المنظمة على مدار الفترة الماضية.. وفى غضون ذلك تطرق مسئولو المنظمة إلى جهودهم المبذولة لتقليل مستويات الانبعاثات الكربونية من قطاع الطيران المدنى عالمياً، مُعربين عن تطلعهم إلى مزيد من التعاون مع الحكومة المصرية فى هذا الصدد.
افتتاح مكتب الإيكاو بالقاهرة
وافتتح الدكتور سامح الحفنى وزير الطيران المدنى وسلفاتورى شاكيتانو رئيس (إيكاو)، و«خوان كارلوس سالازار» الأمين العام للمنظمة المكتب الإقليمى لمنطقة الشرق الأوسط بالقاهرة وذلك بعد الانتهاء من أعمال تجديده.
وفى هذا السياق، أعرب الدكتور سامح الحفنى خلال كلمته عن اعتزاز مصر باستضافة المكتب الإقليمى منذ عام 1953، قائلاً: «أنه يُعد مصدر فخر لنا استمرار المكتب بمصر كمركز إقليمى يلعب دوراً محورياً أساسياً فى تطوير قطاع الطيران المدنى بالمنطقة، والذى يؤكد على المكانة التى توليها منظمة الإيكاو لمصر، فضلاً عن اهتمامها البالغ بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم فى قطاع الطيران المدنى كعامل رئيسى يدعم مسار التنمية الاقتصادية، والتعاون الدولى بين جميع الدول الأعضاء»، مؤكداً أن مصر ستظل ملتزمة تماماً بتعزيز دورها فى مجتمع الطيران العالمى، مشيراً إلى أن الإيكاو تعد قوة موجهة فى تشكيل مستقبل النقل الجوى على مستوى العالم.. كما أوضح وزير الطيران أن زيارة رئيس مجلس الإيكاو لمصر تأتى تأكيداً على أهمية الدور المصرى فى قطاع الطيران المدنى العالمى، خاصة فى الوقت الذى يشهد فيه العالم تطورات متسارعة فى مجال صناعة النقل الجوى، مما يتطلب تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة كافة التحديات وتعزيز الاستدامة فى هذا القطاع الحيوى.
التزام الدولة المصرية
ومن جانبه، أعرب رئيس منظمة الإيكاو عن سعادته وفخره بالوجود فى مصر لحضور مراسم افتتاح المكتب الإقليمى للمنظمة بعد تجديده. وأشاد بالدور البارز الذى تضطلع به مصر منذ تأسيس المكتب فى دعم كافة الجهود والمساعى المشتركة مع المنظمة، موجهاً الشكر للحكومة المصرية ولقادة قطاع الطيران المدنى المصرى على الدعم المستمر والخبرات الواسعة التى يقدمونها، مما يسهم فى تحقيق الأهداف والمصالح المشتركة للمنظمة.
كما أعرب عن تقديره لوزارة الطيران المدنى على جهودها فى تجديد المكتب الإقليمى، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس التزام الدولة المصرية بدعم المنظمات الدولية. وأشاد بوجود المكتب الإقليمى للإيكاو داخل مقر وزارة الطيران المدنى، وهو ما يُبرز حرص مصر على تقديم كافة أوجه الدعم والتيسيرات اللازمة للمنظمة، لا سيما فى ظل النمو المتسارع الذى تشهده صناعة الطيران المدنى والتطورات المتلاحقة التى تواجهها، بالإضافة إلى التحديات الراهنة التى تتعرض لها صناعة النقل الجوى على المستوى العالمى.
استراتيجية جديدة
وأعرب أمين عام منظمة الإيكاو، خلال كلمته التى ألقاها فى هذه المناسبة، عن تقديره البالغ للمشاركة فى هذا الحدث الهام. وأشار إلى الاهتمام الكبير الذى يوليه مجلس المنظمة لأهمية وجود المكاتب الإقليمية ودورها فى تقديم الدعم اللازم والتنسيق المستمر بين جميع الدول الأعضاء.. مؤكدا أن الاحتفال ليس فقط بمثابة إحياء للتاريخ، ولكنه يمثل أيضاً تطلعاً نحو مستقبل أفضل لقطاع الطيران. وأعلن أن المرحلة المقبلة ستشهد إطلاق خطة استراتيجية جديدة تتضمن أهدافاً مبتكرة وإعادة تنظيم داخلى للمنظمة، بالإضافة إلى وضع معايير محدثة تلتزم بها جميع الدول الأعضاء، بما يضمن تحقيق مزيد من التطور والارتقاء بهذه الصناعة الحيوية.. كما تضمنت مراسم الافتتاح قيام وزير الطيران المدنى ورئيس الإيكاو والأمين العام للمنظمة والوفد المرافق لهم بتفقد مبنى الإيكاو بالقاهرة.
تكريم العاملين
وعلى هامش الافتتاح، شهد وزير الطيران المدنى تكريم عدد من العاملين بالمكتب الإقليمى للإيكاو بالقاهرة من جانب رئيس المنظمة والأمين العام والمدير الإقليمى للمكتب، وذلك لأدائهم المتميز ودورهم الهام فى تحقيق التنسيق الدائم والتعاون الفعال بين مصر والمنظمة، فضلاً عن جهودهم المبذولة فى دعم أوجه التعاون المشترك مع جميع الدول الأعضاء، كما تضمنت مراسم الافتتاح تقديم فيلم دعائى عن احتفال مصر بمناسبة مرور ٨٠ عاما على إنشاء منظمة الطيران المدنى الدولى وتوقيع اتفاقية شيكاغو فى السابع من ديسمبر عام 1944.

مقالات مشابهة

  • التأمين الصحي الشامل.. رؤية مصرية لتحقيق العدالة الصحية بحلول 2030
  • اختتام دورة “طوفان الأقصى” لتعزيز التعبئة العامة لموظفي النقل والأشغال
  • رئيس الوزراء يشيد بالدور المحورى للإيكاو فى تسهيل النقل الجوى والتنمية تماشياً مع رؤية «مصر 2030»
  • لابيد يتحدث عن طريقة وحيدة للتطبيع الإسرائيلي مع السعودية
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • مسؤول إسرائيلي يؤكد وجود فجوات تؤخر الصفقة بغزة.. كشف مطلب السعودية للتطبيع
  • استدامة الطاقة في مصر.. خطوة نحو تحقيق رؤية 2030 | تفاصيل
  • في ختام الدورة الثالثة لموظفي وزارة الشباب والجهات التابعة: المولد يؤكد أهمية دورات طوفان الأقصى لتعزيز الوعي والصمود
  • معرض جدة للكتاب يبرز دور رؤية 2030 في تطوير الحركة الثقافية بالمملكة