في ظل تصعيد محسوب.. الجزيرة نت تقرأ مشهد الجنوب اللبناني على ألسنة المواطنين
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
جنوب لبنان- الصمت سيد الموقف في جنوب لبنان عند الحدود مع فلسطين المحتلة، التي تبلغ قرابة 79 كيلومترا مربعا، وشهدت مناطق عدة منها توترات ومناوشات بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، شملت قصفا وقصفا مضادا أوقع قتلى وجرحى من الجانبين.
منذ دخولنا إلى منطقة الشريط الحدودي المحاذية للشريط الفاصل بين الأراضي اللبنانية والفلسطينية، التي بقيت تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى انسحابه منها سنة 2000، وجدنا كل شيء ينذر بسخونة المعارك التي حصلت، وربما ستحصل في الساعات القليلة القادمة، مع كل رد من الجانبين اللبناني والإسرائيلي.
ووجدنا المحال التجارية مقفلة إقفالا شبه تام، وحركة السير شبه معدومة مقارنة بالأيام الطبيعية، أما حركة الناس فكانت خجولة.
محمد رمّال: المواطنون يثقون بدور المقاومة الفاعل في ردع الاحتلال (الجزيرة) جرأةهناك من بقي في بيته وأرضه ولم يتركهم تحت أي ظرف، وبمجرد صعود طلعة العديسة، تصادفك مجموعة من الشبان يقفون على قارعة الطريق في مكان مشرف على الأراضي المحتلة يصورون المنطقة المحاذية التي تظهر منها مستوطنة المطلّة، التي استهدف فيها حزب الله جيبا إسرائيليا أمس الأربعاء.
طلال الغول (40 عاما) من بلدة ميس الجبل الحدودية يؤكّد -للجزيرة نت- أنه "لدى الشعب اللبناني كامل الجرأة للسير قريبا جدا من الحدود مع فلسطين، غير آبه بما قد يقدم عليه العدو الذي يرتكب المجازر اليومية بحق الشعب الفلسطيني".
ويضيف "نحن لسنا خائفين، بل الإسرائيلي هو المرتعب والخائف، فنحن لدينا الثقة التامة بمقاومتنا التي لن تتوانى في الرد على أي اعتداء إسرائيلي على لبنان".
أما محمد القادري (30 سنة) من بلدة غزة في البقاع الغربي شرقي لبنان، فقدم من بلدته برفقة صديقه للاطلاع على المنطقة، ويؤكد أنه غير خائف على الإطلاق مما يحصل، وقد أمضى ساعة ونصف الساعة من بلدته إلى نقطة العديسة، لكي يرى الأراضي المحتلة من كثب.
إسرائيل أخلت مستوطناتها على الحدود مع لبنان بعد تعرضها لقصف صاروخي (الجزيرة) وضع متأزميقول محمد القادري للجزيرة نت، إن جو الحذر هو المسيطر حيث اعتاد رؤية حركة كثيفة من الناس والسيارات، ويعدّ ذلك أمرا طبيعيا في ظل وضع متأزم كهذا.
وبدخولنا بلدة العديسة، صادفنا محمد رمّال صاحب مقهى صغير لا يبعد أكثر من 10 أمتار عن الجدار الفاصل بين لبنان وفلسطين، ويؤكد أن الجو هادئ نوعا ما وتخرقه بين الحين والآخر بعض المناوشات.
ويقول محمد رمال للجزيرة نت، "رغم الحذر الموجود فإن هناك ثقة كبيرة لدى المواطنين بوجود المقاومة وبدورها الفاعل والرادع لأي حماقة إسرائيلية، ونحن مع الجيش والشعب والمقاومة".
وصلنا إلى قرية مركبا وظهر لنا موقع إسرائيلي لجهة بلدة هونين المحتلة، وتقدمنا نحو بلدة حولا وظهر -أيضا- موقع العباد الإسرائيلي في أول البلدة، وكان هذان الموقعان في الفترة السابقة يضجّان بالجنود الإسرائيليين، أما اليوم فلا أثر لهم.
ووصلنا إلى بلدة ميس الجبل وظهرت لنا مستوطنة المنارة التي شهدت معارك عديدة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، وأقفلت معظم محالها التجارية أبوابها، وصادفنا حسن طه يهم بالنزول إلى بيروت مع عائلته، الذي أكد -للجزيرة نت- شعوره بالحذر الشديد داخل البلدة وعلى طول الشريط الحدودي.
خليل حرفوش: قصف الاحتلال المتكرر لمناطق الحدود تسبب في ندرة العمال (الجزيرة) تدبير احترازيورأى حسن أنه من الطبيعي أن تخرج العائلات من البلدات الحدودية توخيا لما قد تؤول إليه الأوضاع في الأيام القادمة، حيث لجأ العديد من الأسر إلى بيروت، أو لمناطق في جبل لبنان، ضمن التدابير الاحترازية.
وأضاف "جيش العدو غدّار ولا يعير أي اهتمام للمدنيين وعلينا أن نتوقع منه كل شيء، فهو يتعمد قصف المدنيين لذلك توجهنا إلى العاصمة، ونحن على ثقة تامة بالمقاومة التي ستحمي كل لبنان من جنون الاحتلال".
رجعنا إلى بلدة دير ميماس قضاء مرجعيون، حيث لم يستطع أهالي البلدة والمنطقة الحدودية النزول إلى بساتينهم لقطف الزيتون قبل أيام مع احتدام المعارك المتفرقة، أما اليوم ومع هدوء الحال نسبيا، خرج عدد منهم لقطف ما تيسر استغلالا للوقت، وخوفا من تطور الأحداث في الأيام القادمة.
دخلنا إلى معصرة دير ميماس وصادفنا خليل حرفوش الذي يعمل مزارعا من البلدة يقول -للجزيرة نت-، إنه لم يقطف كل محصوله من الزيتون نظرا لسوء الأوضاع، بعد قصف قوات الاحتلال مرات عدة نقاط مختلفة في البلدة، مما هدد سلامة السكان.
الأراضي الفلسطينية المحتلة كما تبدو من نقطة العديسة وتظهر مستوطنة المطلة (الجزيرة) هلع وخوفوأضاف أن هذا القصف المتكرر أدى كذلك إلى ندرة اليد العاملة التي تتردد بالنزول إلى العمل في أوضاع أمنية صعبة، ويأمل في استمرار الهدوء حتى يتمكن من قطف كل محاصيله ولا يتكبد خسائر اقتصادية.
أما عن جهة المستوطنات الإسرائيلية، فكانت المواقع الإسرائيلية خالية تماما، ولا توجد دوريات سيارات بمحاذاة جدار الفصل التي اعتاد الجنوبيون رؤيتها، ولا أثر لوجود حياة فيها على الإطلاق، إذ أخليت تماما في الساعات الماضية بعد تعرضها لقصف صاروخي.
يعزو اللبنانيون الذين صادفناهم سبب هلع الجانب الإسرائيلي إلى خوفه من المقاومة في لبنان، التي توعدت دائما بالدخول إلى المستوطنات والسيطرة على الجليل، وأكدت أن الإسرائيلي "وافد إلى هذه الأرض وعاجلا أو آجلا سيرحل عنها، وستعود إلى أهلها الفلسطينيين واللبنانيين مهما طال الزمن".
وخلال إعداد هذا التقرير، عادت واندلعت مواجهات في ميس الجبل وبليدا وعيترون، حيث ردت المقاومة على القصف الإسرائيلي للأراضي اللبنانية بقصف مستوطنة المنارة ونقاط عسكرية إسرائيلية عديدة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والمالكية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
الجزيرة نت ترصد أوضاع درعا والقنيطرة بعد توغل الاحتلال الإسرائيلي
القنيطرة- شهدت الأيام الثلاثة الماضية تصعيدا إسرائيليا في محافظتي درعا والقنيطرة جنوبي سوريا في ظل غياب واضح للجانب السوري؛ فقد توغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي في عدد من قرى المحافظتين بحجة "البحث عن السلاح لضبط أمن المنطقة وحماية حدودها".
وقال الناشط في المنطقة شادي أبو زيد -للجزيرة نت- إن تصعيد الاحتلال الإسرائيلي بات واضحا في الأيام الماضية على عكس بداية التوغل داخل الأراضي السورية الذي تزامن مع سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد إذ كان يقتصر على التقدم فقط.
وحسب أبو زيد، استهدف عناصر الاحتلال الموجودون في ثكنة عسكرية تابعة للجيش السوري، تُدعى "الجزيرة"، مظاهرة في بلدة معرية غربي درعا تطالب بضرورة وقف التوغل الإسرائيلي، مما أدى إلى إصابة الشاب ماهر الحسين بجروح وهو من أبناء قرية كويا المحاذية للحدود الإسرائيلية.
#درعا24 : لقطات من الظاهرة التي خرجت اليوم في قرية معرية في منطقة حوض اليرموك في الريف الغربي من محافظة درعا، للتنديد بالوجود الإسـ.ـرائيـ.ـلي داخل الأراضي السورية، وتطالبه بالانسحاب، والتي أطلق عليها جنود الاحتـلال النـار، ونتج عن ذلك إصـابة شاب.#سوريا #درعا #معرية… pic.twitter.com/61QBSC1wZa
— Daraa 24 – 24 درعا (@Daraa24_24) December 20, 2024
أضرار ومخاوفوأشار الناشط أبو زيد إلى تضرر الموسم الزراعي في المنطقة التي يعتمد سكانها على الزراعة كمصدر رزق رئيسي وأنهم منعوا من الوصول إلى أراضيهم من قبل نقطة تفتيش إسرائيلية أنشئت مؤخرا.
إعلانوأكد شعور الأهالي بمخاوف كبيرة إذ باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم منازل المدنيين السوريين وتفتشها بزعم البحث عن سلاح، و"أهانت بعضهم بالضرب وإجبارهم على خلع جزء من ملابسهم".
وغادرت عشرات العائلات المنطقة باتجاه قرى أخرى كالمزيريب وجلين وتل شهاب، خوفا من التطورات التي تشهدها قراهم وبانتظار استقرار الوضع وعودة عناصر الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقعهم.
من جهته، قال عمار النصيرات أحد سكان ريف محافظة القنيطرة، للجزيرة نت، إن التطورات الأخيرة باتت تقلق السكان في ظل عدم وجود أي رادع للاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أن الاحتلال دمر قبل يومين 3 منازل في بلدة الرفيد بريف القنيطرة باستخدام الجرافات، واقتلع أشجار الزيتون في محيط البيوت رغم أن أصحابها مدنيون ولم يسبق لهم المشاركة في أي نشاط مسلح.
مزاعمووفق المواطن النصيرات، يجتمع ضباط الاحتلال الإسرائيلي مع وجهاء القرى في ريف القنيطرة يوميا تقريبا "بهدف إيصال رسائل اطمئنان للسكان، لكن الواقع مختلف تماما".
وأشار إلى أن اجتماع أمس الأحد مع أحد وجهاء منطقة مدينة البعث (مركز محافظة القنيطرة) تناول الحديث عن وجود خلية تتكون من 7 أشخاص تعمل لمصلحة حزب الله اللبناني في المنطقة سيتم القضاء عليها، وأن هذا هدفهم من التمركز داخل المدينة برفقة آليات عسكرية وعشرات الجنود منذ أيام.
في المقابل، نفى الأهالي صحة المزاعم الإسرائيلية، وأكدوا أن جميع من كانوا يرتبطون بالحزب غادروا المنطقة مع سقوط النظام السابق.
وحاولت الجزيرة نت الحصول على تعليق من قبل ممثلين عن الإدارة الجديدة في الجنوب السوري حول موقفهم من تقدم القوات الإسرائيلية في درعا والقنيطرة واستمرار وجودها فيها، إلا أنهم رفضوا التعليق.
مواقع توغل القوات الإسرائيلية وظهورها خلف خط وقف إطلاق النار داخل الأراضي السورية (الجزيرة) موقف غامضوقال قيادي سابق في صفوف المعارضة -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن ما تشهده المنطقة الغربية من محافظتي درعا والقنيطرة منذ سقوط نظام الأسد غير واضح وغير مقبول.
إعلانوأضاف أن إدارة العمليات العسكرية لم ترسل أي رتل عسكري أو ممثلين عنها إلى المنطقة للاطلاع على ما يجري فيها وسماع مطالب سكانها في ظل التوغلات الإسرائيلية اليومية. وأشار إلى أن أبناء المنطقة ممن كانوا يعملون في صفوف المعارضة لم يعد لهم أي نشاط عسكري ولم تبق أي تشكيلات مسلحة.
وحسب المصدر نفسه، انضمت معظم المجموعات المحلية للأفرع الأمنية التابعة للنظام بعد اتفاق التسوية في عام 2018. ومع سقوط النظام، هرب من كان قد تورط في القتل وتم اعتقال من لم يقبل بالانضمام إليه، في حين ينتظر من كانت مهمته الوقوف على الحواجز والحراسة وصول إدارة العمليات لإجراء تسوية على غرار المحافظات الأخرى.