سحر الإبداع والتحول الديمقراطي
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
كلام الناس
إطلعت على كتاب "سحر الإبداع" الذي صدر عن دار التبلدي للنشر والتوزيع بملبورن بولاية فكتوريا باستراليا للأستاذ الإعلامي زين العابدين صالح عبدالرحمن المقيم حالياً ببرزبن بولاية كوينزلاند باستراليا الذي وثق فيه بعض مراحل تاريخ الإعلام في السودان عبر تحربته العملية في الإذاعة السودانية.
استعرض الأستاذ زين العابدين بعض المدارس الإعلامية في الإذاعة منذ مرحلة الخبير الإعلامي البروف علي شمو عقب عودته من الولايات المتحدة الأمريكية الذي انتقل بالرسالة الإعلامية من المرحلة التقليدية إلى مرحلة متقدمة تم فيها الإهتمام بتقديم معلومات كثيرة.
إنتقل المؤلف بعد ذلك إلى مراحل العمل الإذاعي إبان تولي الأستاذ محمد خوجلي صالحين ومن بعده الأستاذ محمود أبو العزائم الذي خرج بالرسالة الإعلامية من دائرة الأخبار لدائرة أوسع وأشمل لتحتوي على منوعات ومصنفات، إلى أن وصل بنا إلى مرحلة الحوار الإذاعي التي شهدت نماذج من سحر الإبداع في البرمجة الإذاعية على يد أساتذة ذكر منهم على سبيل المثال حسن البصري والسر سيد احمد وخطاب حسن أحمد ومحمد طه امفريب الذين نهلوا المعرفة من أستاذهم صلاح الدين الفاضل .
أكتفي بهذا القدر من التوثيق التفصيلي لمراحل تطور الرسالة الإعلامية بالإذاعة السودانية وأعتذر عن تقديم ما تطرق له المؤلف من تجارب تلفزيونية في مختلف القنوات الفضائية لأنتقل بكم إلى القضية الأهم في هذه المرحلة المفصلية التي ننتظر فيها من أجهزة الإعلام دوراً مهماَ في دعم ومساندة التحول المدني الديمقراطي المتامر عليه.
قال الإستاذ زين العابدين أن القضاء على الثقافة الشمولية الموروثة من العهد المباد وإنتاج ثقافة ديمقراطية يحتاج لتغيير الذهنية القائمة على إدارة اجهزة الإعلام واستبدالها بعقليات داعمة للتحول المدني الديمقراطي، وتحتاج الرسالة الإعلامية لمزيد من الإبداع ومن المعلومات الصحيحة التي تتوافر في ظل الأنظمة الديمقراطية، وهذا يتطلب من القيادات الإعلامية تغيير السياسة الإعلامية 180% درجة كي تواكب متطلبات ثورة ديسمبر الشعبية.
هذا المناخ الجديد يحتاج إلى مساحة أكبر من الحرية المسؤولة لخدمة أهداف التحول الديمقراطي،لذلك إنتقل الكاتب للحديث عن الإعلام والشفافية وركز في الفصل ااثاني من الكتاب على غياب الإستنارة في الرسالة الإعلامية وخصص الفصل الثالث لتناول المشروع الثقافي الوطني مؤكداً أهمية الثقافة في بناء الوحدة وتشكيل الوجدان الوطني.
في ختام "سحر الإبداع" استعرض الأستاذ زين العابدين المحاضرة التي قدمها البرفسير شريف حرير في منتدي سوداناب الثقافي "الإسفيري"بسدني الذي كانت بعنوان مالات التنوع بين الواقع والمرجو، وأكد زين العابدين أهمية مثل هذه المنتديات والندوات في تبادل الأفكار والرؤى والتجارب لتعزيز الحراك المجتمعي ودفع خطوات الإنتقال المدني الديمقراطي حتى تستطيع قوى ثورة ديسمبر الشعبيةمن تحقيق أهدافها المسنودة جماهيرياً في استرداد الديمقراطية وتحقيق السلام وبسط العدالة وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: زین العابدین
إقرأ أيضاً:
دعم الديمقراطي ترشيح قائد الجيش.. لماذا استفزّ باسيل؟!
بإعلانها دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لرئاسة الجمهورية، نقلت كتلة "اللقاء الديمقراطي" الاستحقاق الرئاسي إلى ضفّة أخرى، وربما خطوات إلى الأمام، خصوصًا أنّها المرّة الأولى التي يُرمى فيها باسم عون بهذه الصراحة في "البازار"، على الرغم من كونه من أكثر الأسماء المتداولة في الكواليس منذ اليوم الأول للفراغ الرئاسي، الذي أعقب انتهاء ولاية الرئيس السابق للجمهورية ميشال عون في أواخر تشرين الأول 2022.
ما قالته كتلة "اللقاء الديمقراطي" كرّره رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الذي سارع إلى القول إنّ سبب اختيار العماد عون هو أنه "يمثل مؤسسة مهمّة، وقام بعمل ممتاز من أجل استقرار لبنان"، كما أنّه "مهمّ جدًا في هذه المرحلة للاستقرار والأمن في البلد"، مشيرًا إلى أنّه يفضّل إنجاز الاستحقاق خلال عهد الرئيس الأميركي جو بايدن، ولو أنّه أضاف أنّه يعتقد أنّه "مدعوم" من قبل إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب أيضًا.
لكنّ إعلان "الاشتراكي" دعم عون لم يُقابَل بإيجابية على الضفة المسيحية، فـ"التيار الوطني الحر" سارع للردّ بقسوة عبر مصادره، التي قالت إنّ جنبلاط ليس هو من يرشّح عن المسيحيين، واصفًا عون بأنه "هنري حلو ثانٍ"، ليردّ الأخير بالقول إنّ "الأهم ألا يكون أي رئيس مقبل، كائنًا من كان، ميشال عون ثانيًا"، فلماذا "استفزّ" موقف "الاشتراكي" دعم ترشيح قائد الجيش باسيل بهذا الشكل، وما موقف القوى المسيحية الأخرى منه؟!
لماذا "استفزّ" باسيل؟
تعطي أوساط "التيار الوطني الحر" أسبابًا "مبدئية" للموقف الذي أطلقته مصادر باسيل، بعيد إعلان كتلة "اللقاء الديمقراطي" دعم ترشيح قائد الجيش لرئاسة الجمهورية، أو بالأحرى "ترشيحه" وفق ما تقول هذه الأوساط، باعتبار أنّ قائد الجيش لم يعلن ترشيحه أساسًا، وهو الذي يدرك أنه يحتاج لتعديل دستوري من أجل أن يُنتخَب رئيسًا، كما أنّ أحدًا لم يرشّحه، لا من القوى المسيحية ولا غيرها، وبالتالي فإنّ كتلة "اللقاء الديمقراطي" هي التي رشّحته.
بالنسبة إلى أوساط "التيار الوطني الحر"، فإنّ المشكلة في هذا الترشيح تنطلق من هذا المعطى بالتحديد، فموقع رئاسة الجمهورية هو الموقع المسيحي الأول في البلاد، وبالتالي فإنّ ترشيحه يجب أن يأتي من المسيحيين أولاً، حتى لو كان الرئيس هو لجميع اللبنانيين، علمًا أنّ كتلة "اللقاء الديمقراطي" لا تتعامل وفق المنظور نفسه، مع سائر المواقع، فهي تنتظر موقف القوى الشيعية عندما يتعلق الأمر برئاسة مجلس النواب، والسنية بالنسبة لرئاسة الحكومة.
وبناءً على ذلك، لا توافق أوساط "التيار" على توصيف "الاستفزاز" عند الحديث عن الأمر، بل هي تعتبر أنّ رفض أن يأتي ترشيح الرئيس من القوى غير المسيحية ينسجم مع الثوابت والمبادئ التي لطالما نادى بها "الوطني الحر"، علمًا أنّ السؤال المطروح بحسب هذه الأوساط، ليس لماذا اعترض باسيل أو غيره على مثل هذه المقاربة، بل لماذا صمتت سائر القوى المسيحية، وهي التي تنادي بحقوق المسيحيين في الليل والنهار.
ماذا عن سائر القوى المسيحية؟
لا يبدو إصرار أوساط "التيار" على الحديث عن "مبدئية" الموقف مقنعًا بالنسبة لكثيرين، ممّن لا يخفون أنّ المشكلة الحقيقية بالنسبة إلى باسيل تكمن في اسم العماد جوزيف عون، ولا سيما بعدما باسيل حوّل المعركة مع الأخير إلى "شخصية"، منذ حمّله مسؤولية الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في تشرين الأول 2019، والتي اعتبر أنّها استهدفته شخصيًا، ولو حملت شعار "كلن يعني كلن"، وهو لذلك "يفضّل" أي مرشح على قائد الجيش.
إلا أنّ المفارقة المثيرة للانتباه أيضًا، وفقًا للمتابعين، فهي أنّ "امتعاض" باسيل من دعم "اللقاء الديمقراطي" لترشيح عون، لم يُقابَل على الضفة الأخرى، ترحيبًا وحماسة من قبل القوى المسيحية الأخرى، بما فيها تلك التي تؤيد انتخاب قائد الجيش، أو لا تمانعه بالحدّ الأدنى، علمًا أنّ "القوات اللبنانية" مثلاً لم تحسم موقفها من الأمر بعد، وفق ما يقول العارفون، ولو أنّ المحسوبين عليها يؤكدون عدم وجود "فيتو" عليه من جانبها.
ووفقًا للعارفين، فإنّ سبب عدم الحماسة هذه، اعتقاد البعض أنّ "الاشتراكي" ربما "تسرّع" بتأييد ترشيح قائد الجيش، باعتبار أنّه كان يفضَّل أن يُترَك اسمه لربع الساعة الأخير، وعشية جلسة التاسع من كانون الثاني وليس قبل ذلك، علمًا أنّ ما يخشاه الكثير من داعمي الرجل، هو أن يؤدي إعلان "الاشتراكي" وردود الفعل المتفاوتة عليه، إلى "إحراق" حظوظه، تمامًا كما تمّ "إحراق" حظوظ الكثير من المرشحين قبله، من ميشال معوض إلى جهاد أزعور.
صحيح أنّ باسيل بتشبيهه العماد جوزيف عون بالمرشح هنري حلو، وهو عضو "اللقاء الديمقراطي"، يحاول أن يحصر قائد الجيش بخانة "الاشتراكي"، ويحجب عنه صفة "التمثيل المسيحي". إلا أنّ الأكيد أنّ مثل هذه المقاربة لا تستقيم، ولا سيما أنّ قائد الجيش يُعَدّ من المرشحين الأساسيّين منذ اليوم الأول، ولو تجنّب الجميع التداول باسمه رسميًا لعدم إحراقه، وهو ما يفهمه كثيرون من زاوية أن باسيل "يفتعل" المعركة لقطع طريق بعبدا على عون! المصدر: خاص "لبنان 24"