تقاطع نادر بين بري وباسيل.. هل يتلقف اللبنانيون الفرصة؟!
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
في كلمته بمناسبة ذكرى "13 تشرين" قبل أيام، دعا رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل إلى انتخاب رئيس للجمهورية بالتفاهم "الآن"،من دون انتظار نتائج الحرب الدائرة في غزة، والتي قال إنها "ستطول للأسف"، مشدّدًا على أنّ "من يظنّ أن تسويات أو اتفاقات أو أحداثًا خارجية كأحداث غزة أخيرة، تفرض علينا رئيسًا، لمصلحة هذا أو ذاك، من هنا أو هناك، وبحسب نتائجها، هو واهِم".
وفي تقاطع "نادر" مع باسيل، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري طرح الفكرة ذاتها بشكل أو بآخر، ولو في سياق مغاير، وانطلاقًا من معطيات مختلفة، وذلك خلال لقائه رؤساء اللجان النيابية والمقرّرين على هامش جلسة البرلمان الثلاثاء، حين تحدّث عن "فرصة" لانتخاب رئيس للجمهورية، "أمام ما يجري في المنطقة وتصاعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين وغزة ولبنان"، متسائلاً عمّا إذا كان اللبنانيون "سيتلقفونها".
وبمعزل عن دلالات الموقفين "المتقاربين"، وبغضّ النظر عن الخلفيّات التي استندا إليها، وربما "الأهداف المنشودة" من خلفها، تُطرَح علامات استفهام عمّا إذا كان يمكن لهذا التقاطع أن يمهّد فعلاً لـ"تسوية داخلية" قد تشكّل الأحداث الدراماتيكية والمتسارعة في المنطقة، ولبنان في صلبها، فرصة لبلوغها، بعد العجز عن ذلك في أيام "السِّلم"، ولو أنّ انطباعًا مخالفًا يسود المشهديّة، ويقول إنّ الملف الرئاسي جُمّد برمّته، وما عاد أولوية لأحد.
منطلقات "متناقضة"
لا يقنع الكلام عن "تقاطع" بين بري وباسيل في الحديث عن "فرصة" لانتخاب رئيس "الآن" كثيرين، ممّن يجزمون أنّ المنطلقات التي استند إليها كلّ من الرجلين تختلف رأسًا على عقب عن الأخرى، علمًا أنّ ثمّة سوابق للتقاطع بينهما، على مبدأ "الحوار" مثلاً، حتى إنّ باسيل كان أول "المرحّبين" بمبادرة رئيس مجلس النواب الحواريّة، قبل أن "ينقلب عليها" عندما دقّت "ساعة الجدّ"، ما يقلّل من الرهانات على تقاطعهما المستجدّ، إن جاز التعبير.
ويوضح العارفون أنّ ما انطلق منه رئيس مجلس النواب يقوم على وجوب "اقتناص اللحظة الاستثنائية" التي تمرّ بها المنطقة، من أجل تحصين الساحة الداخلية عبر انتخاب رئيس للجمهورية يكون قادرًا على مواجهة التحديات المحدقة، على دقتها وحساسيّتها المفرطة، ولا سيما في ظلّ المعارك الدائرة على الجبهة الجنوبية، فضلاً عن المخاوف المتصاعدة من انتقال كرة النار إلى الداخل، واتساع رقعتها، وهو ما يفرض "وحدة وطنية" بحدّها الأدنى.
في المقابل، فإنّ الحيثيّات التي انطلق منها رئيس "التيار الوطني الحر" تبدو مغايرة، حيث إنّ باسيل أراد دعوة "الشركاء في الوطن" إلى عدم الرهان على الصراع الدائر في المنطقة من أجل "فرض" رئيس للجمهورية في البلد، وهو حين دعا لانتخاب رئيس اليوم، أراد إجهاض فرضية "تقريش" نتائج حرب غزة، التي بدأ البعض يروّج لها لمصلحة مرشح من هنا أو هناك، ومن خلال التأكيد على وجوب "فصل" المسارين، بشكل كامل، غير قابل للنقاش.
سيناريو "مُستبعَد"
لكن، بمُعزَل عن الخلفيّات والحيثيات والأهداف وما إلى هنالك، هل يبدو سيناريو "تلقف الفرصة" الذي تحدّث عنه بري ممكنًا اليوم، ولا سيما أنّ القاصي والداني يدرك أنّ البلاد المهدّدة بالحرب في أي لحظة، ستخسر نقطة قوة، إذا خاضتها وهي منقسمة على نفسها، وبلا رأس للجمهورية؟ ولماذا لا تكون الهواجس المشروعة من انزلاق لبنان إلى الحرب فرصة للجلوس على طاولة الحوار، حيث يُطرَح ملف الرئاسة على "الأجندة" بشكل ملحّ وعاجل؟
يقول العارفون إنّ هذا السيناريو قد يبدو لكثيرين "فرصة استثنائية"، ولا سيما أنّ الصراع الدائر في المنطقة يجعل "الرهان" على الخارج منعدم الفائدة، لأنّ جميع اللاعبين يدركون أنّ استحقاق الرئاسة لا يشكّل أولوية لأيّ من الدول "الصديقة"، ولا سيما أنّ الحراك الدبلوماسي الدائر في المنطقة منصبّ الآن على محاولة وضع حدّ للحرب في غزة، ومنع اتساع رقعتها إلى دول أخرى بينها لبنان، بعيدًا عن أيّ مبادرات تسووية رئاسية.
لكنّ العارفين يشيرون إلى أنّ هذا السيناريو رغم ذلك "مُستبعَد"، فاللبنانيون عاجزون عن الاتفاق في "مرحلة الحرب" كما في "مرحلة السلم"، بل إنّ هناك من يذهب لحدّ التكهّن بأنّهم سيبقون على انقسامهم حتى في حال وقوع "الحرب"، بدليل الامتعاض الذي أبداه البعض على قول النائب السابق وليد جنبلاط إنّه سيقف مع "حزب الله" في حال وقوع الحرب، ولو كان ضدّ "الانجرار" إليها من حيث المبدأ، ما يجعل الرئاسة في آخر سلّم الأولويات، حتى في الداخل.
قد يظنّ البعض أنّ ملف الرئاسة "ليس وقته الآن"، في ظلّ الحرب الدائرة في غزة، والتوتر على الحدود اللبنانية الجنوبية. وقد ينتقد البعض حديث رئيس مجلس النواب عن "فرصة على اللبنانيين تلقفها" ربما على قاعدة "مصائب قوم عند قوم فوائد"، وقبله رئيس "التيار الوطني الحر" عن "عدم تقريش نتائج حرب غزة رئاسيًا". لكنّ الأكيد انّ الرئاسة لا يمكن أن تكون "تفصيلاً هامشيًا" في بلد مهدَّد بـ"كرة النار" في أيّ لحظة! المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: رئیس مجلس النواب رئیس للجمهوریة فی المنطقة ولا سیما
إقرأ أيضاً:
موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
قال موقع أخباري إسرائيلي إن المتمردين اليمنيين يهددون إسرائيل والاستقرار العالمي، ويشلون التجارة في البحر الأحمر على الرغم من الضربات التي تقودها الولايات المتحدة.
وذكر موقع "واي نت نيوز" في تقرير ترجمة للعربية "الموقع بوست" إن كبار المسؤولين الأميركيين يعبرون عن "صدمتهم" إزاء أسلحتهم المتقدمة، مما يثير مخاوف من زيادة الدعم الإيراني.
وأكد التقرير العبري أن عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تشير إلى موقف أميركي أكثر صرامة.
وحسب التقرير فلإنه في واحدة من أخطر الحوادث للقوات الأميركية في الشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب في غزة، أسقطت سفينة حربية أميركية عن طريق الخطأ طائرة مقاتلة من طراز إف/إيه-18 تابعة للبحرية الأميركية فوق البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع. وتزامن الحادث مع غارات جوية أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء.
وذكر أن الطيارين قد قفزوا من الطائرة بسلام وتم إنقاذهما، في حين أعلن المتمردون الحوثيون بسرعة مسؤوليتهم عن إسقاط الطائرة. ومع ذلك، لم يوضح البنتاغون ما إذا كانت النيران الصديقة مرتبطة بشكل مباشر بالقتال الجاري ضد المجموعة المدعومة من إيران.
"تؤكد هذه الحلقة على التحدي الأوسع الذي يفرضه وكلاء إيران، ليس فقط على إسرائيل ولكن أيضًا على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي"، حسب الموقع الاسرائيلي.
وأكد أن هجمات الحوثيين تضع إدارة بايدن في موقف صعب، لأنها تتزامن مع الجهود الأمريكية للتوسط لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن والصراع السعودي الحوثي. فشلت تلك الحرب، التي قتلت عشرات الآلاف من المدنيين في الغارات الجوية السعودية، في هزيمة الميليشيات المتحالفة مع إيران.
وفق التقرير فإنه مع استمرار التوترات المرتفعة، قد تنمو احتمالات تكثيف العمل من جانب الولايات المتحدة وحلفائها، خاصة مع عودة الرئيس المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الشهر المقبل.
وقال "ومع ذلك، أصبحت قدرة التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على ردع الحوثيين موضع تساؤل بعد أن أظهروا مرونة في مواجهة سنوات من الضربات الجوية السعودية المتواصلة، متجاهلين في كثير من الأحيان المعاناة الشديدة للمدنيين اليمنيين. يعيش ثلثا سكان اليمن تحت سيطرة الحوثيين".
وتوقع بن يشاي أن يرفع ترامب القيود التشغيلية التي فرضها بايدن على القوات الأميركية في اليمن، مما يمهد الطريق لحملة أميركية إسرائيلية منسقة لتحييد التهديد الحوثي.
وقد تتضمن هذه الاستراتيجية استهداف قيادة الحوثيين وتدمير صواريخهم الباليستية وطائراتهم بدون طيار وأنظمة الإطلاق ومرافق الإنتاج الخاصة بهم - وهي الإجراءات التي قال بن يشاي إنها ستعكس العمليات الإسرائيلية الناجحة ضد الأصول الاستراتيجية لحزب الله في لبنان وقدرات نظام الأسد في سوريا. ومن المرجح أن تتطلب إسرائيل تعاونًا كبيرًا من القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) والأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، الذي يعمل في المنطقة بحاملات الطائرات ومدمرات الصواريخ وغيرها من الأصول. إن المسافة الجغرافية والتحديات الاستخباراتية تجعل العمل الإسرائيلي الأحادي الجانب غير محتمل.
وزعم بن يشاي أن الجهد المنسق يمكن أن يمنع الحوثيين من المزيد من زعزعة استقرار النظام العالمي والاقتصاد. وأشار إلى أنه في حين أن الحوثيين لا يردعون عن الضربات على البنية التحتية لدولتهم، فإن قطع رأس القيادة والهجمات الدقيقة على قدراتهم العسكرية يمكن أن يغير التوازن.