بهذا العام.. هددت موسكو بضرب إسرائيل وفرنسا وبريطانيا دعماً لمصر
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
خلال خمسينيات القرن الماضي، عاشت منطقة الشرق الأوسط على وقع تقارب غير مسبوق بين الاتحاد السوفيتي ومصر. فبتلك الفترة، حصلت مصر على الدعم السوفيتي بمجال الأسلحة والعتاد العسكري لمواجهة التصعيد المتنامي مع إسرائيل التي حصلت بدورها على دعم عسكري هائل من الأميركيين والبريطانيين والفرنسيين. وفي المقابل، رأت موسكو في هذا التعاون مع القاهرة فرصة لتدعيم موقعها ومكانتها بالمنطقة في خضم الحرب الباردة.
العدوان الثلاثي
بقرار مفاجئ، اتجه الرئيس المصري جمال عبدالناصر يوم 26 يوليو 1956 لإعلان تأميم قناة السويس. وعلى إثر هذا القرار، عبرت كل من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل عن قلقها الشديد واتجهت في الآن ذاته للضغط على مصر أملا في إجبارها على العدول عن هذا القرار. وبسيفر الفرنسية (Sèvres)، وضعت كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ما بين يومي 22 و24 أكتوبر 1956 خطة، عرفت ببروتوكولات سيفر، للتدخل عسكريا وسياسيا ضد مصر بسبب الأزمة التي أثارتها عملية تأميم قناة السويس. فبالنسبة للبريطانيين، مثلت عملية التأميم ضربة لمصالحهم بالشرق الأوسط. أما الإسرائيليون فقد عبروا مرارا عن قلقهم الشديد حول حركة السفن الإسرائيلية بالمنطقة التي أصبحت مقيدة. ومن جانبها، تحدثت فرنسا عن سخطها الشديد من دعم جمال عبدالناصر للثوار بالجزائر واتجهت للمشاركة بهذه الحرب، التي عرفت بالعدوان الثلاثي، أملا في الانتقام من مصر وإجبارها على التخلي عن الجزائر. ويوم 29 أكتوبر 1956، هاجمت إسرائيل مناطق غزة وسيناء واتجهت صوب قناة السويس. وبالفترة التالية، أصدرت كل من فرنسا وبريطانيا قرارا يقضي بقبول وقف إطلاق النار بين الجانبين ووجود قوات فرنسية وبريطانية بالمنطقة لحماية القناة. وأمام الرفض المصري، باشرت الطائرات البريطانية والفرنسية بشن غارات جوية على مواقع عسكرية ومدن مصرية. ويوم 5 نوفمبر من العام نفسه، ألقت بريطانيا وفرنسا بالعديد من مظلييها على طول قناة السويس متسببة بذلك في شل حركة الملاحة بالقناة بشكل تام.
الموقف السوفيتي
وعلى الرغم من انشغاله بمجريات أحداث الثورة المجرية التي تدخل على إثرها جيشه بالأراضي المجرية، اتخذ الاتحاد السوفيتي موقفا مساندا لمصر. فعلى لسان قائدة نيكيتا خروتشوف (Nikita Khrushchev)، أدان الاتحاد السوفيتي العدوان الثلاثي، وأكد على استعداده للتدخل عسكريا لصالح مصر.
وعلى لسان الوزير الأول نيقولاي بولغانين (Nikolai Bulganin)، أعلن الاتحاد السوفيتي أنه مستعد لإرسال قوات عسكرية لمصر لمواجهة فرنسا وبريطانيا وإسرائيل. من جهة ثانية، أكد بولغانين أن بلاده ستمطر لندن بالصواريخ وأنها لن تتردد في اللجوء للسلاح النووي لدفع الإسرائيليين وحلفائهم الأوروبيين لإنهاء العدوان الثلاثي والخروج من الأراضي المصرية. أيضا، اتهم بولغانين نظيره الإسرائيلي بن غريون بانتهاج سياسة يمينية ومساندة الاستعمار والإمبريالية الأوروبية الغربية بالمنطقة. وأمام التهديدات السوفيتية، كثفت المخابرات الأميركية عمليات المراقبة بالمنطقة للبحث عن قوات سوفيتية متمركزة بسوريا أو مصر تزامنا مع إجرائها عمليات استخباراتية لتحديد حجم الترسانة الصاروخية والنووية السوفيتية.
أمام التهديدات السوفيتية والضغط الأميركي لوقف الحرب، اتجه الإسرائيليون والفرنسيون والبريطانيون لسحب قواتهم من المنطقة. من جهة ثانية، ظلت قناة السويس مغلقة لأشهر عقب العدوان الثلاثي. فضلا عن ذلك، أرسلت الأمم قوات دولية لمراقبة الوضع بالمنطقة وتثبيت وقف إطلاق النار.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الاتحاد السوفیتی العدوان الثلاثی فرنسا وبریطانیا قناة السویس
إقرأ أيضاً:
هيئة قناة السويس: الاستقرار يعود إلى البحر الأحمر
القاهرة - رويترز
أبلغ رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع شركة (إيه.بي مولر ميرسك) العملاقة للشحن بأن هناك مؤشرات على عودة الاستقرار إلى البحر الأحمر، وحث الشركة على أخذ ذلك في الاعتبار عند وضع الخطط والجداول الملاحية.
وقال بيان للهيئة إن ربيع أدلى بهذه التعليقات في اجتماع مع الرئيس التنفيذي لمجموعة شحن الحاويات الدنمركية وغيره من كبار المسؤولين التنفيذيين، لكنه لم يذكر متى عقد الاجتماع.
ونقل البيان عن ربيع القول "ينبغي مراعاة المؤشرات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر أثناء وضع الخطط والجداول الملاحية خلال الفترة المقبلة".
وأوقفت عدة شركات عالمية كبرى للشحن رحلاتها في البحر الأحمر وأعادت توجيه السفن حول الطرف الجنوبي لقارة أفريقيا لتجنب هجمات محتملة من الحوثيين في اليمن.
وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في ديسمبر كانون الأول إن الاضطراب كلف مصر نحو سبعة مليارات دولار من إيرادات قناة السويس في عام 2024.
وفي الأسبوع الماضي، قالت ميرسك إنها ستواصل تحويل السفن بعيدا عن خليج عدن والبحر الأحمر وسلوك طريق رأس الرجاء الصالح على الرغم من إعلان الحوثيين الحد من هجماتهم على السفن.
ونفذ الحوثيون المتحالفون مع إيران أكثر من 100 هجوم على السفن منذ نوفمبر تشرين الثاني 2023 وأغرقوا سفينتين واحتجزوا أخرى وقتلوا أربعة بحارة على الأقل.