موسكو.. وقفة تضامنية لسفراء عدد من البلدان العربية والإسلامية مع الشعب الفلسطيني
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
موسكو-سانا
نظم عدد من سفراء البلدان العربية والإسلامية المعتمدين لدى روسيا وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، معربين عن إدانتهم للاعتداءات الوحشية التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع، وشجبهم لسياسة التطهير العرقي التي تتبعها الدوائر الصهيونية برعاية وحماية أمريكيتين.
سفير سورية في موسكو الدكتور بشار الجعفري قال في كلمة خلال الوقفة: “إن فاجعتنا كعرب ومسلمين بدأت منذ وعد بلفور عام 1917 ومنذ ذلك الحين لا نحارب (إسرائيل) وحدها، وإنما كل من يرعى هذا الكيان ويدعمه ويبرر الجرائم التي يرتكبها”.
وأكد الجعفري أنه رغم كل الأكاذيب التي يبثها كيان الاحتلال والولايات المتحدة عن الشعب الفلسطيني فإن قضية فلسطين ستبقى قضية عادلة ومحقة، مشيراً إلى أنه “حتى يومنا هذا تؤكد الأمم المتحدة في كل وثائقها أن الأراضي الفلسطينية هي أراض محتلة وكل قرارات هذه المنظمة الدولية في الدفاع عن القضية الفلسطينية تعتمد بغالبية كبيرة لصالح الشعب الفلسطيني”.
من جانبه قال السفير الفلسطيني في موسكو عبد الحفيظ نوفل: إن هذه الهجمة الإجرامية على قطاع غزة وفرض الحصار عليه وتجويع أهله وإجبارهم على مغادرة أراضيهم، تظهر حقيقة سياسة التطهير العرقي التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي.
وقال نوفل في حديث لمراسل سانا في موسكو: “إن الشعب الفلسطيني صامد ومتمسك بأرضه رغم كل المحاولات الإسرائيلية لتهجيره واستهدافه”، موضحاً أن شعبنا سيدافع عن أرضه ومقدساته بمساعدة ودعم من العالم العربي والإسلامي وجميع القوى المحبة للسلام في العالم.
وأكد السفير الإيراني لدى موسكو كاظم جلالي أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر هو مأساة للبشرية جمعاء، كما أن الجريمة المرتكبة بحقه يندى لها جبين الإنسانية، مشدداً على أن القضية الفلسطينية ليست قضية العرب أو المسلمين فحسب بل هي مسألة تخص العالم بأسره.
وفي مقابلة مماثلة اعتبر الناشط السياسي والخبير الروسي بقضايا الشرق الأوسط مكسيم شيفتشينكو أن الجرائم التي ترتكبها (إسرائيل) اليوم في غزة هي تتمة لسلسلة الجرائم التي ارتكبتها منذ عام 1948،عندما أعلن الغرب دعمه للصهيونية العالمية بشن حربها ضد أهل فلسطين وضد الحضارة الإنسانية.
وأكد شيفتشينكو أن (إسرائيل) كيان مصطنع موجه ضد مصالح العرب وكل الشعوب المحبة للسلام، وهو أداة استعمارية للتدخل الأمريكي والأطلسي في الشرق الأوسط، كما أنه يمثل مصالح الطغمة المالية الأمريكية.
بدورهم أكد الخطباء في وقفة حداد على أرواح شهداء قطاع غزة في الجامع المركزي في العاصمة الروسية بحضور حشد واسع من المواطنين الروس والأجانب أن ما يقوم به الكيان الإسرائيلي من مجازر بحق الفلسطينيين المدنيين من نساء وأطفال ومرضى وجرحى ليس سوى محاولة للتغطية على الفشل الذي مني به جيشه أمام المقاومة الفلسطينية.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
ما حدث من انتهاكات على أساس إثني وعنصري في ود مدني يستحق وقفة جادة من الشعب السوداني
ما حدث من انتهاكات على أساس إثني وعنصري في مدينة ود مدني يستحق وقفة جادة من الشعب السوداني بأسره لان القضية، في تقديري، تتجاوز مجرد الإدانة أو التنديد في التصريحات أو البيانات، بل تستوجب وضع حدود قانونية صارمة وقيم مجتمعية واضحة تلجم كل من تسول له نفسه التهاون بأرواح الناس وأخذ القانون بيده دون الرجوع إلى الأسس القانونية. يجب أن تكون هناك محاسبة صارمة لمرتكبي تلك الفظائع، وفقاً للأسس القانونية وحقوق الإنسان، دون تهاون أو مجاملة، لكي تعود الحقوق لأصحابها وتُردع مثل هذه الأفعال.
الحل لا يمكن أن يكون في إطار المهاترات السياسية والاتهامات المتبادلة فقط، بل يجب العمل على إعادة صياغة المفاهيم التربوية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، ليشمل ذلك المناهج التعليمية وبرامج التوعية المجتمعية. المطلوب الآن هو بناء نظام قانوني ومجتمعي يحمي حقوق الجميع دون تمييز، ويرسخ قيم العدالة والمساواة، بحيث تصبح هذه القيم جزءاً أصيلاً من هوية الأمة السودانية. لان معالجة مثل هذه القضايا ليست مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لبناء وطن متماسك قادر على تجاوز الأزمات والانطلاق نحو مستقبل أفضل.
كما أن هناك حاجة ملحة أكثر من أي وقت مضى الان، لقيام نظام مدني ديمقراطي تكون فيه المواطنة هي الأساس، بعيداً عن الجهوية والعنصرية والتهميش، لأنه الطريق الأمثل لبناء مجتمع متماسك قائم على العدالة والمساواة، ليتمتع كل مواطن بحقوقه دون تمييز، وأن يكون التشريع والإدارة العامة قائمين على مبدأ المواطنة المتساوية، بعيداً عن الانتماءات الجهوية أو العرقية.
المطلوب أيضاً تبني نهج شامل يحقق إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تعزز من دور المؤسسات المدنية في حماية الحقوق وتكافؤ الفرص، وترسيخ قيم الديمقراطية. وهذا سيمكن السودان من تجاوز أزماته الراهنة والانطلاق نحو مستقبل قائم على الاستقرار والتنمية الشاملة.
أخطر نهج هو استخدام تلك الأحداث المشينة فقط للترويج والوصول إلى أهداف سياسية محددة دون التفكير الجدي في كيفية بناء مجتمع متعافٍ. فالتلاعب بالمشاعر والانقسامات لن يؤدي إلا إلى زيادة الاحتقان والتوتر، ولن يسهم في ترميم النسيج الاجتماعي. يجب أن تتجاوز السياسة المنافع الشخصية الضيقة، وتتجه نحو وضع استراتيجيات حقيقية تعالج جذور المشكلة وتبني أرضية مشتركة تسهم في توحيد الشعب السوداني وتعافيه.
د. نجم الدين كرم الله جيب الله / وارسو
n.karamalla-gaiballa@uw.edu.pl