تشير مصادر استخباراتية وأدلة أولية إلى أن "صاروخا فلسطينيا" أطلقته حركة الجهاد الإسلامي المصنفة إرهابية، تسبب في الانفجار المميت الذي وقع بمحيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة، وفق تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، وهو الأمر الذي تنفيه جهات فلسطينية.

وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان واتسون، الأربعاء، إن المعلومات الاستخباراتية تشير إلى أن "بعض المسلحين الفلسطينيين في غزة يعتقدون أن الانفجار الذي استهدف مستشفى الأهلي ناجم على الأرجح عن صاروخ أو إطلاق صاروخي خاطىء نفذته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية".

وأضافت واتسون أن واشنطن "تستمر في العمل من أجل تأكيد ذلك".

وأوضحت أن التقييم الأميركي مستند إلى تحليل الولايات المتحدة صورا ملتقطة من الجو وعبر وسائل المراقبة والاستطلاع والمعلومات المفتوحة المصدر، مضيفة أن الولايات المتحدة تواصل جمع المعلومات.

وكان الرئيس الأميركي، جو بايدن، أكد الأربعاء، أن لديه معلومات موثوقة تُشير إلى أن "إسرائيل غير مسؤولة عن التفجير في مستشفى بغزة".

ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن بايدن قوله إن البيانات الصادرة عن وزارة الدفاع أظهرت أن الانفجار "لم يكن ناجما على الأرجح عن غارة جوية شنها الجيش الإسرائيلي".

وقال بايدن لنتانياهو، خلال زيارته لإسرائيل: "بناء على ما رأيته، يبدو كما لو أن الفريق الآخر (الفلسطيني) قام بذلك، وليس أنتم".

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، في بيان،  الأربعاء، إن 471 فلسطينيا قُتلوا وأصيب أكثر من 314 آخرين، فيما وصفها "بالمذبحة الإسرائيلية" في المستشفى الأهلي العربي المعمداني بالقطاع.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن "طائرات إسرائيلية شنت غارة على المستشفى" أثناء وجود آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن.

لكن الجيش الإسرائيلي نفى مسؤوليته عن الهجوم، قائلا إن معلومات المخابرات العسكرية تشير إلى أن المستشفى "تعرض لهجوم صاروخي فاشل شنته حركة الجهاد الإسلامي".

ونفى متحدث باسم "الجهاد الإسلامي" رواية إسرائيل بمسؤولية الحركة عن الضربة على مستشفى غزة.

معلومات استخباراتية وأدلة

وقال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون للصحيفة إن المعلومات الاستخباراتية تكشف أن الانفجار سببته الجهاد الإسلامي، ما يدحض الادعاءات الفلسطينية بأن غارة إسرائيلية تسببت في الانفجار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة معلومات حساسة، قولهم "إنهم اعتمدوا في تحليلهم الأولي على خيوط متعددة من المعلومات الاستخبارية التي تشير إلى أن الانفجار الذي وقع في المستشفى سببته حركة الجهاد".

وحركة الجهاد الإسلامي، هي ثاني أكبر جماعة مسلحة في غزة، بعد حماس، وتأسست  في الثمانينات.

وأكد المسؤولون أن "التحليل كان أوليا وأنهم مستمرون في جمع الأدلة وتحليلها".

وتتضمن الأدلة بيانات الأقمار الاصطناعية والتي تظهر إطلاق صواريخ من مواقع مقاتلين فلسطينيين داخل غزة. 

منظر جوي للمستشفى الأهلي بغزة في 17 أكتوبر 2023

وقال المسؤولون إن وكالات الاستخبارات الأميركية قامت أيضا بتحليل مقطع فيديو مفتوح المصدر، وهي تسجيلات جمعها صحفيون وآخرون، لعملية الإطلاق والتي تظهر أنه "لم يأت من اتجاه مواقع عسكرية إسرائيلية".

وجمعت الولايات المتحدة إشارات استخباراتية "موثوقة للغاية"، والتي تشمل المراقبة الإلكترونية، مما يشير إلى أن الانفجار الذي وقع في المستشفى سببته حركة الجهاد، مما يدعم ادعاء إسرائيل بأنها لم تكن مسؤولة عن الانفجار، وفق تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".

وقال مسؤولون دفاعيون إن تقييم واشنطن بأن إسرائيل لم تكن وراء الانفجار في المستشفى استند "جزئيا" إلى اعتراضات الاتصالات وغيرها من المعلومات الاستخبارية التي جمعتها الولايات المتحدة.

وتظهر الصور ومقاطع الفيديو الملتقطة في موقع الانفجار حفرة ضحلة للغاية في موقف السيارات بالخارج، وأن مباني مجمع المستشفى لم تتعرض لأضرار جسيمة، بحسب الصحيفة.

ماذا يقول المحللون؟

أشار محللون يدققون في الصور المتاحة للانفجار الذي وقع، الثلاثاء، إلى أن موقع الانفجار لا يحمل بصمات هجوم بقنبلة أو صاروخ من الأنواع التي تستخدمها إسرائيل عادة.

ومن جانبه قال، مايكل نايتس، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وهو خبير في القضايا العسكرية والأمنية: "ليس لدينا أي مؤشرات على حدوث غارة جوية".

وفي سياق متصل، قال محلل الاستخبارات، بليك سبندلي، "في الوقت الحالي، تشير رجحان الأدلة إلى أن صاروخ حماس أو الجهاد الإسلامي في فلسطين أصاب المنطقة". 

وقال، جستين برونك، المحلل في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث في لندن، إن الصور المنشورة تظهر أيضا عدم وجود أنماط شظايا مرتبطة بقنابل القوات الجوية الإسرائيلية.

كذب وافتراء

ووصف مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الأربعاء، اتهام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، حركة الجهاد الإسلامي بالمسؤولية عن مأساة المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، بأنه "كذب وافتراء". 

ولفت منصور إلى أن المتحدث الرقمي باسم نتانياهو غرد على موقع أكس بأن "إسرائيل نفذت الضربة معتقدة أن هناك قاعدة لحماس حول هذا المستشفى، ثم قام بحذف تلك التغريدة".

وقال منصور إن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى على افتراض وجود قاعدة لحركة حماس حول المبنى.

ولم يرد المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، عوفير غندلمان، على استفسارات موقع "الحرة" بشأن حذف تغريدات متعلقة بالتصعيد بين الجيش الإسرائيلي وحركة "حماس" الفلسطينية.

وانتشرت صورة لتغريدة للمتحدث الرسمي الرقمي لإسرائيل، الذي عينه نتانياهو في وقت سابق من هذا الأسبوع، حنانيا نفتالي، ينقل فيها خبر قصف المستشفى قبل أن يقوم بحذفها لاحقا.

Flip-Flop @HananyaNaftali ???? pic.twitter.com/I0tfJjY2FA

— Censored Men (@CensoredMen) October 17, 2023

وجاء في التغريدة التي لم يتمكن موقع "الحرة" من التحقق من أصالتها أن "القوات الجوية الإسرائيلية  تقصف قاعدة لحماس الإرهابية داخل مستشفى في غزة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: حرکة الجهاد الإسلامی الولایات المتحدة الجیش الإسرائیلی مستشفى الأهلی أن الانفجار فی المستشفى الذی وقع إلى أن فی غزة

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يبتكر أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي" عبر تحليل بيانات الفلسطينيين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لم تعد الحرب على الفلسطينيين تُخاض برصاصة واحدة، بل دخلت بُعداً أكثر قتامة من الخوارزميات الذكية، حيث تحولت حياتهم إلى قاعدة بيانات يمكن اختزالها بضغطة زر في تصنيف لا يرحم وقمعي.

وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية"، تقريرا بعنوان «جيش الاحتلال يبتكر أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي" عبر تحليل بيانات الفلسطينيين»، وكشف تحقيق استقصائي مشترك لمجلة 97 وموقع لوكال كول الإسرائيلي وصحيفة ذا جارديان البريطانية، أن جيش الاحتلال طور أداة ذكاء اصطناعي تشبه برنامج ChatGPT، مدربة على مليارات الكلمات العربية المسروقة من محادثات الفلسطينيين من خلال مراقبتهم الجماعية، لتحويل حياتهم إلى قاعدة بيانات تستخدم لفبركة التهم وتوسيع دائرة الاعتقالات العشوائية.

ويقوم النظام الجديد، الذي لا يزال قيد التطوير، بتحليل بيانات ضخمة من الحياة اليومية للفلسطينيين، بدءاً من نشاطهم على منصات التواصل الاجتماعي ووصولاً إلى تفاصيل تحركاتهم في الضفة الغربية.
ودفعت الأداة القاتلة منظمات حقوق الإنسان إلى التحذير من تحول الفلسطينيين إلى فئران تجارب في مختبرات التكنولوجيا العسكرية، حيث تستدعي إسرائيل خبراء من شركات كبرى مثل جوجل وميتا لدعم المشروع.

وكشفت التجارب السابقة عن طبيعة النموذج الكارثية، فبرنامج لافندر الذي ينتج قوائم اغتيالات ارتكب أخطاء، وفي 10% من الحالات، بينما تستخدم أدوات أخرى لفرض حصص اعتقال شهرية بناء على تحليلات لغوية لمجرد تعبيرات الغضب ضد الاحتلال، لم يعد الفلسطيني اليوم مجرد هدف للرصاص، بل تحول إلى سطر في خوارزمية بضغطة زر، تصنفه الآلة كمشتبه به أو مطلوب في سيناريو مرعب يعيد اختراع أبشع أدوات الفصل العنصري في شكل رقمي.

مقالات مشابهة

  • شاهد| العدو الاسرائيلي يتوغل في سوريا، والجولاني يعلن الجهاد ضد العلويين الرافضين لجرائمه
  • الفاتيكان يكشف عن أحدث التطورات الصحية للبابا فرنسيس
  • قوات الاحتلال تداهم المستشفى الأهلي بمدينة الخليل وتستولي على تسجيلات كاميرات المراقبة
  • استعدادات لتدشين أحدث جهاز طبي جراحي في مستشفى الثورة بالحديدة
  • الصحة: فريق الحوكمة يتفقد مستشفى العريش العام وبئر العبد ويوجه بإجراءات فورية
  • شهر رمضان ليس شهر الخمول، بل هو شهر الجهاد والعمل وتزكية النفوس
  • مستشفى غدامس تعلن اقتصار العمل على الحالات الطارئة؛ بسبب اعتداء مسلح
  • مصدر لـبغداد اليوم يوضح الانفجار الغامض الذي وقع في منشأة عسكرية بطهران
  • جيش الاحتلال يبتكر أداة شبيهة بـ"شات جي بي تي" عبر تحليل بيانات الفلسطينيين
  • مدير مستشفى غدامس: سنستقبل الحالات الطارئة فقط بعد ترهيب  عناصرنا الطبية بالسلاح