في مواجهة الخيارات المحفوفة بالمخاطر بالنسبة للرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في قطاع غزة، لجأت الولايات المتحدة إلى "وسيط قديم" للقيام بدور دبلوماسي للإفراج عن الأسرى، وفقاً لما ذكرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.

الإنقاذ العسكري أمر مستحيل ما يعني أن الدبلوماسية تظل هي الجهد الرئيسي

قطر تعمل كوسيط بين حماس ومسؤولين من الولايات المتحدة

وتحتجز حماس  ما لا يقل عن 199 شخصاً في غزة، وهي منطقة كثيفة السكان،  حيث يعتقد العديد من المسؤولين الأمريكيين أن الإنقاذ العسكري سيكون خطيراً على الجنود والرهائن على حد سواء، بينما يستعد الجيش الإسرائيلي للتحرك برياً في قطاع غزة.

وتلك المهمة تركت الدبلوماسية التي وصفتها الصحيفة بـ"المعقدة" بقيادة الولايات المتحدة وقطر، الخيار الأفضل لإنقاذ الرهائن في غزة، بحسب ما نقلته "نيويورك تايمز" عن العديد من المسؤولين الأمريكيين الحاليين والسابقين.

وتعمل قطر في المحادثات كوسيط بين مسؤولين من الولايات المتحدة وحركة حماس (المصنفة على قائمة الإرهاب في أمريكا والاتحاد الأوروبي)، ما يزيد من تعقيد محادثاتها لوجود أشخاص من أكثر من 30 دولة من بين الرهائن.

وعلى الرغم من أن المسؤولين الغربيين والأمريكيين دعوا إلى ضبط النفس للحد من المخاطر التي تهدد الأسرى في غزة، إلا أن القادة الإسرائيليين تعهدوا بتدمير حماس، وحشدوا القوات والدبابات على الحدود واستدعوا نحو 360 ألف جندي احتياطي.

وقال غيرشون باسكن، الذي تفاوض على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في عام 2011، بعد أكثر من 5 سنوات في الأسر: "يبدو أن التضحية بالرهائن والجنود هي الحالة النفسية السائدة اليوم"، مضيفاً "لا أحد يفكر في اليوم التالي: ماذا ستفعل إسرائيل في غزة؟".

وبعد الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص، انضمت قطر إلى مفاوضات الرهائن، مستفيدةً من خبرتها السابقة في التوسط لإطلاق سراح عدداً من الرهائن في روسيا وسوريا وإفريقيا، وفق الصحيفة الأمريكية.

https://t.co/LCfpGYa3i1

— Nancy Willing (@NancyWilling1) October 17, 2023

وسبق لقوات كوماندوز إسرائيلية وأمريكية تنفيذ عمليات إنقاذ غير عادية للرهائن من قبل، لكن طبيعة غزة المكتظة بالسكان تجعل من غير المحتمل إمكانية إعادة المحتجزين عسكرياً، بسبب المخاطر التي يتعرض لها الرهائن والجنود على حد سواء.

وقال العديد من المسؤولين والمحللين الأمريكيين السابقين إنه على الرغم من أن تلك المهمة كانت خطيرة للغاية، إلا أنها لا يمكن مقارنتها بمخاطر عملية الإنقاذ العسكرية في غزة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الجمعة الماضية، في مؤتمر صحافي من قطر، إن واشنطن والدوحة تعملان بشكل مكثف لتأمين إطلاق سراح الرهائن.

وقال مسؤول أمريكي سابق، ومسؤول غربي رفيع مطلع على المفاوضات، للصحيفة، من دون الكشف عن هويتهما: إن "هناك تفاؤلاً بأن حماس ربما تطلق سراح النساء والأطفال بسبب رد الفعل الدولي العنيف على عمليات الاختطاف".

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير إنه بناء على المحادثات التي أجرتها الولايات المتحدة مع قطر، هناك احتمال أن تقوم حماس بإطلاق سراح ما يقرب من 50 مواطناً من مزدوجي الجنسية بشكل منفصل عن أي صفقة أوسع.

ومع ذلك، فإن الجيش الأمريكي لن يقف مكتوف الأيدي، حتى لو ظلت جهود الإنقاذ احتمالاً بعيداً.

وأكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن البنتاغون أرسل فريقاً صغيراً من قوات العمليات الخاصة إلى إسرائيل للمساعدة في المعلومات الاستخبارية، والتخطيط لأي عمليات محتملة لتحديد مكان الرهائن وإنقاذهم. 

وقال مسؤولون أمريكيون إن قيادة العمليات الخاصة المشتركة السرية التابعة للجيش نشرت أيضاً طائرات ولوجستيات في المنطقة كإجراء احترازي قبل أي مهام محتملة، لكنها لم ترسل بعد أي فرق كوماندوز عملياتية إلى إسرائيل.

وقال كريستوفر كوستا، وهو ضابط سابق في القوات الخاصة بالجيش الأمريكي ومسؤول مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سابقاً، إن "الأولوية الأولى هي تبادل المعلومات الاستخبارية، أي أين يتم احتجاز الرهائن".

وقال مسؤول أمريكي رفيع  للصحيفة " إه لا توجد معلومات تذكر عن مكان وجود الرهائن".

وفي سياق متصل، قال كريستوفر أوليري، وهو مسؤول كبير سابق في مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي، والذي أدار فريقاً عبر عدة وكالات لاستعادة الرهائن وتعامل مع عدد لا يحصى من عمليات الاختطاف، إن حجم العمليات التي وقعت يوم 7 أكتوبر "كانت مذهلة".

وأضاف أوليري، الذي يعمل الآن مع مجموعة "سوفان"، وهي شركة استشارات أمنية: "إن الأمر لا يشبه أي شيء تعاملنا معه في العصر الحديث".

يذكر أن حماس أطلقت سراح رهينة إسرائيلية مع طلفيها، كما نشرت فيديو لرهينة فرنسية إسرائيلية تدعى ميا شيم، 21 عاماً، التي قالت في مقطع الفيديو إنها في غزة وتخضع للعلاج والرعاية من قبل الحركة، وينتهي الفيديو بمناشدتها لإطلاق سراحها.

#ماكرون يعلق على فيديو نشرته حماس لرهينة فرنسية إسرائيلية https://t.co/AYi6qR8ZpS

— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023

وبعد نشر الفيديو، قال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن حماس "تحاول تصوير نفسها كمنظمة إنسانية، في حين أنها منظمة إرهابية مسؤولة عن قتل واختطاف الأطفال والنساء".

وفي تعليقه على فيديو الرهينة الفرنسية، قال أوليري إنه "دعاية وتذكير بأن إسرائيل لا يمكنها التسرع في غزو واسع النطاق لكي لا تخاطر بإيذاء الرهائن"، مضيفاً "أو على الأقل هذا ما كانت تأمله حماس"، بحسب الصحيفة.

وتستعد إسرائيل لاجتياح بري لقطاع غزة رداً على الهجوم الذي شنته حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن 1400 في إسرائيل.

وتنفذ القوات الإسرائيلية منذ ذلك الحين أعنف قصف تشنه على غزة، ما أسفر عن مقتل أكثر من 3 آلاف فلسطيني، كما فرضت حصاراً مطبقاً على القطاع.


إسرائيل تضع اللمسات الأخيرة على العملية البرية في #غزة https://t.co/KPWuii6K3h

— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل أمريكا قطر غزة الولایات المتحدة وقال مسؤول أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

بابا الفاتيكان يلتقي بعائلات الرهائن لدى حماس

أبدى بابا الفاتيكان، الخميس، استعداده لبذل كل جهد ممكن لإطلاق سراح الرهائن الذين اختطفتهم حركة حماس خلال هجومها على بلدات جنوبي إسرائيل في 7 أكتوبر من العام الماضي.

وجاء حديث بابا الفاتيكان خلال لقاء جمعه الخميس بوفد إسرائيلي من عائلات الرهائن والمحررين من قبضة حماس إلى جانب عدد من المسؤولين في الفاتيكان وإيطاليا.

وأبدى البابا استعداده لبذل كل ما بوسعه لتحرير من تبقى من الرهائن.

ويأتي هذا اللقاء ضمن مساعٍ حثيثة تقوم بها عائلات المختطفين لحشد الدعم الدولي والإشارة إلى معاناتهم، التي تجاوزت 400 يوم منذ اختطفاهم.

ودعت شارون ليبشيتس، ابنة المختطفين يوخافيد وعودد ليبشيتس البابا إلى التذكير بأن "قضية تحرير الرهائن هي قضية إنسانية في المقام الأول، وأن خلف كل صورة شخص حقيقي له حياة وقصة"، مطالبة إياه بالدعوة لعودة جميع الرهائن إلى عائلاتهم.

وضم الوفد العديد من المحررين وأسرهم، منهم يلينا تروفانوف التي تحررت بعد 54 يوما، بينما لا يزال ابنها ساشا محتجزا لدى حماس، ويوخافيد ليبشيتس التي كانت بين أوائل المفرج عنهم بينما لا يزال زوجها عودد قيد الاحتجاز، وكذلك لويس هار الذي تحرر بعد 129 يوما من اختطافه.

وأسفر الهجوم الذي شنّته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 عن مقتل نحو 1206 أشخاص معظمهم مدنيون، استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية تضمنت أولئك الذين لقوا حتفهم أو قتلوا خلال احتجازهم.

وخلال الهجوم، خطف مسلحو حماس 251 شخصا، لا يزال 97 منهم في غزة، بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وأسفرت العمليات العسكرية الإسرائيلية ردا على الهجوم في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 43665، غالبيتهم مدنيون، وفقا لأرقام وزارة الصحة بإدارة حماس والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

مقالات مشابهة

  • وزير المالية الإسرائيلي يرفض إنهاء العدوان على غزة حتى القضاء علي حماس
  • إسرائيل تدمر معدات نووية في مواقع غير معلومة لحكومة إيران
  • مسؤول أمني .. الأسرى قد لا ينجون من فصل الشتاء
  • صحيفة أمريكية: طهران قدمت تعهداً مكتوباً لواشنطن بعدم محاولة اغتيال ترامب
  • صور الأقمار تكشف: ماذا تخطط إسرائيل على حدود سوريا؟
  • مسؤول سابق بالأونروا: إسرائيل تستهدف الوكالة لمحو الوجود الفلسطيني
  • صحيفة تكشف طموحات الائتلاف اليميني في إسرائيل بعد فوز ترامب
  • صحيفة أمريكية: جنرال أبلغ نتنياهو بتحضير مسلحين لهجوم يوم 7 أكتوبر
  • دار الإفتاء توضح أجر المرأة التي تعمل لأجل الإنفاق على ذاتها أو أسرتها عند الله
  • بابا الفاتيكان يلتقي بعائلات الرهائن لدى حماس