لبنان ٢٤:
2024-09-19@21:29:13 GMT

إسرائيل تريد تدمير حماس.. ماذا بعد الحرب؟

تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT

إسرائيل تريد تدمير حماس.. ماذا بعد الحرب؟

كتب موقع "الحرة": تحدث أستاذ دراسات الشرق الأوسط في كلية جاكسون للدراسات الدولية في جامعة واشنطن ومحلل الأبحاث الأول في معهد كوينسي، ستيفن سيمون، في مجلة "فورين أفيرز"، عن مستقبل قطاع غزة في حال نجحت إسرائيل في القضاء على حركة حماس، المصنفة إرهابية.

وأوضح الكاتب أن إزالة حماس قد تكون فرصة لجلب نظام جديد في غزة أفضل مما جاء قبله، لكن سيتم مناقشة ما إذا كان الأمر يستحق المعاناة الإنسانية بعد الحرب.



وأشار سيمون في تحليله، الأربعاء، إلى أنه من المعروف أن العمليات العسكرية في المناطق الحضرية صعبة وتكلفتها البشرية عالية، وسيكون من المستحيل اقتلاع حماس بالكامل، باعتبارها حركة اجتماعية وليست مجرد جماعة عسكرية.

لكنه يرى أن إسرائيل قد تحقق هدفها الحربي الأقصى المتمثل في تدمير زعامة حماس وقدراتها العسكرية.

ووفقا لسيمون، فقد نشر  الجيش الإسرائيلي حتى الآن 350 ألف جندي احتياطي و170 ألف جندي في الخدمة الفعلية. ورغم أن الجزء الأكبر من هذه القوات سيتم تخصيصه للجبهة الشمالية التي تواجه لبنان وجماعة حزب الله المسلحة، إلا أنه سيكون هناك عدد كبير من الجنود المتبقيين للعمليات في غزة.

وفي الوقت نفسه، تستطيع حماس نشر 15 ألف مقاتل على أفضل تقدير. لكن يتمتع جيش الدفاع الإسرائيلي بسيطرة كاملة على المجال الجوي والشريط الساحلي والحدود البرية لغزة.

ويرى سيمون أنه رغم اعتبار إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، الهجوم البري والحصار المفروض على غزة من قبل إسرائيل باعتبارهما خطرا على الاستقرار الإقليمي وتخشى حدوث كارثة إنسانية، إلا أن قدرة الولايات المتحدة على تغيير مسار إسرائيل في هذه المرحلة محدودة. ولذلك يرى أنه يتعين على الولايات المتحدة وشركائها أن يبدأوا في التفكير بعناية في مجموعة من السيناريوهات، بما في ذلك غزة بدون حماس.

ولفت إلى أنه يجب على واشنطن أن تعمل مع القوى الإقليمية والدولية لإيجاد وسيلة لنقل السيطرة الإسرائيلية على غزة إلى الإشراف المؤقت للأمم المتحدة، بدعم من التفويض القوي الذي يفرضه قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وذكر أنه من شأن بعثة الأمم المتحدة هذه أن تساعد بعد ذلك في إعادة غزة إلى السيطرة الفلسطينية، لأنه ما لم يكن الهدف النهائي هو إحياء السلطة الفلسطينية وسيطرتها على غزة، فإن الدول العربية ستكون مترددة في المشاركة في مثل هذه الخطة بعد ذلك.

واعتبر الكاتب أن مثل هذه العملية لن تنقذ الفلسطينيين في غزة من احتمال الاحتلال الإسرائيلي إلى أجل غير مسمى وجولات متكررة من المناوشات المدمرة أو حتى الحروب مع إسرائيل فحسب، بل ستحافظ أيضًا، من خلال استعادة إدارة السلطة الفلسطينية في غزة، على إمكانية قيام تحالفين، خاصة أن حل الدولة الذي يبدو الآن خيارا بعيد المنال.

وأشار سيمون إلى أن فرصة التوصل إلى ترتيب أفضل في غزة سيعتمد إلى حد كبير على هزيمة حماس، وكذلك إلى شكل الحكومة الإسرائيلية.

وأوضح أنه تحكم إسرائيل الآن حكومة ائتلافية طوارئ جديدة تضم الوسطيين، الذين أيدوا في الماضي حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني ويضم رئيسين سابقين لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس وغادي آيزنكوت.

وتعكس الحكومة الإسرائيلية مجموعة متنوعة من وجهات النظر التي يمكن أن تساعد في العمل كثقل موازن لليمين المتطرف، الذي انتقل إلى مقدمة السياسة الإسرائيلية بعد أن شكل رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، حكومة جديدة، في أواخر العام الماضي. لكن سيمون حذر من طول أمد الحصار الإسرائيلي لغزة في ظل قدرة حماس على الصمود.

وأوضح أن حماس لديها ترسانة من الأسلحة وقامت ببناء شبكة مترامية الأطراف من الأنفاق رغم الضوابط الإسرائيلية الصارمة والمراقبة الوثيقة لغزة.

وذكر أنه من الصعب، وربما من المستحيل، إغلاق غزة بطريقة غير منفذة وطويلة الأمد، لأن هذا سيصور إسرائيل على أنها حارسة السجن التي جعلت غزة عبارة عن معسكر اعتقال ضخم.

ويرجح سيمون أنه في هذه الحالة، أي في فشل إسرائيل في القضاء علي حماس في أسرع وقت ممكن، فالحل بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين في غزة سيكون تسليم السيطرة إلى طرف ثالث وهذا يعتبر أفضل مسار للعمل. وإلا فإن الوضع سيعود في نهاية المطاف إلى نسخة أكثر قتامة من الوضع الذي كان قائماً من قبل، ولن يسفر ذلك إلا عن سقوط أعداد كبيرة من القتلى على الجانبين وتدمير البنية الأساسية الحيوية في غزة.

ويرى الكاتب أنه يوجد بديل واحد على الأقل لهذا التوقع القاتم، وهو أنه يمكن للولايات المتحدة أن تقود مجموعة اتصال تضم مجموعة من الدول المجاورة وقوى خارجية مختارة، وهي على وجه التحديد إسرائيل، ومصر، والأردن، والسعودية، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، والسلطة الفلسطينية. وستضع المجموعة خطة لنقل السيطرة على غزة من إسرائيل إلى الأمم المتحدة بمجرد توقف العمليات القتالية.

ووفقا للكاتب، فهذا من شأنه أن يشكل مهمة هائلة بالنسبة للأمم المتحدة، التي تعاني قدرتها المؤسسية من ضغوط شديدة بالفعل، وتثقل كاهلها بيروقراطية جامدة ومعقدة.

وبغض النظر عن هذه العيوب، فإن الخطوة الأساسية في هذه المرحلة، بحسب سيمون، ستكون تأمين تفويض من الأمم المتحدة في شكل قرار من مجلس الأمن يأذن للدول الأعضاء بتنظيم إدارة انتقالية في غزة، والحفاظ على النظام المدني والخدمات العامة بالتنسيق مع إسرائيل، ووضع خطة للانتخابات في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وأوضح أنه ربما تعمل الصين وروسيا، العضوان الدائمان اللذان يتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن، على عرقلة مثل هذا القرار. لكن ضمان أن يأتي هذا الطلب من مصر، على سبيل المثال، وأن يحظى بتأييد السلطة الفلسطينية (دولة مراقبة في الأمم المتحدة) قد يدفع الصين وروسيا إلى الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن أو حتى دعم هذا المسعى.

واندلعت الحرب في غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر قتل فيه، وفق آخر حصيلة للجيش الإسرائيلي، أكثر من 1400 شخص، غالبيتهم مدنيون. وتحتجز حركة حماس 199 شخصا.

وترد إسرائيل بقصف مركز وعنيف على القطاع أوقع 3478 قتيلا، غالبيتهم من المدنيين، وفق آخر حصيلة لوزارة الصحة الفلسطينية.

وقالت إسرائيل إنها ستفرض "حصارا كاملا" على القطاع الضيق المكتظ الذي يسكنه 2.3 مليون شخص، وقطعت إمدادات الكهرباء وأوقفت تدفق الغذاء والوقود.

 "لا خطة لما بعد الحرب"
ويقول تقرير نشرته رويترز حول غياب خطة إسرائيلية لما بعد الحرب، إن الحملة العسكرية التي أُطلق عليها اسم "عملية السيوف الحديدية" لا مثيل لها في ضراوتها، وستكون مختلفة عن أي شيء فعلته إسرائيل في غزة في الماضي، حسبما قال ثمانية مسؤولين إقليميين وغربيين مطلعين على الصراع رفضوا الكشف عن أسمائهم بسبب حساسية الأمر.

وقال ثلاثة مسؤولين إقليميين مطلعين على المناقشات بين الولايات المتحدة وزعماء الشرق الأوسط إن الاستراتيجية الإسرائيلية الفورية هي تدمير البنية التحتية في غزة، حتى لو سقط عدد كبير من الضحايا المدنيين، إلى جانب دفْع سكان القطاع نحو الحدود المصرية وملاحقة حماس بتفجير شبكة الأنفاق مترامية الأطراف تحت الأرض والتي بنتها الجماعة لتنفيذ عملياتها.

ومع ذلك، قال مسؤولون إسرائيليون إنه ليس لديهم تصور واضح لما قد يكون عليه الوضع في المستقبل بعد الحرب.

وقال مصدر مطلع في واشنطن إن بعض مساعدي الرئيس الأمريكي جو بايدن يشعرون بالقلق من أن إسرائيل، رغم أنها قد تبرع في وضع خطة فعالة لإلحاق ضرر دائم بحماس، فإنها لم تضع بعد استراتيجية للخروج. وأضاف المصدر أن الرحلات التي قام بها وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، إلى إسرائيل شددت على الحاجة للتركيز على خطة ما بعد الحرب في غزة.

ويشعر المسؤولون العرب بالانزعاج أيضا من أن إسرائيل لم تضع خطة واضحة لمستقبل القطاع الذي تحكمه حماس منذ عام 2006 ويبلغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة، وفق رويترز.

وقال مصدر أمني إقليمي "إسرائيل ليس لديها نهاية للعبة في غزة. استراتيجيتهم هي إسقاط آلاف القنابل وتدمير كل شيء والدخول. ولكن ماذا بعد؟ ليس لديهم استراتيجية خروج لليوم التالي".

ولم يبدأ اجتياح إسرائيلي بعد، لكن سلطات غزة تقول إن 3500 فلسطيني قتلوا بالفعل جراء القصف الجوي، ثلثهم تقريبا من الأطفال، وهو عدد أكبر من قتلى أي صراع سابق بين حماس وإسرائيل.

وأبلغ بايدن الإسرائيليين خلال زيارته لإسرائيل، الأربعاء، بأنه يجب القصاص من حماس، لكنه حذر من تكرار أخطاء ارتكبتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول.

وقال "الغالبية العظمى من الفلسطينيين ليسوا حماس... وحماس لا تمثل الشعب الفلسطيني".

وقال آرون ديفيد ميلر خبير شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي إن زيارة بايدن كانت فرصة سانحة بالنسبة له للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفكير في قضايا مثل الاستخدام المتناسب للقوة والخطط طويلة المدى لغزة قبل شن أي غزو.

"مدينة أنفاق"
يقول مسؤولون إسرائيليون بينهم نتانياهو إنهم سيقضون على حماس ردا على الهجوم الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل. لكن ما سيأتي بعد ذلك هو أمر أقل وضوحا.

وقال تساحي هنغبي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي للصحفيين، الثلاثاء، "نحن بالطبع نفكر ونتدبر في هذا الأمر، بما يتضمن تقييمات ويشمل (مشاركة) مجلس الأمن القومي والجيش وآخرين بشأن الوضع النهائي... لا نعرف على وجه اليقين كيف سيكون".

واستدرك "لكن ما نعرفه هو ما الذي لن يكون"، في إشارة إلى هدف إسرائيل المعلن المتمثل في القضاء على حماس.

لكن الكلام شيء والأفعال شيء آخر.

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الأمم المتحدة إسرائیل فی مجلس الأمن بعد الحرب على غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة

طلبت وسائل الإعلام الرئيسية الألمانية، اليوم الثلاثاء، من إسرائيل تمكينها من الدخول إلى قطاع غزة في ظل الحرب المدمرة الجارية فيه، بين القوات الإسرائيلية وحركة حماس، معتبرة أن "إقصاء وسائل الإعلام الدولية بصورة شبه تامة، غير مسبوق في التاريخ الحديث".

وكتب رؤساء تحرير حوالي 15 وسيلة إعلام، من صحف وإذاعة وتلفزيون ووكالة أنباء، في رسالة مفتوحة "بعد حوالي عام من الحرب، نطلب من الحكومة الإسرائيلية أن تسمح لنا بالدخول إلى قطاع غزة".

واعتبرت وسائل الإعلام الألمانية أن "كل من يجعل من المستحيل كتابة ريبورتاجات مستقلة حول هذه الحرب يسيء إلى مصداقيته الخاصة". وأشارت إلى أن الرسالة الموجهة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، سلمت أمس الإثنين.

In einem offenen Brief wenden sich deutsche Journalisten an Israel und Ägypten. Sie fordern Zugang zum Gazastreifen.https://t.co/wxuRDBvdu4

— Israelnetz (@israelnetz) September 17, 2024

واندلعت الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مع شن حماس هجوماً تسبّب بمقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، بحسب تعداد استند إلى بيانات رسمية إسرائيلية. ويشمل هذا العدد رهائن قضوا خلال احتجازهم في قطاع غزة. وخُطف خلال الهجوم 251 شخصاً، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.

وردّت إسرائيل بحملة قصف وهجوم بري على غزة، ما أسفر عن سقوط 41252 قتيلاً على الأقل، وفق وزارة الصحة في غزة.

وتؤكد الأمم المتحدة أنّ غالبية القتلى من النساء والأطفال.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي: هجماتنا تستهدف تدمير البنية التحتية العسكرية لحزب الله
  • أول رد من حماس على المقترح الإسرائيلي الذي يتضمّن "إبعاد السنوار"
  • إسرائيل بين غطرسة القوة ونتائج الطوفان.. قراءة في كتاب
  • الدويري .. القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة يعترف بصدق السنوار
  • خبير عسكري: إسرائيل حققت أهدافا تكتيكية لكنها أخفقت في تدمير المقاومة
  • كيف أقر القائد الإسرائيلي السابق لفرقة غزة بصدق السنوار؟.. الدويري يجيب
  • وسائل الإعلام الألمانية تطالب إسرائيل بالسماح لها بالدخول إلى غزة
  • خالد مشعل: الجيش الإسرائيلي في حالة استنزاف
  • عاجل | القائد السابق لفرقة غزة بالجيش الإسرائيلي: حماس تنتصر في هذه الحرب
  • جنرال إسرائيلي متقاعد: جيش عجز عن تدمير حماس أنى له أن يهزم حزب الله؟