عقد مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس اليوم ندوة بمناسبة الاحتفالات باليوبيل الذهبي لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، وذلك تحت رعاية غادة فاروق، القائم بعمل رئيس الجامعة، ونائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، ورئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية وبمشاركة كل من  السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق وعضو مجلس إدارة المركز، واللواء أ.

ح فؤاد فيود، أحد أبطال حرب أكتوبر، والعقيد حاتم صابر، خبير الإرهاب الدولي وحرب المعلومات، وأدار الندوة  حاتم العبد، مدير المركز.

ورحب العبد بالحضور، مؤكدًا على ضرورة الاحتفال بانتصارات أكتوبر المجيدة لتعريف أجيال الشباب بأمجاد الجيش المصري وبطولاته التاريخية والتصدي لما ينشر من معلومات مغلوطة تهدف إلى زعزعة إيمان الشباب بهذا الإنجاز العسكري العظيم.

فيما تحدث السفير محمد العرابي، عن أهمية الدبلوماسية المصرية والدور الجوهري الذي لعبته في قبل وإبان وعقب الحرب، كما أشار  إلى منهج الرئيس الأسبق السادات، في إدارة الحرب وحسن اختياره للشخصيات المناسبة لفترات الحرب والسلام، ومهارته في التفاوض للحصول على حقوق مصر كاملة، حتى إن بعض من هذه المباحثات تدرس في الكليات العسكرية في مختلف دول العالم حتى يومنا هذا، مؤكدًا في نهاية كلمته أن الدبلوماسية سلاحًا لا يقل أهمية عن السلاح العسكري، حتى إنها تكون أحيانًا الخيار الأنسب لاسترداد الحقوق.

وقد عرض اللواء أ. ح فؤاد فيود مقطع تسجيلي يصور خط بارليف والنقاط الحصينة من حوله وكيف استطاع الجندي المصري ببسالته وحنكته اختراق هذا الحصن المنيع وهدم أسطورة القوة الإسرائيلية التي لا تقهر، كما استعرض سيادته بعض الصور والخرائط التاريخية التي تصور أحداث الحرب بمراحلها المختلفة، منذ نكسة 1967 وحتى تحقيق النصر في 1973 مرورًا بحرب الاستنزاف، وما قدمه الجيش المصري من تضحيات وبطولات يشهد لها التاريخ.

ثم انتقل، العقيد حاتم صابر، من الحروب العسكرية التقليدية إلى الحروب المعلوماتية الحديثة، حيث أكد أن الحرب اليوم سلاحها في المقام الأول هو المعلومات، وهدفها هو استنزاف العقل وتشتيت الفكر، أو ما يطلق عليه حروب الجيل السادس، والتي تهدف إلى نشر الأكاذيب وتضليل الحقائق وهدم الشعوب العربية من خلال القضاء على وحدتها وزعزعة الثوابت والعقائد لدى شبابها.

كما أكد أن الاحتلال الإسرائيلي ليس إلا احتلال إحلالي ونهايته الحتمية هي الزوال دون رجعة، فما علينا سوى الصمود، وإعمال العقل، والبحث الدؤوب عن الحقائق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أبطال حرب أكتوبر الجيش المصري الدبلوماسية المصرية مركز بحوث الشرق الأوسط جامعة عين شمس

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ

التاريخ ليس صدفةً، وأحداثه ليست خبط عشواء، ولكنه بين رابح منتصر وخاسر مهزوم، وفي عام ونيفٍ تغير وجه منطقة الشرق الأوسط كلياً، فما بعد 2024 ليس كما قبلها على كل المستويات، خبت محاور إقليمية وصعدت محاور أخرى، سقط «اليسار الليبرالي» المتطرف في أمريكا والغرب، وصعد اليمين المحافظ، ورجع ترامب لقيادة أمريكا على الرغم من كل ما صنعه اليسار الليبرالي وآيديولوجيته العابرة للحدود.


مطلع الثمانينات، دولياً، حدثت حرب أفغانستان والاتحاد السوفياتي، ووقفت السعودية بقوةٍ مع حق الشعب الأفغاني ومع أمريكا حتى انتصر الشعب الأفغاني، وإقليمياً حدثت ثورة الخميني و«تصدير الثورة»، لكنها انطفأت الآن وتراجعت.
مطلع التسعينات حدث انفجارٌ سياسيٌ وعسكريٌ إقليمياً ودولياً، قاده صدام حسين باحتلاله الكويت، وشكلت السعودية تحالفاً دولياً مع أمريكا ألحق به هزيمةً منكرةً، فاضطر راغماً إلى الخروج من الكويت... وتجرع العراق مرارات الهزيمة والإذلال بفعل عنجهيةٍ حمقاء تنتمي لتاريخ مضى من خطابات القومية والبعث في التاريخ العربي الحديث.
في مطلع الألفية الجديدة، وبعد عقدٍ من الزمان تحركت خلايا «تنظيم القاعدة» ونفذت جريمة 11 سبتمبر (أيلول) في عام 2001 بأمريكا، واختارت القاعدة بوعيٍ من قياداتها وبتوجيه من الدول الداعمة لها إقليمياً أن تجعل غالبية المشاركين في العملية من السعوديين لإحداث شرخٍ في العلاقة التاريخية، ولكن البلدين استطاعا تجاوز الأزمة بالعقلانية والواقعية السياسية، وفشلت «القاعدة» وفشل داعموها.
وفي مطلع العشرية الثانية من الألفية الجديدة جرت أحداث الربيع العربي الأسود، ووقفت السعودية وحلفاؤها في وجهه ورفضته وسعت لاستعادة الدولة المصرية من خاطفيها وعادت مصر لشعبها وجيشها، وتحرك اليمن وكان علي عبد الله صالح مشهوراً بالرقص مع الأفاعي، ولكن رقصته الأخيرة أودت به، لأنه رقص مع الحوثي ضد عمقه العربي في السعودية ودول الخليج، والحوثي باع نفسه ووطنه ودولته وشعبه للأجنبي.
كانت السعودية دائماً مع حق الشعب الفلسطيني، حتى في أحلك الظروف، ولكن الشأن الفلسطيني شأن الشعب الفلسطيني نفسه، وإذا لم تنته «حماس» من حكم غزة ولم ينته «حزب الله» نهائياً من السيطرة على لبنان، ولم تنته «الحوثية» من حكم اليمن، نهائياً ودون مثنوية، فإن اللعبة الغربية الطويلة في الشرق الأوسط ستستمر، وإن بعناوين جديدةٍ ووجوهٍ مختلفة.
في السياسة، لكل بائع مشتر، وإذا كان ترامب مستعداً للبيع فالسعودية مستعدة للشراء، ومصالح البلدين تحكم كلًّا من الطرفين، وصفقات كبيرة وكثيرة في التاريخ والواقع تتم على مبدأ (الفوز للطرفين)، وهذه الصفقة المليارية الضخمة هي لخدمة أجندة السعودية ومشاريعها وقوتها ومستقبلها بعيداً عن أي مغامراتٍ غير محسوبة العواقب تتم في المنطقة، وخطابات المزايدات الشعاراتية رأت الشعوب العربية كيف أودت بدولها واستقرارها وأورثتها استقرار الفوضى.
القيادة السعودية الشابة، قيادةٌ استثنائية ومتحفزةٌ للعمل والإنجاز والنجاح، وهي تنجح في جميع المجالات بشهادة العالم بأسره، وأكثر من هذا؛ أنها تحسن التعامل السريع مع المتغيرات، فالتغيير السريع في السياسية مهارةٌ وفنٌ لا يتقنه إلا الساسة المحترفون وهو أصلٌ تحكمه الجدة وسرعة التفاعل والحيوية المستمرة، وهو شأن السياسيين لا شأن الباحثين والكتاب.
لا تكاد الأجيال السعودية الجديدة تملك نفسها من الفرح العارم الذي يسيطر عليها كل يومٍ، مع كل إنجازٍ ونجاحٍ وتفوّقٍ، داخلياً وتنموياً وإقليمياً ودولياً، بحيث لم تعد دولتهم وحلفاؤها بحاجة للاستمرار في عقودٍ من ردود الفعل، بل هي تشارك في صنع الأحداث وتشكيل الحاضر والمستقبل، وكل هذا نتيجة الرؤية الثاقبة والعمل الدؤوب والمتقن.
محورٌ إقليميٌ معادٍ للعرب دولاً وشعوباً تهاوى، ومحورٌ إقليميٌ آخر يعمل بإمرة الدول الغربية ولخدمتها يعيد تشكيل نفسه وبناء أولوياته، ولكن الذي يجب أن يفكر فيه الباحث والمحلل هو أن غالب الأحداث تصب في مصلحة الدول العربية المتوثبة للمستقبل، وهي بعد لم تستخدم كل عناصر قوتها وما كان لهذا أن يحدث لولا وحدة القرار وشمولية الرؤية وسرعة التفاعل.
أخيراً، فإن التوازن واحدٌ من أهم مفاهيم السياسة، يستطيع المحلل من خلاله إدراك الكثير من المتغيرات وعدم الانجراف معها يميناً أو شمالاً، وهو عاصمٌ في الفكر والسياسة من الحماسة والتهور، ومن التراخي والدعة في الآن نفسه.

مقالات مشابهة

  • برنامج "واحد من الناس" يحتفل بمرور 50 عاما على رحيل كوكب الشرق
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت ملامح الشرق الأوسط بشكل جذري
  • باحثة سياسية: نتنياهو يعزز تحالفه مع ترامب ويسعى لتغيير خريطة الشرق الأوسط    
  • نتنياهو: قراراتنا خلال الحرب غيرت الشرق الأوسط بشكل واضح
  • الشرق الأوسط..تشكلٌ جديدٌ
  • جامعة عين شمس تستضيف تصفيات الشرق الأوسط لمسابقة أوكسفورد برايس
  • جامعة عين شمس تستضيف تصفيات الشرق الأوسط لمسابقة أوكسفورد للمحاكمات الصورية
  • مركز دبي التجاري يكشف عن أجندة فعالياته لشهر فبراير
  • الغرب وكأس الشرق الأوسط المقدسة
  • في اليرزة... وفد أوروبي يلتقي قائد الجيش