استقبل الرئيس الصيني، شي جين بينج، صباح اليوم، الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بقاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية بكين، وذلك بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والفريق/ كامل الوزير، وزير النقل، والسفير عاصم حنفي، سفير مصر لدى الصين، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة الصينية.

وفي مُستهل اللقاء، أعرب الرئيس الصيني، شي جين بينج، عن ترحيبه برئيس الوزراء وطلب منه نقل تحياته لفخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي.

وقال "بينج": إن مصر من أكبر البلاد العربية والإسلامية والإفريقية، كما أنها أول بلد عربي يقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، مؤكدا على الشراكة الاستراتيجية التى تربط البلدين.

وأضاف أنه على مدار 10 سنوات حظيت مصر والصين بعلاقات تعاون مُثمرة في إطار مشروع "مبادرة الحزام والطريق".

وخلال اللقاء، هنأ الرئيس الصيني مصر بالانضمام إلى تكتل "البريكس" مؤكدًا أن هذه الخطوة تُضفي ديناميكية وحيوية جديدة على هذا التجمع الدولي.

وأشار "بينج" إلى أن مصر حققت على مدى السنوات الأخيرة تقدماً ملحوظاً في بناء الجمهورية الجديدة، مؤكدًا دعم الصين لمصر وحرصها على الارتقاء بالعلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وكذا حرص الصين على تحقيق التواؤم بين استراتيجية التنمية في مصر مع أهداف ومحاور عمل مبادرة " مبادرة الحزام والطريق".

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينج، حرص الصين على التعاون مع مصر فى العديد من المجالات، ومنها البنية التحتية، الطاقة، والطيران، والسياحة، والطاقة المتجددة، والرعاية الصحية، وغيرها من المجالات، مُعربا عن ترحيب بلاده بدخول المنتجات المصرية إلى الأراضي الصينية.

وأكد الرئيس شي جين بينج، حرص الصين على توسيع نطاق التعاون على المستوى الشعبي، بما فى ذلك التوسع فى نشر وتعليم اللغة الصينية.

وفيما يتعلق بالتعاون الاقتصادى والمالى، أعرب الرئيس شي جين بينج عن ترحيبه بطرح سندات الباندا فى السوق الصينى ودعم الصين للجهود المصرية فى هذا الشأن، فضلا عن إقرار برنامج لمبادلة الديون بين البلدين لتنفيذ مشروعات تنموية فى مصر.

وعلى الصعيد الإقليمي، أكد الرئيس الصيني اهتمام بلاده بالتعاون مع مصر لحفظ الاستقرار في الشرق الأوسط، في ظل الأحداث الراهنة بالمنطقة، مشيرا إلى ضرورة العمل على وقف إطلاق النار بين الأطراف فى غزة ومنع توسع دائرة الصراع الجارى، مؤكداً دعم بلاده للجهود المصرية الساعية نحو وقف التصعيد وتحقيق التهدئة ومساعيها لفتح ممرات انسانية لإدخال المساعدات والمواد الإغاثية إلى قطاع غزة، ومشيرا إلى أن الحل الشامل يتمثل فى تنفيذ حل الدولتين عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة بما يضمن تحقيق التعاون والتعايش السلمى بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وأوضح أن العالم يشهد الآن تحديات عديدة، ومن ثم نسعى للتنسيق من أجل الحفاظ على مصالح الدول النامية وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم.

وفي غضون ذلك، هنأ الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الرئيس الصيني لإعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، كما نقل تحيات فخامة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، للزعيم الصيني، وسلمه رسالة من سيادته.

وقال "مدبولي": ننظر إلى الصين بوصفها نموذجا يُحتذي به للاقتصاديات البازغة ونتطلع لمزيد من التعاون والتنسيق معها فى المجالات التجارية والاقتصادية وغير ذلك من مجالات التعاون، ومُشيداً بما تم إصداره مؤخراً من "سندات الباندا" المُقومة باليوان فى الصين، والتى من شأنها أن تسهم في دعم الاحتياطات النقدية المصرية.

كما توجّه رئيس الوزراء بالشكر للصين على تمويل وتنفيذ مشروع القطار الكهربائي الذي يربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة مرورًا بمدينة العاشر من رمضان، وهو أحد المشروعات التى تتسق مع "مبادرة الحزام والطريق".

وأضاف مدبولي أن هناك تعاونا أيضاً بين مصر والبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية ولدينا محفظة كبيرة، وقال: شرُفت مصر باستضافة الاجتماع الاخير للبنك بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مُعرباً عن تطلعه كذلك للتعاون مع بنك التنمية الجديد التابع لمجموعة "البريكس" خلال الفترة المقبلة.

ووجه رئيس الوزراء الشكر للرئيس الصيني على دعم مصر للانضمام إلى تجمع "البريكس" وذلك بالنظر لأهمية دور هذا التكتل المهم للغاية فى ظل الظروف العالمية الحالية.

ولفت "مدبولي"، خلال اللقاء، إلى الخطوات التى اتخذتها مصر، والتى من شأنها أن تسهم فى تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، ومن ذلك توسيع المجرى الملاحى لقناة السويس، إلى جانب التوسع فى تطوير وتحديث الموانئ المصرية، والربط عبر شبكة طرق وسكك حديد بين الموانئ المصرية على البحرين الأحمر والمتوسط، وإنشاء الموانئ الجافة، تحقيقاً لفكرة الممرات اللوجيستية التى تخدم التجارة العالمية.

وقال المستشار سامح الخِشِن، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، إن رئيس الوزراء أعرب خلال اللقاء عن تطلعه أيضاً لاستقبال السوق المصرية للمزيد من استثمارات الشركات الصينية في مصر، والبناء على تجارب الاستثمارات الصينية الناجحة بالفعل في السوق المصرية، من بينها نموذج شركة "تيدا" بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، التي تجتذب بدورها المزيد من الشركات الصينية إلى مصر.

وأضاف "الخِشِن" أن رئيس الوزراء نوه إلى التوافق على إجراء توسعات جديدة في منطقة تيدا، حيث أعرب رئيس الوزراء عن تطلعنا لجذب استثمارات جديدة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة ومن بينها صناعة السيارات الكهربائية، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، أخذاً في الاعتبار الحوافز الاستثمارية التي تقدمها مصر للاستثمار فى تلك المجالات خاصة وأن مصر تمثل فرصة للنفاذ لأسواق أفريقيا والأسواق العربية.

وأضاف الخشن أن رئيس الوزراء أعرب عن تقدير مصر لموقف الصين الداعم للقضية الفلسطينية، وتوافق الرؤى بشأن ضرورة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات لغزة.

كما أكد الاجتماع على توافق رؤيتى البلدين بشأن تعزيز التشاور والتنسيق فى المحافل الدولية ومتعددة الأطراف، وكذلك ضرورة الحفاظ على أسس وركائز القانون الدولى بما فيها عدم التدخل فى الشؤون الداخلية للدول.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الجمهورية الجديدة الرئيس السيسي الرئيس الصيني المحافل الدولية دولة فلسطينية م ستقلة رئيس الوزراء رئيس مجلس الوزراء قصف غزة مصطفى مدبولي الحزام والطریق الرئیس الصینی رئیس الوزراء شی جین بینج

إقرأ أيضاً:

تفاصيل المباحثات المصرية الصومالية.. نص كلمة الرئيس السيسي

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي،اليوم الخميس، بقصر الاتحادية الرئيس الصومالي د. حسن شيخ محمود، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.


وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، كما تم التوقيع على الإعلان السياسي المشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية وقعه الرئيسان، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين وقعهم وزيرا خارجية الدولتين. وقد عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً في ختام الاجتماعات.

وفيما يلي نص كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي:


بسم الله الرحمن الرحيم 

أخى فخامة الرئيس الدكتور حسن شيخ محمود..
رئيس جمهورية الصومال الفيدرالية الشقيقة،
يسعدنى بداية، أن أرحب بفخامتكم، وبالوفد المرافق فى بلدكم الثانى "مصر" .. حيث تأتى زيارتكم الكريمة، لتؤكد على الروابط والعلاقات الوطيدة بين بلدينا وشعبينا، التى تعود إلى زمن بعيد.

كما تأتي زيارتكم، أخى فخامة الرئيس، فى وقت شهدت فيه العلاقات بين مصر والصومال.. تطورا كبيرا .. حيث يعد لقاؤنا اليوم، رابع لقاء يجمعنا منذ يناير 2024، لتلبية المصالح المشتركة لدى شعبينا الشقيقين.

السيدات والسادة الحضور،
لقد تباحثت مع أخى فخامة الرئيس "حسن شيخ محمود"، حول مختلف القضايا والتطورات الإقليمية، بما فى ذلك الأوضاع الأمنية والسياسية فى منطقة القرن الإفريقى، وأمن البحر الأحمر حيث توافقنا على ضرورة تكثيف الجهود، للحفاظ على السلم والأمن فى تلك المنطقة الحيوية، المؤثرة على الأمن العالمى.

كما اتفقنا على ما مثلته "قمة أسمرة"، بين مصر والصومال وإريتريا، التى عقدت فى 10 أكتوبر 2024، من نقلة نوعية فى العلاقات والتنسيق بين بلداننا حيث شهدت المباحثات، سبل تعزيز التنسيق فى الموضوعات الإقليمية، فى إطار الحرص على دعم الصومال الشقيق، كركيزة أساسية فى استقرار منطقة القرن الإفريقى.. واتفقنا على أهمية عقد قمة ثلاثية ثانية، لتعزيز هذه الشراكة.

تناولنا أيضا خلال مباحثاتنا اليوم، مجمل تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين .. حيث ناقشنا التقدم المحرز فى المجال الاقتصادى، بعد تسيير خط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشيو.. واتفقنا على ضرورة الحفاظ على الزخم القائم، وتدعيم علاقاتنا الثنائية خلال الفترة المقبلة، بإجراءات إضافية ومحددة، فى مجالات الصحة، والتعاون القضائى، وبناء القدرات، وغيرها من المجالات.

وفيما يخص المجال العسكرى، اتفقنا على مواصلة العمل المشترك، تفعيلا لبروتوكول التعاون العسكرى، الموقع بين البلدين بالقاهرة، فى أغسطس 2024 .. بهدف تدعيم قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الوطنية، لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة. 

وفى هذا الإطار، ناقشنا باستفاضة، مسألة مشاركة القوات المصرية، فى بعثة الاتحاد الإفريقى الجديدة فى الصومال.

واسمحوا لي أن أتحدث عن مشاركتنا في هذه البعثة، التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، ولا تهدف إلى تهديد أي دولة… مشاركتنا إيجابية، فعلي مدار أكثر من ٣٠ عاما ونحن نتألم لما يحدث في الصومال… مشاركتنا تهدف في الأساس للتضامن مع الأشقاء في الصومال… 

الحضور الكريم،
إننا هنا اليوم، لإطلاق عهد جديد من التعاون العميق، حيث وقعت وأخى فخامة الرئيس "حسن شيخ محمود"، إعلانا سياسيا مشتركاً، لترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية .. بما يشمله ذلك من محاور سياسية، وعسكرية، وثقافية، واقتصادية أخرى .. حيث يقضى الإعلان، بإجراء مشاورات سياسية سنوية على مستوى القمة، لمتابعة مجمل تطورات العلاقات بين بلدينا، واستشراف إجراءات تعزيز التعاون فى مختلف المجالات.

كما يسعدنى أن أشهد اليوم - مع أخى فخامة رئيس الصومال - مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وزارتى الخارجية فى مجال التدريب الدبلوماسى.. فضلا عن اتفاق تبادل الإعفاء من تأشيرات الدخول، لحاملى جوازات السفر الدبلوماسية من بلدينا، بما يعزز من آليات المشاورات والتنسيق السياسى، بين مصر والصومال.
أخى فخامة الرئيس.

ستظل مصر دائما، داعمة لإخواننا فى الصومال، وسنعمل معا لتحقيق المزيد من الإنجازات.. فأمن واستقرار بلدكم الشقيق.. "جزء لا يتجزأ من أمننا القومى".


مرة أخرى، أهلا وسهلا بكم - أخى فخامة الرئيس - ضيفا عزيزا كريما، فى بلدكم الثانى "مصر". 

مقالات مشابهة

  • كيف أنقذ المجلس العسكري مصر بعد 25 يناير؟.. مصطفى بكري يكشف تفاصيل جديدة يرد| فيديو
  • نشاط رئيس الوزراء هذا الأسبوع| لقاءات واجتماعات.. ومشاركات في الفعاليات الدولية
  •   أبرز أنشطة رئيس مجلس الوزراء خلال أسبوع.. لقاءات مع شركات عالمية
  • تفاصيل لقاء رئيس وزراء الأردن بحازم عمر رئيس خارجية الشيوخ
  • مصطفى بكري يكشف تفاصيل لقاء الرئيس السيسي بنظيره الصومالي
  • مصطفى بكري يكشف دلالات زيارة الرئيس الصومالي للقاهرة في هذا التوقيت
  • تفاصيل المباحثات المصرية الصومالية.. نص كلمة الرئيس السيسي
  • بتوجيهات رئيس الدولة.. الإمارات تقدم مساعدات إنسانية لدعم الأمن الغذائي في تشاد
  • مصطفى مدبولي يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 25 يناير
  • رئيس الوزراء يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 25 يناير