ربط كثير من الإسرائيليين بين هجوم "طوفان الأقصى" على مستوطنات غلاف غزة، وما تشهده دولة الاحتلال خلال الأشهر التسعة الماضية من عدم وجود حكومة فاعلة، ما وجد ترجمته فيما يصفونه بـ"الكارثة" التي حلّت بالدولة، وانشغلت الحكومة تسعة أشهر بنفسها فقط، وإنقاذ وزرائها المجرمين، حتى انتهى الأمر بـ"الفضيحة" المروعة التي لا يمكن تصورها، ولا تزال غير قابلة للهضم لديهم.



يائير بن خور الكاتب في موقع "زمن إسرائيل"، ذكر أن "الهدف المعلن من الحرب الجارية في غزة بإسقاط حكم حماس ينبغي أن يقابله هدف عند الداخل الإسرائيلي المتمثل بإسقاط حكم بنيامين نتنياهو، لأنه المتسبب بإسقاط الدولة كلها، ولذلك فإن المطلوب قبل الإطاحة بحماس يجب الإطاحة بحكومة اليمين، وطالما بقي نتنياهو في السلطة، فسوف تستمر الكوارث على إسرائيل، ورغم ذلك فلن يتحمل مسؤوليتها، لأنه لم يتحمل مسؤولية أي إخفاق حتى الآن، ولن يستقيل، ولن يجيب عن الأسئلة المعلنة". 

وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "بقاء حكومة نتنياهو الإرهابية أمر يدعو للقلق، ولهذا السبب لا جدوى من اللجوء إليه، والتعاون معه، بل قتاله حتى هزيمته، أكثر من 1300 قتيل إسرائيلي، وأكثر من 3000 جريح، ونحو 200 مخطوف في غزة، ولا أحد يجرؤ على مطالبة نتنياهو بتحمل المسؤولية والاستقالة، ولا تجرؤ وسائل الإعلام على مطالبته وأعضاء حكومته الفاشلة بالظهور أمام الكاميرا وتقديم الإجابات، وكأن الكلام ضده ممنوع، وكأن إسقاط حكومة يمينية يساوي الجنون، حتى أنه لم يقم أي وزير في هذه الحكومة الفاشلة بزيارة جريح إسرائيلي واحد في المستشفى، ولم يتصل أي منهم بأهالي المختطفين الإسرائيليين". 


وتابع "إننا أمام حكومة اللا شيء، لأن الحكومة الفاشلة تؤدي لدولة مختلة، ويمكننا أن نرى الخلل الذي تعاني منه الدولة بشكل جيد للغاية الآن، فالمتحدث باسم الجيش ليس الشخص الذي أتوقع رؤيته على شاشة التلفزيون، أتوقع رؤية رئيس الأركان ووزير الحرب ورئيس الوزراء الذي سيتحدث ويجيب على الأسئلة الصعبة، أو حتى يستقيل، كل ذلك يستدعي إسقاط حكومة نتنياهو، التي يختبئ أعضاؤها كالفئران الجبانة، ويرقصون على الدم".

يوناتان إيلان المحاضر في كلية الاتصالات بجامعة بار إيلان، ذكر أن "أداء نتنياهو في الحرب الحالية أمام حماس يساوي صفرا في القيادة، لأنه بعد مرور أكثر من عشرة أيام منذ هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة، واخترق مئات المسلحين السياج الحدودي، واستولوا على قواعد الجيش القريبة، واقتحموا المستوطنات المحيطة، وبعد أيام قليلة ظهر رئيس الأركان هآرتسي هاليفي أمام الكاميرات، وأعلن مسؤوليته عن أمن الدولة، واعترف أننا لم نرق لمستوى الهجوم، والمسؤولية تقع على عاتقي". 

وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، وترجمته "عربي21" أن "رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا تبع هاليفي بإعلانه عن تحمل المسؤولية الكاملة عن ذلك الفشل، وكذلك فعل رئيس الشاباك رونين بار، ولكن على عكسهم جميعاً يبدو أنه حتى هذه اللحظة يختار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عدم تحمل أي مسؤولية عن تسلسل الأحداث، مما يستدعي تنحيته عن المسؤولية، لأنه لم يعتذر حتى الآن، ولم يقل كلمة آسف، أو أننا كنا مخطئين، لا شيء، بل إنه بين الحين والآخر يطلق خطابات فضفاضة للإعلام، يقرأها كمن يلقّنه أحد ما".

وأشار أن "نتنياهو يبدو مرعوبا، مثل ممثل متجمد خلف الكواليس في نفس اللحظة التي كان عليه أن يصعد فيها على خشبة المسرح، وقام شخص ما بركله على مؤخرته، ودفعه هناك، ويتمتم لنفسه: لماذا أنا بالذات، حتى أنه ظهر مثل شخصية منغلقة، خالية من أي كاريزما، ويفتقر إلى أي ذرة شجاعة، يا لها من مفارقة مريرة، لأننا أمام شخص لم يفوت فرصة لتقسيم المجتمع والجيش، من أجل كسب مزيد من الوقت على الكرسي، لكنه اليوم غاب طويلا عن الحديث مع الناجين من ذلك الهجوم، وهو منشغل بالسياسة التافهة".


وأكد أن "حكومة نتنياهو التي يبذل رئيسها جهودا كبيرة حتى لا يلتصق به الفشل الكبير وعواقبه المدمرة، لأنه باختصار اختطف السلطة، وتهرب من المسؤولية، وهكذا بات نصيبه صفر قيادة، ورغم حرصه على أن يُكتب في صفحات التاريخ باعتباره من جلس على الكرسي أكثر من أي زعيم آخر، لكنه اليوم يواجه نهاية ولايته بفاجعة ملونة بالدم، ما يستدعي منه تحمل المسؤولية، وترك السياسة جانبا، كي تبدأ الدولة من جديد بعملية إعادة الإعمار الطويلة".

تؤكد هذه التقييمات الإسرائيلية المتكررة أن نتنياهو الذي مضى على ترؤسه حكومته السادسة تسعة أشهر أضعف كل مؤسسات الدولة، ناهيك عن انهيارها، وألحق الضرر بالجيش، وما يصفها الإسرائيليون بـ"الكارثة" التي يواجهونها اليوم هي نتيجة انهيار الدولة، ولذلك فإن الاستنتاج الواضح أنه لابد من إسقاط حكمه، باعتباره أمر حتمي، وحاجة عاجلة وفورية، بزعم أنه لا يمكن الإطاحة بحماس دون انهيار حكومته، لأنه طالما يتمتع بسلطة سياسية غير محدودة، فإن الدولة ستستمر في الانهيار، وسيكون مآل العدوان الحالي على غزة الفشل الذريع. 

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة حماس نتنياهو حماس نتنياهو الاحتلال الإسرائيلي طوفان الاقصي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو

اتفق خبراء على أن سعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتأزيم الموقف وإعاقة التوصل إلى صفقة، يثير استياء الإدارة الأميركية، إضافة إلى دعمه للمرشح الجمهوري دونالد ترامب.

وفيما يتعلق بقرار الإدارة الأميركية بسحب حاملات الطائرات من منطقة الشرق الأوسط دعا أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسن أيوب إلى ربط ذلك بما صدر قبل 3 أيام من الرئيس الأميركي جو بايدن الذي قال "إن نتنياهو لا يفعل ما فيه الكفاية للتوصل إلى صفقة".

وأضاف خلال -حلقة (6-9-2024) من برنامج "غزة.. ماذا بعد؟"- أن هذا القرار يدل على أن أميركا تريد أن "تهز العصا" قليلا في وجه نتنياهو الذي يريد تأزيم المشهد -وفق رؤية واشنطن- مما قد يدفع إيران إلى العودة إلى الميدان والرد مجددا.

واتفق الخبير في سياسات الأمن والدفاع بنجامين فريدمان مع أيوب في رأيه وقال إن نتنياهو كان يعارض الحزب الديمقراطي بشكل واضح منذ إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، وهو ما يكرر فعله الآن. وأضاف أن نتنياهو يريد أن يعود ترامب إلى سدة الحكم، وأن يواصل هو بناء المستوطنات.

كما لفت أيوب إلى أن نتنياهو يمارس دعاية انتخابية لصالح المرشح ترامب، بامتناعه عن قبول مبادرات إدارة بايدن مرارا وتكرارا، ويتضح ذلك جليا -وفقا لأيوب- في خروجه بتصريحات تناقض مسؤولي الإدارة الأميركية في كل مرة يتحدثون فيها عن قرب التوصل لاتفاق.

خياران صعبان

وبحسب أيوب فإن إدارة بايدن تمر بواقع سياسي حساس وتواجه خيارين صعبين: إما أن تمارس ضغطا علنيا ومكشوفا على نتنياهو وتحمله مسؤولية تعطيل الصفقة، وهو ما قد يكلفها الكثير من الأصوات، وإما أن تدير ظهرها لأصوات الناخبين العرب والجناح التقدمي المدعوم بمظاهرات الطلاب المتجددة.

كما أوضح أن تصاعد الموقف في غزة واحتمالات التصعيد الإقليمي للحرب تؤثر على مصالح أميركا في المنطقة، وهو ما يدركه نتنياهو جيدا، ولذلك فإنه يعمل على إضعاف مواقف إدارة بايدن على أمل أن يفوز ترامب بالانتخابات، ليلبي له "قائمة أمنياته".

وأكد أن تصرفات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجعل أميركا تخسر الكثير على مستوى علاقاتها وتحالفاتها ومصداقيتها في المنطقة، وتدفع حلفاء واشنطن في المنطقة للتحرك للدفاع عن مصالحهم.

وأشار أيوب إلى أن الإدارات الأميركية المتعاقبة زودت إسرائيل بكل ما تحتاجه حتى أصبحت "قوة إقليمية مقررة"، وأصبحت تتصرف وفق هذا المنطق، موضحا أن مصالحها قد تكون أحيانا على النقيض من المصالح الأميركية، ومع ذلك تسعى لتحقيقها.

الأسرى الأميركيون

ومن جانبه، لفت فريدمان إلى إن التصريحات الأميركية بخصوص حاملات الطائرات يمكن قراءتها في إطار أن هذه القطع العسكرية أُرسلت بهدف ردع إيران والمساعدة في حالة قيامها بهجوم، مع إقراره بأن الخطة غير صائبة من الأساس لأنها ستشجع إسرائيل على إثارة المزيد من المشاكل.

وأوضح أن إرسال حاملات الطائرات لم يكن بقصد بقائها دائما هناك، مشيرا إلى أن إيران قررت على الأرجح ألا تقوم بضربة صاروخية كبيرة، وأن ردها قد لا يحتاج إلى بقاء حاملات الطائرات.

ووصف فريدمان الحديث عن نية واشنطن القيام بصفقة منفردة حول الأسرى الأميركيين فقط بأنه مؤشر واضح على استياء إدارة بايدن من تصرفات نتنياهو، وتزايد شعورها بالإحباط وعدم قدرتها على استخدام نفوذها للضغط على تل أبيب لإنجاح الصفقة.

ونبه إلى أن حكومة نتنياهو لا تحتمل أن تتم صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى، لأنها تحتوي ضمن تشكيلتها على "وزراء متطرفين"، مشيرا إلى أن تحقيق ذلك يمكن أن يتم في وجود حكومة إسرائيلية أخرى.

وأشار فريدمان إلى أن بايدن نفسه عالق في الماضي، ولا يزال ينظر إلى إسرائيل التي تشكلت في الماضي عندما كان سيناتورا، ولم يدرك بعد القيم التي يؤمن بها "الوزراء المتطرفون" الذين يشاركون في الحكومة الإسرائيلية الحالية، والتي تخالف ما تؤمن به أميركا من حرية تعبير ومبادئ ليبرالية.

مقالات مشابهة

  • خبير استراتيجي: عمر حكومة نتنياهو قصير ومصر تتعامل مع المخطط الإسرائيلي بحكمة
  • «القاهرة الإخبارية»: تفكك الداخل الإسرائيلي وانقسامات بسبب نتنياهو وحكومته
  • تقرير: ضباط إسرائيليون كبار يحذرون من “انفجار كبير” في الضفة ويحملون حكومتهم المسؤولية
  • كاتب صحفي: سياسيون إسرائيليون يشاركون في الاحتجاجات ضد نتنياهو
  • “عمى استراتيجي”.. مسؤولون إسرائيليون: نتنياهو يتحدث عن “فيلادلفيا” والمشكلة هي في الشمال
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأمريكية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • خبراء: سحب حاملات الطائرات الأميركية محاولة لـهز العصا في وجه نتنياهو
  • مسؤولون إسرائيليون: فرص التوصل لاتفاق مع حماس ضئيلة
  • اقرأ بالوفد غدا.. إسرائيليون يطالبون بالانسحاب من فيلادلفيا
  • بن غفير يطالب نتنياهو بأن تشمل أهداف الحرب القضاء على حماس بالضفة