الحرب على غزة.. صدمات نفسية لا تنسى لأطفال فلسطين
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
منذ أن شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حربا بشعة على سكان غزة ودمرت منازلهم وقتلت أطفالهم ونساءهم وقصفت مستشفياتهم، أصبح أطفال غزة هم الهدف الأول للصهاينة، حيث وصل عدد الأطفال الذين قتلوا إلى أكثر من 700 طفل من بين العدد الكلّي للضحايا.
هذه المشاهد لها آثار نفسية مدمرة على الأطفال، ونرصد في هذا التقرير الآثار النفسية والصدمة النفسية والأثر الذي تُحدثه الحرب على الأطفال، وبالتحديد أطفال غزة، وفقا لما نشره الموقع الرسمي لمنظمة “يونيسيف” الدولية.
⁃ تشير تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، إلى أن هناك مليون طفل يعيشون في غزة، يرون الموت رأي العين، بين حرب تنتهي و أخرى، وأن هناك نحو250 ألف طفل من أطفال غزة، يعانون من مشكلات نفسية، وفي حاجة للمساعدة والدعم.
⁃ تسبب صدمات الحرب المتمثلة بالإصابة الجسدية المباشرة، والتي غالبا ما يصحبها إصابات نفسية.
⁃ التعرض المباشر لمشاهد الموت والقتل وغيرها، يترك آثارا نفسية تعيش معهم طوال حياتهم، من أهمها اضطراب كرب ما بعد الصدمة، وذلك بوصفه أحد أكثر الاضطرابات شيوعا لدى الأطفال الذين يعيشون في مناطق معرضة للحروب أو يتعرضون لها.
⁃ تسبب اضطرابات القلق والاكتئاب، والتغيرات النفسية المتمثلة بالانسحاب العاطفي.
⁃ الدخول في نوبات الغضب والسلوك العدواني الذي يُحاكي إلى حدٍّ ما العنف أو الأذى الذي يختبره الطفل.
⁃ لا يشعر الطفل الفلسطيني بالأمان في أي مكان كان، وهو مُعرَّضٌ لأن يغادر مسكنه في أي لحظة ليعود فيجد أنه قد سُوي بالأرض، وهي مأساة لا تغيب عن معظم أطفال القطاع الذين عايشوا حتى ولو حربا واحدة على الأقل.
⁃ وجدت دراسة أُجريت في 2014 أن الغالبية العظمى من أطفال فلسطين ممن تعرضت منازلهم للقصف والتدمير الجزئي أو الكامل أن الأطفال الذين يفقدون منازلهم نتيجة تدميرها أو حتى يشهدون قصفا لمنازل غيرهم، يُظهِرون أعراضا نفسية سلبية عديدة، منها فقدان القدرة على التركيز، ومشكلات وصعوبات في النوم، والرعب الليلي، وحِدّة الطبع والمزاج، حيث كانت هذه النسب أعلى بشكل واضح عند مقارنتها بالأطفال الآخرين.
⁃ أصوات القنابل والانفجارات والرصاص المفاجئ الذي لا يعرف موعدا يضع الأطفال في حالة مستمرة من الخوف الدائم والرهبة والقلق.
ذلك أن تلك الأصوات ترتبط بشكل مباشر إما بفقدانهم لمنازلهم، وإما معايشتهم لفقدان أفراد العائلة والأصدقاء المحيطين بهم، يضعهم ذلك في حالة ترقب وخوف في كل وقت، ويرفع من مستويات التوتر، وهو ما يصحبه آثار نفسية سلبية على المدى البعيد.
⁃ الدراسات أكدت أن أكثر الأحداث تأثيرا على الأطفال كانت سماع أصوات القصف المدفعي والطائرات المُقاتلة، وأصوات إطلاق النار، بالإضافة إلى تذكرهم مشاهدة الأشلاء البشرية لضحايا الحرب.
من بين مَن تمت مقابلتهم، أظهر 148 طفلا بنسبة 59% أن الأعراض السريرية لاضطراب كرب ما بعد الصدمة، وعانى 22% منهم من اضطرابات القلق، و51% منهم من اضطرابات الاكتئاب.
⁃ تسبب الحروب ومشاهد القتل والعنف أعراض نفسية مرتبطة بالخوف، تصيب أطفال غزة، كالاكتئاب والقلق، والاضطرابات السلوكية والتبول اللاإرادي، وعصبية المزاج وغيرها من الأعراض.
ولسنوات قادمة، سيعانون من الخوف والقلق، وقلة النوم، وتظهر عليهم علامات القلق مثل الاهتزاز المستمر والتبول اللاإرادي.
⁃ ويؤكد اختصاصيون نفسيون أن الأطفال الذين تعرضوا لصدمة الحرب، يحتاجون إلى عناية طويلة الأمد، عبر منحهم المزيد من الدعم النفسي والاهتمام، وهم يطالبون الأمهات على وجه الخصوص، بمراقبة الأطفال الذين عاشوا تجربة الحرب، تحسبا لظهور اضطرابات نفسية، مثل اضطرابات المزاج والشخصية، وعدم الإحساس بالذات، وفقدان الذاكرة وضعف التركيز.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أطفال فلسطين أطفال فلسطين الصهاينة غزة المستشفيات الأطفال الذین أطفال غزة
إقرأ أيضاً:
عودة الأمل: الأطفال الفلسطينيون يعودون إلى المدارس بعد 15 شهرًا من الحرب
بعد 15 شهرًا من الحرمان من الدراسة بسبب الحرب، يعود الأطفال الفلسطينيون تدريجيًا إلى فصولهم الدراسية، رغم أن العديد من المدارس تحوّلت إلى أنقاض أو ملاجئ للنازحين.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية الدامية على قطاع غزة، فقد مئات الآلاف من الطلاب عامًا دراسيًا كاملًا، حيث تم تدمير العديد من المدارس أو استخدامها كمراكز إيواء. لكن مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني، تمكنت السلطات من إعادة تأهيل العشرات من المدارس، مما أعاد الأمل لآلاف الطلاب بالعودة إلى مسارهم التعليمي.
ويؤكد محمد الأصولي، رئيس قسم التعليم في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أن الجهود مستمرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من العملية التعليمية.
ويقول: "نحن نعيش وسط أنقاض المدارس، لكننا نحاول بكل ما أوتينا من قوة ألا نفقد هذا الجيل. استطعنا إعادة فتح بعض المدارس حتى يتمكن الطلاب من الالتحاق مجددًا بمقاعد الدراسة".
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات هائلة، إذ تضررت أكثر من 95% من مدارس غزة البالغ عددها 564 مدرسة، ويحتاج نحو 88% منها إلى إعادة إعمار كامل، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف). وقد أثر هذا الدمار على ما يقارب 785 ألف طالب في المدارس والجامعات.
وبالنسبة للعائلات النازحة، فإن استئناف التعليم يظل مهمة شاقة. سامية بربخ، وهي نازحة من مدينة رفح، سعت إلى تسجيل أطفالها في المدارس فور إعلان السلطات إعادة فتح بعضها. لكنها تعبر عن إحباطها من تجربة التعليم الإلكتروني، قائلة: "التعليم الإلكتروني غير مجدٍ على الإطلاق، لأن الأم هي التي تقوم بالواجبات بدلاً من الطفل. لا يوجد إنترنت ولا كهرباء، فكيف يمكن للطلاب التعلم؟".
من جانبها، تؤكد نَسمة زَرّوب، وهي نازحة أخرى من رفح، أن غياب البنية التحتية يجعل من التعليم عن بُعد أمرًا شبه مستحيل. وتوضح: "لا توجد مدارس على الإطلاق في منطقة المواصي حيث نقيم. الإنترنت غير متوفر، وحتى الهاتف الذي نملكه نادرًا ما يكون مشحونًا. لدينا هاتف واحد فقط في المنزل، وهذا لا يكفي لجميع الأطفال الذين يحتاجون إلى متابعة دروسهم".
Relatedحماس: "إسرائيل تستخدم الحصار الإنساني على غزة كسلاح" ومنظمة أطباء بلا حدود تصفه بـ"العقاب الجماعي"من "سيدة قطط غزة" إلى أطباء الضفة: أبطال يتحدون العقبات لإنقاذ الحيوانات في فلسطينرمضان في غزة: صائمون تحت وطأة الجوع والمعابر المغلقةولا تقتصر تداعيات الحرب على الدمار المادي، بل تمتد إلى تدمير مستقبل جيل بأكمله. فوفقًا لوزارة الصحة في غزة، أدت الحرب إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 111 ألف آخرين، معظمهم من النساء والأطفال. كما تحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض، وتضررت البنية التحتية بشكل كارثي، مما زاد من تعقيد إمكانية إعادة بناء النظام التعليمي.
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يكافح أطفال غزة وأسرهم من أجل الحفاظ على حقهم الأساسي في التعليم، وسط مشاهد الدمار، وغياب الموارد، وانقطاع الكهرباء، وانعدام الأمن. ومع ذلك، يبقى الأمل قائمًا بأن يتمكن هذا الجيل من تجاوز آثار الحرب، وإعادة بناء مستقبله رغم كل العقبات.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية قصف إسرائيلي يستهدف مبنى سكنيا في مشروع دمر بالعاصمة السورية ترامب يثير الجدل بعد استخدامه مصطلح "فلسطيني" كإهانة لشومر الرئيس الألماني يزور أقدم مسجد بالبلاد ويشارك في إفطار رمضاني غزةمدارس مدرسةتعليمفلسطينالصراع الإسرائيلي الفلسطيني