أهوال "غزة" تتقلص.. كيف تحول الهجوم الصاروخي إلى مجرد "انفجار" بلا هوية
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
استخدمت معظم الساسة ووسائل الإعلام في الغرب كلمة انفجار للحديث عما حدث في مستشفى المعمداني في غزة والذي أودى بحياة 471 من المدنيين العزل.
إقرأ المزيدالرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هو الآخر عن "انفجار" وأعلن اقتناعه بالرواية الإسرائيلية التي تحاول عبثا إبعاد مسؤوليتها وإلصاقها بخصومها، بخاصة مع وجود الكثير من الشواهد القوية على مسؤوليتها عن المذبحة.
الطريقة التي تناولت بها الصحف الأمريكية حادثة مستشفى المعمداني بقطاع غزة، تظهر جلية في "تحولات" صياغة الخبر بموقع صحيفة "نيويورك تايمز" الإلكتروني، فمن "ضربة إسرائيلية على مستشفى قطاع غزة، إلى "الهجوم الإسرائيلي" ثم "الهجوم" فقط، وبعد ذلك "انفجار".
تغطية الحدث الدموي جرت في موقع الصحيفة الأمريكية على الشكل التالي:
أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل مئات الأشخاص في المستشفى.
نتيجة للهجوم على مستشفى في قطاع غزة، قتل ما لا يقل عن 500 شخص.
انفجار في مستشفى في قطاع غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص.
وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى مثل صحيفة "وول ستريت جورنال"، ووكالة "أسوشيتد برس" ووكالة "بلومبرغ" وشبكتي " إم إس إن بي سي وفوكس نيوز" و"سي إن إن"، تحدثت مثل جوقة واحدة بنفس الطريقة.
صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية غطت النبأ المفجع بالقول: "وقع انفجار قوي يوم الثلاثاء في مستشفى بمدينة غزة، مكتظ بالجرحى والفلسطينيين الذين كانوا لاجئين فيه. ونتيجة لذلك، توفى مئات الأشخاص".
هذه الصحيفة تلفت في مقال لصحفي أمريكي إلى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتنياهو يسعى إلى إلقاء اللوم على حماس في مقتل المدنيين، لكن تم الاستشهاد بتصريحات عديدة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حول تورط إسرائيل في العديد من الحوادث. على وجه الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن الدبابات الإسرائيلية كانت أطلقت النار على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في الجزء الأوسط من غزة، حيث كان يحتمي 4000 فلسطيني. قتل ستة أشخاص وأصيب العشرات. في المجموع، تعرض ما لا يقل عن 24 منشأة تابعة للأمم المتحدة للهجوم خلال الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 14 موظفا على الأقل".
وكالة "بلومبرغ" بدورها تكتب باستحياء قائلة، إن بايدن عليه "أن يأخذ في الاعتبار الغضب المتزايد للمجتمع الدولي بشأن تصرفات تل أبيب"، مشيرة قبل ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان اعتبر زيارته "في البداية فرصة لتقديم مساعدات إنسانية إضافية للسكان المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، فقد وضع قصف المستشفى تلك المهمة والاستقرار الإقليمي في موقف خطر. وبدلا من ذلك، اختصر بايدن برنامج رحلته وسيركز في المقام الأول على إظهار الدعم العلني لإسرائيل".
صحيفة "إلموندو" الإسبانية تحدثت بطريقة مختلفة، وكتبت عن الحادث الدموي تقول: "بالنظر إلى الدمار الهائل للمبنى، يبدو من غير المحتمل أن تؤدي قذيفة مماثلة لتلك التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في غزة إلى مثل هذه الكارثة".
بالمقابل ترى صحيفة "إيكونوميست" البريطانية أن المأساة يمكن أن تكون "بسبب صاروخ فلسطيني اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي".
صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية في معرض وصفها ردود الفعل في المنطقة على ذلك "الهجوم الصاروخي" قالت: "في جميع أنحاء العالم العربي، تظاهر الناس مساء الثلاثاء للتعبير عن غضبهم من الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة، والذي ورد أنه قتل مئات المدنيين".
وباستحياء تلفت الصحيفة الألمانية إلى أن السياسيين في أوروبا والولايات المتحدة في الأيام الأولى بعد بدء التصعيد، أكدوا فقط على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، في حين أن الكثيرين "في العالم العربي، قبل وقت طويل من الأمس، كانوا يتحدثون عن (الإبادة الجماعية في غزة) والعقاب الجماعي لشعب بأكمله".
الصحيفة الألمانية ذاتها رأت بمثابة "دلو ماء بارد" بالنسبة للمجتمع الغربي، ما قالت إنها "أخبارا تفيد بأن إسرائيل تطلب من جميع سكان غزة الفرار إلى جنوب الجيب، لكنها في الوقت نفسه تكثف قصف هذه المنطقة بالذات، حيث يموت النساء والأطفال مرة أخرى".
بهذه الطريقة تتحول الغارة الجوية على مستشفى المعمداني في غزة، إلى "انفجار" يخفي الفاعل في البداية، ثم يجري تبني الرواية الإسرائيلية الرسمية عللى الفور، ويتم الإعلان بحماسة أن الفلسطينيين قصفوا أنفسهم، فتضيع الحقيقة وتواصل القوة الغاشمة طريقها المعبد بالخراب والدماء.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة جو بايدن حركة حماس قطاع غزة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقتل 31 شخصا وإصابة 150 آخرين في قصف صاروخي روسي على مواقع أوكرانية بينها مستشفى للأطفال في كييف
قُتل 31 شخصًا على الأقل وأُصيب أكثر من 154 آخرين، اليوم الاثنين، في هجوم صاروخي روسي استهدف عدة أماكن في أوكرانيا بينها مستشفى للأطفال في العاصمة الأوكرانية كييف، ولا زالت طواقم الطوارئ تعمل على إزالة الأنقاض بحثاً عن ضحايا آخرين.
وقد كتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منشوراً عبر منصة X قال فيه "إن القصف الروسي استهدف خمس مدن أوكرانية بأكثر من 40 صاروخًا من أنواع مختلفة، وأصاب مبانٍ سكنية وبنية تحتية عامة".
وأشار زيلينسكي إلى أن عدد الضحايا، جراء استهداف مستشفى أوخماتديت للأطفال، لم يُعرف بعد.
وأضاف زيلينسكي: "من المهم جدًا ألا يصمت العالم عن هذا الأمر الآن وأن يرى الجميع من هي روسيا وما تفعله".
وكان التصعيد في كريفي ريه، بوسط أوكرانيا، قد أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 47 آخرين، فيما وصفه رئيس إدارة المدينة أولكسندر فيلكول، بأنه "هجوم صاروخي ضخم".
بدوره، أشار كبير المدربين في وحدة طبية تطوعية فسيفولود دوروفييف إلى أن بعض الأشخاص لقوا حتفهم لكنه لم يتسن له تأكيد الرقم أو تحديد ما إذا كانوا أطفالاً أو بالغين.
يأتي الهجوم عشية قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي تستمر ثلاثة أيام في واشنطن، والتي ستبحث في سبل دعم الحلف الثابت وبث الأمل في نفوس الأوكرانيين بأن بلادهم يمكن أن تتجاوز أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
مسيّرة أوكرانية تضرب مستودعا للذخيرة غرب روسيا واستمرار حرب الاستنزاف بين البلدين"يجب على أوكرانيا الاستسلام".. بوتين يستقبل أوربان وسط انتقادات أوروبيةدون طرح موضوع العضوية.. اجتماع مرتقب للناتو لبحث استمرار الدعم لأوكرانيافي مستشفى الأطفال، دُمر مبنى مكون من طابقين بشكل جزئي. أما في المبنى الرئيسي للمستشفى المكون من 10 طوابق، فقد تحطمت النوافذ والأبواب، وتناثرت الدماء على الأرض في إحدى الغرف.
ساعد العاملون في المجال الطبي والسكان المحليون في إزالة الأنقاض أثناء بحثهم عن الأطفال والعاملين في المجال الطبي.
شكّل المتطوعون طابورًا يمررون الحجارة والحطام لبعضهم البعض. وكان الدخان لا يزال يتصاعد من المبنى، وقدم المتطوعون وطواقم الطوارئ جهوداً لإنتشال الأشخاص مرتدين أقنعة واقية.
أدى الهجوم على المستشفى إلى إغلاقه وإخلائه. حملت بعض الأمهات أطفالهن على ظهورهن. وانتظرت أخريات في الفناء مع أطفالهن بينما كانت المكالمات الواردة على هواتف الأطباء لا تتلقى أية إجابة.
وفي مكان آخر في كييف، أدى أعنف قصف روسي على العاصمة منذ أربعة أشهر تقريبًا إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 25 آخرين، بحسب مسؤولين. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إن الهجمات التي وقعت في وضح النهار استخدمت فيها صواريخ كينزال التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وهي واحدة من أكثر الأسلحة الروسية تطورًا. ويتميّز صاروخ كينزال بسرعة تتجاوز 10 أضعاف سرعة الصوت، مما يجعل من الصعب اعتراضه.
لفت مسؤولون إلى إن قسمًا كاملًا من مبنى سكني متعدد الطوابق في أحد أحياء كييف قد دُمّر. وقالت شركة الطاقة DTEK إن ثلاث محطات كهرباء فرعية تضررت أو دُمرت بالكامل في منطقتين في كييف.
وقال رئيس المكتب الرئاسي الأوكراني، أندري ييرماك، إن الهجوم وقع في وقت كان الكثير من الناس في شوارع المدينة.
وقال عمدة كييف فيتالي كليتشكو إن التقييمات الرسمية لعواقب الهجوم لا تزال قيد التنفيذ.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مسيّرة أوكرانية تضرب مستودعا للذخيرة غرب روسيا واستمرار حرب الاستنزاف بين البلدين روسيا تهدد باتخاذ "إجراءات" ضد مسيرات أمريكية فوق البحر الأسود مجموعة السبع تتعهد تقديم دعم عسكري "طويل الأمد" لاوكرانيا في مواجهة روسيا قصف روسيا الغزو الروسي لأوكرانيا كييف