استخدمت معظم الساسة ووسائل الإعلام في الغرب كلمة انفجار للحديث عما حدث في مستشفى المعمداني في غزة والذي أودى بحياة 471 من المدنيين العزل.

إقرأ المزيد "القرار حُسم".. حديث عن تفاصيل غزو إسرائيلي لغزة بـ"ثمن باهظ"!

الرئيس الأمريكي جو بايدن تحدث هو الآخر عن "انفجار" وأعلن اقتناعه بالرواية الإسرائيلية التي تحاول عبثا إبعاد مسؤوليتها وإلصاقها بخصومها، بخاصة مع وجود الكثير من الشواهد القوية على مسؤوليتها عن المذبحة.

الطريقة التي تناولت بها الصحف الأمريكية حادثة مستشفى المعمداني بقطاع غزة، تظهر جلية في "تحولات" صياغة الخبر بموقع صحيفة "نيويورك تايمز" الإلكتروني، فمن "ضربة إسرائيلية على مستشفى قطاع غزة، إلى "الهجوم الإسرائيلي" ثم "الهجوم" فقط، وبعد ذلك "انفجار".

تغطية الحدث الدموي جرت في موقع الصحيفة الأمريكية على الشكل التالي:

أدى الهجوم الإسرائيلي إلى مقتل مئات الأشخاص في المستشفى.

نتيجة للهجوم على مستشفى في قطاع غزة، قتل ما لا يقل عن 500 شخص.

انفجار في مستشفى في قطاع غزة أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص.

وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى مثل صحيفة "وول ستريت جورنال"، ووكالة "أسوشيتد برس" ووكالة "بلومبرغ" وشبكتي " إم إس إن بي سي وفوكس نيوز" و"سي إن إن"، تحدثت مثل جوقة واحدة بنفس الطريقة.

صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية غطت النبأ المفجع بالقول: "وقع انفجار قوي يوم الثلاثاء في مستشفى بمدينة غزة، مكتظ بالجرحى والفلسطينيين الذين كانوا لاجئين فيه. ونتيجة لذلك، توفى مئات الأشخاص".

هذه الصحيفة تلفت في مقال لصحفي أمريكي إلى إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين "نتنياهو يسعى إلى إلقاء اللوم على حماس في مقتل المدنيين، لكن تم الاستشهاد بتصريحات عديدة للأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى حول تورط إسرائيل في العديد من الحوادث. على وجه الخصوص، تجدر الإشارة إلى أن الدبابات الإسرائيلية كانت أطلقت النار على مدرسة تابعة للأمم المتحدة في الجزء الأوسط من غزة، حيث كان يحتمي 4000 فلسطيني. قتل ستة أشخاص وأصيب العشرات. في المجموع، تعرض ما لا يقل عن 24 منشأة تابعة للأمم المتحدة للهجوم خلال الأسبوع الماضي، ما أسفر عن مقتل 14 موظفا على الأقل".

وكالة "بلومبرغ" بدورها تكتب باستحياء قائلة، إن بايدن عليه "أن يأخذ في الاعتبار الغضب المتزايد للمجتمع الدولي بشأن تصرفات تل أبيب"، مشيرة قبل ذلك إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان اعتبر زيارته "في البداية فرصة لتقديم مساعدات إنسانية إضافية للسكان المدنيين الفلسطينيين. ومع ذلك، فقد وضع قصف المستشفى تلك المهمة والاستقرار الإقليمي في موقف خطر. وبدلا من ذلك، اختصر بايدن برنامج رحلته وسيركز في المقام الأول على إظهار الدعم العلني لإسرائيل".

صحيفة "إلموندو" الإسبانية تحدثت بطريقة مختلفة، وكتبت عن الحادث الدموي تقول: "بالنظر إلى الدمار الهائل للمبنى، يبدو من غير المحتمل أن تؤدي قذيفة مماثلة لتلك التي تستخدمها الجماعات الإرهابية في غزة إلى مثل هذه الكارثة".

بالمقابل ترى صحيفة "إيكونوميست" البريطانية أن المأساة يمكن أن تكون "بسبب صاروخ فلسطيني اعترضه الدفاع الجوي الإسرائيلي".

 صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية في معرض وصفها ردود الفعل في المنطقة على ذلك "الهجوم الصاروخي" قالت: "في جميع أنحاء العالم العربي، تظاهر الناس مساء الثلاثاء للتعبير عن غضبهم من الهجوم الصاروخي على المستشفى الأهلي في قطاع غزة، والذي ورد أنه قتل مئات المدنيين".

وباستحياء تلفت الصحيفة الألمانية إلى أن السياسيين في أوروبا والولايات المتحدة في الأيام الأولى بعد بدء التصعيد، أكدوا فقط على حق إسرائيل في الدفاع عن النفس"، في حين أن الكثيرين "في العالم العربي، قبل وقت طويل من الأمس، كانوا يتحدثون عن (الإبادة الجماعية في غزة) والعقاب الجماعي لشعب بأكمله".

الصحيفة الألمانية ذاتها رأت بمثابة "دلو ماء بارد" بالنسبة للمجتمع الغربي، ما قالت إنها "أخبارا تفيد  بأن إسرائيل تطلب من جميع سكان غزة الفرار إلى جنوب الجيب، لكنها في الوقت نفسه تكثف قصف هذه المنطقة بالذات، حيث يموت النساء والأطفال مرة أخرى".

بهذه الطريقة تتحول الغارة الجوية على مستشفى المعمداني في غزة، إلى "انفجار" يخفي الفاعل في البداية، ثم يجري تبني الرواية الإسرائيلية الرسمية عللى الفور، ويتم الإعلان بحماسة أن الفلسطينيين قصفوا أنفسهم، فتضيع الحقيقة وتواصل القوة الغاشمة طريقها المعبد بالخراب والدماء.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة جو بايدن حركة حماس قطاع غزة قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مثقفو العراق يطلقون “مبادرة عراقيون” من اجل هوية وطنية جامعة

أبريل 26, 2025آخر تحديث: أبريل 26, 2025

المستقلة/-اطلق مجموعة من مثقفي العراق والناشطين والاكاديميين والصحفيين، اليوم السبت، مبادرة وطنية تهدف الى تعزيز الهوية الوطنية، وترسيخ قيم التسامح والمحبة والاخاء بين أفراد ومكونات العراق كافة.

وجاء في البيان الذي القي، في تجمع أقيم اليوم السبت، في بغداد “نقف اليوم، نحن مجموعة من المثقفين والناشطين والأكاديميين والصحفيين رجالاً ونساء، واستكمالاً لمواقف سابقة، لنعلن بصوتٍ عالٍ عن تمسكنا بالعراق وشعبه، ونستلهم من هويتنا العراقية الحضارية الجامعة قيم التسامح والمحبة والاخاء بين أفراد ومكونات العراق، ولنؤكد رفضنا التام للعبث بمصير وطننا الذي أثخنته الحروب والفساد والخيبات، ولنقف بحزم أمام أية محاولات داخلية أو خارجية لربط مصيره بمصائر بلدان أخرى، أو التفريط بمصالحه، أو التهاون في امتهان كرامة شعبه”.

وأوضح البيان أن “مبادرة عراقيون”، هي “مبادرة ثقافية مدنية بلا دوافع سياسية وليست جزءاً من أي مشروع انتخابي، وإنما تسعى إلى اصطفاف وطني معبر عن صوت الضمير العراقي، لإيمانها بأن الحرية، والمدنية، والتعددية، والشفافية، وكرامة الإنسان، ركائز أساسية لبناء دولة ومجتمع قويّين”.

وحمّلت المبادرة القوى السياسية جميعها مسؤولية ما آلت إليه أوضاع البلاد، منبه إلى إنّ “عدم مراجعة المسيرة الماضية والتهرّب من نقدها وإصلاحها، سيعجّل بانهيار البلد، ولا حلّ للإنقاذ إلا بتصحيح المسار، تصحيحاً جذرياً مهما كان مؤلماً”.

ودعت الى اتخاذ خطوات كبادرة للإصلاح تتمثل بتطبيق قانون الأحزاب بشكل صارم، ومنع مشاركة أي حزب أو كيان سياسي لا يُثبت تخليه عن السلاح، ولا يُفصح عن مصادر تمويله، وإرساء الحريات العامة وحمايتها دستورياً، وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة والتنظيم، دون قيدٍ أو شرط.

كما دعت الى الالتزام الكامل بمبدأ التداول السلمي للسلطة ورفض الاحتكام إلى العنف والاستقواء الخارجي في فرض الإرادات، مع  تحقيق العدالة الاجتماعية من خلال اعتماد سياسات اقتصادية عادلة وفاعلة، والسعي إلى تقليص الطابع الاستهلاكي الذي يهيمن على الاقتصاد العراقي، بما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة ويراعي الحقوق الأساسية لجميع المواطنين رجالا ونساء دون تمييز.

5وطالبت حلّ كافة الجماعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، التي تتحصن خلف شعارات طائفية أو إيديولوجية، والعمل على نزع السلاح من أي فرد أو مجموعة لا تنتظم في صفوف القوات المسلحة الرسمية.مع محاسبة كل المتورطين بقتل المتظاهرين ونهب المال العام، مهما كانت مواقعهم أو انتماءاتهم، وتفعيل مؤسسات الرقابة والقضاء المستقل بما يضمن محاسبة المقصرين والفاسدين بعيدًا عن أي تأثير سياسي.

وتضمن المبادرة الدعوة لحماية استقلالية الإعلام والجامعات ومنظمات المجتمع المدني وتمكينها من أداء دورها الرقابي بحرية ومسؤولية.

كما دعت الى إشراف دولي ومحلي ضامن لتنقية العملية الانتخابية من عمليات التزوير والخروق الأخرى المحتملة في الانتخابات المقبلة. إضافة الى الابتعاد عن نهج المحاصصة في أدارة الدولة واعتماد نهج دولة المواطنة القائمة على الحقوق والواجبات والحريات لكافة مواطني العراق رجالا ونساء.

وفي الختام دعا أعضاء المبادرة في بيانهم من يلتقون مع مبادئها وأهدافها ممن لديهم اسهامات ثقافية مدنية اكاديمية إلى الانضمام اليها.

مقالات مشابهة

  • مكي المغربي: أي شخص يستمع لقحاتي، مجرد استماع، يجب أن يشك فيه إيمانه
  • إيران تتصدى لهجوم سيبراني معقد.. تصعيد أمني بعد انفجار غامض
  • تأكيد هوية مئات الضحايا يرفع عدد شهداء الحرب في غزة إلى 52243
  • مقتل عميد بالجيش في ظروف غامضة بعد الهجوم على منزله
  • بعد مقتل 26 في كشمير.. تبادل جديد لإطلاق النار عند الحدود بين الهند وباكستان
  • مقتل 18 على الأقل في انفجار يعتقد أنه ناجم عن مواد كيماوية في إيران
  • مقتل 12 جندياً في هجوم إرهابي بالنيجر
  • «ثقافة الكاريبي».. هوية أدبية وإنسانية
  • مثقفو العراق يطلقون “مبادرة عراقيون” من اجل هوية وطنية جامعة
  • قصة فنجان قهوة كشف هوية سارق في حائل .. فيديو