نصية: باثيلي لا يريد لليبيا رئيساً
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
قال عضو مجلس النواب، عبد السلام نصية، إن عبد الله باثيلي المبعوث الأممي إلى ليبيا أثبت أنه ضعيف جدًا، ولا يستطيع أن يقود المرحلة في الوقت الحالي، و مُصر على عودة الليبيين إلى الصراع على الحكومات، وضرورة وجود حكومة موحدة، و كلما نسير خطوة إلى الأمام، يُعيدنا إلى الخلف مرة أخرى، ولذلك هذه ليست مرحلة مبعوث مثله.
أضاف في تصريحات صحفية أن هناك توافق كبير لتجاوز العقبات، ولكن باثيلي أثبت أنه غير مستوعب للمشكلة الليبية، ولا أطراف الصراع، وأن مسألة الجولتين في الانتخابات الرئاسية، وُضعت لحل مشكلة في قوانين الانتخابات بشأن مسألة الجنسية، وباثيلي كان على علم بذلك، فلماذا لم تضع الأمم المتحدة الحلول لهذا الأمر؟.
ولفت إلى أن باثيلي كان ينافس على منصب الرئيس في السنغال، ولا يريد أن يكون لليبيين رئيسًا للبلاد، متسائلاً، ما علاقة باثيلي بالتزامن بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟، فهذا أمر من اختصاص المفوضية العليا للانتخابات.
وأشار إلى أن البعثة الأممية لم تقدم أي مقترح أفضل مما قدمته لجنة “6+6″، وباثيلي لم يقم بأي خطوة تجاه مشكلة توافق أطراف الصراع في ليبيا، والحكومة أصبحت غنيمة في ليبيا، وباثيلي لم يطرح خارطة طريق واضحة في البلاد، و لا توجد رغبة لدى باثيلي لتوحيد الحكومة، وهذا هو أول مبعوث أممي يتمسك بالحكومات بهذه الطريقة، و لم يتحدث عن شيء عملي بشأن آلية تشكيل الحكومة الجديدة لإجراء الانتخابات.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
السودان.. الحرب المنسية وخطر الغياب الدولي
المشهد الذي يعيشه السودان مؤسف جدا، ثلاث سنوات من حرب مدمرة حولت الحرب السودان إلى ساحة ترتكب فيها أبشع الكوارث الإنسانية في العالم دون أن يرى ذلك أحد.
وما بدأ أنه صراع على السلطة بين الجيش الحكومي وقوات الدعم السريع تحوّل بسرعة إلى حرب مفتوحة ضد المدنيين، وأنتج مآسي جماعية مزقت النسيج الاجتماعي السوداني وحولت البلد المتقدم في الكثير من المجالات والذي يملك ثروات طبيعية وغذائية كبيرة إلى بلد يعيش في مجاعة فظيعة.
أرقام الكارثة تروي القصة بمرارتها: عشرات الآلاف من القتلى، مئات الآلاف يواجهون الجوع الكارثي، وملايين أجبروا على الفرار من ديارهم. فيما البنية التحتية، التي كانت أصلا هشة، تهاوت تحت وطأة المعارك المستمرة، وسط غياب أي أفق لحل سياسي حقيقي.
ورغم خطورة المشهد، تبدو استجابة المجتمع الدولي خجولة ومجزأة. النداءات الإنسانية لا تجد تمويلا كافيا، والمؤتمرات الدبلوماسية لا تتجاوز حدود البيانات الرمزية. في غضون ذلك، تتسع مأساة دارفور مجددا، ويُهدد الانقسام الجغرافي والعسكري بخطر تقسيم السودان إلى كيانات متناحرة، مع احتمالات صعود تيارات متطرفة من بين إنقاذ الصراع.
وما يزيد المشهد تعقيدا أن بعض الأطراف الإقليمية لا تكتفي بالمراقبة، بل تساهم بشكل أو بآخر في إذكاء الصراع، إما بدعم مباشر للأطراف المتحاربة، أو بصمت يحفز الاستمرار. وفي ظل هذه التدخلات، تقل فرص الحل السلمي، وتتراجع أولويات إنقاذ السودان من حافة الانهيار الشامل.
لا يمكن تصور حل عسكري لهذا الصراع. بل إن الإصرار على الحسم بالقوة يعمّق النزيف ويدمر القليل المتبقي من مقومات الدولة السودانية. المطلوب اليوم تحرك دولي جاد، لا يقتصر على الدعم الإنساني بل يشمل أيضا، فرض مسار سياسي واضح يربط بين إنهاء الحرب وحماية المدنيين، وتوفير ضمانات لانتقال سياسي حقيقي لا يُقصي أحدا ولا يعيد إنتاج الاستبداد مرة أخرى.
كما أن على القوى الإقليمية، وخاصة الدول العربية والأفريقية، مسؤولية مضاعفة للعمل على تهدئة الصراع ودعم مبادرات حقيقية للحوار الوطني الشامل. فالخراب في السودان لن يقف عند حدوده الجغرافية؛ بل ستمتد تداعياته إلى دول الجوار، كما أن موجات النزوح والجوع ستشكّل تحديا إقليميا متصاعدا.
إن صمود السودانيين رغم المأساة، عبر مبادرات محلية لإغاثة المنكوبين وإعادة بناء الحياة اليومية تحت القصف، يستحق دعما سياسيا وإنسانيا أوسع.
ذلك أن استمرار الحرب بصورتها الحالية لا يهدد السودان وحده، بل يمثل جرحا مفتوحا في ضمير الإنسانية جمعاء، وسؤالا حرجا عن مصداقية النظام الدولي في حماية الشعوب الضعيفة وقت المحن.
السودان لا يحتاج إلى بيانات تضامن عابرة، بل إلى خطة إنقاذ متكاملة تضع إنهاء الحرب وإعادة بناء السلام أولوية إنسانية لا تحتمل مزيدا من التأجيل.